أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - مستعرب أو مستكرد ..!!














المزيد.....

مستعرب أو مستكرد ..!!


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 2067 - 2007 / 10 / 13 - 12:00
المحور: المجتمع المدني
    


كنت ُ في الرابع الإبتدائي حينما عاد حزب البعث القومي الدموي بانقلاب آخر ليحكم العراق ،وسرعان ما تعاونوا الفراشون مع المدير على نزع صور عبد السلام وأخيه عبد الرحمن عارف وهم يحملون السلالم ليلصقون صور الرئيس الجديد البكر وكذلك شعار كل شيء من أجل المعركة ،كانت المعركة حسب ذهني هي القضاء على ( إسرائيل عدوة حزب البعث والأمة العربية ) ،لكن المعركة بدأت بالقضاء على بعض التجّار العراقيين واليساريين والمستقلين وشن الحرب من جديد على الملا مصطفى البارزاني ،بل تم القضاء على التأسيس الديمقراطي الخمسيني الستيني الثقافي المتبقي تماما ً ،ولم أفهم ذلك حتى تم سجني أول مرة في 28 كانون الأول من عام 1978 بتهمة الاعتداء على قريب لي كان منتسبا ً للشيوعية الطلابية الذي انقلب انقلابا ً دائريا ً فأصبح بعثيا ً متوحشا ً بشكل لا يطاق في مدينة تكره البعث و لو أنتجت بعثيين كبار ،في مدينة يخبر الجار جاره عن شخيره في الليل السابق .
*****
كان في مدينتي معلمون أوائل ورجال أعمال في التمور والسجاد والمواشي والأسماك ،كان النجديون (أصل سعودي ) يبيعون الأقمشة والصابئة يصوغون المجوهرات وأبو صلال وحنه المسيحيان يزودان المدينة بالخمرة المتنوعة ويديران رفاهيتها البسيطة ،وكان في المدينة رجل غريب ومتعب وحزين الوجه مهنته نزح المجاري المنزلية ،يقول أبي على التلفون البارحة (إنه كان مسيحيا كرديا ومات على ديانته ولو ادعى الإسلام) ،لا أعرف كيف وصل للمدينة الجنوبية تلك وهل كان منفيا ً أو فارا ً ، كان الرجل حنينا ً لطيفا ً رغما ً عن منظره الذي يثير الشفقة وتسمى باسم (عبد الواحد ) مجاراة لناس المدينة الذي تزوج منها امرأة شيعية فقيرة المنبت ،واصبح لهم أولاد ،وكان أولاده عبد القهار مفوض بالشرطة أيام البعث الأولى بعد 68 ، ثم عبد الزهرة وكان لاعب كرة قدم متفوق ولا أذكر باقي الأبناء ، كان العم عبد الواحد( مستعرب) حسب معيشته ،لكنه مات وسره معه ، وابنه الكبير بعثي قومي مات في حرب إيران ،والأم حية ترزق لحد الآن .
*****
قي أواسط الثمانينات من القرن الماضي حيث تطحن الحرب مع إيران فقراء البشر، كانت صباحات بغداد ومدن العراق عبارة عن جثة وتابوت وسيارة نعش وأرملة وأطفال وقبر كبير معظم أو صغير حسب الميت إن كان صديقا ً لقائد الحرب أو مطيعا ً شهيدا ً في سبيل الأمة ،كان أبو صباح الكردي المعلم المتقاعد (المستعرب ) ذو العوينات المقعرة في فندق بشارع الأمين يسألنا بخجل عن هوياتنا الشخصية ،فنعرض بين أيديه وبكل شجاعة السكر والخمرة وثائقنا المزورة،فيقول غرفتكم رقم 17 جاهزة ،والغرفة تلك تطل على خرابه ويمكن الهروب منها بسهولة .
ونصحو نتلمس أطرافنا نحن لازلنا ليس في الحارثية حيث أكداس الفارين من الجيش في سجون الانضباط العسكري ،ونهب نحو جدارية فائق حسن لنتكدس مع العمال المصريين اليوميين الذين غزوا العراق في ساحة الطيران ،ونجد أبو صباح نصف النائم أمام تلفزيون قديم ، فيقول علي السماوي الهارب الكبير ،هل نعود إلى هنا أم نجرب فندق آخر ،وأصمت ونسير ..!!
*****
يصف الكاتب الكردي بختيار علي الأحزاب الكردية القومية ،على إنها أحزاب تبتعد عن الناس ،وإنها اعتمدت خطابا ً في الموت من أجل البقاء ،وصورت للكورد إن بقائهم كأكراد يتعلق ببقاء تلك الأحزاب ،ويوغل بختيار علي بوصفه ، من إن البعث العربي القومي شكل ذهنية دموية تسيل مع الأفكار الكوردية الحالية وتتنازع مع الخواطر الجياشة وعبر مؤسساته الكردية والعربية في العراق في إهانته للإنسان وقيمه وأن على الجميع إيجاد تعليل وتشخيص لعملية البطش الجارية ،وفي روايته (مدينة الموسيقيين البيضاء ) يطير بختيار علي ليصور لنا كيف يجب أن نحيا كبشر ..بشر فقط ..!.



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرف قومي ..ودكتاتورية
- حوار مقدس
- شعوب تمتهن التصفيق
- سالي فيلد ..
- وليمة في زمن فاسد
- الثقب المقدس
- قائد شرطة عراقي
- ستربتيز كيفن راد
- عود شخّاط
- الحروفي والخروفي ومابين النقطة
- العراق : يا حريمة ويا حسافة
- أمّنا الأرض مريضة ..
- المسرح العراقي في سيدني :المنطقة الصفراء تحاكي المنطقة الخضر ...
- لماذا دائما ً فلسطين ولبنان والعراق ؟
- مابين فوزي كريم وسعدي يوسف
- زمان حزب الدعوة العميل !!
- هجرة الرسول وهجرة العراق
- هوشيار زيباري في أستراليا
- المهدّيون في الجنوب
- كربلائيات غير- لطمية-... حول الأنفال


المزيد.....




- الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لت ...
- الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت
- اعتقال حارس أمن السفارة الأميركية بالنرويج بتهمة التجسس
- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - مستعرب أو مستكرد ..!!