أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - أحفاد معاوية والمنطق -الباطني- : إنهم يغتالون الشهداء !














المزيد.....

أحفاد معاوية والمنطق -الباطني- : إنهم يغتالون الشهداء !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 636 - 2003 / 10 / 29 - 04:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



  ذات جريمة ارتكبتها القوات الأمريكية بحق الشعب العراقي ،قبل أكثر من ستة أشهر ، وخلال حرب " التحرير " الأخيرة ، كتبتُ  مقالة  مستنكرا وشاجبا قتل المدنيين العراقيين بدم بارد  ، فرد  عليَّ أحد عجول الاحتلال المعلوفين جيدا بأن  هؤلاء العراقيين قتلهم صدام وليس والجيش الأمريكي .. والسبب الباطني وليس الظاهري ( لاحظ أن المنطق العميل يحاول الاستفادة حتى من جدلية الباطن والظاهر و لكن بغباء لامع ) والسبب الباطني لذلك ،هو أن وقاحة واستهتار ودكتاتورية  صدام  هي التي جاءت بجيوش أمريكا وحلفائها إلى العراق ، وبالتالي (يواصل المنطق الباطني المعاصر  محاججته ..) فإن من قتل النساء والأطفال والشيوخ وأشجار النخيل والأنعام وتماثيل حامورابي في العراق هو صدام ، أما كون  القنابل التي تساقطت عليهم وقتلتهم الأمريكية  فتلك مجرد ظواهر وتفاصيل لا يعتد بها ..! و يومها كتبت ردا قصيرا مذكرا محامي الشيطان هذا  بإحدى المرويات من تراثنا العربي الإسلامي الغني بالعملاء والمرتزقة بمقدار ما هو ممتلئ بالأبطال والشهداء الذين يعطون الحياة معنىً ويجعلون للموت بُعدا يتاخم قلب الحرية الإنسانية..
   وأراني اليوم  مضطرا لرواية تلك المروية التراثية مرة أخرى بمناسبة محاولة اغتيال الشهيد الحي، الطفل العراقي علي  إسماعيل على شاشة إحدى القنوات الفضائية التي أنجبتها وأسستها -كما يبدو -  عقلية جان جاك روسو وابن رشد وليست عقلية   البعث الشمولي ونظام المقابر الجماعية ذاته :
  تقول المروية إن صحابيا أو تابعيا وقف في وجه التاجر الانفصالي الذي تمرد على الدولة العربية الإسلامية وعاصمتها الكوفة وأسس له دولة في بلاد الشام ، ذلك التاجر الذي يحمل اسم " معاوية بن أبي سفيان " ، وقال له : أنت من الفئة الباغية يا معاوية بن أبي سفيان بدليل حديث نبوي صحيح وصريح !
فقال له معاوية مرعوبا : ويحك .. كيف ذلك ؟
فأوضح الصحابي لمعاوية أن  النبي العربي الكريم قال لعمار بن ياسر :ستقتلك الفئة الباغية يا عمار . وبما أنك من قتل عمار بن ياسر يا معاوية في معركة "صفين" فأنت من الفئة الباغية وسيكون مأواك جهنم وبئس القرار .
فضحك معاوية بخبث وقال : بل قتله علي بن أبي طالب ولست أنا .
فسأله الصحابي : وكيف قتله علي وهو كان يقال في جيش علي ؟
فقال معاوية : قتل عمارَ من أخرجه ( جعله يخرج أي يتمرد ) ومن أخرج عمارَ هو علي بن أبي طالب !
ها هو التاريخ يعيد نفسه ويحاول أحفاد معاوية أن يشطبوا على دماء آلاف الشهداء العراقيين ممن قتلهم أسيادهم الإنكلوسكسن ويعلقوها في رقبة صدام حسين التي لا تشكوا أصلا من قلة الشهداء المعلقة دماؤهم فيها ، ولكن لمصلحة من يجري تبرئة أمريكا عدوة الشعوب من دماء ضحاياها ؟
أ لا يستحق معاوية شيئا من الرحمة مقارنة بهؤلاء الذين تنازلوا حتى عن دماء ذويهم وأبناء جلدتهم ؟
  معاوية كان متمردا وتاجرا وداهية ،نعم ، هذا صحيح !ولكنه لم يكن عميلا لقيصر الروم بل عميلا  لطموحاته الشخصية ولعرشه الذي تلطخ أخيرا بدماء سيد الشهداء الحسين بن علي !
فمن قتل الحسين وآل بيته ؟
 أ هو ذاك الذي تسميه وزارة المعارف السعودية في أحد كتبها - ولدي صورة غلافه -  أمير المؤمنين يزيد بن معاوية  ، أم هو مَن أخرجه وجعله يتمرد على حكم التجار الملكي الوراثي في الشام ؟ ومَن هو ذاك  الذي جعل الحسين يخرج  ويثور غير إيمانه بالإسلام الرافض للحكم الملكي الوراثي للأوليغارشية الأموية بنص الآية ( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ..) ؟
من ناحية أخرى ،وعلى الجانب المقابل ، فإن بعض الأخوة الذين  يحسبون أنفسهم على خندق  العداء للاحتلال الأمريكي يمارسون قفا العملة نفسها ، ولا يختلفون من حيث الجوهر عمن يحاولون تبرئة الاحتلال من دماء ضحاياه  . فبعد المجازر المروعة التي ذهب ضحيتها مئات البغداديين العزل الأبرياء بواسطة التفجيرات العشوائية الغبية المجرمة والتي تشير المعطيات إلى مسؤولية العصابات السلفية الوهابية عنها، بعد تلك الجرائم  خرج علينا بعض هؤلاء " الباطنية الجدد" وحملوا مسؤولية حدوثها  للأمريكان الذين ( لولاهم لما وجد أثر لجماعة ابن لادن ) و( أمريكا هي من جاء بعصابات ابن لادن .)
 كلا أيها السادة ، من قتل عشرات البغداديين وجرح المئات في حمامات الدم الغبية تلك مقابل مقتل أمريكي واحد وجرح ستة منهم  هم السلفيون الطائفيون المتسللون  الذين استرخصوا دماء العراقيين وجاءوا ليصفوا حساباتهم مع أسيادهم ومعلميهم القدماء في السي آي أيه .
إذن ، أمريكا هي المسؤولة عن دماء و عذابات علي إسماعيل والآلاف غيره من العراقيين والعراقيات الذين قتلتهم أو جرحتهم أو شردتهم  بقنابلها وصواريخها وحصارها الاقتصادي ..
ونظام صدام الدموي هو المسؤول عن حملات القمع والمقابر الجماعية إعدام الآلاف من العراقيين طوال فترة حكمه ..
والعصابات السلفية المتخلفة هي المسؤولة عن حمامات الدم في شوارع بغداد والمدن العراقية الأخرى ..
فمن هو الذي يجب أن توجه له تهمه التفكير التآمري والمؤامراتي ؟ أهو الذي يفكر باستقامة ووضوح ويذهب إلى جوهر الأشياء رأسا أم ذاك الذي يلف ويدور ويستنتج الماء الرقاق من طحن الحجر الصوان ؟
وختاما فلن تستطيع العقلية التآمرية المأجورة ولا منطق معاوية  المخاتل والميكافيللي تحويل الحقائق إلى أكاذيب أو العكس ..
وسوق نواصل الهتاف بكل ما أوتينا من قوة وصبر وإيمان بالإنسان :
إنهم يغتالون الشهداء العراقيين  على شاشات الفضائيات العربية  ..
إنهم يقتلون الحقيقة ..

 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة -سرايا الدفاع -وهشام الديوان والشهيد الحي علي إسماعيل !
- دروس في النحو والإملاء :الدرس التاسع عشر : النحو الساكن / قو ...
- بيان مقطوع اللسان إلى المثقفين العرب !
- الإدارة الأمريكية لا تعرف المزاح ولا الشقندحيات في مجال النف ...
- دروس في النحو الإملاء الدرس الثامن عشر : النحو الساكن في نصو ...
- إسرائيل وقطر والكويت والتنقيب عن النفط العراقي !
- هل يعتبر الهتلي أكثر شرعية من مقتدى الصدر ؟ الحكومة البديلة ...
- دروس في النحو والإملاء : الدرس السابع عشر : المخالفات اللغوي ...
- الوصفة الجلبية لإشعال الحرب الأهلية : حملة لاستئصال البعثيين ...
- دروس في النحو والإملاء : الدرس السادس عشر : العامية الفصحى و ...
- المجالسة وأخلاقيات التمادح !
- دروس في النحو الإملاء الدرس الخامس عشر :النحو الساكن / الهدف ...
- مجلس -بريمر- ومؤتمر -علي بن حسين - : والتنازع على -اللاشرعية ...
- الإباحيون الاقتصاديون بدأوا بيع القطاع العام بخدعة
- دروس في النحو والإملاء :الدرس الرابع عشر : النحو الساكن / مق ...
- قرارات مجلس - بريمر - حول الاستثمار الأجنبي : فضائح بالأرقام ...
- قرارات مجلس - بريمر - حول الاستثمار الأجنبي : عراق للبيع ..و ...
- قرارات مجلس - بريمر - حول الاستثمار الأجنبي - : مجزرة اقتصاد ...
- جريمة أمريكية جديدة بحق العراق : 64 مليون دولار من أموال الع ...
- دروس في النحو والإملاء .الدرس الثالث عشر : كيفية استخدام الم ...


المزيد.....




- مصر.. كيف تأثرت القيمة السوقية لشركة حديد عز بعطل في مصنع؟.. ...
- تونس.. البرلمان يصادق على فصل يهم التونسيين المقيمين بالخارج ...
- جميل ولكنه مؤذ.. مقتل 5 أشخاص إثر تساقط الثلوج في كوريا الجن ...
- اعتذار متأخر: بوتين يعبّر عن أسفه لميركل بسبب حادثة الكلب
- أردوغان: مبادرة بايدن الجديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة م ...
- السودان.. وفاة 4 أشخاص جوعا في غرب أم درمان
- سحب ملحق إلكتروني لـ-ساعة آبل- من الأسواق بعد اكتشاف عيب خطي ...
- المغرب - إسبانيا: تفكيك شبكة لتهريب المخدرات من المغرب بطائر ...
- قاذفات بي-52 الأمريكية الضخمة تحاكي قصف أهداف معادية في المغ ...
- تونس: قيس سعيّد يشدد على أهمية إيجاد نظام قانوني جديد لتحفيز ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - أحفاد معاوية والمنطق -الباطني- : إنهم يغتالون الشهداء !