أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - الحصافة السياسية عند الأزمات ..!!














المزيد.....

الحصافة السياسية عند الأزمات ..!!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 2072 - 2007 / 10 / 18 - 12:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نائب في البرلمان، ومستشار للسيد رئيس الحكومة؛ مهمتان ومسؤوليتان، ترقيان في المستوى، منزلة لا تقل أهمية من منزلة الوزير نفسه، بل وينبغي أن يحضى صاحبهما، بقدر عال من المعرفة والتخصص في المجال المنسب اليه ؛ فمن يجد نفسه في مثل هذا الموقع، فهذا يعني تحمله مسؤولية إخلاقية لما يتقدم به من إستشارة يترتب عليها تأسيس موقف معين أو إتخاذ قرار مناسب..!
وفي الشدائد والأزمات الحادة، يصبح دور المستشار في مثل هذه المراكز، أكثر أهمية وأعظم شأناّ ومسؤولية من أي وقت في الظروف العادية، ولعل فيما تظهره الأزمة القائمة اليوم بين العراق وتركيا، من دور وعمل المستشارين في مثل هذه الظروف، ما يوضح بعض صور هذه المهمة الشاقة..!
الأزمة العراقية – التركية الراهنة، وهي تلقي بضلالها على واقع العلاقات بين البلدين، لما تظهره من نذر الشؤوم بتصدع هذه العلاقات ، وما تبطنه من إحتمالات خطيرة وراء التلويح بالغزو العسكري من الجانب التركي لحدود العراق الشمالية، فهي ومن تحصيل الحاصل، تحدد ما تفرضه الحالة الموضوعية على الحكومة العراقية الإتحادية وحكومة إقليم كوردستان، من بذل المزيد والمزيد من الجهود المشتركة لإحتواء الأزمة، وتجنب حالة تأزيم الأمور، والظهور بموقف متوحد أمام الطرف الثاني بما ينزع فتيل إحتمالات المواجهة العسكرية، مما يتطلب معه موقفاّ موحداّ في وجهات النظر، وإستثمار كل إمكانات الحوار والحل السلمي ودفعها بالطريق الذي يفوت الفرصة على من يريد الصيد في المياه العكرة..!
أمام هذه التحديات الخطيرة، يفترض المرء أن الجانب العراقي سيكون السباق الى منطق الحكمة والتعقل في إدارة مجريات هذه الأزمة، وهذا ما تلمسناه في الموقف الشخصي لكل من السيدين نوري المالكي و مسعود البارزاني، رئيس الوزراء ورئيس إقليم كوردستان، من خلال دعوتهما للحوار المباشر مع الطرف التركي، وهو موقف لقي إستحساناّ من قبل جميع محبي السلام..!
ولكن ومما يثير التساؤل والإستغراب، ما تداولته صحف اليوم 17/10/07 من تصريحات مستشار رئيس الوزراء النائب السيد سامي العسكري الى "راديو سوا" ، وتحت عنوان " الأكراد لا يتذكرون أنهم جزء من العراق إلا في الأزمات ". (1)
وعلى عكس ما يفرضه واقع الحال، وما أشرت اليه فيما تقدم من موجبات مواجهة الأزمة الراهنة، ظهر علينا السيد المستشار بما يوحي بأن الأمر ليس كما توقعناه، وبعكس ما إفترضناه، بل وطبقاّ لتصريحه المذكور فإنه يوجه النقد الى الأخوة الأكراد قائلا:
"للأسف في الكثير من الحالات لاحظنا أن الأخوة الكرد ربما يديرون ظهرهم للحكومة المركزية ويعتبرون أن ما يجري في تلك المنطقة هو شأن كردي خاص بهم، وحين تواجههم الأزمات يتذكرون أنهم جزء من العراق وجزء من الحكومة العراقية وعلى الحكومة العراقية أن تدافع عنهم وتحميهم" :
ليس هذا وحسب، بل أن السيد المستشار راح بعيداّ في تصريحه المذكور، ليميط اللثام ويوحي، بان الأمور تجري وفق منظور آخر، لا كما يتصوره الآخرون، وكما يبدو أن الغالب على ذلك هو العمل الأحادي الجانب، حيث وطبقاّ لما يقوله السيد المستشار: "إن السيد الهاشمي لم يتشاور مع رئيس الوزراء ولكن رئيس الوزراء يدعم أي جهد إذا كان في المحصلة النهائية باتجاه نزع فتيل الأزمة"
وهذا في تقديري لا يعزز الموقف العراقي من الأزمة، بل على العكس من ذلك، فهو يشتت جهدها في إحتواءها ويخلق جواّ من زعزعة الثقة وضعف الموقف التفاوضي..!؟
مهما يكن من أمر، فإن ما يثير الإستغراب، هو أن يقدم السيد مستشار رئيس الوزراء وفي مثل هذا الوقت الحساس، ولا أعلم حدود مسؤوليات مستشاري رئيس الوزراء، على الإدلاء بمثل هذا التصريح، الذي أقل ما يقال فيه، إنه لا بعبر عن حصافة سياسية ولا يخدم مصلحة الجانب العراقي في عملية الحوار التي يسعى اليها من أجل نزع فتيل الأزمة على حد قول السيد المستشار، بل يعطي صورة ضبابية عن الموقف الحكومي، الذي يبدو في ظاهره غير موحد، الأمر الذي ما كان ينبغي له أن يعلن في هذا التوقيت غير المناسب،..!؟
___________________________________________
(1) http://www.sotaliraq.com/iraq-news.php?id=67364



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا: عود على بدأ..!؟
- الفدرالية: بين خلط الأوراق ودق الأعناق..!؟
- نزيهة الدليمي.. لك الخلود..!
- العراق: فدرالية للتوحيد أم فدرالية للتقسم..!؟
- العراق/ النفط: مع من نقف..؟!
- إيران: حسن الجوار أم قطف الثمار..؟!
- العراق: محاولة تمرير قانون النفط والغاز بالإيحاء..!!؟
- حمامات الدم في كربلاء: من يقف وراءها..؟!
- العراق: الوطن الباقي..!
- الحزب الشيوعي العراقي: أين يقف..؟!
- العراق: كنوز المعرفة والتراث من يحميها..؟!
- العراق: العملية السياسية.. هل من جديد..؟!
- سنجار قلعة للصمود..!!؟
- العراق: العملية السياسية - الشروط والإلتزامات..!؟
- هنيئاّ للشعب بفتيته الأشاوس..!
- العراق: مسودة قانون النفط والغاز، هل سيرفضها النواب..؟!
- العراق: مجلس النواب والقرار الصعب..!؟
- الديمقراطية تقف على رأسها..!؟
- العراق : البرلمان والأفلام الصامته..!؟
- البصرة: آفاق صورة المستقبل..؟!


المزيد.....




- مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا ...
- في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و ...
- قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
- صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات ...
- البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب ...
- نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء ...
- استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في ...
- -بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله ...
- مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا ...
- ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - الحصافة السياسية عند الأزمات ..!!