|
ادوارد سعيد والاستشراق
صباح محسن كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 2068 - 2007 / 10 / 14 - 09:54
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ربما يدفع سحر الشرق بتراثة المتنوع الى تحفيز المستشرقين لدراسة حضارة الشرق ورموزة وتارة اخرى دوافع سياسية واقتصادية ومعرفية ,الرؤى والطروحات التي قدمها المفكر العربي ادوارد سعيد جاءت نتيجة قراءة واقعية للتاريخ الانساني ومعرفة علمية دقيقة وواعية للاسباب والدوافع والنتائج التي اثرت في تشكيل الوعي لمعرفة حركة التاريخ فالعمق والاصالة والدقة والجرأة لحد الادهاش في معالجة حالات الاستشراق يعد تثوير للمعرفة الانسانية وكشف وتسليط الضوء على الثقافة الغربية والية ومنهجية السيطرة على الاخر وفق ارادة تمليها القوة والسلطة سياسيا واقتصاديا وثقافيا ان هذا الفهم العميق لعلاقة المعرفة والقوة والاستراتيجية والتكتيك والاقتصاد فجاء نتاج سعيد المعرفي ليؤسس لفهم حضاري للاخر عن الشرق وليس كما يدعي الاخر بالحتمية التاريخية التي تحكم مفكريه فالغرب الذي ينظر وفق رؤى واشتراطات تاريخية ودينية واقتصادية ويني تصوراته حسب تلك الرؤى ويؤسس مناهجه عن الشرق اللامتغير والشرق التاريخي وهذه الدراسة الفوقية المتجذرة للقوة والمعرفة والانشاء الذي ولد من هذا الرحم ، لقد حاول ادوارد سعيد فك الاشتباك والالتباس عند الاخر حول العرق والدين والحضارة والثقافة فهوية الشعوب وخصائصها الثقافية والفكرية هي وليدة نتاجه المعرفي ينشأ موروثا حضاريا خاصا ذاتيا بدلالات تميزه عن الاخر ان المستشرق المتضلع في معرفة الشرق وثقافته وادابه يدرس ذلك بموضوعية تامة بعيدا عن التزييف والدس وقد يصبح المستشرق الواقعي النظرة تميزا انطلوجيا وابستمولوجيا في معرفة ثقافة الشرق فدراسة الانثروبولوجيا والتاريخ والاساطير والمعتقدات والاديان هو المجال الذي يتحرك فيه الاستشراق هنا يطرح تساؤل مشروع هل كل المستشرقين موضوعيين او عكس ذلك ؟ يتوقف الجواب على قرب وبعد الباحث عن الحقيقة دون ايدولوجيا موجهة او براغماتية خاصة وتصنيف المعلومات بشكل دقيق وعدم القفز على الاحداث التاريخية او تحميلها افكار لم تحركها من الاساس وانما من خلال نظرة المستشرق التي قد تكون قاصرة احيانا فالمستشرقين من المبشرين والرحالة والانثروبولوجيين ومؤرخو الحضارات والاقتصاديين والاكاديميين والمهتمين بعلاقة الاسلام والمسيحية لا ريب ان الاهتمام بمعرفة الاخر من خلال حوار الحضارات والتاثر والتاثير المتبادل للفكر الانساني يمثل الاستشراق احد الجسور المهمة في فهم الاخر بالنسبة للغرب فسحر الشرق بمعتقداته ورؤاه وموروثاته مادة حية للدراسة فيحاول المستشرق فك طلاسم ورموز واشكالية الديني والثقافي فهو انطلاقة فهو انطلاقة لفهم الذات من خلال فهم وعي الاخر وكذلك هو مساحة للقاء والحوار فهناك ثوابت وقناعات ان الحوار يلغي العداء حتى ولو كان مستحكما ان الا ستعمار الذي حا ول الهيمنة في القرن 18-19 على الشرق ومحاولة العولمة فى اختراق ثقافة الاخر والغاء موروثه باستبداله بقيم هي تعممها من المركز الى الاطراف فهي مشروع لمصادرة ثقافة الاخر ان محاولة التشويش الفكري بان الشرق خزين للسحر والخرافة والغرابة ويفرط في الميثولوجيا فالخروج من هذا السياق التصوري بحاجة الى حوار واقعي يميط اللثام عن الموروث الثقافي والتاريخي والتراكم المعرفي من اكتشافات وملاحم ومنجز ابداعي في كل حقول المعرفة ساهم فيه الشرق وقدمه للانسانية ففهم الهوية والذات واشكالات الاخر يوصل الى المعرفة الحقيقية والرؤيا الحقيقية للتاريخ لا يختلف اثنان على ما قدمه الشرق من منظومة قيم ورؤى تاريخية ساهمت في تشكيل الوعي في الثقافة الانسانية فطبائع الحضارة والنظم في الري والزراعة والعمران والفنون والاداب والاجتماع وصياغة التشريعات والقوانين التي جاءت لصالح حقوق الانسان وحرياته في ظل هذا الارث الكبير لا يمكن للغرب تجاوزه فالتنوير يعكس ظلاله في النقاط المعتمة واذا استقرئنا التاريخ بدقة نجد ان الشرق مصدر للقيم ومهد النبوات والاصلاح وحتى عندما وصل العرب الى الاندلس ناقلين المعارف والفلسفة والاداب والفنون والموشحات ولو عكسنا ذلك نجد ان الاخر عند غزوه الاستعماري كان هدفه نهب الثروات والسيطرة ان التعاطي مع تلك الحوادث التاريخية يحتم الحوار لصالح المجتمع الانساني بعيدا عن النوازع والمأرب والمصالح لحساب طرف على الاخر ان صرخات الحروب والعدوان والاستعلاء ينبغي ان يستبدل بالحوار المتزن الهادف الذي يحقق السعادة والسلام في المحيط الدولي . لقد قدم المفكر ادوارد سعيد في الاستشراق اساليب جديدة في التحليل والاستنتاج وتأويل التارخ والثقافة والقراءة الواقعية في الثقافة والامبريالية محاولا ردم الهوة وتجاوزها لفهم الشرق وحضارته وتشكيله الثقافي وهذا عكس ما يطرحه صاموئيل هنغتون في صراع الحضارات او ما يطرحه فرنسيس فوكاياما في نهاية التاريخ فهم يعدون الصراع حتمي لتفوق الغرب وهمجية الشرق وهذا خلاف واقعي للتاريخ والثقافة فثمة اشكالات غربية طرحة على تلك الاراء وفندت تلك المكونات الغير واقعية والمجافية للحقيقة يذكر المفكر ادوارد سعيد في كتابه الثقافة والامبريالية (ص339:- الامبريالية لم تنتهي لم تتحول فجأة الى ماضي ما ان اطلقت عملية فكفكة الاستعمار حركة تفكيك الامبراطوريات التقليدية الكلاسيكية ذلك ان ارثا من الوشائج ما يزال يشد بلدانا مثل الجزائر والهند الى فرنسا وبريطانيا على التوالي ويقطن عدد جديد هائل من السكان من المسلمين والافارقة واهالي جزر الهند الغربية الذين ينتمون الى مستعمرات سابقة في الحواظر الاوربية حتى ايطاليا والمانيا واسكندنافيا تجد نفسها اليوم مضطرة الى مواجهة هذه الانزياحات التي هي الى حد بعيد من عقابيل الامبريالية وفكفكة الاستعمار كما انها من نتائج التوسع السكاني الاوربي وكذلك فان نهاية الحرب الباردة والاتحاد السوفيتي قد غيرت بصورة قطعية خريطة العالم ان انتصار الولايات المتحدة بوصفها اخر الدول العظمى ). اراد سعيد استدعاء التاريخ والثقافة حضوريا للاستفادة من تثوير وعي للتعاون الانساني يتحقق فيه الوفاق والسلام والتعاون وعدم التمدد الا ان واقع التاريخ لا يسير باتجاه ما يرسمه له المخططون والساسة والاستراتيجيون بشكل مطلق الا ان هذا وفقا لسنن كونية تتدخل لمصلحة رسم مسار خاص للانسان وليس كما يريد الاخر .وقد اعجب المستشرقون بعظمه الرموز العربية كا لرسول الاعظم محمد (ص) وشخصية الامام علي (ع).وكذالك بالمنجزات الحضارية العربية بكل ابعاد المعرفة ي الاوربي وكذلك فان نهاية الحرب الباردة والاتحاد السوفيتي قد غيرت بصورة قطعية خريطة العالم ان انتصار الولايات المتحدة بوصفها اخر الدول العظمى ). اراد سعيد استدعاء التاريخ والثقافة حضوريا للاستفادة من تثوير وعي للتعاون الانساني يتحقق فيه الوفاق والسلام والتعاون وعدم التمدد الا ان واقع التاريخ لا يسير باتجاه ما يرسمه له المخططون والساسة والاستراتيجيون بشكل مطلق الا ان هذا وفقا لسنن كونية تتدخل لمصلحة رسم مسار خاص للانسان وليس كما يريد الاخر .وقد اعجب المستشرقون بعظمه الرموز العربية كا لرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) و أنبل شخصية في الانسانية الامام علي (عليه السلام).وكذلك بالمنجزات الحضارية العربية بكل ابعاد المعرفة ..........
#صباح_محسن_كاظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحضارة السومرية
-
كلا للتقسيم نعم للفيدرالية
-
فتاوى مودرن
-
استهداف الصحفيين والاعلاميين في العراق
-
التنوع والتعايش
-
الشاعر الحبوبي مجاهدا
-
الرئيس لايمرض
-
الادب السري والثقافة السرية
-
من منهاتن الى بغداد
-
الانتفاضة الشعبانية من أجهضها أمريكا أم دول الجوار
-
مأساة كربلاء
-
المثقف الناطق والمثقف الصامت
-
علي السباعي قصص من الواقع العراقي
-
مثقف السلطة .....وسلطة المثقف
-
الحوار بين الحضارات لا الصراع بين الحضارات
-
خلود الشاعر كمال سبتي أنموذجا
-
الرواية التاريخية ورواية نخلة الغريب للقاص إبراهيم سبتي
المزيد.....
-
في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً
...
-
مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن
...
-
مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة
...
-
ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا
...
-
كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة..
...
-
لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
-
صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا
...
-
العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط
...
-
الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|