أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - العيد هو المصالحة














المزيد.....

العيد هو المصالحة


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2067 - 2007 / 10 / 13 - 01:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عيد سعيد ..
وكل عام وانتم بخير ..

وقد اخترع البشر أعيادهم منذ بدء الخليقة , لتكون نقطة بداية جديدة لهم , يغسلون فيها قلوبهم من كدر الأيام بماء الفرح , والفرح يعنى الانطلاقة الجديدة , والانطلاقة الجديدة تأتى من خلال المصالحة مع الذات يعترف فيها المخطئ بأنه مخطئ, ويكف عن الخطأ , سواء كان هذا الخطأ ضد نفسه أو ضد الآخرين , وسواء كان هذا الخطأ ظلماً يسبب القطيعة , أو تعصب بسبب الاحتقان , أو فتنة تؤدى إلى إيذاء ودماء ودموع وجراح

وهناك حكمة عليا أن أعيادنا الإسلامية الرئيسية , عيد الفطر , وعيد الأضحى يأتيان بعد اكتمال عبادتين رئيسيتين , هما فريضة الصيام وفريضة الحج , وفى كلتا الفريضتين يعود الإنسان إلى نفسه , إلى صدفة الأعماق , إلى فطرته الأولى , إلى الصدق مع الذات , والمصالحة مع الذات , والعودة إلى البدايات , والانطلاق مع هذه البداية الجديدة بصفاء نية ,وسعة صدر , ومساحة واسعة من التسامح , وعهد مع الله جديد

عيد سعيد,
وكل عام وانتم بخير ,

تعالوا نعترف كفلسطينيين لنعيش فوق أرضنا التي يجثم فوقها الاحتلال الاسرائيلى بشكل مباشر وغير مباشر !!! تعالوا نعترف أننا ظلمنا بعضنا ظلما شديدا , وجنينا على بعضنا خيانة غفرانها يحتاج إلى جهد كبير , وأدمينا بعضنا إلى الحد الذي هانت معه جرائم الاحتلال ضدنا !!!
هل صعب علينا أن نعترف ؟؟؟ هل نحن عاجزون عن الاعتراف ؟؟؟ كيف إذا كان صومنا ؟؟؟ وكيف كانت صلاتنا إن كنا عاجزين عن الاعتراف بقسوة مافعلناه بأنفسنا , واليأس الذي زرعناه في قلوب أطفالنا حين رسمنا المشهد كما هو عليه ألان , انقسام , انقسام حاد , وملايين التفاصيل التي تتراكم لتكريس هذا الانقسام , وعداوات أصلها الوهم تحولت إلى حواجز صعب أن نتخطاها , وجراح صعب أن نداويها , وخسائر تتوهج في الذاكرة , وعذابات ماأقساها , الم يقل شاعرنا منذ القدم وظلم ذوى القربى اشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند ؟؟؟ وأي ظلم أكثر من أننا تعاملنا مع بعضنا كما لو إننا من أمتين مختلفتين , ولسنا أبناء شعب واحد , وإخوة في المأساة , نتجرع جميعنا علقم الاحتلال , وفقدان الكيان , واستهانة الآخرين بنا إلى حد إنكار وجودنا أو اعتبارنا شعب يزيد عن الحاجة لامكان له في الأرض التي عرفت باسمه قبل التاريخ

تعالوا نتصالح :

هل سلمنا بالعداوة والبغضاء ؟؟؟ هل أصبحت الإخبار الرديئة التي ينقلها الإعلام عنا أكثر أهمية منا ومن حياتنا وتاريخنا ومستقبلنا ؟؟؟ يأيها الوجع غادر مرابعنا !!! ويأيها الحزن لاتسكن شرفات بيوتنا !!! ويأيها البكاء ابتعد عن أيام أمهاتنا اللواتي ببكين ثمر الرحم الواحد , حين يقتل الأخ أخيه , وماذا تفعل الأم سوى إنها تبكى على القاتل الذي انحدر إلى جهنم والقتيل الذي ضاع في حدائق الأحزان .

عيد سعيد ,
وكل عام وانتم بخير ,

من عاداتنا الجميلة والعريقة , إننا نذهب صباح يوم العيد لكي نزور الأحبة الذين غابوا عنا , كيف ستلتقي الأمهات حول قبور حفرها الغل والحقد وقلة الحيلة وعدم التبصر , وكيف نكون على حق حين يكون منا القاتل ويكون منا القتيل ؟؟؟
هل هناك أمل , بأن نقيم جسرا من المحبة الوطنية فو هذه الهوة السحيقة التي تكاد تجرفنا جميعا إلى المجهول ؟؟؟ لابد أن نحاول , تعالوا نحاول , إذا كنا قد أدينا فريضة الصوم بصدق , وصلينا الفروض والنوافل بحق . وأضاء ذكر الله في قلوبنا فعلا , فتعالوا نحاول , لأنه بدون هذه المحاولة للتصالح مع الذات الوطنية , يكون العيد بعيدا جدا عنا , لاينصب هياكله الفرحة في ساحاتنا , ولا يشع من ملابس أطفالنا الجديدة , فإن العيد هو الوئام , هو المصالحة , هو المحبة التي تغسل القلوب من كمائن الحقد , وهو الإيمان الذي يضيء القلوب من عتمة البغضاء والكراهية

وعيد سعيد وكل عام وانتم بخير



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنة الله وسنة البشر
- المواطنة كلمه السر للمجتمعات الافضل
- الحالة الفلسطينية ومأزق المثقفين ؟
- محاوله لتاويل التفاصيل !!
- المرأةالفلسطينية حضور بالمنفى ومشاركه في الوطن
- استلاب النخب مخطط متعمد ام تحصيل حاصل
- هو حبيبي فلتبتعد كل النساء
- الامل وليس الجراح
- ساحاول ان الملم اشلائي
- الجريمه المستوطنة ارتفاع في المعدلات وتطرف في الارتكاب
- في وصف الحبيبه
- هل غزة تحتمل الانتظار ؟
- المراة الفلسطينيه انكسار في قلب المحنه
- اعلنت عليكم الرده
- السلام والخريف
- ما اعمق الجراح ؟
- الياس والامل
- ضخامه الاوهام والحقائق المره
- الفلسطينيون مشتاقون للفرح
- سان كلو على الطريق الفلسطينيه


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - العيد هو المصالحة