أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم سوزه - الاعلام بين استقلالية الخطاب وانتمائية الممارسة














المزيد.....

الاعلام بين استقلالية الخطاب وانتمائية الممارسة


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2075 - 2007 / 10 / 21 - 09:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ليس بالضرورة ان تكون الممارسة معبرة دوما عن الخطاب اي خطاب مهما كان موقعه وايا كان مصدره ، فهذه الاشكالية البيروقراطية لا يمكن لها ان تحل بسهولة خصوصا في واقع مثل واقعنا اليوم تلابست فيه المفاهيم وتداخلت به المعاني حتى على مستوى الخطاب الديني ، فالخطاب الاسلامي باعتباره خطابا ماورائيا يخضع في كثير من الاحيان وللاسف الشديد الى ممارسة قسرية من قبل البعض لا تعبر عن روح النص ولا عن جوهره الذي يحمل في ثناياه كل ما هو ممكن التأويل اي خطابا تسامحيا كما يراه البعض وآخر عنفيا يغري انياب المفسرين لا عقولهم.
يجب الاشارة الى اننا لا نعني بالخطاب مجموعة كلمات مكتوبة ذات معنى محدد او كالتي يلقيها علينا ثراثرة الساسة لساعات طويلة بين الفينة والاخرى بل هو نسق بنيوي يشتمل على مجموعة من المفاهيم والايديولوجيات التي تسبق الوجود وتحدد شخصية الانسان ، ولعل هذا ما قصده انجيل يوحنا حينما قال في اول جملة له "في البدء كانت الكلمة" اي اسبقية الخطاب على الوجود ، وبهذا فان مفهوم الخطاب من وجهة نظر فلسفية اوسع بكثير من مفهوم المذهب او الطائفة مما يعني بانه نظام ستراتيجي صارم يتحكم بالفرد مهما ادعى من استقلالية .
ربما ابتعدنا قليلا عن عنوان المقال لكنها مقدمة ضرورية لبيان ان الاستقلالية معدومة في ظل هكذا خطاب وانها خير توطئة للولوج في الظاهرة الاعلامية والتعرض لمؤسساتها المختلفة التي تدّعي بانها مستقلة ، فان كانت مستقلة فعلا كما تدّعي على مستوى الخطاب فمحال ان تكون كذلك في الممارسة لاننا نجد الكثير من وسائل الاعلام المختلفة سواء كانت مرئية او مقروءة او مسموعة تدعي بانها مستقلة وحيادية كجزء من خطابها الكلاسيكي غير انها تمارس ما يخالف ذلك علنا انطلاقا من الخطاب البنيوي العام الذي اشرنا اليه في بداية الحديث .
هناك من يعرّف "الاعلام المستقل" بانه اعلام منفصل عن ارادة السلطة ومستقل عن توجهاتها اي غير خاضع لاي حكومة او حزب او تنظيم فيكون له مساحة واسعة من الحرية والمعارضة وتبني الافكار الخاصة ، فنقول نعم صحيح اذا كان هذا هو معنى الاستقلال فهناك الكثير من وسائل الاعلام المستقلة لكننا نعتقد بان هذا المعنى هو مفهوم ضيق للاستقلال فليس من الانصاف ان نعد كل وسيلة منفصلة عن السلطة مستقلة طالما لا يوجد اطلاقا انسان مستقل على هذا الكوكب حسب المفهوم البنيوي ، فحتى الوجوديين الذين اوهموا العالم فضلا عن انفسهم بانهم احرار لا ينتمون الى اي عقيدة او توجّه بل تفاخروا في اعلانهم التمرد ضد التمذهب كما يقول هايدغر "انا حر ... اذن انا موجود" ، هم في حقيقة الامر سقطوا في ابشع انواع التقوقع حينما اسّسوا لهم جملة من العقائد والافكار لتجعل كل من يؤمن بها وجوديا ، بالتالي ليست هناك استقلالية او حرية حقيقية في اطار الايمان بالطرح الوجودي كذلك .
لعل هذا ما جعل البنيويين يعلنون موت الانسان صراحة على هذا الكوكب حيث لا يوجد انسان للانسان نفسه ولا توجد استقلالية او حرية في ظل وجود بنية مفاهيم مسبقة تشكّل فكرا مؤرشفا لا يمكن الابتعاد عنه او التنصل منه بأي حال من الاحوال .
وعليه متى ما وجدنا انسانا مستقلا غير محكوم بعقيدة ما او ميول معينة حينها فقط ممكن ان نجد اعلاما مستقلا لان الانسان خلف كل شيء بما فيه الاعلام ، ومهما تكن هذه الوسيلة الاعلامية فلابد لها ان تتأثر بذلك الانسان الذي يقف خلفها او الذي يعمل فيها .
بعد هذا الكلام كله تبيّن بانه ليس فقط الاعلام المرتبط بالمؤسسة الرسمية او بالجهة الحزبية اعلاما غير مستقل بل حتى المنفصل عنهم يعد كذلك ، وهنا لابد من التنويه بأن الاستقلالية غير الحيادية فليس بالضرورة ان يكون الاعلام الرسمي اعلاما غير حياديا بمجرد انه مدعوم من جهة رسمية ولا الاعلام المنفصل دوما على حق لانه بعيد عن تأثيرات السلطة ومؤثراتها ، فما زالت هناك توجّهات تدفع باتجاه المعارضة لا لشيء الا للمعارضة نفسها ، بالتالي اصبحت اسيرة ايديولوجيا الخلاف وهوس الاختلاف فلم تعد مستقلة هي الأخرى .



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة العنف ... عنف الثقافة


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم سوزه - الاعلام بين استقلالية الخطاب وانتمائية الممارسة