|
الكرد الفيلية : استغاثة في دموع ام رشدي ...
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 11:32
المحور:
القضية الكردية
ام رشـدي ... صـوت امـراءة فيليـة يتـردد صـداه استغاثـة فـي غـرفـة البرلمان العراقي على البالتالك’ استمع الـى صرختهـا منـذ ثلاثـة اعوام تقريبـاً ’ لم اراهـا لا اعرف اسمهـا ولا اعلم اين هـي ’ فمحطات غربـة الكرد الفيليـة كثيرة ’ ولا اعلم ايضاً يوم اعلن النظام البعثي العنصـري عام 1980 البـداء في افتتاح مجزرتهـم’ ان كانت ابنـة او اخت او ام ... اعلم فقـط ان صرختهـا تعبـر عـن فقـدان اخـوة وابنـاء اعمام واخوال واقارب ومعارف ضمـن الألاف مـن الذين اختطفوهـم مـن احضان اهلهـم وغيبوهـم والى يومنـا هـذا مـع مـن سقط ضحيـة ضعفـاً وجوعـاً وبرداً او تفجيـراً على الحدود العراقيـة الأيرانيـة المزروعـة بالألغام او اخترقتهـم قذائف ورصاص الحقـد الآخيـر لمـن هجرهـم وارتكب جريمـة ابادتهـم . فـي كـل نـدوة لظيف جـديد يجـد صوتهـا مدخلـه المعبر عن المآساة الفيليـة ’ فترفع يدهـا وتبداء استغاثتهـا . " اين اولادنـا واخوتنـا .. شهدائنـا وضحايانـا ’ نريـد اعادة دفنهـم كما يليق بهـم ’ نريد ان نبكيهـم وننعاهـم ونودعهم بالحسرة والدموع كحـق انسانـي للأمهـات والأخوات والزوجات ’ نـريد رفاتهـم او بقاياهـم ليقول ايتامهـم ’ هـذا كان ابـي وذاك كان اخـي وتلك اخـي ’ يجب ان نبكيهـم ونعاهـدهـم ونطالب الدولـة والقانون والضميـر الأنساني بأخـذ ثأرهـم قصاصـاً عادلاً ممـن ارتكبـوا جريمـة قتلهـم . ايها السيـد الجديد والمثقف المعتق ومقتنص الفـرص والبين بيـن ’ خـذوا واستورثوا كـل ما سرقته زمـر النظام البعثـي مـن اموالنـا واملاكنـا ومتاع دنيانـا وعرق جبيننـا مثلمـا استورثتـم اشياءه الآخـرى ’ نـريد بقايـا او اثراً لبناتنـا وابناءنـا الذين فقدنـا ’ نريدهـم اسمـاء مـع بقايـا جسـد ’ نريدهـم ثم ينخفظ صوتهـا واشعـر وكأنـي اراه وقد سقـط مغميـاً عليـه على وسادة دمـوع وعبـرة وحـزن ام رشـدي . سألت كل الذين مـروا ظيوفـاً على غرفـة البرلمان مـن مختلف الطوائف والمذاهب والقوميات والقوائـم ثم الأحزاب ’ كان جوابهـم واحـد رغـم مراوغـتة ودبلوماسيـتة ’ وكأن اضبارة الكرد الفيليـة قـد رفعت نهائياً مـن الرفوف بمـا فيهـا المنسيـة وطويت صفحتهـا ودفنت تحت البساط وتربعـوا عليهـا وخنقوهـا بثقـل غثاثتهـم وتهربهم وزيغهم المثعلب عـن مواجهة الحق الفيلي الى الحد الذي يحاولون فيه التجراء لأقناع اوجاع ام رشدي وكل الأمهات والأخوات والزوجات الفيليات ’ بأن ما يصرخن ويطالبن بـه عبر استغاثاتهن ’ كان فـي مجملـه وهمـاً او فلمـاً لمجزرة يجب ان يكافيء مخرجيهـا وممثليهـا من رجالات البعث ’ ولا يوجـد هناك ثمـة متهمـاً بأرتكابهـا وهنـا يتفجـر قلب ام رشدي . بعـد كل لقاء اشعـر وكأن استغاثتهـا تسحب اذيال الخيبـة والأحباط وفقـدان الأمـل ثـم تعود لتسأل نفسهـا . ــ هـل ان الاف الشهداء مـن المغيبين والحجم المخيف للمآساة لم يتهـم بهـا ويحاكـم مـن اجلهـا شخصاً واحـداً على الأقـل بغيـة اخذ القصاص منـه على سبيل الأستذكار فقط او انهـا اقل مـن ان تًحسـب على مقاس الكوارث ولا تستحق ان يتألـم مـن اجلهـا التاريـخ ... ؟ ــ هـل يقبلهـا اللـه مـن هؤلاء الذين يكافئون القتلـة والمتهمين بأختطاف وتغييب بنات وابناء الفيليـة واجتثاث ما تبقى منهـم بالمراكـز الهامـة والمسؤوليات الكبيرة والمهام الخطيـرة واجهزة الدولـة الحساسـة وزراعتهم في مفاصـل المؤسسـة العسكريـة والأمنيـة ليصبـح قـدر الكرد الفيليـة ان يطالبوا بحقوقهـم وحقوق ضحاياهـم فـي حضـرة جلاديهـم ومـن اشرف بالأمس على ابادة شهدائهـم ... ؟ وهـل شنقت الصداميـة مـع صـدام ’ ام انهـا ارتدت عباءة الطائفيـة والقوميـة والمذهبيـة ’ او تـم استنساخهـا ووراثـة طبائعهـا لتسلب منـا ومن كل ضحايانـا اخـر آمـل فـي استعادة ما تبقـى مـن حقوقنـا ولو المعنويـة منهـا على الأقـل ... ؟ ـــ مـن استورث بيوتنـا واملاكنـا وعرق جبين اجدادنـا مـن الورثـة الجدد... ؟ ـــ اذا كان الأمـر وهماً لمجزرة لم تقع فـي نظرهـم ويحاولون اقناع الآخرين وانفسهـم بذلك على سبيل تمييعهـا وطـي صفحتهـا ’ فليساعدونـا كي نستيقظ مـن ذلك الكابوس الذي يلازمـنـا تدميراً نفسياً ومعنوياً ونبلغ الذين رحلـوا بغصتهـم واوجاع لوعتهـم لنبشرهـم ان الأمـر كان حلم اكتشفوه لنـا صناديد وجهابذة العمليـة السياسيــة وان الذي يحاولون بـه ترقيـع مآساة واقعنـا ومظالـم اجتثاثنـا وعذابات غربتنـا واحقيـة مطاليبنـا هو ان الذيـن استشهـدوا وغيبـوا هـم احياء سعداء عنـد ربهـم يرزقـون ’ وعلى المتبقين فـي متاهات المهاجر والغربـة ان يواصلوا اجتـرار صبرهـم ففيـه لهـم مفتاح فرجهـم ونصـر عظيـم ’ ويكفوا عن ازعاج سكينـة المسؤولين والهائهـم عـن دورهـم فـي فورة اقتناص الفرص التي لا تعوض ( ولا عن المعرضات الترك ) . اسئلـة ام رشـدي ... استغاثـة كل ام واخت وزوجـة وجـدة فيليـة ’ عانت عذابات الأجتثاث ( الأنفلـة ) ومـرارة خطف الأحبـة وتغييبهـم بلا عـودة ’ صـرخـة تفتـح جـرحاً فـي اورام العمليـة السياسيـة وترفـع الغطاء عـن عظأم ولحـم ودم البعث فضائح ومظالم وانحرافات وممارسات مقززة مرتديـة جلـد الورثـة ممـن كانـوا فـي الأمس معارضــة . فـي لحظات اليأس ونوبات الأحباط وخيبـة الأمـل تردد ام رشـدي " اخوانـي .. ما يحـك جلدك غيـر اظفرك " مثال بليغ التأثير والمعنـى توجههـا الى بنات وابناء الكرد الفيليـة داخـل الوطـن وخارجـه . ان حجـم المآساة وبشاعـة المجزرة ومرارة الحاضـر وقلق المستقبل قادر على استيعاب كل طاقات وجهود وتضحيات الكرد الفيليـة موحدين خلف قضيتهـم المباشرة ... قبل ان يتفرقوا اجـزاء مختلفـة متضادة احيانـاً خلف هـذا الأنتماء او ذاك ... ان توحدهـم خلف محنتهـم ومصائب اهلهـم وضياع بناتهـم وابنائهـم لا تتعارض اطلاقاً مـع توجهاتهـم المذهبيـة والقوميـة والحزبيـة ’ ان قضيتهـم فـي الأساس هـي محنـة وطـن وضياعـه قبل ان تكون مآساة انسان ’ وليس مـن العدل والمنطق ان يكون اهـل الوطـن غـراباء فيـه ومهجرين عنـه ’ فتلك شذوذ وانحراف يجب تقويمـه بالوعـي والأرادة والتضحيات المشتركــة . ان حـق الكرد الفيليـة لا يمكن تجزاءتـه عن حقوق الأخرين ممن تأنفلوا واجتثوا وهجروا وهاجـروا وغيبوا فـي مجاهيـل المقابـر الجماعيـة ’ ومحنتهـم ومصائبهـم لا يمكن عزلهـا عـن مصائب ومحـن الملايين مـن الأيتام والأرامـل على طول العراق وعرضـه ’ ان وحـدة الكرد الفيليـة وتلاحـم صفوفهـم حول قضيتهـم المباشرة سيعـم نفعهـا وخيرهـا وايجابيـة ثمرتهـا جميـع المعذبين فـي العراق وتستنهظهـم لأستعادة حقوقهـم بعـد استرجاع وطنهـم المسروق اصلاً . لنجعـل مـن صوت ام رشـدي .. واسغاثـة الأمهات والأخوات والزوجات وجميع الأرامـل العراقيـة ’ وعذابات الأيتام ولوعـة المهجرين والمهاجرين وحـق الشهداء المغيب الآن مثلما غيبوه فـي الأمس ’ وحقنـا فـي ان يكون لنـا وطـن نأمـن بـه ونستقـر فيه ويزدهـر حالنـا ونطمأن على حاضرنـا ومستقبل اجيالنـا ’ لنجعل مـن كل ذلك وغيره الكثيـر هويتنـا المشتركـة وطريقنـا نحـو التحرر والديموقراطيـة وسيادة القانون وسلطـة العـدل واحقاق الحق ورسوخ السلم الأجتماعي بين مكونات العراق تحت خيمـة النظام الفدرالـي القويـم . نحيـي اختنـا ام رشدي .. ولتبقى استغاتهـا جـرس يوقض الوعـي والحميـة والأرادة فينـا ’ فالحق ينتصـر للحـق والعدل يحقق العـدل . 10 / 10 / 2007 [email protected]
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اقتسموا العراق ويتباكون على وحدته ...
-
الوهابية : مشروع ابادة جماعية ...
-
يا هلي ...
-
الأستقلالية : موس في بلعوم المستقلين ...
-
تكنوقراط خراب البصرة ....
-
مغتصبة ....
-
كانت يوماً معارضة ... ؟
-
راح بوش ... وجانه بوش ...
-
ايها القائد شكراً ..
-
عنواني الجنوب ...
-
هل من نهاية لمظلومية الجنوب ... ؟
-
الكورد : واقع ومستقبل ...
-
الحوسمة الأنفجارية ...
-
من قتل الأزيديين... ؟
-
غريب بروحي ... موش انه ...
-
ثقافة الغدر ...
-
ايجوز هذا ... ؟
-
بين مطرقة الأسلامي وسندان العلماني ... ؟
-
بدعة الكبار والصغار في الثقافة العراقية
-
يا حزن موت شتهيتك
المزيد.....
-
عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت
...
-
إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص
...
-
وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو
...
-
هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو
...
-
الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال
...
-
العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من
...
-
مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات
...
-
أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|