أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سوزان خواتمي - مصطلح الأدب النسائي يحتاج إلى مراجعة















المزيد.....

مصطلح الأدب النسائي يحتاج إلى مراجعة


سوزان خواتمي

الحوار المتمدن-العدد: 2073 - 2007 / 10 / 19 - 11:32
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


قبل أكثر من مئة عام قالت جيني هيربكورت : "سادتي لاأستطيع أن أكتب إلا كامرأة بما أن لي شرف كوني امرأة "
كان ذلك رداً على الجدل الدائر آنذاك حول قيمة ما تكتبه المرأة، والذي مازال قائماً عندنا على الأقل..!
وتاريخياً في الأدب العربي الحديث تقدمت السردية النسائية على ماكتبه الرجل، فأول رواية عربية كتبتها اللبنانية زينب فواز عام 1899 وكانت بعنوان" حُسن العواقب أو غادة الزهراء" بعدها بفترة زمنية لابأس بها كتبت ليبية هاشم رواية " قلب الرجل" .. إلا أن سياق الكتابة الإبداعية بشكل عام لم يثبت حضور المرأة وقضيتها في المشهد الثقافي بقي خجولاً حتى منتصف الخمسينات ليتصاعد مع كوليت خوري وليلى بعلبكي ولاحقاً غادة السمان، وأخريات..

لماذا الأدب النسائي أو النسوي، ولماذا هذا الإصرار على دلالة الإحالة إلى نسوية القلم، كصفة بيولوجية لنوعية الكتابة؟

منذ فترة، وقضية مصطلح " الأدب النسائي " تأخذ مكاناً واسعاً من الاهتمام، باعتبارها قضية ذات دلالة، ما بين مؤيد ومابين رافض، فهل جاء هذا التخصيص بعد أن كتبت المرأة بشكل مختلف عن السياق، أم أنه أمر يتعلق بالتنظيم فحسب.!
هناك من يتهم نص المرأة بأنه بقي مذكراً، فما قدمته من نتاج لايخولها أن تحجز مكانة متفردة، مادامت لم تحقق خصوصية ولم تقدم جديداً، حتى في قضايا المرأة وطرحها، إذ سبقها إلى ذلك عدد من الرجال الذين طرحوا قضية المرأة وعلى رأسهم قاسم أمين، وتلاه آخرون.. وفي الكتابة الإبداعية كان إحسان عبد القدوس أكثر من عبر عن قضايا المرأة في قصصه ورواياته، ولم تضف الكتابة الإبداعية النسوية في مجال القصة والرواية شيئاً يذكر على من سبقها أو حتى عاصرها، وبالتالي لايمكن إطلاق مصطلح " الرواية النسائية أو الرواية النسوية" على هذا النتاج.
في ورقة الأستاذة يسرى المقدم التي قدمتها في ندوة ( الخطاب النقدي العربي- الانجازات والأسئلة) ضمن مهرجان القرين الثقافي الثالث عشر
إنه لا يوجد خصوصية كتابية تنقض الصورة النمطية الشائعة عن المرأة، وبالتالي لا فرق بين ما يكتبه الرجال عما تكتبه النساء. فإذا ماعدنا إلى مناقشة مصطلح نسائي ونسوي في جذره اللغوي فإن نسائي هو جمع امرأة كمعني بيولوجي لفئة من الاناث، أما مصطلح ( نسوي) فله معنى أشمل يضم مختلف الأطر الاجتماعية لمواقع النساء.. ويرتبط في معناه بالخطاب التنويري الذي ساد في أوروبا والداعي إلى مناصرة حقوق النساء، وهو يحمل بعداً ايديولوجياً، وهذه القسمة في التسمية والمصطلح – ومازال القول ليسرى مقدم- يتسلح بمنطق الهوية الجنسية ويروج لها في كتابات الرجال لتستنسخها النساء،فتكتبن مايحسبنه مغامرة أو محاول الذات للخروج عن الصورة المدسوسة وإثبات الهوية وأنتصار الذات، لكنهن يبقين عاجزات بسبب افتقار الذات نفسها على استطاعة الفعل، لتنتهي البطلات المتمردات إلى مصير مؤلم، إما الجنون أو الذبح أو الانتحار"
مهما يكن من أصل التسمية وفروعها، إلا أن الرواية النسائية بحسب تقارير التنمية تدعّم تحسين صورة المرأة داخل المجتمع .

صورة المرأة
إن ماكتبته المرأة عن المرأة ، يبقى ضمن أطر رسمت لها بشكل مسبق، فهي لاتعبر عن ذاتها بقدر ماتعبر عن صورتها المتخيلة، والمطلوبة منها، فمن الملاحظ على سبيل المثال أن خصوصية الأمومة تبقى في شكلها الطهراني دون أن تخدشها كتابة الواقع أو واقعية الكتابة، يحدث هذا بسبب أن المرأة مازالت ذات غير واعية لنفسها وغير قادرة (كأمرأة) على خلق كيانها الخاص، بعيداً عن تأثيرات المجتمع ورغباته، وتصوراته عنها، بمايفرضه من سطوة..
فلم تخرج المرأة في صراعها الفكري داخل الرواية عن نماذج ثلاثة، فهي إما راضخة للواقع ومستكينة لظروفها، أو متمردة لاتجد أمامها باباً للصراع سوى الرجل، أو هي امرأة تخوض صراعها ضد التخلف جنباً إلى جنب مع الرجل..
إن الرواية هي صورة عن الواقع المعيش، وكذلك تأتي بنية الشخصيات النفسية والفكرية والاجتماعية، لهذا سيكون من الصعب على الرواية النسائية اختراع عالم افتراضي لايضطهد أو يعاقب كل من تسول له نفسه الخروج عن العرف الاجتماعي، ولو من أجل غاية سامية هي الحرية، ولهذا يصبح من المستحيل أن تنجو الكاتبة ببطلاتها من مصير الذبح أو الانتحار أو التعاسة أو الندم. هذا الأمر لانجده في أعمال إيزابيل اللندي، فالمرأة عندها متقدة بالحياة مفعمة بالشهوة..
على رغم كل الخطوط الحمراء والعواقب المحتملة، فهناك من كن جريئات في طرحهن لمسائل حساسة، إذ تعرضت مسعودة ابو بكر إلى مسألة الخنوثة في روايتها (طرشقانة) ، كما أن ليلى البعلبكي تحدثت عن الجسد في روايتها (حين تساقط الثلج) وقد حوكمت لأجل ذلك عام 1964
لذلك سيبدو اتهام كتابة المرأة بأنها نشاط منغلق على ذاته، ليس دقيقاً بالضرورة، خاصة مع وجود روايات لم تدر بموضوعها حول فلك المرأة، ونذكر منها (شجرة الفهود) لسميحة خريس و(غرناطة) لرضوى عاشور، كذلك ( ذهب مع الريح) لمرغريت ميتشل، و(كوخ العم توم) لهنرييت ستاو، و(الأرض الطيبة) لبيرل باك. (يوم الدين) لرشا الأمير، (مريم الحكايا) لعلوية صبح.

أسلوب الكتابة
لا يمكن اعتبار كتابة المرأة عن المرأة تهمة بحد ذاتها، فالمرأة هي الأكثر قدرة على تلمس التعبيرات الجوانية لذاتها ولبنات جنسها، وبالتالي هي الأقدر على تصور الحالات البيولوجية التي تمر بها المرأة وانعكاسها على سلوكها، وربما الأقدر على ضبط الإيقاع الداخلي لشخصياتها الانثوية...
يقول غالب هلسا:
" من خلال رواية المرأة شعرت بأنني أتعلم أشياء عن المرأة لم أكن أعرفها من قبل"
إن الندّية بين الرجل والمرأة يجب أن تتضمن إقرارا بالاختلافات بينهما حتى فيما يخص طريقة تناولهما لمواضيع واحدة.
إذ تميل المرأة أسلوبياً، في كتابتها " عربياً على الأقل " إلى الجانب الوجداني، مما قد يجعل نصها بمثابة بوح هادئ أو حتى عالي النبرة، فيتحول نصها إلى أداة تفريغ تحول النص السردي إلى ما يشبه السيرة ذاتية
وعلى النقيض من ذلك، قد تتخذ اتجاهاً رافضاً للأنوثة، فتطغى الخطابية مما يحولها إلى بيان إيديولوجي.
أما على المستوى الدلالي، فالمرأة الكاتبة من حيث هي واعية أو غير واعية، تسعى إلى إخفاء أي تمظهر لذاتها فتستخدم لغة مكثفة، واستعارات، وأسلوبية ترمز أكثر مما تفصح لتصنع بعداً بينها وبين أناها..

النقد
إن الرهبة من قسوة النقد سواء الاجتماعي أو الأدبي، يكبل الإبداع عند المرأة، فالنقد الأدبي يتعامل مع ما تكتبه المرأة بفوقية، في الوقت نفسه يغيب مشروع النقد النسائي المغاير لثوابت النقد السائدة والذكورية الأصول، إذا مااعتبرناه –أي النقد النسائي- مواز عادل لمصطلح الرواية النسائية.
فالنقد الذي تتعرض له السرديات النسائية يأتي إما متحاملاً، أو إحتفائياً بشكل مبالغ به، ليس لأهمية الرواية وقيمتها بقدر ماهو محاباة لجنس الكاتبة ، وكثيراً ماتعرضت الأقلام النسائية للتشكيك بإحالتها إلى كتابة رجل، وهذا مانال الكثير من المبدعات .
ففي الحين الذي يعترف به ميلان كونديرا بأنه متأثر بمدام جوستاف التي أسست للتيار الرومانسي، وفي الوقت الذي يقرون بتفوق فرجينيا وولف على أستاذها جورج أليوت، فإن قلم المرأة عندنا مازال متهماً ومغيباً ومستلباً، ومازال النتاج الابداعي للمرأة قليل نسبياً بالقياس مع مايقدمه الرجل، فالسلطة الأبوية للإبداع لا تنفصل عن السلطة البطريركية تلك التي تقصي الأنوثة وتهمشها، وقد قدم الناقد عبد الله الغذامي نظريته حول تحيز اللغة تاريخياً إلى الفحولة
كل هذا لم يمنع أسماء كثيرة أثبتت حضورها على الخارطة الابداعية مثل : بتول الخضيري- ليلى بعلبكي – ليلى الأطرش- غادة السمان- أحلام مستغانمي- حنان الشيخ- رضوى عاشور- هدى بركات- ليلى العثمان- علوية صبح- سميحة خريس- وأخريات.



#سوزان_خواتمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طعم الزبد
- المرأة بين الواقع والصورة: الكأس فاضي أم مليان
- (وعي الحكاية: قراءة في مجموعة (وأدرك شهرزاد الملل
- أتهجى الحب ولا أبكي
- حادثة قيدت ضد مجهول
- طرق الدهشة
- بنات الرياض : لعبة الضجيج وغياب الرواية
- من ذاتية الألم إلى إبداع النص
- تنويعات القص الرشيق عند دلع المفتي
- الملفوف الساخن
- الحب لايفرح
- السين اسمي
- البحرين كلاكيت أول مرة
- افكر بكتابة زاوية وليس لدي فكرة محددة
- كسارة البندق
- لماذا تبكي النساء
- عصفور الغفلة
- قبلة أنيقة لموتٍ محتمل
- تعال كثيراً مادمت أورطك بجنوني
- كتابة بالأحمر الرديء


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سوزان خواتمي - مصطلح الأدب النسائي يحتاج إلى مراجعة