أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - تداعيات القيود الطائفية للقائمة الموحدة















المزيد.....

تداعيات القيود الطائفية للقائمة الموحدة


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2073 - 2007 / 10 / 19 - 09:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



اذا اردنا ان نضع نموذجاً مصغراً للمأزق العراقي الحالي , فلا نجد افضل من مأزق قائمة "الائتلاف" تجسد مأساته , ونوعية الصراع الذي يكتنفه , والرغبات المجنونة في التسلط واغتصاب المواقع المؤثرة سواء في مؤسسات الدولة , او بفرض سيطرة مليشياتها , والأستحواذ على المال العام والخاص . دون الألتفات لأية مسؤولية تجاه وحدة وسلامة الوطن والأهتمام بباقي مكونات المجتمع . وكان لغياب المشروع الوطني التأثير المباشر في تشتت التوجه العام للقائمة , ووضع اوراقها القوية بيد النظام الايراني , وكل تنظيم يسير وفق مصلحته الذاتية , ولا تأثير لمن وجه بتشكيل القائمة واراد لم وحدة الشيعة لحفظ حقوقهم آية الله العظمى السيد علي السيستاني , الا اذا احتاجوا لدعمه في قضية تخص تنظيماتهم . ولعل المهزلة الأخيرة في توقيع السيد عبد العزيز الحكيم والسيد مقتدى الصدر وثيقة " الشرف" بحقن دماء التنظيمين الشيعيين المتصارعين "المجلس الاعلى" و" التيار الصدري" وبأشراف النظام الايراني , وعودة المعارك في الديوانية بعد يومين من توقيعها , توضح الحالة المزرية لفشل السياسيين العراقيين , والشيعة بالذات في الوصول الى هذا الدرك .

الأشهر الأخيرة كشفت بشكل اوضح عن توجهات مكونات القائمة , واظهر حزب " الفضيلة" الاسلامي عن عدم استجابته ومعارضته للنهج الطائفي الموالي لايران , واعلن انسحابه من القائمة تحت رفع الراية العراقية, والرغبة المبطنة بالاستئثار في سلطة البصرة وما جاورها . وتبعه في الانسحاب " التيار الصدري" الذي لاتعرف له لحد الآن ملامح سياسية محددة , مما وضعه في رأس قائمة الحراك السياسي المشاغب , وقد تمكنت العصابات المنضوية تحت اسم التيار من فرض اجندتها على نمط حياة الكثير من احياء ومدن الجنوب , فصادرت حرياتها وسقط الكثير من الشهداء على ايدي هذه العصابات , التي وجدت في استمرار الصراع الدموي وغياب القانون البيئة النموذجية التي يمكن ان تستمر فيها . والمستقلون لايستطيعوا ان يفعلوا شيئاً مؤثراً في سير " الائتلاف" لقلة عددهم , فبعضهم يتألم لما وصلت اليه الامور , والآخر متورط ولا يعرف اي الطرق يسلك , والقليل استفادوا وأخذوا يدافعون عن الفشل بحمية مثل الدكتور علي الدباغ الناطق الرسمي للحكومة .

وحزب " الدعوة" الذي يتمظهر بكونه اكثر موضوعية من باقي الاطراف , وتحاول قياداته ان تقنع الآخرين بأنها لاتزال مخلصة لتاريخه النضالي المجيد وشهدائه الابرار , ولم تقع لحد الآن تحت تأثير الأستئثار بالمناصب الرسمية . الا ان اداء قيادييه في رئاسة الوزراء الدكتور ابراهيم الجعفري والسيد المالكي تؤكد على ان الحفاظ على هذا المنصب و "مستشاريه " هي الاهم في اولوياتهم . فالدكتور الجعفري استنفذ كل الوسائل للأحتفاظ بمنصب رئيس الوزراء بعد الفشل الكبير الذي رافق ادائه , والذي اسس لأختراق المليشيات الشيعية المتطرفة لأجهزة الأمن والشرطة , وهو المسؤول الاول ومعه وزير داخليته من "المجلس الاعلى" بيان جبر عن هذه الجريمة التي اعاقت اي تقدم للحالة الامنية . ولولا تدخل الامريكان في ازاحته , وترشيح المالكي بدله لأستمر في عناده الذي أخر تشكيل الحكومة الحالية لأكثر من ثلاثة اشهر . ورئيس الوزراء الحالي السيد المالكي لايعرف اين يضع رجليه , ولم يحسم االتوجه في اغلب القضايا الرئيسية مثل اعادة تشكيل الحكومة , والمصالحة الوطنية , او انجاز القوانين التي لها مساس بأستقرار الوضع .

ان " المجلس الاعلى" بما يمثله من ثقل نوعي , وقوة تنظيم , يبقى المؤثر الاقوى في سير وتوجيه قائمة "الائتلاف" , وفشله في اقناع باقي اطراف القائمة لتبني شعار فيدرالية " الوسط والجنوب" على اساس طائفي , هو الذي دفع السيد عمار الحكيم للقيام بحركته غير المعقولة بالذهاب الى الرمادي لأقناع العرب السنة بضرورة اقامة الاقاليم الطائفية , وهم الرافضين اصلاً لمبدء الفيدرالية .
و"المجلس الاعلى" التنظيم السياسي العربي الوحيد من الشيعة والسنة الذي ايد مشروع التقسيم للشيوخ الامريكان , ولهذا التأييد والحماسة التي اظهرها السيد عمار الحكيم شكك الكثيرون بوطنية عمار والمجلس .
ومن المعروف ان " المجلس الاعلى" تشكل بأشراف ايراني في السنوات الاولى للحرب العراقية الايرانية , وكان هدف النظام الايراني لم شمل جهود التنظيمات الشيعية العراقية وحشدها مع الجهد الايراني في محاربة النظام الصدامي . وكان حجر الاساس للمجلس قوات بدر التي شكل اغلبها من الاسرى العراقيين في ايران , والذين آثروا ان يكونوا ظهير للجيش الايراني في حربه مع العراق على ذل الأسر وهوانه , وقد انسحب الكثير من الشخصيات والتنظيمات بما فيها حزب الدعوة من المجلس بعد ان وجدوا ان الارادة الايرانية هي الفاعلة .
وبعد فترة ليست بالطويلة استلم رئاسة المجلس الشهيد محمد باقر الحكيم رحمه الله , وكان معروفاً في ايامه الأخيرة بمواقفه المنحازة للقضية العراقية , وبعد حادثة استشهاده الدامي ومعه اكثر من ثمانين شهيداً , تم انتخاب شقيقه السيد عبد العزيز الحكيم لرئاسة المجلس , ويقول البعض من الشيعة ان الانتخاب تم برغبة النظام الايراني , ويدعمون رأيهم بأن السيد عبد العزيز الحكيم طالب من اول يوم رئاسته لمجلس الحكم في دورته الشهرية بتعويض النظام الايراني مئة مليار دولار عن اضرار الحرب التي شنها صدام على ايران . وبعد المرض الذي الم بالسيد عبد العزيز الحكيم , برزت مشكلة رئاسة المجلس من جديد , وحاول السيد عمار نجل السيد عبد العزيز الحكيم بحركته الأخيرة الظهور بمظهر القائد الفعلي للمجلس , ولقب ب" السيد النائب" من قبل الموالين لبيت الحكيم والراغبين بأستيراث رئاسة المجلس , وهذا سيؤدي الى استفحال الصراع بين بيت الحكيم والشخصيات القيادية الأخرى المعروفة بوطنيتها وتاريخها النضالي الطويل مع النظام الصدامي والذي يزيد على عمر عمار الحقيقي . وحتى لو تدخل النظام الايراني لصالح بيت الحكيم , فلن يكون تدخله اكثر نجاح من اتفاق السيد عبد العزيز الحكيم والسيد مقتدى الصدر .
ان فشل قائمة " الائتلاف" انعكس بتعجيز السير في العملية السياسية برمتها , وان الكثير من الشيعة يدركون اليوم الخطأ الكبير في ضم كل اطراف الشيعة في قائمة واحدة . وكان من الأفضل ان يتوزعوا على عدة قوائم لتسهيل الخيارات الحرة بين من يلتزم الجانب الايراني , او الامريكي , او العراقي .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن الحلول في زيادة المأزق العراقي
- الشربة حمودي
- الفواتير الطائفية وضرورة تجنب دفعها
- ألتداعيات المميتة للطائفية ومحاصصاتها
- ألمشروع الأمريكي وضرورة الأستفادة من زخم رفضه
- العراقيون وليس الامريكان مسؤولون عن وحدة بلدهم
- الزعامات السياسيةالعراقية والمستقبل المجهول
- القوائم السياسية العراقية ومفترق الطرق
- البركات المغدورة في صراع الفصائل الشيعية
- البحث في تحديث الفشل
- طواحين الفشل
- من مضاعفات الفرح في فوز فريقنا
- المشكلة في تعديل توجهات الكتل السياسية
- العراق ينحدرللمجهول :فمن هو ألأفهم في فهم الدستور
- البحث عن طرق توطين الوطنية
- العراق بين التهويمات الطائفية والقومية والصراع الدموي
- 14تموز الباب الحقيقية للعراق
- حكومة المالكي والأفق المجهول


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - تداعيات القيود الطائفية للقائمة الموحدة