أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصباح الغفري - المســـألة الحِماريــّة! في توريث الجمهوريّـة والجماهيريـّـة















المزيد.....

المســـألة الحِماريــّة! في توريث الجمهوريّـة والجماهيريـّـة


مصباح الغفري

الحوار المتمدن-العدد: 639 - 2003 / 11 / 1 - 04:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



        " كلما ازدَدْت مَـعـرِفــة بالإنســان ، إزدادَ إعجابي بالحـيوان !"

                                                ( مارون عبـود )

 هل أتاكم حديث جريدة " ابن الكلب " التي أصدرها قبل أعوام نادي الأراكيل الديموقراطي في حمص ؟ نشرت هذه الجريدة على صفحتها الأولى في عددها الأول الصادر في شهر آذار 1995هذه الأبيات من الشعر الحلمنتيشي :
          تقدمت الصغارُ على الكبـار       لقد جارَ الزمانُ على الكبار
          كأنّ  زماننــا من قـوم لـوطٍ       له وَلعٌ بتفضيل الصـــغار !
     جريدة ابن الكلب التي صدرت مُستلهمة تراث جريدة " الكلب" التي كان يصدرها المرحوم صدقي اسماعيل ، لم يصدر منها غير خمسة أعداد ، وتوقفت لأسباب ليست غامضة إطلاقاً ، كما توقفت بعدها جريدة " الدومري" لأسباب واضحـة وضوح البعْـرَة في أسـت الجمل!  فلا شيء في الوطن العربي غامض غير حقوق الإنسان وحقوق المسؤولين وأبنائهم وأقاربهم حتى الدرجة السابعة عشرة .أما توقيف جريدة ساخرة أو اختفاء مواطن ، فأمر واضح و مفهوم جداً ، فالجريدة ارتكبت بتاريخ لم يمر عليه الزمن جريمة " إطالة اللسان " !
     يقال أن هناك مشروع قانون لتحديد طول لسان كل مواطن ، بما يتناسب مع التحديات التي تواجهها أمتنا في ظل النظام العالمي الجديـد ، والله أعلم !
علم الوراثة هو " علم العلوم " في هذه الظروف التاريخية التي تمر بها أمـــة الفياغرا ، وإذا كنتم في شك من هذه الحقيقة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها و لا من خلفها ، فما عليكم سوى الاطلاع على ما تنشره وسائل الإعلام العربية ، فالرجل المريض يوشك أن يلاقي وجه ربه ، والورثة يتحلقون حول سريره وفي أيديهم وثائق حصر الإرث ، ألم يُثبت علماء الوراثة ، أن العبقرية والانتصارات والحكمة وضبط النفس وجميع الصفات التي اكتسبها " الشخص " ، تنتقل بالإرث نزولاً على عمود النسب ؟
     وعلماء الوراثة الذين نتحدث عنهم ليسوا ماندل ومورغان ، اللذين يُنكران انتقال الصفات المكتسبة ، هذان عالمان رجعيان لايفقهان من الأمر شيئاً ، ظهر لدينا والحمد لمن لا يُحمَـــد على علمـــاء وراثة  سواه ، علماءٌ جُـــدد يشــغلون مناصـــب " أمنيــة وثقافيــة " ، وافتتحــوا مع علماء الإرث الشــرعي ، دور إفتــاء تفتح ليلاً نهــاراً فقط ، مهمتها تسويق الأبناء والبنات والأصهار ، وتهيئتهم لتولي المهمات الجسام ، ولم يعدم هؤلاء الذين يشغلون مناصب أمنية وثقافية أنصاراً ومؤيدين من كل صنف ولون ، من الذين يجيدون الرقص بأكثر مما ينفخ الزمّار !
     وراثة الأبناء للآباء " شرعية " ، ولهذا الإرث الشرعي جداً علاقة بالمسألة الحمارية الشهيرة ، فما هي المســألة الحمارية ؟
 المسألة الحمارية ، وهي تنسَــجمُ سَــجْـعاً مع المسـألة الجمهورية والجماهيرية ، حدثت في عهد سَــيدنا عمر بن الخطاب ، توفي يومها شخص لا أولاد له ، وانحصر إرثه بوالديه وإخوته الأشقاء وأخ لأ م ، والقاعدة أن أصحاب الفرائض يرثون أولاً ، وما زاد على ذلك يقتسمه العصبات ، وأصحاب الفرائض هم الوالدان والأخ لأم ، وقد استغرقت حصصهم التركة ولم يبق لإخوة المتوفى الأشقاء وهم من العصبات  شيء ! ذهب الإخوة الأشقاء إلى الخليفة عمر غاضبين وقالوا له :
- هب أن أبانا كان حماراً ، ألسنا لأم واحدة ؟
ومن هنا جاءت تسمية هذه المسألة الإرثية بالمسألة الحمارية ، وقد اجتهد عمر ، بأن وزع فريضة الأخ لأم على جميع الإخــوة ، انتهت المسألة بهذا الإجتهاد ، ولكن مسألتنا الحمارية نحن الشعوب التي ترعى الكلأ بين المحيط والخليج لما تنته بعد ، ذلك أننا لســنا وَرَثة ، بل نحن جزء من التركة التي سوف يقتسمها فلذات أكباد مسؤولينا الذين نموت فيهم حباً وعشقاً ونفتديهم بالدم والروح .
     بعد الحرب العالمية الأولى تقاسمت فرنسا وبريطانيا تركة الباب العالي الذي كان مريضاً بالفالج ، إتفق سايكس وبيكو على تقاسم سوريا والعراق وفلسطين والأردن ، وكانت قسمة " ضيزى " بالنسبة لشعوب المنطقة ، التي مازالت تعاني من هذا التقسيم حتى هذه اللحظة ، وفي الثلاثينيات من القرن العشرين ، حاول " الداماد " أحمد نامي الذي اختاره الفرنسيون حاكماً لدمشق ،  باعتباره يحمل لقب الداماد ومعناه صهر السلطان ، أن يقنع الفرنسيين بتعيينه ملكاً وراثياً على سورية ، واليوم يرث جميع الأبناء جميع الآباء ! وحتى المسـؤول الذي لم يرزقه الله ولداً ، أو القائد التاريخي لحزب تقدمي ، فإن زوجته ترث الثروة والحزب والحكم وسيارة المرسيدس من بعــده ، فالصفات المكتسبة تنتقل أيضاً بالمضاجعة !
     من المفهوم أن يحب الحاكم أبناءه ، وأن يرى فيهم كما يرى كل أب بأبنائه ، ولكن من غير المفهوم و من غير المقبول ، أن يوظف بعض الكتاب أقلامهم لامتداح عبقريات ما كُنا لنسمعَ عنها لو أن صاحبها لم يكن ابن " الشخص " .
المســألة الإرثيــة الحماريّــة منهــا وغير الحماريّــة ، تشــغلُ الكتاب والصحفيين في هــذه الأيام العجــاف :
ـ  في مصــر يتحـدثون عن وراثـة ابن الرئيس المُزمن للرئاسـة والنيل والأهرامات أيضـاً .
ـ في ليبيا تشــتعلُ واقعة الجمل بين  سيف الإســلام وشـقيقته عائشــة ،  لوراثة عرش الجماهيرية .
ـ في اليمن الذي كان ســعيداً ، يتربص ابن الرئيس للتربع على عرش الإمامــة الجديدة .

وحتى الوزراء المُزمنون ، والأمناء العامون لأحزاب الديكورات الديموقراطية ، يتحفـزون لتوريث مناصبهم إلى ورثتهم !

تفتحــت شــهية الجميــع إلى توريث الدولة والأحـــزاب ووكالات السجائر والتليفونات المنقولة وغير المنقولة ، بكامل موجوداتها وحدودها الجغرافية وعمولاتها ،  " مفروشــة " إلى الخلَـف ، سـيراً على " السُـــنّة " السـورية !

 وقـد جاء في الحديث الشــريف :
"  من سَـنّ سُــنة حســنة ، فله أجرها وأجرُ من عمِـلَ بها إلى يوم القيامة ، ومن سَـنّ سُــنَّةً سَــيئـةً ، فعليه وِزرُهـا وَوِزرُ من عمِلَ بها إلى يوم القيامــة " .

 يقال أن دائرة " معادلة الشهادات " في وزارات التربية والتعليم ، أصبحــت تعادل شـهادة حصـر الإرث بشـهادة الدكتوراه ، خصـوصـاً إذا كانت مُصَـدّقـةً من وزارة الخارجية الأميركية أو من البنتاغون !

اللهم لا نسألك رد القضاء وإنما نسألك اللطف فيه !

                                                     



#مصباح_الغفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة - الاستكراد - وديموقراطيــــة الإســـتعباد!
- يوم دخلت السُـلطة إلى حَمّــام الأســــطة!


المزيد.....




- هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي ...
- هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
- ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
- محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح ...
- إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
- سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
- الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
- تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف ...
- هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
- نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصباح الغفري - المســـألة الحِماريــّة! في توريث الجمهوريّـة والجماهيريـّـة