عبد الرزاق السويراوي
الحوار المتمدن-العدد: 2067 - 2007 / 10 / 13 - 01:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منْ يريد للوضع العراقي وبشكل خاص للعملية السياسية الجارية حاليا في العراق , أيّا كان, أنْ تسير بما ينسجم وفق هواه الفكري أو خطابه السياسي والعقائدي , بنسبة مئة بالمئة , أو ما يقترب من هذه النسبة ,فهو واقع بالتأكيد ضحية لأوهامه وخيالاته , لأنّ الرياح سوف لاتجري بما تشتهي سفنه . وإذا كانت بعض الرموز المستبدة السابقة إستطاعت وفي غفلة من الزمن أن تلغي بقوة الحديد والنار من جميع قواميسها الصفراء , كل رأي حر يخالف هواها , هذه الرموز التي أمست سلفاً سيئا لخلفهم الحاليين الذين يسعون الى إستعادة ذلك التاريخ, فهم ليس واهمين فقط , وأنّما تسير بهم خيالاتهم المسعورة نحو حتوفهم , تماما كما سارت بأسيادهم من قبل , حذو النعل بالنعل, والذين يتأسون بجرائمهم الآن . بالطبع لا ننكر تغلغل هؤلاء لبثّ شرورهم ودسائسهم في كل ما من شأنه أنْ يفيض بخيره على العراقيين , هنا أوهناك , ولا ننكرأيضا بأن الكثير من هؤلاء , ربما يمسك الآن ببعض الخيوط التي بإمكانه تحريكها وبالأتجاه الذي يتناغم مع خبث سريرتهم وبما يؤثر سلبا على مجمل الأوضاع في العراق وفي مقدمتها الوضع السياسي , ولكن ظهوراً لدلائل تشير بوضوح , الى أنّ هذه الخيوط آخذة بالضعف والوهن , أمام الحقائق التي بدأ ينكشف زيفها , وإنها صائرة لا محالة بمواجهة تيار جارف تشتد قوة تبلوره لدى عموم العراقيين بكل أطيافهم وأنّ عجلة ماكنته تتحرك صوب هدف لا يقبل الولاء ولا القسمة على إثنين , إمّا شاكرا وإمّا كفورا, إمّا مع مصلحة العراق أو ضدّها , وأتحدّى من يقول لي أنك غضضت الطرف عن صنف ثالث هو لا مع هذا ولا مع ذاك , فأقول له دعك من هذه السفسطة , لأنّ مآل مثل هذا الصنف , هو الإندماج الحتمي بأحد الصنفين , أيْ إمّا مع مصلحة العراق أو ضدها , فأما الذي مع مصلحة العراق والعراقيين فلا نريد الكلام عنه إذ يكفيه القول أنّ تراب العراق ودجلته وفراته هي التي عجنت ذرّات كيانه وخالطتْ لحمه ووجدانه , ولكننا نشير بأصابع الإتهام , لا بل الأحرى بنا أنْ نحذّر الذين يلعب الفأر في " عبّهم " فنقول لهم تذكّروا بأنّ " حوبة " العراقيين " كبيرة , ولعلّها أكبرعليكم ممّا كانت على الذين من قبلكم لو كنتم تعلمون .
#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟