أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - شباب الكرد الفيلية الذين غيبوا














المزيد.....

شباب الكرد الفيلية الذين غيبوا


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 637 - 2003 / 10 / 30 - 02:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



     رسالة وردتني من الأخت العراقية الجليلة ( صبيحة الحيدر ) أم ظافروهي من الصابئة المندائية   ، تتحدث لي عن معاناتها الأنسانية في زياراتها المتعددة لسجون العراق لمقابلة زوجها الضابط الوطني ( جبار الحيدر ) الذي تنقل بين سجون نقرة السلمان وسجن الحلة وبعقوبة ورقم واحد وأبي غريب ليقضي فترات طويلة من حياته سجينا سياسياً سبب أفكاره .
   وليس جديداً على العوائل العراقية هذه المعاناة ، الجديد مالفت أنتباهي في الرسالة ، انها تقول تم نقل زوجها من ردهة السجن الى المستشفى الخاص بالسجن لأصابته بمرض في المرارة ، وقد راجعته فوجدت عينيه تدلان على كثرة بكائه ، ولما استفسرت منه عن سبب بكائه  ، اخبرها أنه ليلة أمس كان ينظر من شباك الغرفة في مستشفى السجن وشاهد سيارات عسكرية تنقل شباب بعمر الورود من ( الأكراد الفيلية ) كانوا عراة الا من الملابس الداخلية وفي عز شهر البرد القارص في العراق شهر شباط ، وكانت أياديهم مربوطة الى الخلف ، وحين كانوا ينزلون يتعرضون للضرب بالصوندات القاسية على أجسادهم العارية  من قبل الحراس ، وكانوا يصرخون ويبكون ويشكون ظلمهم الى الله في تلك الساعات الهمجية .
مالفت أنتباهي ليس السيارات العسكرية التي تحمل عراقيين مدنيين ، وليس تعريتهم من ملابسهم فلربما صارت هذه سنة من سنن العمل الأمني في العهد الصدامي البغيض .
مالفت أنتباهي أذا كان الشباب من الأكراد الفيلية قد تم أعتقالهم من قبل سلطة صدام بتهمة عراقيتهم وكرديتهم ومذهبهم ، وتمت تعريتهم من الملابس في عز فصل الشتاء القارص في العراق ، وتم تقييد اياديهم الى الخلف ، فلماذا الضرب على اجسادهم وما الذي يبغيه وتريده السلطة منهم ؟ أي بمعنى هل للضرب نتيجة ؟
فاذا لم تكن للضرب نتيجة أو سبب فهل أن المريض الذي يهوي بسياطه على هذه الأجساد الفتية والعارية يحقق رغبة مريضة مدفونة في عقل الرئيس البائد في كراهيته المقيتة للعراقيين ، وأنتقام شاذ من الشرائح الطيبة والعبقة التي ملأت العراق تواصلاً وتفاعلاً وخيراً وتضحية .
وهم من الكرد الفيلية ، وتلك جريمة كبيرة يمكن أن تلصق بالأنسان العراقي في العهد الصدامي العاهر ، وهم من الكرد الفيلية الشوكة التي تنغرز في عقل وعيون الحاكم البائد ، وبالرغم من التغييب الذي صار لألاف الشباب من الكرد الفيلية ، وبالرغم من المحاجر والسجون والحجز والمنافي التي ضمتهم ، وبالرغم من الحملة الشعواء التي شنتها السلطة البائدو والنهج المخزي الذي سارت عليه في محاربة الكرد الفيلية ،  فقد بقي الكرد الفيليون في قلب التاريخ العراقي محاطين بتقدير وأحترام ومحبة  وأعتزاز كل العراقيين عرباً وتركماناً وأكراداً وآشوريين وكلدان ، وسجلوا أسمهم الناصع بفخر وزهو في سجل التضحيات التي سطرها الشعب العراقي في نضاله ضد الدكتاتورية ، وبقي الكرد الفيلية أسماً متوهجاً وعالياً ومتألقاً في حين أنحدر أسم الدكتاتور البغيض الى مزبلة التاريخ مقروناً بلعنة الأنسانية وشتيمة العراقيين مدى الحياة .
شلت يد الجلاد الآلة التي كان يستخدمها الطاغية في ضرب اخوتنا وأحبتنا ، وشلت يد الجلاد والطاغية الذي اراد للعراق أن يتشرذم ويتبعثر ويتمزق فبئس ما أراد والعراق يعيد نفسه ويبني ماتهدم من جديد .
ومن هذه المجاميع العراقية التي نفتخر بها من الكرد الفيلية من الطاقات المبدعة والكفاءات العراقية الفريدة في الثقافة والعلم ، وقد لاقوا هؤلاء مالم يعجز القلم عن وصفه والوصف أن يشمله من العذاب والمعاناة الأنسانية التي لم ينتبه اليها العالم المتحضر للأسف .
فقد أقترف صدام البائد جريمة أنسانية كبرى من جرائم العصر الحديث ، جريمة كبرى يندى لها جبين الأنسانية وتم التعتيم عليها لأسباب لامجال لذكرها .
هذه الجريمة هي الحرب الشعواء التي شنتها السلطة الصدامية البائدة على شريحة أصيلة من شرائح مجتمعنا العراقي وهم الكرد الفيلية .
فقد مارست بحقهم أخس الأساليب وأحقرها حين أقدمت على تفريق العوائل عن بعضها ، وسلخ الأطفال من صدور أمهاتهم ، ودفن الشباب في مقابر جماعية مجهولة لحد اليوم ، وأستعمالهم كحقل للتجارب الكيمياوية ونفي الشيوخ منهم الى صحراء البادية العراقية ونقرة السلمان ، ودفع قسم من شبابهم الى حقول الألغام في الحرب مع أيران ليقضوا نحبهم ، واعدام العديد منهم ، ودفع الالاف الأخرى لمغادرة العراق الى المنافي الغريبة  وترك أموالهم وأعمالهم وعقاراتهم في مهب الريح .
نعم أختنا العزيزة أم ظافر حق لزوجك أن يبكي على حال شعب العراق تحت سلطة الطاغية وسياط النمرود ، لكن الزمن دوار وقد دار دورته سريعاً في حساب الزمن ليركن الطاغية في مزبلة التاريخ الأنساني يصير أضحوكة العالم ويتألق العراقي من جديد ويزداد تألقاً بالكرد الفيلية .

 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفعال خسيسة ضد شعب العراق في رمضان
- بقي العراق بخير وسقطت خطط الفضائيات العربية الرديئة
- أكراد العراق يراهنون على تفهم شعبهم لحقهم في الفيدرالية
- الأسئلة التي لم يسألها أحد للصحا ف
- مكب النفايات
- الحوار الوطني المطلوب مسؤولية جماعية
- العراقي حين يصلي فوق تراب العراق
- نداء لتكريم الأبطال والشهداء الذين نفذوا عملية أغتيال أبن ال ...
- عودة الكفاءات العراقية
- جلد الذات أم صحوة الضمير ؟
- الصبغ الذي انكشف
- هل تستفيد الأدارة المدنية في العراق من تجربة الستة أشهر الأخ ...
- حتى لاتستغل المرونة الدستورية
- الرجل الحامل
- التمثال
- بصمات جرائم القاعدة في العراق
- مكان أسمه - نقرة السلمان
- عصابات مافيا جديدة في العراق
- نظرية الخوف والتخويف في العراق
- المؤتمر الوطني للقوى والأحزاب الوطنية


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - شباب الكرد الفيلية الذين غيبوا