أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - سيخرج الأزهريون أيضا














المزيد.....

سيخرج الأزهريون أيضا


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 08:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأحداث الدموية التي جرت في بورما هذا الشهر، أكتوبر 2007، و إن كانت تجذب إهتمامنا، و تجعلنا نراقب بعين الفضول، كمواطنين في بلد تتشابه ظروفه و ظروف بورما، حيث الحكم المطلق، و الإفتقار للحرية و العدالة، و إتساع الفجوة بين الأثرياء، فاحشي الثراء، و بقية الشعب، بفضل الفساد المتوطن، إلا إنها - و أعني الأحداث التي جرت في بورما - تفتح باب المقارنة، على إتساعه، بين مواقف المؤسستين الدينيتين في البلدين.
على إنني لا أدخل في المقارنة موقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية، فأنا أتفهم موقفها من الأوضاع الحالية بناء على أمرين، أولهما إنها مؤسسة دينية تعبر عن قطاع لا يمثل الأغلبية في الشعب المصري، لهذا على قادتها قيادة سفينتهم في حذر و إنتباه، خاصة في ظل الأجواء الحالية، حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه، و ثانيهما إنها مؤسسة ترتكز على قواعد دينية كتابية تفصل بين الدين و السياسة، فتعطي ما لقيصر لقيصر، و ما لله لله، فعلى هذين الأساسين لا أدخل الكنيسة المصرية العتيدة في المقارنة، و لا أنتقد موقفها غير التصادمي مع الفساد و الإستبداد، و لا أطالبها، كما يفعل عكس ذلك غيري، بما فوق طاقتها، و يتعارض مع ثوابت كتابها، على إننا يجب أن نرحب بها إن شاركت رسمياً، أو عبر المنتمين إليها من أعضائها، طواعية و عن طيب خاطر، في مسيرة المناداة بالحرية و العدالة و إحترام حقوق الإنسان المصري، كما حدث أبان ثورة 1919.
إنما مقارنتي هي بين المؤسسة الدينية البوذية في بورما، و قيادة أزهرنا الشريف، التي حولت الأزهر ليس فقط من مهادن لتحالف الفساد و الإستبداد، بل إلى ظهير للظالمين، إن لم يكن شريك.
تنديدي لموقف قيادة الأزهر، يرتكز على أساس ديني، فالإسلام دين لا يحلل الرضوخ للظالمين، و لا يقبل بالإستكانة لقوى الجبروت، و لا يشرعن مهادنة الفساد، و لا يقبل بالسكوت على جور، و لا حاجة للإفاضة في الأدلة القرآنية و غيرها، لأنها لا تخفى.
بناء على تلك الأدلة، التي لا يجهلها أي دارس أزهري، كان من المفروض أن نرى قادة الأزهر و هم يتقدمون جموع المعممين هاتفين بسقوط الإستبداد، و بالقضاء على الفساد، و بوقف التعذيب، ومحاكمة كل الشركاء في تلك الجرائم.
كان من المفروض أن نرى المنابر و قد تحولت إلى قداحات، تقدح بشرر الثورة على الظلم و التمييز، و تندد بما يحدث من إنتهاك لآدمية الإنسان، ذلك الإنسان الذي أمر الله، سبحانه و تعالى، ملائكته بالسجود لأبيه الأول.
كان من المفروض أن نرى جامع و جامعة الأزهر، و قد أغلقا أبوابهم، مع كل ظلم يقع بحق هذا الشعب الطيب، ليخرجوا منددين بالظلم، طالبين وقف الجور عند حده، و القصاص من الظالمين، كما كان يحدث في القرن الثامن عشر الميلادي.
كان من الواجب أن نرى أمثال معاصرة للقاضي أبي البقاء السبكي الذي طلب منه السلطان المملوكي شعبان إبطال أحد الأوقاف، بدون مبرر شرعي، فكان أن رد في غلظة: اسمع يا مولانا السلطان، إن كنت ما تعرفني، فأنا أعرفك بنفسي. ثم خرج بغير سلام. لا كما يحدث في العصر الحاضر، حيث كل مطالب النظام الحاكم، بل حتى أي وزير، مجابه، حتى لو تنافت مع أبسط قواعد العدالة، و منها إحترام الملكية الخاصة، و الحقوق الشخصية، و سكوت تام من جانب مشيخة الأزهر، و دار الإفتاء، على الفساد و النهب المستشريان حالياً، و عدم التنديد بما يحدث من تعذيب.
لقد إنحرف الأزهر عن رسالته، أو على الأقل تناسى أحد أهم جوانب رسالته، بفضل قيادته، و هي أن يكون حصنا للعدالة و الحرية، و درع للمستضعفين، و إنشغلت قيادته بإرضاء السلطة، لقاء منافع، فحللت الظلم و إسبغته ثوب شرعي، و غضت الطرف عن الإستبداد و الفساد و إنتهاك حقوق الإنسان، فصرفت تلك القيادة مؤسسة الأزهر عن رسالتها التاريخية تجاه المواطن العادي في بلد يحكم بالقهر و الإستبداد، و يمتص دمائه الفساد منذ أحقاب طويلة.
إنني برغم هذا لا أفتقد الأمل في أن يشارك المعممون في مسيرة التغيير، و في التصدي للظلم و الفساد، ففي كل ركن في مصرنا هناك ذوي الضمائر المستيقظة، و العقول الواعية، و هم الغالبية، فهذا هو معدن الشعب المصري، ولكنهم لا يتواجدون في هذا العصر المظلم في الصفوف الأولى، إنهم يتواجدون بسبب طبيعة العصر الحالي في الصفوف الخلفية، و لكنهم بأي حال موجودين.
المسألة فقط هي اللحظة التاريخية، و التي ستأتي حتما، و التي سيقفز فيها هؤلاء، إلى الصفوف الأولى في مؤسساتهم، ليأخذوا أزمة القيادة بأيديهم، فلن يعطيها إياهم أحد، ليسهموا في مسيرة التغيير.
الأزهر الحقيقي سوف يشارك في التغيير القادم، مثلما شارك في معظم حركات الوقوف ضد مظالم السلطة منذ العصر المملوكي، و مثلما أرغم مستبدي و فاسدي القرن الثامن عشر الميلادي على الرضوخ لمطالب الشعب المصري مراراً، و مثلما قاد ثورة 1805، و مثلما شارك بنصيب وافر في ثورة 1919.
إنني كل ثقة في إنه كما شاهدنا ذوي الأردية البرتقالية و الرؤوس الحليقة، يخرجون للشارع البورمي لطلب الحرية لشعبهم، فإننا سوف نشاهد أيضا ذوي العمائم البيضاء من علماء الدين و الوعاظ، و طلبة الأزهر من كافة التخصصات، و هم يخرجون من أزهرهم و كلياتهم و معاهدهم، منادين بالحرية، و سقوط الإستبداد، و الإقتصاص من منتهكي حقوق الإنسان الذي كرمه الله سبحانه و تعالى، لأنهم يعلمون ان الإسلام ليس فقط حرام و حلال، بل أيضا عدالة و إنتصاف.




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا هو حزب كل مصر
- يد بندر في موسوعة الأرقام القياسية
- لا تسمحوا لهم بإخافتكم من الثورة
- إدعموا الفانوس المصري الأصيل في هذه الحرب الثقافية
- يجب رحيل الإحتلال السعودي أولاً
- نريد مسلمين كالطيور لا السلاحف
- تهانينا لوائل عباس و تضامنا مع إبراهيم عيسى و الدستور
- موسم القتل بدأ، فهل أنتم منتظرين؟؟؟
- إنها تقدير للإبداع و الشجاعة و لفت للإنتباه
- يا سحرة السلطة، الإخوان ليسوا بتلك القوة
- اللهم لا تميته الأن، اللهم دعنا نثأر لأنفسنا أولاً
- نعم تصادميين، و هل كان غاندي إلا تصادمي؟
- الكراهية في الصغر كالنقش على الحجر
- من وراء جريدة الدستور؟؟؟
- ثم هرع إلى بوش يستغيث به
- إلا اليونسكو
- الإصلاح يحتاج يد صارمة و تفويض شعبي
- الدولة الفاطمية، هذه هي الحقيقة
- لأنني أريد نتيجة و أرفض الوصاية و لا أخشى المنافسة
- و هكذا الإحتلال أيضا يا ناظر العزبة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - سيخرج الأزهريون أيضا