حمزه ألجناحي
الحوار المتمدن-العدد: 2073 - 2007 / 10 / 19 - 11:05
المحور:
الادارة و الاقتصاد
(ألنشا ألجيلاتيني)
في كل مكان من ألعالم ما إن تذكر العراق حتى يتبادر إلى ذهن ألمستمع ومن أي جنسية كانت انك تتحدث عن بلد ألبترول وهذا ليس مجافيا للحقيقة.
معروف عن ألعراق انه ألبلد ألنفطي الأكثر احتياطا للنفط في ألعالم وان أخر برميل للنفط بعد نضوب كل ألبترول في هو عراقي ,,كل ذالك معلوم وموثق في سجلات ألمؤسسات البترولية في ألعالم ,,على الرغم من ألمأساة ألحقيقية لمعاناة ألمواطن ألعراقي وفقره وتقتيله وتهجيره وعدم استتباب الأمن في ألعراق هو وجود هذه ألمادة ألتي تسمى ألبترول ,, من سنوات خلت التقيت بأحد المهندسين العراقيين ألمرموقين وعلى مستوى أرقى ألشركات ألعالمية ألذي عمل فيها والذي يعتبر من ألعقول التي هاجرت خارج ألعراق في منتصف السبعينات إلى ألمانيا ,,وبوساطة وتدخل من الحكومة العراقية آنذاك أعيد هذا المهندس ألبروفسير إلى ألعراق لينشا مصنع ثقيل لإنتاج معامل ألطحين ومعامل جرش الشلب التقيت بهذا ألمهندس الذي يدعى ( ألبرت) وتحدثنا بأمور كثير حتى وصل بنا الحديث إلى البترول وكان هذا في سنة 1994 وقف ألمهندس البروفسير منتفضا وضرب الأرض بقدميه غضبا وبقوة رغم كبر سنه وقال رجاءا لا أحب الحديث عن هذا ألغضب ويقصد ألنفط فلولا هذا ألغضب لأصبحنا أغنى دولة بالعالم بثرواتنا ألغير نفطية بثروتنا ألبشرية ,,اسمع يا أستاذ أنا على استعداد لأطلق طائرة عمودية من هذا ألمعمل ألخربة ألذي املكه وبسعر تصديري تنافسي وبأيدي عراقية مئة بالمئة ,,تذكرت هذه ألكلمات وأنا أكتب هذا ألموضوع عن ألنفط ولابد من أن تكتب عنه لأنه واقع مفروض عليك وفي كل الأوقات .ألحديث عن ألنفط ومراحل إنتاجه أبتداءا من استخراجه ونقله وتكريره يحتاج إلى مساعِدات تقنية وصناعية وأيدي عامله تدخل في أنتاجه سواء أكانت فيزيائية أو كيميائية أوبشرية ,, وأول هذه ألمراحل مرحلة استخراج ألنفط من الآبار أي حفر الا بار بعد التنقيب وبعد دراسة ألجدوى الاقتصادية للبئر ,, ولخصوصية الأراضي ألعراقية وقرب النفوط العراقية من سطح الأرض وخاصة في وسط وجنوب ألعراق لذالك تتعرض هذه ألآبار إلى دخول ألرواشح والمترسبات من جدار ألبئر وهذا يؤثر سلبا على جودة ونوعية النفط ألمستخرج مما يؤدي إلى إضافة عمليات جديدة ووقت أضافي من أجل إزالة هذه ألمواد ألعالقة وبالتالي يؤدي ذالك إلى رفع كلفة ألبرميل ,, على أساس هذه ألمشاكل على العراق أن يستورد مادة داخلة في منع ترشيح الرواسب من على جدار البئر وهي مادة نشوية بيضاء اللون مائلة إلى الصفرة تسمى( النشا ألجيلاتيني) يجب أن تكون حاملة لمواصفات نظام(API) ألأمريكي والخاص بسوائل ألحفر وهذا ألمسحوق ذو رطوبة تصل7—8%وذات دالة حامضية 6.5.
يحتاج العراق من هذه ألمادة سنويا( 1000) طن على أساس ألحفر ألحالي وتزداد ألحاجة إلى هذه ألمادة كلما ازدادت طاقة ألإنتاج من النفط ألخام ,,سعر الطن ألمستورد من هذه ألمادة تتراوح بين (700---600)$دولار وقليلة الدول ألمصنعة لهذه ألمادة التي يستوردها العراق وبالعملة ألصعبة .
من الممكن إنتاج هذه المادة محليا وفي المعمل الوحيد في ألعراق وهو معمل ألنشا والد كسترين في الهاشمية---محافظة بابل وجود المادة الأولية الداخلة في إنتاج النشا الجيلاتيني الا وهي الذرة الصفراء المحلية التي يصنع منها النشا أولا ومن ثم يتم تصنيع هذا المسحوق وكذالك وجود كوادر متخصصة ومتمكنة وخبيرة في هذه الصناعة علما إن النشا الجيلاتيني يدخل في الكثير من الصناعات وال استخدامات ,, ومنها صناعة ألأصباغ,صناعة المنظفات ,صناعة ألأنسجة,معالجة المياه,صناعة مواد التجميل,صناعة ألحوم والمواد ألغذائية,صناعة ألسيراميك ,صناعة اللواصق
وفي المعمل ذاته من الممكن إنتاج حوالي (3000)طن من هذه المادة سنويا...المشكلة الرئيسية لعدم إنتاج هذه المادة في معمل النشا والد كسترين في الهاشمية هو عدم توفر رأس المال لاستيراد معمل لتصنيع هذه المادة والذي لا تتجاوز تكلفته بكل المراحل( 3000.000)ثلاثة ملايين دولار فقط ويشمل هذا المبلغ معدات المعمل المستوردة والتدريب والتشغيل التجريبي والأدوات ألاحتياطية والوثائق الفنية ولمدة سنتين مع هياكل الإسناد والتثبيت إذا كانت المكائن من ألنوع ألهندي أما أذا كانت المواد من النوع الألماني وهو الأفضل والأطول عمرا وذات طاقة إنتاجية أعلى وأجود لا يتجاوز سعره (3.500,000)$ وخاصة من شركة (STAR COSA)العريقة بصناعة النشا ومشتقاته.
وكل متطلبات إنجاح هذا المشروع متوفرة ابتدءا من قطعة ألأرض والمادة ألأولية والأيدي ألعاملة الخبيرة والفنية,,,ناهيك عن تشغيل أيدي عاملة جديدة وامتصاص ألبطالة في ألمدن ألمجاورة للمعمل ,,وكذالك يساهم هذا الخط في خفض كلفة الكيلو من النشا الذي يواجه ألكساد في السوق ألمحلية والخارجية بسبب كلفته العالية قياسا للمنتج ألمستورد الذي تدخل في إنتاجه التكنولوجيا والمكننة الحديثة وسبب ألكلفة العالية هو تقادم ألآلة في هذا ألمعمل ألذي أفتتح في منصف السبعينات وابتعاده عن مواكبة التطور الحاصل في هذا المجال ألمهم والحيوي .
عدم تصنيع مثل هذا لخط هو الحاجة إلى هذا المبلغ الغير متوفر على الرغم من تواضع هذا المبلغ الذي سوف يتم استرداده في غضون (4) سنوات ويبدأ الربح من بداية ألشهر ألأول بعد ألسنة ألرابعة,, وقد عَرض ملف هذا المشروع من قبل أدارة المعمل للاستثمار بعد أن سن قانون ألاستثمار وصودق من قبل مجلس ألنواب بجلسته ذي الرقم (46)في(10) تشرين ألأول لسنة 2006 .
عرض هذا ألملف على ألحكومة ألمحلية في ألمحافظة وعلى الجهات ألمسئولة والأعلام كمشروع استثماري أو مشروع تطويري للمعمل على عاتق الحكومة العراقية.
لكن وكما معروف أن رؤوس الأموال جبانة ولا تذهب إلى مناطق ألتوترات حتى لو كانت بسيطة مع علمنا أن قانون ألاستثمار ألعراقي ضمن حقوق ألمستثمر وقدم تسهيلات وإغراءات للمستثمرين من ألإعفاءات ألضريبية ,, حتى أن قانون ألاستثمار ألعراقي قدم للمستثمر فرص جذب ربحية تفوق تلك الموجودة في الدول الأخرى كالأمارات والأردن ومصر ,,وكذالك تبسيط إجراءات التسجيل وإعطاء الأولية لها وإعفاء ألمشروع ألحاصل على إجازة استثمار من ألضرائب والرسوم لمدة (10) سنوات وأحيانا تصل إلى(15)سنة من وقت ألبدء ولم يغفل ألمشروع ألأراضي ألتي تقام عليها ألمشاريع حيث يتم تخصيصها وتأجيرها بمبالغ مناسبة ومدد تصل إلى (50) عام. وشجع ألقانون ألمستثمر ألعراقي بتقديم ألقروض ألميسرة له ماليا. ولتسهيل وانسيابية العمل والقضاء على ألبيروقراطية وإلغاء ألمركزية ألمقيتة أعطى ألقانون ألحق للأقاليم والمحافظات ألغير منتظمة بإقليم تشكيل لجان وهيئات استثمار في المناطق الخاضعة لها ومنحها صلاحيات منح إجازات استثمار للشركات والأشخاص ومنحها التخطيط الاستثماري وفتح فروع لها في المناطق الخاضعة لها وإعداد قوائم بفرص ألاستثمار وطرحها للراغبين للاستثمار .
لكن وللأسف ألشديد إن أي مستثمر لا يفكر بالمجيء إلى العراق في ضل هذه الظروف الغير مستقرة حتى لو كانت إرباحه أكثر من تلك ألتي يحصل عليها في الدول الأخرى .
وسيضل مشروع بناء خط للنشا الجيلاتيني مرهون باستقرار الوضع ألأمني في ألعراق .وسيضل ألعراق يستورد بملايين ألدولارات هذه ألمادة من ألأسواق ألأجنبية ...على الرغم أن تصنيعها لا يكلف في العراق ربع هذه ألأموال ألذاهبة إلى خزائن ألدول ألأجنبية .
ألعراق---بابل
#حمزه_ألجناحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟