أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم اليوسف - الحكمة الكردية في الزمان الصعب !!















المزيد.....

الحكمة الكردية في الزمان الصعب !!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 638 - 2003 / 10 / 31 - 03:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 
هي ذي الحرب العالمية الرابعة  قد أشعلت فتيلها ــ هي الأخرى ــ في ما إذا كان يمكن اعتبار مرحلة الحرب الباردة ــ حرباً ثالثة ــ لنقف وجهاً لوجه , إزاء ضراوة التكنلوجيا العلمية التي تركت وراءها كل هذا الدمار . أجل  إذا كان العراق ــ مسرحاً ــ لكل هذا الدمار الشامل والمروع الذي شهدته البشرية ، برمتها ، مذهولة ، منذ العشرين من آذار 2003وحتى الآن . فأن ما بدا ملفتاً خلال التوترات الدراماتيكية للخط البياني عبر الأسابيع الماضية هو تلك الحكمة الكردية التي أبداها القادة الأكراد في ـ كردستان العراق ـ وبخاصة ــ مسعود البار زاني  ـــ الذي استطاع وسط علاقات جد صعبة ، التعامل مع معادلة الواقع بحكمة وحنكة بالغتين  ..وعلى الرغم من مراهنة بعضهم على زئبقية الموقف الكردي واختلاله ، أو تبعيته ، بل ولا جدواه ... ألا أن الأكراد لم يسهموا ــ أمام ما تم ــ في أن يكونوا أداة ضد أخوتهم العرب ، بل ودون جر شعبهم إلى التهلكة ، كما فعل الطاغية صدام حسين ، وهي لعمري مسألة في غاية الحساسية ، ما كان يمكن التعامل مع مفرداتها دون التحلي برؤى سياسية صائبة , من خلال فهم لوحة  الواقع على ضوء التجربة وإدراك ماهية عناصر اللعبة على أكمل وجه ....
إن ــ مسعود البار زاني ـــ وأكراد العراق جميعاً ، كانوا بحق أمام محك وامتحان خطيرين ، إذ غدوا أمام   مفترق طرق من شأنه تحديد المصير الكردي ، بعامة ، لا سيما وأن أكراد  العراق ــ بخاصة ــ كانوا مثخنين بجراحات قريبة ، وبعيدة , لما تزل رائحتها لا تبرح الأنوف والأرواح والقلوب وما أزاد حلكة اللوحة ، تجاه الأكراد ، هو أن أطرافاً أخرى من دول جوار العراق بدأت هي أيضا ـ و نتيجة توجسها من خروج الكردي من قمقه ــ صارت تنظر إليه بعين الريبة ، والقلق , بل وتخطط من أجل إزالته من الخريطة لئلا تفسد خططها المتعلقة بطمس هويته وإلحاقه بسائر الأطراف , كلا منها على حدة .. ولعل إصابة ــ وجيه البار زاني ــ مع آخرين , في ما أسمته وسائل الإعلام قصفاً خاطئاًُ من قبل ــ طائرة أمريكية ــ بين للعالم أن قائداً ـ يرابض شقيقه على ــ خط النار الأول ــوفي حالة حرب ، مشتعلة الوطيس ، أنما يلتحم في رؤاه  القول بالفعل , والنظرية بالتطبيق , والشعار بالشعور , دون أن تفصل بينهما أية هوة ،  بينما يختبئ من هم في موقعه عادة في الملاجئ المحصنة , ناهيك عن إثبات نجاح السياسة الكردية أثناء هذه الحرب , فالأكراد حافظوا من جهة على حدود العراق من أي تدخل تركي ، ولقد قال مسعود البار زاني وبصوت عال : نحن لن نحارب أحداً , ولكننا سندافع عن أرضنا ضد أي تدخل في شؤوننا , وسنجعل من كردستان مقبرة لمن سيعتدي علينا ...وبرأيي , أن دعوة الكاتب سعد البزاز ــ ولأكثر من مرة ــ إلى أن يتولى رئاسة العراق بعد سقوط صدام شخص يمتلك مواصفات مسعود البار زاني , الذي عرف أمام أبناء شعبه كقائد حكيم , مجرب , لم يفرط بأرض وطنه , أن مثل هذه الدعوة لم تنطلق من فراغ ، أنما هي نتيجة لجملة المزايا التي يتمتع بها هذا القائد ، لاسيما وأن العراق الآن مثخن بالجراحات ، بعد هذه الحرب ، بل بعد ذلك الكابوس الاستثنائي الذي جثم على صدره مدى عقود متتالية , ليدفع الشعب العراقي ضريبة قاسية من دمه ، بأكثر من أي شعب آخر , حيث كان ضحية دكتاتورية ، دموية , جرت شعبها ، بل وأبناء الشعوب المحيطة بها إلى التهلكة ، عبر سلسلة من الحروب المجنونة وإذا كان النظام العراقي الدكتاتوري البائد هو الذي  جر المنطقة إلى الأهوال والدمار ، وهذا ما قلته في العام 1991 ــ في مقال لي بعنوان ــ صدام لا يشرب الشاي ــ ولاقيت آنذاك اعتراضاً من قبل بعضهم فانه ورغم الطبيعة المعروفة لأمريكا لم يكن ثمة أحد من  المنصفين وعقلاء رافضي السياسة الأمريكية ــ آنذاك والآن ــ ليقول : أنا ضد حماية إقليم كردستان من أعداء الوجود الكردي بعامة , أن تبعات هذه الحماية يتحمل نتيجتها قبل كل شيء تلك العقلية الرافضة للشراكة الوطنية , والتي ترى في أية خصوصية قومية متمايزة تصادياً ، واستنساخاً لملامح ألذات المختلفة , وأن الأوطان إنما هي منزلة بموجب صكوك إلهية لقوميات دون أخرى ! , ناهيك عن أن هذه الحماية ضرورية , ولا يمكن أن يتجرأ على التشكيك بها أي عاقل , طبعاً يستثنى هنا هؤلاء الذين لما يزالوا يحملون لوثة التفكير الصدامي بترجمات وطبعات مختلفة ــ في الدول التي تتقاسم كردستان ، بل هذه الدول الآن مدعوة للتفكير على نحو جدي , لحل المشكلة الكردية ، وفهم استحقاقاتها ، بعيداً عن تلك الوسائل التقليدية الالغائية في الالتقاء أمام ما تسميه بالخطر الكردي الداهم ....! إذا كان مثل هذا الكلام هو جزء من المعادلة ، فأن الجزء الآخر ليتعلق بطبيعة أمريكا ، التي كانت قراءتنا لها في العام 1991ـ حين أكدت على الملأ أنها لاتريد رأس ربيبها صدام حسين ، بل أن لهاثها في المنطقة هو من أجل مصالحها , فهي ترى إن صدام لا يزال قادراً على ارتكاب المزيد من الجرائم والحماقات والدمار ، بما يخدم إستراتيجياتها الخاصة . ومن هنا ، فإننا إذا كنا قد بكينا أطفال ــ حلبجة وغيرها من سلسلة المجازر بحق الأكراد ــ بصدق ــ وأطلقنا العويل مديداً وشجبنا ، ورفضنا , وأدنا السكوت العربي ، والدولي , إزاء ما لقيه الأكراد من أهوال وفظائع آنذاك، فإن مثل هذا البكاء ليفتقد أهم عناصر جدواه ومسوغاته إزاء السكوت في حق موت  أي طفل في أية بقعة من العالم ، ولعل الأكراد من خلال دخولهم في معادلة علاقات الأمم المحيطة بهم , قد أكدوا على الدوام أنهم الأكثر حساسية ، وترجمة لذروة الشعور الإنساني الأصيل في هذا الميدان ، إن لم أقل الأكثر غيرية على الإطلاق كما يشهد على ذلك التاريخ .أجل ، لقد أكد ــ الكرد ــ وهم لما يزالوا في بدايات الألفية الجديدة ، الألفية التي استهلت بأنهار الدم ، إنهم بدأوا باستقطاب أنظار العالم برمته ، من خلال ظهورهم ككيان ذي خصوصية حقيقة , بعد تغيبهم الطويل عن مسرح الحياة السياسية نتيجة مقتضيات لعبة دولية , مقيتة , دفعوا ضريبتها غالياً , فمضوا ضحية تماهيهم ضمن منظومة قنا عات ، أدار لها غيرهم الظهور بل ليتخذ كثيرون منهم ــ هذه المنظومة ــ محض قميص عند اللزوم ، 

ملاحظة : كتبت هذه المادة قبل سقوط صدام حسين . ولم تنشر في حينه

 



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد الانترنيت
- التلفزيون السوري والبرامج الرمضانية
- على هامش ندوة:مهامنا السياسية
- حوا ر مع الشاعر العراقي اسعد الجبوري
- طيـب تيزيـنـي فـي مقالـه; مثقفون لا رعايا
- حامد بدرخان الراحل وحيداً
- احوار مع البروفيسور والناقد الكردي عزالدين مصطفى رسول
- حوار مع الباحث الماركسي السوري عطية مسوح - اليسار العربي تجا ...
- صناعة ا لموظف الحكومي
- لنفكر معا.. مقترحات اولى من اجل اجراء مسابقات عمل ناجحة وعاد ...
- مداخلة إبراهيم اليوسف في الندوة التي أقامها الحزب الديمقراطي ...
- جامعة بلا طلاب
- مداخــلة الاستاذ إبراهيم اليوسف – اللجنة الوطنية لوحدة الشيو ...
- برنامج (الاتجاه المعاكس) : عقدة صراع الديكة..!
- كيف أصبح وزيراً......؟!
- إلى من يهمه الأمر رجاءً على أبواب تشكيل الحكومة الجديدة
- الآلية الأفضل لاختيار المسؤول : الحالة التربوية كحجر أساس وا ...
- الإعلام السوري أسئلة أكثر إلحاحاً
- الرأي الآخر !محاولة فهم قاصرة
- أربعون عاماً على الإحصاء الاستثنائي في محافظة الحسكة..


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم اليوسف - الحكمة الكردية في الزمان الصعب !!