أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - عن موقف اليسار السوري من الديمقراطية














المزيد.....

عن موقف اليسار السوري من الديمقراطية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2069 - 2007 / 10 / 15 - 12:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تشكل مقالة الأستاذ عماد شيحة الأخيرة عن الديمقراطية "ديمقراطية , نعم و لكن أية ديمقراطية" حالة نموذجية لمقاربة اليسار السوري لموضوعة الديمقراطية..سبق أن شاهدنا نموذجا آخر في مقالة الأستاذ سلامة كيلة "النظر إلى الديمقراطية" يعتمد تقريبا ذات المقاربة..يستند هذا التحليل إلى عرض تاريخي لفكرة و ممارسة الديمقراطية خاصة استخدامها من قبل الخطاب النيو ليبرالي و دورها في السياسة الأمريكية قبل و بعد نهاية الحرب الباردة و الذي يكشف تهافت المزاعم النيو ليبرالية عن الديمقراطية و الذي هو بلا شك تحليل صحيح تماما..لكنه يبقى الجزء الأول من الحقيقة فقط..هناك ذلك الجزء الآخر المسكوت عنه أو الذي يظهر تلميحا في زفرات الغضب و نبرة التهكم من صعود المد الديمقراطي..هذا السكوت أو التصريح الضمني الذي يبقى في نهاية المطاف أسير الموقف السلبي التاريخي لليسار من الديمقراطية كفكرة و هدف و الذي يمكن أن نشتم منه القبول الضمني بالأطروحة الليبرالية التي تدعي مساواة الديمقراطية بالليبرالية..طبعا إن دل هذا على شيء فهو يدل على ثقل الإرث الستاليني على مقاربة اليسار للديمقراطية بغض النظر عن درجة الموقف الانتقادي من ستالين نفسه و مجمل التجربة السوفييتية..إن فكرة تطابق الديمقراطية و الليبرالية فكرة سخيفة جدا و إن تمكنها من الاستمرار بدون نقد جدي و مؤثر يعود ليس فقط لجهود النيو ليبراليين المدعومين بخطاب العولمة الرأسمالية و الذين يريدون تصوير الديمقراطية على أنها مجرد قبول بواقع الهيمنة الأمريكية الرأسمالية , بل يساهم في هذا التشوش أيضا فشل اليسار في تجاوز الموقف التقليدي من الديمقراطية الذي يعود إلى أيام صعود الستالينية و المبررات التي جرى حشدها لتبرير صيغة الدولة "السوفييتية" القائمة على مركزية حكم البيروقراطية الحزبية..و لهذا لا نجد مكانا لأطروحة التغيير الديمقراطي , ربما أكثر من دور ثانوي في أفضل الأحوال , في رؤية اليسار للواقع و مشروع تغييره..في التحليل الرائع لغياث نعيسة عن الوضع في سوريا ( الأزمة و النضالات الجماهيرية الناهضة في سوريا ) و رغم التوصيف الصحيح بلا شك للنظام القائم على أنه حكومة الرأسماليين و الأغنياء , لم يحتل استبداد النظام , و بالتالي المطلب الديمقراطي في مواجهته , أي مكان لا في تشخيص الوضع الراهن و لا في مطالب المواجهة أو التغيير..بينما أنه في حقيقة الأمر لا يوجد ما هو أكثر سخفا من إدعاء أن صعود المد الديمقراطي هو نتيجة لظاهرة سياسية كالريغانية و امتدادها في ظاهرة المحافظين الجدد , و أكثر سخفا هو الزعم , أو القبول بزعم , أن شخص كجورج بوش هو وراء ظاهرة سياسية ذات بعد إنساني كهذا في منطقتنا..يجب أن نؤكد هنا أن صعود الديمقراطية ليس نتيجة لصعود العولمة الرأسمالية و لا لانتصار الأحادية الرأسمالية في مواجهة الحرب الباردة , إنه في جانب رئيسي منه نتيجة منطقية لأزمة الأنظمة البيروقراطية في أوروبا الشرقية و لأزمة الأنظمة الاستبدادية في العالم الثالث التي استثارت سياساتها القمعية هذا الوعي الديمقراطي , و لو أن المحافظين الجدد في المركز الأمريكي و الليبراليين الجدد في الأطراف يحاولون الترويج لهذه السخافات..على العكس تماما تعمل السياسة الأمريكية جاهدة على إغراق مطالب و أحلام التغيير الديمقراطي في دماء حروب أهلية و مذهبية و تحاول تكريس حالة تهميش الجماهير أمام طغم جديدة أو قديمة و على التوازي تزداد عزلة "الديمقراطيين" المتلبرلين عن الشارع مع دورهم الذي يقتصر على تقريض ميزات الاستسلام للمشيئة الأمريكية..الغريب هنا أن يتمكن منظرو العولمة الذي أثبتوا غباء كبيرا في العراق و غيره من اكتشاف الدور الكبير الذي تلعبه الديمقراطية في الصراع الفكري و السياسي الراهن و أن يحاولوا , كعادة القوى السائدة , تجيير هذا الصعود لحسابها الخاص و أن يفشل في الوقت نفسه قسم هام من اليساريين العرب و السوريين – بسبب من المواقف المسبقة المستندة إلى إرث الماضي - من اكتشاف هذه الحقيقة..إن التغيير القادم لا بد أن يكون تغيير ديمقراطيا و إلا فإنه سيشكل نكوصا مريعا إلى الوراء..إن القول أو الزعم بوجود أي تناقض بين المشروع الديمقراطي و الاجتماعي ليس إلا نتيجة لثقل تجارب الماضي و لا يمثل حقيقة الأمر..يفترض أن يطلق التغيير الاجتماعي مبادرة الجماهير و يطلق حريتها لا أن يكرس وضعيتها المهمشة أمام قوى فوقية منعزلة عنها تمارس سلطتها على أساس إدعائها بتمثيل هذه الجماهير الذي يستند إلى حالة الأمر الواقع من جهة و تبريرات تحتقر الديمقراطية و بالتالي دور الجماهير و مشاركتها في المحصلة..على العكس من هذا التردد أو الريبة من المطالب الديمقراطية و الانكفاء الكلاسيكي على الإرث الستاليني فإن على مجتمعاتنا و من يفترض أن يكون حاملا لرسالة تغيير الوضع القائم أن تبدأ عملية دمقرطة شاملة جذرية و صياغة و ممارسة سياسة ديمقراطية لا تعرف الهوادة مع أي شكل ظاهر أو خفي للاستبداد.....




#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى لينين من بيتر كروبوتكين
- السيد الدردري !...
- بين الإنسان المحكوم و الحاكم...
- ماركس و الدولة – الجزء الأول
- ماركس و الدولة – الجزء الثاني
- كتابات باكونين : الفصل التاسع - الإله أو العمال : المعسكران
- لماذا لم تحدث الثورة في سوريا بعد ؟...
- في مديح القادة التاريخيين...
- من الأب إلى الابن إلى أين ؟...
- في سبيل خطاب سياسي مختلف !!
- الأناركية* و التنظيم رسالة إلى اليسار
- الحرية التي نريد...
- الإنسان و الإله...
- 11 أيلول : هيروشيما أمريكي
- على طريق الحرية
- نظرة في صراع القوى و أزمة النهوض
- المقاومة , الأنظمة , و البشر......
- الأصولية , القومية و العسكريتاريا في تركيا
- الأصولية , القومية و العسكريتاريا في تركيا تحليل لمجموعة 5 أ ...
- خارجون على السائد...


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - عن موقف اليسار السوري من الديمقراطية