أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف وهبه - جزيرة -الإعلام- النائية














المزيد.....

جزيرة -الإعلام- النائية


يوسف وهبه

الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 08:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتبادر إلى الذهن استغراب وتساؤل عند متابعة الشريط الإخباري في تلك "الجزيرة" الإعلامية، استغراب وتساؤل يأخذان الذهن على الفور إلى ذلك الشعار البراق حول الرأي والرأي الآخر، والحيادية والمهنية والاحتراف، ليكتشف على الفور أيضاً أن هذه الزيارة لهذا الشريط الإخباري ـ بالحد الأدنى ـ هي زيارة لِ "جزيرة" نائية بكل ما في الكلمة من معنى.
تسلط البرامج السياسية ـ وغير السياسية ـ والنشرات الإخبارية بالإضافة إلى الشريط الإخباري بالطبع على كل ما من شأنه زركشة وتلميع التيار الانقلابي في فلسطين، ومن خلفه مرجعياته الحزبية والرسمية المحلية والعربية والإقليمية. فما يصدر عن تلك الجهات من تصريحات ومواقف هي وحدها الجديرة بالنشر والتعليق والتحليل، خاصة ما يصدر عنها بمعرض النفي والتكذيب والتبرير لكل ما تكشفه بعض وسائل الإعلام والقنوات الرسمية والجمعيات الأهلية والحقوقية من تجاوزات يندى لها الجبين بحق أهل غزة. فتلك "الجزيرة" النائية لم تجد على شواطئها المتعرجة مكاناً كافياً لمشاهد اقتحام الأعراس، وطقوس النهب والسلب والخطف والقتل بالدم البارد، والاعتداء على حرمة المساجد والكنائس، وتنكيس العلم الوطني، ولكنها بالطبع أوجدت مساحات واسعة لكلمة يلقيها خطيب الجمعة "أبو العبد هنية" لم يقدم فيها جديداً سوى نفس الشعارات القديمة المُجترّة المتجاهلة لكل الحقائق الظاهرة والجلية للعيان، ومساحات أخرى لسمفونيات النفي والتكذيب التي يبدع فيها الناطقون باسم التيار الدموي كأيمن طه وفوزي برهوم.. تلك "الجزيرة" النائية لم تجد لخبر توفير رواتب أكثر من 130 ألف موظف من قبل حكومة الدكتور سلام فياض مكاناً في فضائها الإعلامي الواسع الانتشار، ولكنها شرّعت كل الأبواب لمناقشة خبر إشاعة اتفاق مبادئ جديد "ينتقص المزيد من الحق الفلسطيني"!! تلك "الجزيرة" النائية خصصت أسبوعاً بأكمله من البث المباشر للمرحلة التركية الجديدة ذات الصبغة الإسلامية، واحتفلت لساعات بنقل مباشر لكلمة الرئيس التركي "الإسلامي" الجديد، بينما تجاهلت لأشهر ثلاثة صرخات مليون ونصف المليون مأخوذ بقوة سلاح الانقلابيين في غزة. تلك "الجزيرة" النائية أبدت من الاهتمام البالغ لوعكة يوسف القرضاوي الصحية في الجزائر أكثر بآلاف المرات مما أبدته ـ رغم أنها لم تبدِ شيئاً ـ تجاه أنات هؤلاء الذين بُترت سيقانهم وأذرعهم وفُقئت عيونهم على يد القوة التنفيذية!!
وبالعودة مثلاً إلى شريط تلك "الجزيرة" الإخباري، نرى أن احداث الجمعة المأساوية حظيت بالخبر التالي: الآلاف من أنصار فتح يؤدون الصلاة في الساحات العامة في قطاع غزة.. وخبر آخر يقول: مواجهات عنيفة بين أنصار فتح والقوة التنفيذية عقب صلاة الجمعة!! والقارئ الذي بات يستقي معظم الأخبار اليومية من هذا الشريط الإخباري، عندما يقرأ الخبر الأول، يحسد أبناء فتح وأهالي غزة على تلك المساحة الواسعة من الحرية والديمقراطية، حيث يسمح لهم بأداء الصلاة بالآلاف في الساحات دون أي إعاقة أو حواجز، على عكس الحقيقة المرة التي شهدناها بفضل بعض وكالات الأنباء، وبفضل تلفزيون فلسطين طبعاً، من تكسير للأطراف والرؤوس، واعتقال لمجرد حمل سجادة الصلاة، او ارتداء الكوفية، والعمل على ملء الساحات المخصصة للصلاة بالقاذورات، بتصرفات لا تذكر إلا بأفعال المشركين تجاه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. أما الخبر الثاني، فلا بد لمتابعه من أن يتخيل مشهد تلك "المواجهات" العنيفة بين قوتين عسكريتين على أرض غزة، فيما لا يمكن له بأي حال من الأحوال في حال اعتماده على صيغة الخبر " الجزيري" أن يعلم حقيقة مشهد التحرك الشعبي والسلمي الذي قوبل من عصابات التنفيذية بأعنف ما يمكن تصوره في المشهد الفلسطيني على مر التاريخ..
"جزيرة " الإعلام النائية تتكسر على شواطئها الكثير من مقولات الحيادية، وتبث عبر الرياح العابرة لها سياسة خدمة المرجعية العقائدية أو الحزبية التي تعود إليها، والترويج للمواقف السياسية التي تتوافق مع توجه مجلس إدارتها أو من يقف خلفه أيضاً، مستغلة بذلك انتشارها الواسع، ومنتهجة سياسة النفي أيضاً لكل نقد يوجه إليها ليعرّي ادعاءها باحترام الرأي والرأي الآخر، بحجة أن ذلك النقد ما هو إلا موقف وردة فعل سلبيان على النجاح والانتشار اللذين حققتهما...



#يوسف_وهبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بقي من مشروعية الانتفاضة؟؟
- درهم تشاور خير من قنطار تظاهر!!!!!
- فلتذهب -بيت حانون- للجحيم!!!
- إنسحاب...
- -ليفني- والضربة القاضية
- المستنسخون الجدد
- وطنٌ برسم الجوع!


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف وهبه - جزيرة -الإعلام- النائية