أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عزيز الحاج - العقل والحكمة في قضية حزب العمال الكردستاني!














المزيد.....


العقل والحكمة في قضية حزب العمال الكردستاني!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2074 - 2007 / 10 / 20 - 12:42
المحور: القضية الكردية
    


كان من الطبيعي أن تثار ضجة كبيرة حول قرار البرلمان التركي بتأييد مطاردة مسلحي حزب العمال الكردستاني الذين يستغلون وجودهم في بعض أراضي كردستان العراق لتنفيذ عمليات تفجير وقتل داخل تركيا، وما تؤدي إليه من سقوط ضحايا سواء من جنود أو شرطة أتراك، وعلى الأخص من المدنيين الأبرياء. نقول هنا كنقطة ضوء إن حركات التحرير الشهيرة لم يقم يوما بعمليات عشوائية يكون المدنيون ضحاياها، فلا في فيتنام، ولا في أوروبا ضد الغزاة الفاشيين، ولا أيضا في كردستان العراق، حيث لم تكن قيادات حركنها المسلحة تعتدي على المدنيين العرب.
إن مسلحي هذا الحزب المتواجدين في أراضي كردستان العراقية هم بمثابة لاجئين سياسيين وضيوف على إخوانهم الأكراد، وللضيف واللاجئ السياسي في كل بلد حقوقه وواجباته والتزاماته، وقبل كل شيء عدم القيام بأعمال تسئ لمصالح البلد المضيف من قريب أو بعيد.
إن كفاح أكراد كردستان تركيا، وهم أكثر من 15 مليونا، في سبيل حقوقهم القومية، من إدارية، وثقافية، ولغوية، هو كفاح مشروع تماما نظرا لحرمانهم من أبسط هذه الحقوق، التي ينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومبادئ وأهداف الأمم المتحدة، بل إن للأمة الكردية المجزأة بين تركيا والعراق وإيران وأقلية في سوريا الحق في تقرير المصير لحد تكوين دولة كردستان الكبرى.
هذا كله صحيح، وصحيح أيضا أن العمل السياسي القومي يخضع لضوابط وقواعد تفرضها الظروف السياسية، من محلية، وإقليمية، ودولية، في كل مرحلة، فالعمل السياسي الرشيد ليس هو الانسياق وراء العاطفة القومية مهما كانت نبيلة. إننا نعرف مثلا عشرات التصريحات لقيادات كردستان العراق في رفض الانفصال، وفي عدم الانسياق وراء عواطف شرائح من الشارع الكردي حتى إن تفهمنا نواياها وعواطفها الطيبة، ومخاوفها وهواجسها من مستقبل الأيام.
ما كان لنا أن نعلق لو أن حزب العمال يمارس عملياته من داخل الأراضي التركية، أما أن يمارسها من البلد الذي يستضيفه فإنه موقف ترفضه المصالح العراقية وقواعد العمل الدولي.
إننا هنا لا نريد التوقف عند دعوة زعيم الحزب أوجلان بعد اعتقاله للتخلي عن العمل المسلح وانتهاج العمل السلمي، وهو ذو أشكال كثيرة، كما لا نريد التذكير بقرارات أمريكا والاتحاد الأوروبي باعتبار الحزب إرهابيا، وهذا مفتوح لتبادل الآراء. كلا، ولكن نذكر بالتالي:
أولا، وكما قلنا، إن حزب العمال هو ضيف ولاجئ في بلد غير بلده الأصلي برغم أنه بين إخوان له في القومية؛
ثانيا، وبصرف النظر عن ذلك، فإن الكفاح المسلح ينتهي في النهاية إلى مآزق ومزالق تسئ للقضية نفسها ومهما كانت عدالتها، وهذا ما أشار له الأخ الدكتور عبد الخالق حسين في مقاله الأخير المنشور في 18 الجاري، وكنت قد تطرقت عشرات المرات لأضرار استخدام العنف في العمل السياسي لأن كل عنف يستثير عنفا مقابلا، وقد توصلت لهذا الاستنتاج في بداية الثمانيات، وأوضحته للأستاذ خالد القشطيني في حينه وسجله في كتابه عن "اللاعنف".
إن الثورات المسلحة الناجحة، بالعمل العسكري أو الانتفاضة المسلحة، ومهما كانت شرعيتها وعدالتها، فإنها لابد أن تفجر نوازع العنف وثقافته في الشارع وبين القوى السياسية.
إن من حق أكراد العراق احتضان إخوانهم في القومية، والتضامن معهم من أجل الحقوق المشروعة، ولكن هذا لا يجب أن يعني الصمت عن عمليات عسكرية ضد بلد مجاور تجري من أراضيهم، لاسيما وإن للعراق وكردستان مصالح مشتركة مع تركيا، وتعاون متعدد الأشكال، ومن الواجب تعزيزها، خصوصا وإن أعداء العراق كثيرون، ولا ينبغي السماح بمن يريد أن يضيف لنا عدوا جديدا. نذكر أيضا أن بين القيادات الكردية العراقية وتركيا علاقات وثيقة منذ التسعينات المنصرمة، وكان بعض الاتفاقات الكردية – الكردية الهامة جدا يتم في تركيا، وصرح بيان حكومة إقليم كردستان بأن التجارة والاستثمارات التركية جوهرية لنمو اقتصاد المنطقة."
لقد وصلت الحالة من إحراج العراق والقيادات الكردية خاصة لحد جعل وزير الخارجية الأستاذ هوشياري، وهو كردي أيضا، يطالب حزب العمال بترك العراق، كما أن حكومة كردستان وقادة الاتحاد الكردستاني يبدون تفهما كبيرا للموقف التركي في حماية أراضيه ومواطنيه، ويعرضون وساطتهم لحل القضية سلميا، لأن أية عملية عسكرية تركية كبيرة داخل العراق تعتبر اعتداء على سيادتنا الوطنية، وسوف تضر بتركيا نفسها، ناهيكم عن العراق وكل المنطقة.
أخيرا، فنحن نعتقد أن حزب العمال أمام خيارين إما وضع السلاح جانبا والعيش في أمان بين أكراد العراق، وإما المغادرة كما طالب الأخ هوشيار زيباري، والذي أضاف:
""عليهم ترك العراق لأهل العراق وأن لا يجلبوا مشاكل إضافية لما نعانيه." وتلكم كلمات حق وحكمة سياسية.



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تكون المرأة العراقية ضحيتهم الأولى..
- عن الجدل المثير حول قرار الكونغرس
- سلمان شكر في ذمة الخلود
- أين أنتم من محنة سلمان شكر!؟
- مع التطورات العراقية الأخيرة
- هل نحو حكومة تكنوقراط عراقية؟؟
- نعم.. المواطنة هي الأساس..
- وأخيرا جاء دور الطائفة الأيزيدية!
- مثلث التطرف الإسلامي
- بين الفرحة الفريدة والأحزان المقيمة.
- الكابوس الليبي وتراجيديا الممرضات البلغاريات..
- الفوز الرياضي العراقي بين الابتهاج والموت!
- جيش المهدي ومفارقات السيد رئيس الوزراء..
- مفهوم الاعتدال السياسي لدى القيادات العراقية
- الأحزاب الدينية الحاكمة وتقويض العملية التربوية في العراق
- أين العرب من مأساة دارفور؟؟!!
- حرب تطهير العراق من المسيحيين
- بماذا يتباهون؟؟
- هل الانتخابات الحرة خطر على الديمقراطية؟
- إنهم يحرقون المنطقة..


المزيد.....




- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عزيز الحاج - العقل والحكمة في قضية حزب العمال الكردستاني!