أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سام بيت شموئيل - باب الحارة.. و الواقع المرير














المزيد.....

باب الحارة.. و الواقع المرير


سام بيت شموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 2070 - 2007 / 10 / 16 - 11:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرابط بين جمهور الدراما العربية (اعمار تتراوح بين 14-50) ومن خلال جهاز التلفاز وعلى شاشات الفضائيات، اجبر او بالحرى شل شائحة كبيرة من الناس بالجلوس في البيت اسيري باب الحارة و غيرها من المسلسلات الرمضانية من الذين لهم وقت فراغ ممل غير قابل للتكسير، الى خوض شوط طويل في المتابعة لهذه المسلسلات و ترك ضروريات الحياة المصيرية الى ما بعد الحلقة الاخيرة لتحرير شعوب المنطقة من التسلط الديني و القومجي. و ان افراغ الشوارع بسبب حلقة تلفزيونية هو بمثابة ابو المصائب في الدول العربية، حقا كنا نتمنى ان تفرغ الشوارع حيث الناس في اعمالهم لمواصلة الانتاج من اجل مجتمع منتج عوضا عن مجتمع يعتمد على الدراما التلفزيونية في اتخاذ القرار الحاسم. وان علامات هذا الفراغ وبعد انتهاء الوقت المعين للحلقة تبدأ بوجود الناس في الشارع بلا اي مبرر او قصد و الجلوس في المقاهي طول اليوم (ما عدا وقت الحلقة) و الى اوقات متأخرة من الصباح في بعض الاماكن، حيث الدخول الى مصيرمظلم ماشيا بين شوارع المخدرات والمشروبات والجريمة قاصدا التطرف الديني و اخيرا و ليس آخرا الى ارهابي متعطش لارواح ناس ابرياء ليس لهم اي دخل لا من قريب ولا من بعيد بباب الحارة. من المؤكد ان الانظمة في الدول العربية هي المسؤول الاول عن ظاهرة البطالة و الفقر وما يلحق بهذه الظاهرة السيئة والسلبية في آن واحد، وعدم اخذ زمام الامور الى مستوى تعليم وتثقيف هذه الفئة من المجتمع التى تتراوح نسبتها الى ارقام ومؤشرات مخيفة ومقلقة.
ان تحول المدن العربية مثل عمان وغزة واماكن اخرى الى شبه مهجورة والى منع التجوال الطوعي و سكون الشوارع و انقطاع الكهرباء (في الشارع فقط ففي البيت يوجد مولد) واستثمار الشباب العربي القصد الاكبر من اوقاتهم امام جهاز التلفاز، هو اكبر دليل على عجز الايدي العاملة عن تكوين مجتمع فعال صناعي يأكل من اجل المواصلة وليس من اجل الأكل فقط !!

اذا انفقت مجتمعات وشعوب العالم بمقدار ما تنفق مجتمعات دول العالم الثالث و الدول العربية بالتحديد من الوقت امام الشاشة الصغيرة لتحول العالم الى ما يشبه اسواق التنزيلات او مبارات لكرة قدم لاعمار الفئة ثمانيين، فالمواطن في هذه المجتمعات وفي وقت الفراغ تجد الكتاب هو افضل رفيق له, وتفرغ شوارعهم فقط عندما تكون الناس في تحضير ليوم جديد وابداع غير منتهي.
فكما اسلفنا ان المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الدولة و مأسساتها لاتاح الفرصة والغاية الملائمين لهذا الشاب او الشابة لخلق العمل المناسب الصحي وعلى مستوى جيد موافق مع معايير اماكن العمل العامة.
و من جهة اخرى فالمسؤولية تقع على عاتق الشباب العربي وذويهم من ناحية تقاسم نسبة المسؤولية بين الدولة و المواطن، فالشاب او الشابة ملزمون على مواصلة البحث وخلق فرص العمل و احيانا التضحية من اجل استمرارية و اطالة عمر هذا العمل ليفوق على عمر البطالة والفقر واعطاء باب الحارة وغيرها من الامور الثانوية قدر اقل و اهتمام سطحي.
الشباب في المدن الفلسطينية مثلا، فعوضا عن اصلاح الحياة اليومية للمواطن والمشاركة الفعلية ومن الصميم في تحقيق هذا الاصلاح، تراهم مشغولين بامور تلفزيونية بعيدة كل البعد عن ما يحدث في ارض الواقع، اكثر من ان تراهم وبصرامة مشغوليين في بناء دولة القانون ومشروع المواطنة، دولة تحترم المواطن على اساس انه مواطن لا على اساس تبعية هذا وذاك.
هل لاسرائيل علاقة بمصيبة باب الحارة؟!! ام هي كارثة الشاب العربي الهارب خلف هذا الواقع المرير؟

ان اكمال رسم صورة واضحة الملامح متناغمة الشكل سارية المفعول و بعيدة الرؤية، هي افضل وسيلة لخلق جيل واعي منتج اكثر من من هو مستهلك و التخلي و الابتعاد عن جو وواقع الدراما الخيالية التى تؤثر على تفكير الشاب من الناحية العاطفية و الفكرية بنحو سلبي ومتخلخل التوازن. ان بدعة الوصول الى الهدف الرئيسي هو اسمى و اقدس الاشياء عند الانسان الصالح المضبف و الباني لتأمين حياة سخية و غنية لكيان جوهري كامل.



#سام_بيت_شموئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حان وقت اجتثاث حماس


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سام بيت شموئيل - باب الحارة.. و الواقع المرير