أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصباح الغفري - رؤســاء الإنترنيت وحكام البامبرز !















المزيد.....

رؤســاء الإنترنيت وحكام البامبرز !


مصباح الغفري

الحوار المتمدن-العدد: 639 - 2003 / 11 / 1 - 04:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



     الديكتاتورالباكستاني  ضياء الحق مات ، ويستطيع أي مواطن سوري أن يصرح بذلك دون خوف أو وجل ، فمن مزايا الديموقراطية في زمن مسؤولي البامبرز ورؤسـاء الإنترنيت أنك تتمتع بحرية الحديث عن 99،99من طغاة العالم المنتشرين بين طوكيو ومكسيكو ، تستطيع إعلان أنباء انتقالهم إلى الرفيق الأعلى ، أو إذاعة أخبار ملاحقتهم من قبل المحاكم الدولية بسبب الجرائم التي ارتكبوها أو بسبب انتهاكهم لحقوق الإنسان ، دون أن تخشى زوار الفجر ، فزوار الفجر انقرضوا ، والإعتقال لم يعد يجري ليلا كما كان في عهد الرفيق المناضل كوجوك علي أوغلو ، الإعتقال اليوم يجري علنا ، في الشارع أو في عيادة الطبيب أو في مجلس الشعب !ولا تسأل عن الحصانة ، فلا حصانة لمن لم يجعل لسانه حصانه ، إن صانه صانه ، وإن خانه خانه !
     من مآثر الرئيس مسبق الصنع ، قائد مسيرة الحزب والشعب ، رائد الإنترنيت والبوكيمان ، أنه أتقن صناعة الفخار مبكراً ، حتى أنه تفوق فيها على والده "عظيم الأمة القائد الرمز" كوجوك علي أوغلو، وصناعة الفخار من تراثنا الوطني ، ونحن ، حكاماً ومحكومين ،خير من يركّب أذني الجرة من قبل ومن دبر و ما بينهما   ، لكن الجرة التي ورثها سيادته كابراً عن كابر تكسرت في زمن والده الراحل ألف مرة ومرة ، في حماه وفي تدمر وفي جسر الشغور ، تكسرت في الجولان وفي لبنان ، تكسرت مع الأتراك في الاسكندرون ومع الأكراد في مسألة أوجلان ، الجرة إياها لم يبق فيها موضع عضة لبعوضة إلا وفيها نطفة من ابن حرام ، ولذلك قرر القائد الشاب تجبير هذه الجرة التراثية الموروثة وتطيينها بطين يتناسب مع ثورة الكومبيوتر والإنترنيت والمعلوماتية ، فحرية المعلومات لا تنفي حرية السلطات ، فإذا كان رياض الترك يستطيع أن يعلن على مسمع ومرأى من العالم أجمع أن الديكتاتور حافظ الأســد قد مات ، فإن ذلك لا يمنع السلطات الإنترنيتية الرشيدة من إعلان اعتقاله " بسبب مخالفته للقانون " ومحاولته النيل من الرئيـــس المتوفى الذي ما انفك يحكم البلاد عن طريق مماليكه و خصــــيانه حتى لحظة كتابة هذه الســـــطور .
رياض الترك متهم بالإساءة إلى سمعة رئيس قضى زهرة شبابه وكهولته وشيخوخته وخرفه في الحكم ، ولم يقتل في عهده الزاهر أكثر من بضع عشرات  الألوف من المارقين ! يعني يا سادة يا كرام ، الرفيق المناضل كوجوك علي أوغلو قتل أقل من واحد في المئة من  السكان  ،وأبقى على قيد الحياة حوالي 99% وهي نسبة معقولة جداً في رأي فقهاء مسح الأحذية والسياسيين المتخصصين في الذبح الحلال ، لا يجادل فيها إلا كل موتور أو حاقد أو عميل لمنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان من أمثالنا، أليس فوزه في الإستفتاءات الشعبية خلال ثلاثين عاماً بنسبة 99% دليلاً يفقأ الحصرم في أعيننا نحن الذين دأبنا على الدس و الافتراء على النظام التقدمي الذي حقق المعجزات ؟ وأي معجزة أعظم من معجزة استنساخ رئيس إنترنيتي من  الجينات المورثة  للقائد الرمز ؟
    إذن لا لزوم  لأي فذلكة أو " لت وعجن " في هذه الظروف التاريخية الدقيقة التي تمر بها أمة الفياغرا، لاصوت يعلو على صوت المعركة ، فلكي يتفرغ القائد الشاب طبيب العيون لمهماته بهدوء ، علينا أن نقف جميعاً صفاً واحداً خلف قيادته الحكيمة ، والحكمة لا تحتاج إلى تجربة أو خبرة أو ممارسة ، يكفيه فخراً أنه تلقى رئاسة الدولة هدية من والده الراحل ، وتم استنساخه بدقة لا تقل عن الدقة في استنساخ النعجة دولي !
     سأذيع سراً خاصاً بالقراء اللئام فقط !
لو أن سيادة الرئيس مسبق الصنع لم يحبط مؤامرة أصحاب المنتديات من " المدافعين زوراً عن حقوق الانسان " و يضعهم في السجن ، لتعرضت البلاد إلى خطر ماحق لا يبقي و لايذر ، لكن الله تدارك الوطن برحمته و ألهم سيادته ، بعد أن صفن و فكر كثيراً ، أن يجتث جذور الفتنة التي تهدد الوحدة الوطنية ، هذه الوحدة التي تجلت منذ أكثر من ثلاثين عاما بنسبة 99% تمتليء بها صناديق الاقتراع ويتم بها الإفتراع ، ومن حضر السوق إشترى وباع !
أكرم الله الوطن العربي من المحيط إلى الخليج بحكام لهم بعض صفات الباري عز وجل ، فكلهم " يُغير و لا يَتغير " وكلهم لا يَغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ! ومن نعم الله التي لا تحصى عدداً ، أن خلق لنا من الجينات الوراثية للرفيق المناضل كوجوك علي أوغلو نسخة متطورة لا تهتم بعمى الأبصار فقط ، بل تتعدى اهتمتماتها ذلك إلى الردع الإنترنيتي ! فالحمد لله الذي لا يحمد على رئيس مستنسخ سواه !
     في الشريط الممتد بين قصر الصخيرات في المغرب وحلبجة في كردستان العراق ، ملوك فقدوا الذاكرة وأصيبوا بسلس البول ، ومع ذلك فإنهم ، بكرم وتفان منقطع النظير ، يصرون على خدمة بلدهم وشعبهم رغم المرض ورغم فقدان الذاكرة ،ورغم عدم قدرتهم حتى على التبول ، إنهم متمسكون بخدمة بلادهم حتى وهم في حفاضات البامبرز الشهيرة ، وليس بعد هذا الإيثار والجود والله من مزيد ! وفي هذا الشريط أيضا رؤساء جاهزون مصنعون وفق الشروط و المواصفات الموضوعة من قبل البنتاغون والسي آي إيه والبنك الدولي ، يصبح أحدهم قائدا لمسيرة الحزب والشعب فجأة ودون سابق إنذار ، تماما كالموت بالسكتة القلبية !
     يموت الديكتاتور العربي حتف أنفه على الفراش لا في معركة تحرير الجولان  ، وتخرج الملايين لا لتشييعه بل للتأكد من وفاته ، فيجتمع مجلس الشعب فورا لتعديل الدستور وتفصيله على مقاس فلذة كبد سيادته ، ويبقى سيادته حاكما بأمره من القبر .
     ينتهي مجلس الشعب الموقر من مهمته التاريخية في تركيب أذني الجرة الدستورية وفق المواصفات المطلوبة من قبل مختار المخاتير في واشنطن ، وتبدأ مهمة الحزب القائد ، وهو حزب تقدمي إشتراكي قومي عربي ، ينتسب ابن سيادته إلى الحزب في الساعة التاسعة صباحا ، تجتمع القيادة القطرية للحزب في التاسعة وخمس دقائق ، يقبل طلب الإنتساب في التاسعة وتسع دقائق  ، في التاسعة وعشر دقائق ينتخب أميناً عاماً للقيادة القومية ، وفي التاسعة والربع يُصبح مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية ، وقبل أن يوارى الديكتاتور الفقيد الثرى ، يكون ولده الحبيب قائداً لمسيرة الحزب والشعب ، حاملاً لرتبة فيلد مارشال التي تعب من أجلها مونتوغمري ثلاثين عاماً !
     من مزايا رؤساء الإنترنيت من الجيل الشاب الجــديد ، سرعة حرق المراحل ، وهي سرعة إنترنيتية أين منها سرعة الضوء ، كن ابن ديكتاتور وستحمل رتبة فيلد مارشال قبل أن يرتد إليك طرفك ، وحتى قبل أن  تتعلم أصول الفرار من المعارك أو أسلوب تسليم الجولان  ، ألم يقل شاعرنا العربي : كن ابن من شئت واكتسب أدباً ؟ هنا كن ابن كوجوك علي أوغلو واكتسب من الألقاب ما تشتهي ومن سيارات المرسيدس ما تشاء فالزعماء والعقداء خدم وإماء !
     كان المغفور له عبود الكردي مشهوراً في دمشق ، كان شارباه معقوفين بحيث يقف عليهما النسر ، وكان " شرواله " علامة من علامات الزكرتية ، فلم يكن في ذلك الزمن مكان للبلطجية ، قال  مرة وقد سئل عن  رأيه في الوضع السياسي :
- حكم الأولاد خرب البلاد !
وكما قال الشاعر أحمد مطر :
       إنتهى عهـــد مبـــاد
       وأتى عهـــد مبيـــد
       ولكم أيام شهـــد
       ولنا " يوم الشــهيد "!
                                                   



#مصباح_الغفري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المســـألة الحِماريــّة! في توريث الجمهوريّـة والجماهيريـّـة
- فلسفة - الاستكراد - وديموقراطيــــة الإســـتعباد!
- يوم دخلت السُـلطة إلى حَمّــام الأســــطة!


المزيد.....




- ماكرون في القاهرة: هل من مبادرة جديدة لوقف إطلاق النار في غز ...
- نحو سوريا أفضل.. إلى السوريين حكومة وشعبا
- شولتس يبحث مع زعماء كتل برلمانية ألمانية كيفية الرد على رسوم ...
- حتى طيور النعامة لا تحب بوريس جونسون! (فيديو)
- تراجع الأسواق العالمية بسبب رسوم ترامب وخسارة بتريليونات الد ...
- بلدٌ يشيخ: عشرات آلاف اليابانيين بلا أسرة أو معيل لا يجدون م ...
- -كيف سيتغير الاستثمار إذا لم يعد الدولار هو المهيمن على العا ...
- بلاغ صحفي : إطلاق مبادرة لتشكيل لجنة نيابية لتقصي الحقائق حو ...
- ماكرون والسيسي يرفضان أي -تهجير قسري- لسكان قطاع غزة
- لماذا يميل الشاب إلى التقاعس عن الادخار من أجل -خريف العمر-؟ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصباح الغفري - رؤســاء الإنترنيت وحكام البامبرز !