أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - استقلال حقيقي أم شعاراتية (تحرير) زائفة؟! 1 - 2 - 3 - 4















المزيد.....



استقلال حقيقي أم شعاراتية (تحرير) زائفة؟! 1 - 2 - 3 - 4


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 637 - 2003 / 10 / 30 - 02:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي
أكاديمي ومحلِّل سياسي ناشط في حقوق الإنسان
1-4
[مؤسسات الدولة القمعية وانهيارها]

                                رؤية هذه المداخلة: "إنَّ المهمة العاجلة  للعراقيين اليوم هي في توجههم إلى معطيات استقلال حقيقي يقوم بالأساس ويركِّز بشكل مباشر على إعادة بناء الدولة ومؤسساتها تلبية للحاجات الضرورية الملحّة وبما لايشارك هذه المهمة في اللحظة القائمة أية تداخلات معيقة أخرى تتعارض مع خطورة عملية البناء الوليدة. وسيكون كلّ ما عدا مجريات هذه العملية التاريخية  هو مما يقع في مزايدات لا تدرك وقائع الأمور الكارثية في بلادنا مستندة إلى شعاراتية [تحرير] زائفة هي أولاَ َ  تمثل الغطاء الرسمي الذرائعي لجرائم  تُرتَكَب بحق شعبنا وثانياَ َ تُعَدّ مساهمة خطيرة في حرف توجهاتنا بعيداَ َ عن إعادة البناء  الحقيقية الصادقة التي تمَّ  وقفها من النظام السابق ويتمّ تخريبها عبر أنشطة بقاياه الإجرامية. ولا يتعارض هذا مع سعينا بالكيفيات التي يراها شعبنا وفي الوقت المناسب لإنهاء وجود قوات الاحتلال الأجنبية ..."


                                بُعَيْدَ انهيار النظام الدكتاتوري مباشرة ظهر في الساحة العراقية كثير من المتغيِّرات والمستجدات, ولعلَّ  جلّ ما يحصل اليوم ناجم عن الآثار السلبية الخطيرة لوقف مؤسسات الدولة وتعطيلها أو رحيلها عن واجهة الحدث والمسؤولية تجاه مجتمع مدني مركَّب يتألف مما لايقل عن خمس وعشرين مليون نسمة.. ولم يقف الأمر عند إخلاء القوات المسلحة الميدان بشكل مطلق؟ فذلك أمر مسوَّغ بكون تلك القوات لم تقاتل دفاعاَ َ عن البلاد وكانت مجنَّدة دوماَ َ لحماية الدكتاتور ونظامه, وفي هذه المعركة بالذات تركت الميدان لأنَّ زمن الدكتاتور انتهى وولَّى؛ ولم يعُدْ يسطيع قهرها على الانتحار في سبيله, لقد أراد جلّ هذه القوات العودة لخدمة الشعب والدفاع عن البلاد في ظل ظروف مختلفة عن زمن الحكم بالحديد والنار.. وهم بانتظار قيادة سياسية تحقق مثل هذا الأمل أو تلك الرغبة بعيداَ َ عن المهام التي طالما أُكرِهتْ على فعلها بالضد من مصالح شعبنا وبانتظار قيام مؤسسة عسكرية تقف مهامها على عمليات حماية صائبة للبلاد وسيادتها وعلى المشاركة الجدية في بناء الوطن وتلبية حاجات الشعب.
                                 ولكن, ليس هذا ديدن موضوعنا بل هو يركِّز على إشكالية الانهيار التام لمؤسسات دولة لم تكن من الدول المتخلّفة وإنَّما كانت باستمرار في حالة من التطور الحضاري الذي أُعيق وتمَّ تكتيف تقدمِهِ مع تسلُّم الطاغية السلطة في البلاد.. فمنذ تلك اللحظة عاد إلى الذاكرة الجمعية لشعبنا ذاك الانفصال بين مؤسسات الدولة من جهة ومصالحه وأهدافه وطموحاته من جهة أخرى عندما كانت تلك المؤسسات في القرنين التاسع عشر والعشرين  تخدم مصالح الحاكم المستغِل (العثماني, الإنجليزي, ثم أفندية القصر والطبقات المستغِلّة).
                               إنَّ مثل هذه الحقيقة هي جوهر ذلك النفور الخطير تجاه تلك المؤسسات التي تشكل عماد الحياة المدنية والتي لا مناص من توافرها في الدولة المعاصرة!؟ ولابد هنا من التذكير بعوامل خطيرة أخرى لخراب الدولة ومؤسساتها: تلك هي أنشطة وفعاليات بقايا النظام المهزوم التي عملت على الإجهاز النهائي على تلك المؤسسات في خطة منها للقول: إنَّ بلادنا ما زالت بحاجة لهم ومن أجل العودة عبر بوابة عدم فسح المجال للبديل الحقيقي لكي يظهر في ظل ظروف طبيعية مغايرة لزمن الحكم الأسْوَد.. هذا فضلا عن تأثيرات وعوامل متنوعة أخرى.
                              وبناء على مثل هكذا أرضية يمكن القول: إنَّ تلك القوى التي تسطو على الشارع العراقي ليس منذ انهيار نظام الجريمة بل منذ استبقت أجهزته الدموية الإجرامية لحظة السقوط فتهيَّأت لخطوات تدميرية [أعقبت مرحلة السقوط] إذ أطلقوا سراح القَتَلَة المجرمين واللصوص وكل العناصر التي راحوا اليوم يستفيدون من وجودها فيجهّزونها في عصابات مأجورة لإشاعة عدم الاستقرار والاضطرابات الأمنية وإقلاق المواطن المُتعَب أصلا من سنوات عِجاف معقدة صعبة, ومواصلة الطَّرق على أعصابه المُجهَدة. إنَّ هذه الحقيقة يراها أبسط أبناء شعبنا اليوم بشكل مفضوح  سافر .. فليس تفجير أنابيب مياه الشرب ولا ما تبقى من أجهزة الاتصالات والهواتف ومصادر الطاقة ومحطات الوقود المختلفة هي مستهْدَفاتهم الوحيدة, فحتى المستشفيات وتجهيزات الدفاع المدني وحماية أرواح المواطنين هي في صميم أهدافهم التخريبية ناهيك عن أنابيب البترول ومواقع الثروة الوطنية المادية والروحية الثقافية.
                             إنَّ مأساتنا اليوم بانهيار الدولة ومؤسساتها يُراد لها أنْ تكون كرصاصة الرحمة التي أعقبت سنوات الاحتضار زمن السنوات العِجاف.. لكنَّ الشعوب لا تموت ونحن لن نسمحَ لتلك الرصاصة أنْ تخطف منّا الحياة .. فهاهو الدكتاتور الذي حلم بالبقاء في سدة طغيانه وكرسي سلطة الموت إلى الأبد, هاهو يرحل إلى الأبد؛ وقريباَ َ ستكون مؤسسات دولة الشعب هي التي تحاكم كلَّ جرائمه.
                             إنَّنا نعرف جيدا ونملك الخبرات الكافية والمتطورة لإدارة مؤسسات من دونها لاتسير حياة شعب ولا دولة؛ إذ من المستحيل بغير مؤسسات دولة لأيّ عجلة اقتصاد أنْ تدور؟ وإلا فكيف سيأكل الناس؟!  هل  ستمطر السماء لهم خبزاَ َ وعسلاَ َ .. كلا طبعاَ َ, فإذا وقفت الأسواق والشركات والدوائر الحكومية وغيرها فلن نرى حياة طبيعية بل ستمتلئ سماؤنا نحيباَ َ وصراخاَ َ وسنتسمَّع إلى أنين احتضار شعب بأكمله..

 

 

استقلال حقيقي أم شعاراتية [تحرير] زائفة؟!

2-4
[أولوية بناء مؤسسات الدولة وحالة تحريف مفهوم المقاومة]

                                رؤية هذه المداخلة: "إنَّ المهمة العاجلة  للعراقيين اليوم هي في توجههم إلى معطيات استقلال حقيقي يقوم بالأساس ويركِّز بشكل مباشر على إعادة بناء الدولة ومؤسساتها تلبية للحاجات الضرورية الملحّة وبما لايشارك هذه المهمة في اللحظة القائمة أية تداخلات معيقة أخرى تتعارض مع خطورة عملية البناء الوليدة. وسيكون كلّ ما عدا مجريات هذه العملية التاريخية  هو مما يقع في مزايدات لا تدرك وقائع الأمور الكارثية في بلادنا مستندة إلى شعاراتية [تحرير] زائفة هي أولاَ َ  تمثل الغطاء الرسمي الذرائعي لجرائم  تُرتَكَب بحق شعبنا وثانياَ َ تُعَدّ مساهمة خطيرة في حرف توجهاتنا بعيداَ َ عن إعادة البناء  الحقيقية الصادقة التي تمَّ  وقفها من النظام السابق ويتمّ تخريبها عبر أنشطة بقاياه الإجرامية. ولا يتعارض هذا مع سعينا بالكيفيات التي يراها شعبنا وفي الوقت المناسب لإنهاء وجود قوات الاحتلال الأجنبية ..."


                            وفي ضوء قراءة أوضاع مؤسسات الدولة اليوم وما نجم عن طبيعة علاقة المواطن بها في الظروف المنصرمة ومن ثمَّ في ضوء كلّ ما آلت إليه الأوضاع في اللحظة الراهنة, تنشأ تساؤلات عدة ولكنَّ السؤال الجوهري الآن هو ما أسبقياتنا؟ وما الأولويات التي تفرضها الظروف القائمة على مسيرة شعبنا وحركاته وقواه السياسية؟  وللإجابة الموضوعية عن مثل هكذا تساؤل لابد لنا من النظر في الوضع العراقي القائم .. ولابد لنا من قراءة الحاجات الأساسية الملحة والعاجلة لشعبنا المبتلى بنتائج الأمس المريض والحاضر المعقد بكل متطلباتهما وما يفترضاه من ضرورات مباشرة. ولعلَّنا نرى بوضوح تام ما يجري من تعطيل لكلِّ مؤسسات الدولة في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كافة؛ ما يعني جدلاَ َ انعدام مؤسسات الدولة من جهة وعدم توافر مقوّمات الحياة الإنسانية من جهة أخرى.
                               وبناء على مثل هذه الحقيقة, يتراءى للمتمعِّن المتأنيّ أنَّ الضرورة تحتِّم علينا تناول أمور عملية ملحة وعاجلة لأنَّها تمسّ حياة الناس مباشرة فتهدِّدها ليس بمشكلات حياتية معقدة يصعب حلّها أو التراجع عن نتائجها الكارثية حسب بل بالموت والفناء في أخطر كارثة إنسانية متوقعة في عصرنا. فنحن والحال هذه اليوم لا يمكننا الانشغال عن حقيقة حاجتنا لإيجاد مقوِّمات الحياة الإنسانية الأساسية الضرورية, عبر إعادة بناء بل خلق مؤسسات دولة من جديد (فضلا عن تعاظم مهمة إزالة أنقاض الماضي) وإعادة إدارة عجلة الاقتصاد والحياة الإنسانية بإعمار المخرَّب وبناء الحاجات الماسَّة المطلوبة سريعاَ َ استجابة لحتميات إدامة الحياة الإنسانية المهدَّدة بالهلاك والفناء كما أسلفنا في هذه القراءة.
                               وعليه فإنَّ جلَّ الجهد الذي تنهض به القوى السياسية الجادة في صلتها بشعبنا وبمعالجة مهمات حاضره وبناء مستقبله الزاهر, ينصبّ على إعمار مؤسسات دولة تستجيب لهذه الحقيقة أولاَ َ بوصفها أسبقية أو أولوية لا تشاركها أية مهمة أخرى في اللحظة الراهنة..
ومن هنا جاء انبثاق مجلس الحكم على ما يعتوره من مثالب أحياناَ َ وصعوبات أحيانا أخرى  في ظروف تعامله مع واقع معقد وشائك؛ وفي ظروف المحدِّدات التي تتحكم أحياناَ َ بصلاحياته من جهة وبأطر عمله وحريته من جهة أخرى, وجاءت ولادة الحكومة العراقية الانتقالية المؤقتة لتسدّ أولى الحاجات وأخطرها شأناَ َ في تدوير عجلة الحياة في الدولة العراقية الجديدة ثم بدأت الحيوية تدبُّ في مؤسساتنا في شروع كفاحي وببسالة نادرة لخدمة الملايين المهدَّدة في وجودها.
                            وهنا يفتضح أمر تلك القوى التي لا يروق لها كلّ هذه النجاحات فراحت تفجِّرُ وتغتال وتحاول إشاعة مظاهر الخطف والتقتيل والاضطرابات وما إلى ذلك وجنحت لإثارة الفوضى والجريمة في الشارع العراقي.. وذريعتها لكي تكسب أو تُبقي على شكل من التأييد لأفعالها المخزية المشينة هي (شرعية؟) كونها تعمل ضد قوات أجنبية تحتل البلاد. ومن المناسب هنا التأكيد على أنَّ مثل هذا التوجه الذرائعي الساذج يجد مساحته الأساسية وجمهوره في خارج عراقنا وليس بين أبناء شعبنا بما يحملونه من وعي, فهل لمثل هذه الشرعية حتى لو صحَّ نفَسُها إكسير إدامة حياة شعب مهدَّد في وجوده المادي الحيوي وليس المعنوي؟؟.
                            في هذا الصدد لا يتساءل اثنان من العراقيين الغيارى على عراقهم وأهلهم ولا يختلفان في أولويات الحياة وتمكين الدولة من إيجاد مؤسساتها إذ تتفق الأغلبية الساحقة على هذه المهام, ولكنَّ التساؤل ـ وهو موجَّه إلى من يشملهم خلط الأمور والمعالجات ـ يكمن في مؤدى أعمال العنف الدموية والتفجيرات التي تطال المدنيين قبل غيرهم والتي تتمّ في أماكن العبادة المقدسة وفي الأسواق وفي منشآت مياه الشرب والدوائر الخدمية لحاجات الناس الحياتية.. هل كلّ هذه المواقع وغيرها من الأهداف ذات الطابع الإنساني الخَدَمي البحت هي ما سيُخرِج القوات الأجنبية؟!! وهل اغتيال الشخصيات الوطنية وقيادات الأحزاب والعاملين في المؤسسات الجديدة للدولة العراقية هو ما سيوفر المقاومة الوطنية ضد الوجود الأجنبي؟ وهل بالسوَقَة والمجرمين المأجورين واللصوص تُقاد حركات التحرير والاستقلال الوطني؟ أليسوا هؤلاء هم أنفسهم الذين أُطلِق سراحهم بالأمس القريب من سجون الجريمة والأفعال المشينة؟ ما الذي حلَّ ليكونوا اليوم حاملي ألوية تتمثَّل في أفعال لا تقلّ دناءة عمَّا عُرِفوا به في أمسهم؟! [ولا نغفل الإشارة هنا إلى اندفاعات الشباب الحماسية المنقطعة عن الخبرة والدراية السياسيتين وما يترتب على ذلك من ثغرات خطيرة على الرغم من حسن النية ومصداقيتها].
                                 وبشأن تساؤلاتنا هذه بالذات نتوقف عند تلك القنوات الإعلامية (المعروفة)  التي تُسبِغُ على هؤلاء  سمة المقاومة والبطولة؟؟! وتخلط  وتشوِّه عبر معالجاتها مصطلحات المقاومة الوطنية والنضال من أجل لقمة الخبز بأعمال الجريمة المنظّمة واللصوصية وبممارسات قطَّاع الطرق ليظهر في الشارع السياسي (بخاصة منه العربي) تصورات صادمة مثيرة للاستهجان والسخرية بخاصة عندما يُطلَق على شعب الرافدين بأكمله على أنَّه شعب يبيع استقلاله وسيادته ويخون القضية (عن أية قضية يتحدثون؟!!).
                                  وإذا كنّا لا نختلف على تحديد مفهوم المقاومة الحقيقي وماهية مُستهدَفَاته, فإنَّنا نشدِّد على عدم اختزال المقاومة الوطنية في شكل واحد يتجسَّد في الأعمال المسلَّحة, وإلا فإنَّنا سنقع في مطبات كارثية تكلّف شعبنا أكثر مما تحقق له وتنجز ومن أخطرها تشويه مفهوم المقاومة بخلطه عمداَ َ بأعمال العنف اللامسؤولة وبالجريمة المنظَّمة.. بينما ينبغي هنا بعد التعريف بكل أشكال المقاومة الحقيقية المتنوعة المتكاملة أنْ نختار التوقيتات المناسبة لخياراتنا من بين وسائلها سواء منها المسلَّح أم السلمي السياسي والدبلوماسي وغيرهما. ولعلَّنا هنا لم نجانب الحقيقة إذا ما قلنا: إنَّ إعادة بناء دولتنا ومؤسساتها بشكل مباشر ومن دون خلط أوراق المهام والمعالجات هو بشكل آخر نضال من أجل انتزاع ما سُلِب منّا لحظة هزيمة الدكتاتورية..
                                   على أنَّ ذلك لا يعني بالمرّة أنَّ استقلالنا كان موجودا على عهد الدكتاتورية مطلقاَ َ.  فلقد رهن الطاغية بلادنا منذ اتفاقية صفوان ومن ثمَّ ما لحق ذلك من قبول كثير من الشروط المهينة المُذلّة للسيادة مقابل الإبقاء عليه في كرسي السلطة. ولم يكنْ ذلك غريباَ َ على سياسته. وغير هذا مما يقع في الدبلوماسية المعاصرة لم يكن شعبنا مستقل الإرادة في ظل حكم طاغية مستبد باع واشترى بالعراقيين بأبخس الأثمان. وكان العراقي مستعبدا لا يملك حتى حق الحياة ولا نقول الحريات الأساسية؛ ولذا وضَعَه دراكولا الأسْوَد في أتون حروب متعاقبة طوال مدة تسلّطه على رقاب شعبنا وراح ضحية إعداماته مئات ألوف الناس ولم تعُدْ ماكنة الإعدام تكفيه فاتجَهَ لاستخدام الدفن الجماعي والأسلحة الكيمياوية وغيرها من فنون الهلاك والموت.. فهل كان العراق بعد كلّ ذاك مستقلاَ َ؟ وهل حاكم من بلادكم بهذا التوصيف أدْعَى لتأكيد الاستقلال والحرية؟ وهل هذه مستهدفات تلك الفضائيات الصادحة بحمد الطغاة صباح مساء مما تبتغي إعادتنا إليه وهيهات لهم تلك الأحلام المريضة؟ 
                                 إذنْ, فنحن أمام حقيقة مركبة لا تُختَزَل بوجود قوات أجنبية ليسجِّل بعضهم احتلالا على وفق القانون الدولي وغيره, وليعقب ذلك بدعوة ساذجة لإخراج المحتل بشرعَنَته القتال أو حتى الجهاد المقدَّس وبعده يُدخِل كل عملية عنف مسلَّح في قائمة حربه للتحرير؟!! إنَّ خصوصية كلَّ حالة مسألة طبيعية؛ وما يعقب الخصوصية هو دراستها بقصد الاستقراء والاستنتاج الصائبَيْن والإيجابيَيْن.. وفي القضية العراقية ليس من مفرّ للحكيم المتّعِظ من أنْ يؤكِّد أنَّ المسألة تتعلق بمصير شعب وحياته وبقائه وبحاجة مصيرية هائلة فرضتها تداعيات الأحداث للانشغال بمسألة بناء مؤسسات تمَّ تخريبها بالكامل, إذ لا يمثل هذا الانشغال قضية هامشية أو كمالية أو عملية إصلاحية تحسينية بقدر ما يمثل أسّ الحياة الإنسانية عندنا ويمسّ وجود شعب من خمس وعشرين مليون إنسان ليسوا مشروعاَ َ أبدياَ َ للموت من أجل بطل أو بطولة.. والشعار الآن هو مصير الشعب وحياته قبل مشكلات الوطن, وبتوفير هذه الأولوية فقط يمكننا أنْ نطالب الناس بأولويات أخرى وحسب الأهمية والخطورة..
                                      وليس من شأننا بعد ذاك أية مزايدات لفظية من مثل تلك التي تطالب الجريح المُقعَد بمواصلة الحرب زحفاَ َ! لأنَّنا لن نجد لحظتها مَنْ يزحف وجرحه الفاغر المفتوح يأخذ منه آخر قطرة دم وآخر أنفاس الحياة. فلِمَ لا نكون أكثر منطقية وأرجح عقلا؟؟ وليس فينا في مطلب كهذا من تخاذل بموقف أو نسيان لحقيقة أو تنازل عن حق. وإنَّما فينا ما نقرأ به واقع الحال وبُعْد عن ركوب المُحال عن طيش أو غيره...      
                              

استقلال حقيقي أم شعاراتية [تحرير] زائفة؟!

3 - 4
[رؤية في استقلالنا الوطني الحقيقي]

                                رؤية هذه المداخلة: "إنَّ المهمة العاجلة  للعراقيين اليوم هي في توجههم إلى معطيات استقلال حقيقي يقوم بالأساس ويركِّز بشكل مباشر على إعادة بناء الدولة ومؤسساتها تلبية للحاجات الضرورية الملحّة وبما لايشارك هذه المهمة في اللحظة القائمة أية تداخلات معيقة أخرى تتعارض مع خطورة عملية البناء الوليدة. وسيكون كلّ ما عدا مجريات هذه العملية التاريخية  هو مما يقع في مزايدات لا تدرك وقائع الأمور الكارثية في بلادنا مستندة إلى شعاراتية [تحرير] زائفة هي أولاَ َ  تمثل الغطاء الرسمي الذرائعي لجرائم  تُرتَكَب بحق شعبنا وثانياَ َ تُعَدّ مساهمة خطيرة في حرف توجهاتنا بعيداَ َ عن إعادة البناء  الحقيقية الصادقة التي تمَّ  وقفها من النظام السابق ويتمّ تخريبها عبر أنشطة بقاياه الإجرامية. ولا يتعارض هذا مع سعينا بالكيفيات التي يراها شعبنا وفي الوقت المناسب لإنهاء وجود قوات الاحتلال الأجنبية ..."

 

                             كيف تُفهَم السيادة الوطنية والاستقلال الوطني؟ وكيف يجري الدفاع عنهما وحمايتهما؟ وهل السيادة والاستقلال مفهومان يعلوان على كلّ ماعداهما من مفاهيم وقيم إنسانية في كلّ الظروف ومن دون ضوابط؟ لعلَّ إجابة مباشرة عن تساؤلنا غير ممكنة نظراَ َ لما يتضمنه التساؤل من تداخلات وتعقيدات, بخاصة في مرحلة ما يُدعى بالعولمة سواء بجوهرها الإنساني الطبيعي في مسار تطوره أم بما يُفرَض عليها من مظاهر سلبية تخصّ الظرف الدولي القائم والتوازنات الموجودة فيه.. 
                           وهكذا نجد أنفسنا في استقراء الإجابة أمام تأكيد حقيقة مهمة أولى ألا وهي ضرورة بل أهمية وخطورة  بناء الدولة ومؤسساتها بخاصة منها السيادية فذلك يمثل جزءاَ َ أساسياَ َ وجوهرياَ َ من الاستقلال الوطني لأية دولة. فلا استقلالية لشعب بغير دولة بمؤسساتها .. ولا استقلالية لدولة يحصل شعبها على قوته بأدوات وأجهزة أو بمؤسسات أجنبية. بمعنى آخر يمكن القول: إنَّ منطلق الشروع نحو الاستقلال والبداية فيه تكمن في تلبية حاجات الشعب الأساسية عبر مؤسسات وطنية؛ والعمل على خلق المؤسسات السيادية العليا.
                          وفي هذا الإطار نجد تشكيل الحكومة العراقية مهمة حيوية لرسم علاقات العراق بالمنطقة والعالم, ولإدارة الحياة اليومية للشعب. ونجد مسار مجلس الحكم إطاراَ َ تمثيليا أوليا نتجه عبره لصياغة الدستور بآليات متفق عليها يحسم شرعية ما تؤول إليه من نتائج تصويت شعبي عام على ذلك الدستور لنهيِّئ للمؤسسات الدستورية ومن ثمَّ السيادية العليا التي بوساطتها يمكننا مخاطبة المجتمع الدولي وبوساطتها يمكننا متابعة مسيرة تعزيز استقلالنا بأدواتنا وقوانا الوطنية الموحّدة.. ومن الطبيعي أنْ نمتلك لحظتها قدرات لا المفاوضة لإخراج الأجنبي بل قوة تحقيق هذا الهدف...
                                  إذن فالاستقلال الوطني ليس شعارا سرمديا يخضع لأهواء أو نزوات اندفاعات حماسية لأولئك الذين لم يعرفوا من السياسة إلا أتون الحرائق والاقتتال بلا خطة ولا خبرة معالجة وبانقطاع عن مؤهلات العمل وجذور منطق المعالجة العقلية الحكيمة. بل الاكتفاء بما قلَّ مما يُعرَف على سبيل مثال شعار ما أُخِذ بالقوة لا يُسترَد إلا بالقوة  مع تسطيح للمفهوم وجعله أكثر سذاجة في التناول والتطبيق وفهم القوة بمنطق العنف وما شابه من تجريد. وهذا يخدم أهداف قوى مريضة تبتغي الإطاحة برؤوسنا واستغلالنا إلى الأبد...
                                    فمفهوم الاستقلال ليس غاية مباشرة في كل الظروف فقد تدعو ظروف لتجاوز جوانب منه وتأجيل معالجتها للحظة تاريخية تالية وهذا ليس معيبا في مسار شعب ينتزع استقلاله شيئا فشيئا وجزءا فجزءا بحسب الوقائع المحيطة التي تحكم أولويات حركته نحو إتمام مبتغاه.. وإذا كان هدف شعبنا النهائي والأخير استكمال كلّ أهدافه في الاستقلال وفي غيره فإنَّ من الطبيعي أنْ يعني له هذا استذكار ما استراتيج المرحلة وما تكتيكاتها؟ ويعني مما يعني تحديد وسائل وأدوات المعالجة والتناول لأية قضية وامتلاك روح الصبر والمبادرة فيما يختار للحظته من تناول مباشر وتوفير شروط تحقيق المستَهْدَف المباشر والنجاح فيه.
                                  وعليه فللاستقلال أوجه ومفردات متنوعة وآليات للوصول إليه. وللاستقلال ماهية أو حقيقة وجوهر لا يُخْتَلَف في التناول ولكن في استهداف كلّ مفردة منه سنقع في كوارث إذا لم نختَرْ المناسب توقيتا وإذا خضعنا لأولوية أهواء واندفاعات لا أرضية سياسية لها.. وإذا كنّا نعرف معنى الاستقلال وانتقاصه في الظرف القائم وما ينجم عنه من أوضاع لبلادنا فإنَّنا نعرف أيضا كيفية الوصول إليه مع تجنيب شعبنا ويلات متصلة متفاقمة أخرى لأنَّ مَنْ ينهض بهذه المهمة هم أبناء شعبنا أنفسهم الذين عُزِلوا من قوتهم الحقيقية ودرع استقلالهم الحقيقي ألا وهي مؤسسات دولتهم, ونحن نعرف ما هو منقوص من أوجه استقلالنا وما ينبغي ويتحتم علينا النهوض به اليوم عبر الاستجابة لحساسية الحاجات المباشرة هنا في الساحة العراقية, هنا بالضبط فيما يمسّ الإنسان العراقي مباشرة وليس في مخيلة مريضة أو صاحبة أهداف لا تستجيب لهذه الحقيقة بل تبحث عن تحقيق رغبات خارج حدود جغرافية العراقي الإنسان وحريته بل حياته الحرة الكريمة..
                                  ومن الطبيعي أنْ يعتري عملية بناء مؤسساتنا الدولتية الخدمية والسيادية كثير من النواقص والعوائق, وسيكون ذلك أدعى لإشارة تشفي ومسبَّة بل سيكون (عند أعداء شعبنا) أدعى لاختلاق أعذار خطأ الأولوية التي يختارها شعبنا وقواه الحية الشريفة في ضوء قراءة الوضع المأزوم واستجابة للحاجات الخطيرة والكارثية التي نجابهها وليس بناء على أمزجة أو خيارات حرة لا تخضع لشروط الواقع الذي يتغافله أعداء شعبنا عن قصد وعمد وهم يعملون بذلك على التشويش وعلى خلق ذرائع تخدم أهدافهم المريضة القريبة والبعيدة. وإذ نعرف ما سيجابه عملية ولادة مؤسسات تشكِّل أرضية راسخة لإعادة تأهيل حركة الحياة في بلادنا ومن ثمَّ استقلالنا التام, يصبح من واجبنا تحمّل مصاعب وثغرات قد يكون بعضها خطيرا إلى درجة بعيدة ولكنَّ الضرورة والحتم التاريخيين تدعوان لتجاوز مثل هكذا مجابهات من دون إغفال العمل على تقليل مصاعب العملية و مخاطرها.. فكلّ مرحلة مخاض وولادة تجابه مثل ذلك وإنْ تباينت الخصوصيات نسبيا.                               
                                لكننا في قراءتنا هذه لا نجد للرحيل الفوري سببا في ظل تداعيات الظروف ومعطياتها القائمة في بلادنا. وإنَّما نسعى لتحقيق ذلك في أقرب فرصة تحقق مصالح شعبنا الآنية والبعيدة, مع فرض سلطاتنا الوطنية وتوسيع إمكاناتها وقدرات أدائها من أجل الغد مكتمل شروط الاستقلال والاستجابة لحاجاتنا الكاملة. بينما الانشغال بالحديث عن موضوع السيادة والاستقلال والخطابات النارية والمغامِرة لإخراج القوات العسكرية وطردها بقوة البنادق وبوضع مصير شعب وحياته ووجوده تحت مقصلة إعدام مثل هكذا انشغال غير موضوعي في خيار التوقيت والأسلوب, فمثل هكذا إشغال ليس مؤداه لا الاستقلال ولا حتى تطمين أبسط حاجات الإنسان العراقي لا في يومه ولا في مستقبله. 
                             

 

استقلال حقيقي أم شعاراتية [تحرير] زائفة؟!

[خطاب الآخر الدبلوماسي والإعلامي مع العراق الجديد]

4 - 4

                                رؤية هذه المداخلة: "إنَّ المهمة العاجلة  للعراقيين اليوم هي في توجههم إلى معطيات استقلال حقيقي يقوم بالأساس ويركِّز بشكل مباشر على إعادة بناء الدولة ومؤسساتها تلبية للحاجات الضرورية الملحّة وبما لايشارك هذه المهمة في اللحظة القائمة أية تداخلات معيقة أخرى تتعارض مع خطورة عملية البناء الوليدة. وسيكون كلّ ما عدا مجريات هذه العملية التاريخية  هو مما يقع في مزايدات لا تدرك وقائع الأمور الكارثية في بلادنا مستندة إلى شعاراتية [تحرير] زائفة هي أولاَ َ  تمثل الغطاء الرسمي الذرائعي لجرائم  تُرتَكَب بحق شعبنا وثانياَ َ تُعَدّ مساهمة خطيرة في حرف توجهاتنا بعيداَ َ عن إعادة البناء  الحقيقية الصادقة التي تمَّ  وقفها من النظام السابق ويتمّ تخريبها عبر أنشطة بقاياه الإجرامية. ولا يتعارض هذا مع سعينا بالكيفيات التي يراها شعبنا وفي الوقت المناسب لإنهاء وجود قوات الاحتلال الأجنبية ..."

                            إنَّ مَنْ يريد التعامل مع شعب ينبغي له أنْ يفعل ذلك عبر قنوات طبيعية متعارَف عليها في بديهيات السياسة الدولية ومعاجمها.. فهل لهؤلاء من العرب أو من غيرهم ما يقدمونه توصيفا للطرف الذي سيلتقونه في العراق إذا هم تغافلوا عن مجلس الحكم وحكومته؟ وهل يمكن لطرف تحت الأرض لا يد له يقدمها لمحتاج اليوم أنْ يشكِّل البديل للمجلس وحكومته؟ وأين ذاك الطرف وما أفعاله على أرض الواقع في لحظة تاريخية شعبنا فيها في أمَسِّ الحاجة لأبسط أشكال الدعم والإسناد؟
                             وفي الحقيقة (الواضحة) لا وجود لاجماع وطني يخدم شعبنا خارج مؤسسات دولته التي تولد اليوم من رحم الخراب والدمار.. وعديد من القوى التي توجد خارج هذه المؤسسات هي بين منسِّق معها أو على علاقة غير مباشرة, أو هي في الضفة الأخرى من مصالح شعبنا, بين مَنْ اختلط الأمر عليهم وأولئك الذين يقودون عمليات التقتيل وإشاعة الفوضى وزيادة المآسي فوق ما هي عليه اليوم مما يقترب من حافة الفناء أو الخطرالداهم.. هؤلاء هم قلّة من ذوي السوابق المأجورين, ممَّنْ التقوا مع ساسة الأمس المهزومين وهم أنفسهم صعدوا سلَّم السلطة عبر أعمال إجرامية قادتها عصابات ورجال من سوَقَة الناس عُرِفوا بأصولهم الإجرامية كصدام وبطانته من الذين سبق للقضاء العراقي الحكم عليهم بجرائم وجنح أخلاقية معروفة في بلادنا. 
                             وفي ظل صورة كهذه يوجد في عراقنا الجديد دولة مؤسسات ناهضة وليدة, وقوى إجرامية شريرة مُطارَدة لاتحيا إلا في الظلام وفي ظل أجواء عدم الاستقرار وهي لا تسطيع العيش إلا على موائد الجريمة وروائح الموت كما هو عهد الطاغية الدموي الساقط. وللتعامل مع عراقنا الجديد مسارين: فأما مع العراق لحظة الشِّدة وقسوة الحاضر ومصاعبه أو ضده ومع المخربين وناشري أفعال الرذيلة وبقائه ضعيفاَ َ ممزقاَ َ ومن ثمَّ في قبضاتهم وقبضات الأجنبي الذي دخل بذرائع قُدِّمت له على طبق من ذهب.
                               وشعبنا سيحكم في غده على أصدقاء شدته وأيام محنته أو مَنْ راوغ وداهَنَ بين نصير الطاغية المهزوم وأفعاله في السرّ ودعم جرائمه مادياَ َ ومعنوياَ َ وبين تلفيق كلمات منافقة لا تسمن ولا تغني... بل هي بشئ من تمعّن تكشف ما تخفيه تحت أجنحتها  ممّا يصبّ الزيت في النار, أو يقدح في الهشيم الشرار. وإذا كنّا لا نريد التقاطع مع أحد وإذا كنّا ندعو لدعم شعبنا وحاجاته الضرورية العاجلة, فإنَّنا أيضا لا نغفل عمَّن يقف في طريق تقدمنا واستقرارنا الحقيقي وبناء مستقبلنا واستقلالنا الناجز.
                              فهل بعد المصارحة مَنْ يزعم الجهل بحقيقة؟  بالأمس قالوا: لم نعرف بجرائم الإبادة وفضحت المقابر الجماعية هول الجريمة بما لا مجال للصمت ووجوب التراجع عن الخطأ في تقويم ما كان وما هو كائن. واليوم نشاهد ترددا بين طروحات من نمط إنَّنا نتعامل مع (كلّ) القوى على الساحة العراقية في تعمية وتضليل مفضوح, الغاية من ورائه المساواة بين ممثلي العراق والاجماع السياسي القائم على بنائه وبين قوى بعضها من الماضي المظلم الذي لا مجال لمهادنة مع أية بقية منه؛ وبعضهم من حاضر مصاب بأمراض تركة ذاك الزمن الرذيل, وشتّان بين الطرفين!
                              إنَّ الدعوة الحقة التي يمكن قبولها اليوم هي دفع أية قوة تدعي تمثيل العراق للانخراط في مسيرة إعماره وبناء مؤسسات دولته والاستجابة لحاجات المواطن العراقي أولاَ َ؛ وليس بلقائها وتشجيع وجودها الانقسامي بما يعمِّق من إضعاف المؤسسات الوليدة ويعرقل مسيرتها بحجج واهية؛ فمرة بزعم تحقيق التوازن (الديموقراطي؟!) بين جميع أطراف القضية العراقية, وأخرى بزعم البحث في شرعية! الجهة الممثِّلة للعراق.. وغيرها لأية أسباب مفتعلَة لا تستقيم مع منطق دبلوماسي ولا مع منطق قانوني محلي أو دولي ولا مع منطق حق أو عدالة.
                            إنَّ الاستمرار في مثل هكذا طروحات على المستوى السياسي أم الإعلامي ستضر حتما ليس بالتصورات والمعالجات المبثوثة في ثنايا تلك المصادر السياسية والإعلامية ولكنَّها ستضر بشكل مباشر في العلاقات المقبلة بين العراقيين ودولتهم من جهة وبين مَنْ تمثلهم تلك الأصوات إنْ لم نقلْ تلك الأبواق. ومن جهة المتلقي (بخاصة العربي) نؤكد على أهمية أنْ يتابع طروحات ابن الشارع السياسي العراقي الحقيقي ليتبادل معه بمصداقية حقيقية الرأي وليباشر علاقة صحية جديدة تخدم مصالح الأطراف كافة وتبيِّن حقائق الأمور وجواهرها السليمة فكما هو متعارف أهل مكة أدرى بشِعابِها..
  الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي
أكاديمي ومحلّل سياسي ناشط في حقوق الإنسان    
                     2003 10   11
E-MAIL:  [email protected]
Website :   www.geocities.com/Modern_Somerian_Slates

 



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض محدِّدات العمل في ظلِّ الديموقراطية 1- 2 - 3 - 4
- مَنْ يكتب الدستور؟
- فَلْنَجْمَعْ ما يكتبُهُ العراقيون بشأنِ الدستور
- علمانية الدولة والدستور لا ثيوقراطيتهما
- المرأةُ العراقيةُ مطلعَ القرنِ الحادي والعشرين ومحاولات فرضِ ...


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - استقلال حقيقي أم شعاراتية (تحرير) زائفة؟! 1 - 2 - 3 - 4