أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مهند البراك - امان شعبنا وصراع القوى الكبرى - 2 من 2















المزيد.....

امان شعبنا وصراع القوى الكبرى - 2 من 2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 637 - 2003 / 10 / 30 - 02:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


        

 وفي الوقت الذي اخفى انقسام العالم الى معسكرين متناحرين بعد الحرب العالمية الثانية، التناقضات الضارية بين الدول الرأسمالية الكبرى رغم انها  كانت تتطوّر تطوّراً متفاوتاً ، فان زوال الخطر المقدس اظهر المدى الذي بلغه تطور تلك الدول وقدرتها الصناعية المستقلة ، واظهر وجود مصالح متنوعة ومختلفة للدول الصناعية الكبرى حليفة الأمس، قد لا توحّدها دائماً مع الولايات المتحدة، بل قد تتقاطع معها، وبدأت تلك المصالح تظهر بشكل اكثر وضوحاً، في الصراع الدائر على النفط ومنطقته الأغنى في الخليج، بل في عقدته الأكثر حساسية في واقع اليوم، الا وهو العراق بالذات !!
 ففي الوقت الذي ادىّ فيه تقارب واتفاق مصالح فرنسا وروسيا والمانيا مثلاً، مع السياسة الأميركية في يوغوسلافيا وكوسوفو وافغانستان، وادىّ الى مشاركتها عسكريّاً فيها بعد ان ضمنت مصالحها وفق ذلك الظرف، فان اختلاف مصالحها في مناطق ومفاصل اخرى ادىّ الى ظهور خلافات مع سياسة الأدارة الأميركية القائمة، جرى حل بعضها وتصاعد البعض الآخر منها .
 وقد بدأت فرنسا مبكراً في الأختلاف مع السياسة الأميركية وخاصة فيما يتعلّق بنفط وغاز الخليج، فقد خرقت سياسة "الأحتواء" التي اتبعتها الأدارة الأميركية آنذاك تجاه الحرب العراقية ـ الأيرانية، التي منعت الشركات العالمية من توظيف مبالغ كبيرة في صناعتي النفط والغاز في البلدين، حين وظّفت شركة "توتال" الفرنسية مثلاً ماكان يعادل ملياري دولار في صناعة النفط والغاز الأيرانية واكبر منها في صناعة النفط العراقية، اضافة الى سلوك مشابه لشركات عالمية غير اميركية اخرى، الأمر الذي ادىّ اضافة لأسباب اخرى الى تراجع الأدارة الأميركية عن تفعيل تلك السياسة . 
 واتخذت المانيا، القوة الأقتصادية الأولى في اوروبا، ولأول مرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية موقفاً مغايراً للموقف الأميركي  منذ البداية من القضية العراقية، واعلنت عدم استعدادها للمشاركة في حرب العراق، رغم انها بدأت بارسال جنودها الى خارج حدودها
( كما في جيبوتي، كوسوفو وافغانستان .  . ) . و( فضّلت) ان تشق طريقها الى الشرق الأوسط ومنذ سنوات بطرق سياسية، كدخولها طرف ابدى حماساً وبذل اموالاً  لأيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية، اضافة الى الأتفاقات التجارية والتكنيكية مع دول المنطقة، واقامتها علاقات متميزة مع روسيا ثاني اكبر مصدّر للنفط في العالم .
 لقد تمسّكت المانيا بموقفها النابع من مصالحها الأقتصادية، ومن ضغط حركات السلام وقوانين البيئة والضمان الأجتماعي ، وحذّر وزير خارجيتها" يوشكا فيشر" من مغبة "التعامل مع الحلفاء كدول تابعة"، رغم تهديدات "بيرل" بعرقلة طموحها للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي وتعليقات عدد من كبار شخصيات الأدارة الأميركية الحالية حول " تسمم" العلاقات معها (1) . 
واليوم تفعل ثقافة وحركات السلام في دول اوروبا التي قدّمت ضحايا وخسائر هائلة في الحرب دوراً كبيراً في صياغة قراراتها الدولية، اضافة الى التزامها بدفع نفقات الضمانات الأجتماعية والعمل وقوانين حماية البيئة، التي فرضتها الأشواط التي قطعتها مجتمعاتها والتي ناضلت وضحّت دونها على مرّ الزمن، وثُبتت في دساتيرها الوطنية  .
ومن جهة أخرى تشهد اليابان تغييرات مماثلة غيّرت من مواقفها المتوافقة على الدوام مع السياسة الخارجية الأميركية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، واخذت تمضي في رسم سياسات وعلاقات دبلوماسية، اسفرت على سبيل المثال عن زيارة رئيس الوزراء الياباني " ج. ت. كوايزومي"، الى كوريا الشمالية، عضو (محور الشر) واسفرت عن لقاء قمة بينهما اواخر العام الماضي (2) .
ومن جانب اخر فأن صعود الصين الشعبية كدولة صناعية كبرى وفق الياتها المتجددة وتطوّر انتاجها ذي الأسعار المتهاوده، وغزوه للسوق العالمي بما فيه السوق الأوربي، جعل منها منافسا قوياً للدول الصناعية الأخرى وبالذات المجمع الصناعي الأميركي الذي يسعى للضغط عليها بعرقلة حصولها على النفط الذي تزداد حاجتها له بوتائر كبرى بعد ان شحّ نفطها، ولعدم كفاية ما يصلها من نفط "سخالين" الروسية .
والخلاصة‘ فان ازدياد تمايز السياسات الخارجية للدول الصناعية الكبرى عن السياسة الأميركية الموضوعي، يتطلب من مجلس الحكم ضرورة بذل المزيد من الجهود والضغوط  على قوات الأحتلال بالتعجيل باجراءات تسليم مقاليد البلد اليه والى الأحزاب والقوى الوطنية لتحقيق وتائر اعلى من ضمان الأمن والأستقرار الضروريين لتشجيع الأستثمار، والتسريع بخطوات اقامة الحكم الوطني الكامل الصلاحية ومؤسساته الدستورية .
ان الوضع الحرج القائم يتطلّب الأسراع بالأنفتاح على الدول الصناعية الكبرى وايجاد السبل لأشراكها وتطمينها، وتعجيلها بالأستثمار بما يعود بالمنافع المتبادلة للعراق وللقوى والدول الصناعية الكبرى وحاجتها الماسة للنفط، الأمر الذي سيشجّعها على المشاركة بفاعلية في حفظ امن وسلامة البلاد‘ الضروريين لبناء البلد من ناحية، والضروريين  ليس للشركات الأميركية فحسب وانما لكل الدول الصناعية الكبرى من ناحية اخرى، بما يخدم النمو الأقتصادي العالمي . الأمر الذي يؤدي الى تفعيل قرارات قمة مدريد التي بدأت بازالة الجليد، ويزيد من عروض الأستثمار، ويسمح لفرص انتخاب الأجدى والأفضل لخدمة وازدهار بلادنا وشعبنا .
ان الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا من الفوضى واعمال الأرهاب والأجرام والصعوبات التي تواجهها قوات التحالف، رغم ما تحقق لحد الآن، تدلل على الصعوبات الفائقة والخسائر التي سيتعرّض لها شعبنا وبلادنا جراّء اصرار قوات التحالف وشركات بعينها على انفرادها في تقرير مصير البلاد، بعيداً عن الأسرة الدولية "الأمم المتحدة"، اوبالضغوط وبالقفزعلى قراراتها .
ورغم الجهود المشكورة لقوات التحالف التي خلّصت شعبنا من دكتاتورية المقابر الجماعية والظلامية، فان التفكير بمنطق القوة والأحراج والفرض لوحده، لايشبه منطق الولايات المتحدة الأميركية وجهودها في مشروع مارشال في اعادة بناء اوروبا على انقاض الفاشية الهتلرية، الأمر الذي يعرّض شعبنا وبلادنا الى مخاطر الأرهاب الدولي مجسداً بالقاعدة التي اخذت تلتقي اكثر باهداف فلول الدكتاتورية البغيضة .

      28 / 10 / 2003

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ريتشارد بيرل، "هاندلس بلات" تشرين اول 2002 .
(2) صحيفة نيويورك تايمز عن هآرتس، 26 / 9 / 2002 .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعبنا وصراع القوى الكبرى - 1 من 2
- النفط والجبال والسلاح !
- نصف عام على انهيار الدكتاتورية !
- الشهيدة رمزية جدوع (ام ايار) وكفاح الطلبة ضد الدكتاتورية !
- العراق : اعادة البناء والخصخصة - الجزء الثاني
- العراق ؛ اعادة البناء و الخصخصة
- استشهادالحكيم يقرع الناقوس عاليا لوحدة العراقيين !
- هل يستطيع نفط العراق تحقيقَ تفاهم جديد بين الكبار ؟
- لاديمقراطية دون حل عادل لقضية المرأة !
- الخبز والأمان اساس الأستقرار - أين اموال العراق ؟!
- حول الحكم والمعارضة في العراق - حلقة رابعة - تحطيم وتشويه رك ...
- عن الحكم والمعارضة في العراق (حلقة ثانية) - من اصول التطرّف
- عن الحكم والمعارضة في العراق)) (حلقة ثالثة) (( ثورة 14 تموز، ...
- عن الحكم والمعارضة في العراق- (حلقة اولى) - دولة خَنَقت المج ...
- المخاطر اللاحقة لصدام وعصاباته/حلقة رابعة ادعاءالعروبة والأ ...
- المخاطر اللاحقة لصدام وعصاباته/ حلقة ثالثة
- المخاطر اللاحقة لصدام وعصاباته!
- الحرب ضدّ صدام . . وأوضاع العربية السعودية و"اوبك


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مهند البراك - امان شعبنا وصراع القوى الكبرى - 2 من 2