أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم اليوسف - الإعلام الضال ظاهرة مسيلمة الصحاف أنموذجا















المزيد.....

الإعلام الضال ظاهرة مسيلمة الصحاف أنموذجا


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 638 - 2003 / 10 / 31 - 03:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

إن من يتتبع الخط البياني للاعلام العربي , بعامة , و الفضائيات العربية , بخاصة , سيصاب بالذهول ازاء (( حركية)) هذا الخط , التي تنم عن تخبط بين , بل و غياب استراتيجية اعلامية يمكن الاعتداد بها , و الاستفادة من دورها الفاعل , لاسيما ازاء حالة (( الحرب )) كما هو واقع العراق الآن.
واذا كان المعروف لكل محلل لما يجري الآن في الحرب الدائرة ضد العراق , ان هناك حرباً إعلامية ، قبل حرب التكنولوجيا توجه عواطف الناس في كل مكان , وتتلاعب بها , وتوجههم كما يحلو لها , إلى درجة العماء , بل الى درجة أنك تلتقي من يطرح وجهة نظر ما , لا تصمد أمام أولى أسئلته الذاتية , ناهيك عن أسئلة الواقع , حيث تنقلب الحقائق رأساً على عقب , ويتجمل القبيح , ويتقبح الجميل عبر مسرحية هزلية تدعو إلى الاستغراب ...
لقد لوحظ – في زمن هيمنة القطب الأمريكي – ولادة نمط تفكير ما بعد حداثوي , ينسف مقومات منظومة التفكير المحتكمة الى المنطق , إنه التفكير المتماهي مع غريزة القوى المستوحشة , غير المكترثة بأية نواميس , أو ضوابط أخلاقية , أنها أخلاقيات مجرد الفكرة المنبتة عن ضوابطها , والتي لاعلاقة لها بمنظومة الافكار من حولها , بل والخارجة على مقاييسها الى حد مروع , غير مسبوق , ولعل نمط التفكير هذا , الذي يفرضه نظام – القطب الأوحد – سرعان ما تصادى في ذهنيه بدائية , غير متمدنة , جاهلية , لا تعرف سوى أقصى طرفي السلب و الايجاب , بين عقليتين متضادتين متماهيتين تماماً , لدرجة إننا بتنا أمام ما نسميه ونشهده في وسائل الاعلام العربية , آراء متناقضة , لا يمكن لها أن تكون عفوية – رغم حالة التخبط , هذه , لدرجة ان التهويل الاعلامي يكاد يفتقد – على الدوام – الحلقة الرئيسة , ويركز في المقابل على الجزئيات التي في الاصل : تحصيل حاصل , لا أكثر ... ولعل ما يمكن أن أسوقه هنا من أمثلة – مشخصة – في هذه الفضائيات , هو انسياق بعضها وراء أكاذيب تطلقها , حول قيام – أكراد – بسرقة ممتلكات عامة , أوخاصة , وهذا النبأ أطلق شرارته الأولى – السيد كمال بياتلي – من خلال حوار أجرته معه إحدى الفضائيات العربية , وبات يتصادى هذا الكلام في أكثر من فضائية عربية , ولا أريد - أن أكرر ما قاله قبلي كتاب آخرون , هو أن عمليات السلب والنهب هي نتائج بديهية لمقدمات أية حروب , بل ان أؤكد ان العالم – برمته – رأى بأم عيونه , ان مثل هذه الأعمال الشنعاء , لم تبدأ في محض مدن كردية , أولاً , ولا أريد بمثل هذا الكلام ان أوجه أصابع الاتهام إلى أحد , لدرايتي بعلاقة ماتم باستراتيجيات الحرب , أولاً ....وأخيراً ( إنه صورة مستنسخة عن إعلام الصحاف و تابعه ع . عطوان ) وكمثال حول إمكان التلاعب بعواطف المشاهدين , هو أن إحدى الفضائيات قدمت لقطة لامرأة عربية بدوية من مدينة كركوك , وهي تندب , وتولول , وتصرخ : الأكراد أنذرونا بمغادرة بيتنا بعد يومين فقط .....
و أؤكد انني – ككردي – تألمت أمام هول اللقطة , وقلت في نفسي : علينا كأكراد ألا نكرر سلوكيات طاغية بغداد وسواه , في طرد المواطنين الأصليين من بيوتهم و استبدالهم بمواطنين آخرين ....
إلا أن الحقيقة سرعان ما انقشعت أمام سؤال المذيع :
ومتى سكنتم هذه الدار ؟ , لتجيب المرأة : لقد استقررنا في هذا البيت منذ 1991هنا تماماً أدركت ان هذه المرأة – قد استوطنت في هذا البيت وهو في الأصل لعائلة كردية , وما دموعها التي تسيل من عينيها إلا دموع أي محتل لمسكن غيره , يعز عليه تركه لأصحابه بعد أن ألفه إلى حين .....وإذا كنت أعترف بأن هناك أصواتاً عربية منصفة , تنظر الى المشهد من خلال رؤية موضوعية , دقيقة , غير صحّافية , بتشديد الحاء , رغم ما تلاقيه من حملات غوغائية جاهلية مستبدة , إلا أن هذه الاصوات تبدو نشازاً , خارج النسق الإعلامي التضليلي , لعدم وجود متلق قادر على التحرر من جملة قيود تكبله , وتجعله يسمع الصورة ويراها في آن واحد ....إن تلك الفضائيات العربية , كما يبدو , تحاول أن ( تصب الزيت على النار ) بدلاً من أن تطفئها , وهي بهذا تخدم ..جملة أغراض وأهداف مرسومة لها , متناسية المهام الاولى التي ينبغي تناولها , وهذا ما يكرس حالة ( بؤس إعلامي ) غوبلزي , في أسوأ صورة ....مقيته , عرفها تاريخ الاعلام حتى الآن .....مقابل كل غوغاء بعض الفضائيات ووسائل الاعلام العربية , شهد العالم إعلاماً كردياً في غاية الاتزان , هو نتاج سياسة كردية حكيمة ( مثلها السيد مسعود البارزاني ) الذي صار يلفت إليه الانظار عراقياً , وعربياً , وعالمياً, وليس أدل على ذلك ان الحرب على العراق لم تبدأ من – كردستان – وهذا ما لم تعكسه وسائل الاعلام العربية , التي سقطت رهانات - أكثرها – بخصوص الدور الكردي , وبدأ الالتفات من جديد إلى – الكرد – كواقع , مفروض على الساحة , حقيقي , ذو حضور فعلي لا بد منه , رغم محاولات اخفاء و تغييب شمس الحقيقة بغرابيل القمع والارهاب .
وإذا كانت الحرب على العراق – تجسد في محتواها حرياً عالمية جديدة ثالثة , أو رابعة – بدأت بسقوط دكتاتور العراق الجائر – فان هذه الحرب ستعطي – والى وقت طويل – دروساً , لا بد من فهمها من قبل كل من يريد أن يعتبر , سواء أكان ذلك بصدد – الأنظمة الدكتاتورية – أو بصدد جوهر الدور الأمريكي المنطلق أصلاً من محض مصالحه الخاصة , وهذان الأمران ينبغي أن يركز عليهما أي اعلام يريد أن يبدو (( محترماً )) في هذا المعمعان , ولعل هذه الأنظمة , نفسها , أحوج اليوم أن تقف أمام الحقائق وتستقرئها , وتحللها بروية , لا أن يتم تزويرها , وتحويل الهزائم والمجاعات الى انتصارات وفراديس وهمية .... وهذا بالتالي تزوير لارادة الجماهير , وتزوير للتاريخ , دون أن ينطلي ذلك – في النهاية – على القوة الحقيقية المتحكمة بالصيرورة الزمنية التي هي في صالح الانسان .....
لقد أثبت التاريخ – إن اعلام – الفورة العاطفية – اعلام المزاج – والاعلام أحادي الاتجاه – واعلام النخب – والاعلام الذي يجند نفسه من أجل خدمة العروش الزائلة – هو في نهاية المطاف , اعلام تابع , زائف , مضلل , مرذول , يغدو مثالاُ في الانبطاحية , والخنوع وتقبيل قدم السلطان , من جهة , والاستبداد مع المتلقي , من جهة أخرى , ولعل هذا الاعلام – الساقط – هو الذي بارك على امتداد عقود , نرجسية طاغية العصر – صدام حسين - وهو الذي دفعه باكثر ليستمرىء اذلال شعبه , ويقدمه – أي الطاغية – على أنه سليل نسب الرسول ( ص ) ومخلص العصر , الكذبة التي انطلت على جهال العرب , بل وبعض مثقفيهم في آن واحد , لا سيما و اننا بدأنا قرنا جديداُ , لا يزال يفكر كثيرون أنه لا بد من رمز اسطوري على غرار رجالات العصور السابقة فوقعت الانظار على هذا الرجل الزائف , الهش , وياللسخرية ....1..
لقد آن الاوان أن يلفظ هذا الاعلام – اينما كان – انفاسه الاخيرة – حتى و ان صار يسعف في بعض مراكزه بحقن صحّافية , منعشة , الا أنه في النهاية , غير قادر على خلق حالة التفاف حقيقية , حوله , نظراُ لاستناده على أرض هشة , لا تؤمن له سبل الارتكاز و التواصل , لاسيما وأن المتلقي قد تشكل لديه الآن رصيد كاف يخوله عدم الاستمرار في الانخداع , بما هو مسلط عليه – اعلامياُ – سواء أكان ذلك عبر وسائل الاعلام المقروءة , أو المسموعة , أو المرئية التي باتت تداهمنا في عقر منازلنا , دونما استئذان .  

 



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكمة الكردية في الزمان الصعب !!
- ما بعد الانترنيت
- التلفزيون السوري والبرامج الرمضانية
- على هامش ندوة:مهامنا السياسية
- حوا ر مع الشاعر العراقي اسعد الجبوري
- طيـب تيزيـنـي فـي مقالـه; مثقفون لا رعايا
- حامد بدرخان الراحل وحيداً
- احوار مع البروفيسور والناقد الكردي عزالدين مصطفى رسول
- حوار مع الباحث الماركسي السوري عطية مسوح - اليسار العربي تجا ...
- صناعة ا لموظف الحكومي
- لنفكر معا.. مقترحات اولى من اجل اجراء مسابقات عمل ناجحة وعاد ...
- مداخلة إبراهيم اليوسف في الندوة التي أقامها الحزب الديمقراطي ...
- جامعة بلا طلاب
- مداخــلة الاستاذ إبراهيم اليوسف – اللجنة الوطنية لوحدة الشيو ...
- برنامج (الاتجاه المعاكس) : عقدة صراع الديكة..!
- كيف أصبح وزيراً......؟!
- إلى من يهمه الأمر رجاءً على أبواب تشكيل الحكومة الجديدة
- الآلية الأفضل لاختيار المسؤول : الحالة التربوية كحجر أساس وا ...
- الإعلام السوري أسئلة أكثر إلحاحاً
- الرأي الآخر !محاولة فهم قاصرة


المزيد.....




- بعد جدل حول -اسلمي يا مصر-.. كريم الشناوي يصدر توضيحًا بشأن ...
- فوسفور إسرائيل يدمر الحياة جنوبي لبنان
- -إفريقيا قارة المستقبل- – غانا
- الدفاع الروسية: تحطم طائرة من طراز -تو 22إم3- في مقاطعة إيرك ...
- الإخبارية السورية: غارة إسرائيلية على مبنى البحوث العلمية ف ...
- صفارات الإنذار تدوي في مستوطنات غلاف غزة
- رئيسا أركان الجيش الإسرائيلي و-الشاباك- يتوعدان من رفح بـ-تو ...
- مرشح ترمب لرئاسة هيئة أركان الجيش يتعهد أن يكون قائدا غير حز ...
- غارات أميركية تستهدف مواقع تابعة للحوثيين في الحديدة وصعدة
- الجيش الأميركي يعلن إرسال مزيد من العتاد الجوي إلى الشرق الأ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم اليوسف - الإعلام الضال ظاهرة مسيلمة الصحاف أنموذجا