أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - فاضل عباس - الاقليات ... من الاضطهاد الى التخوين !!1














المزيد.....

الاقليات ... من الاضطهاد الى التخوين !!1


فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 11:17
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


كنت اقرأ مقاله لأحد السياسيين المعارضين المرموقين في مصر، والذي لم يتوانى عن التبشير لنظرية المؤامرة ، التي يقودها الغرب ضد العرب والمسلمين ، واحد أركان هذه المؤامرة هو الحديث عن حقوق الأقليات في الوطن العربي ، ثم قرأت موضوعاً أخر في شبكة البصرة العراقية لأحد كتابها والذي بدوره لم يجد غير الخيانة ليصف بها الأقليات التي تطالب بحقوقها في الوطن العربي .
فمن المؤكد أن هذه الآراء المتعصبة تكاد تكون جزء من المشكلة التي يعانيها الوطن العربي ، فنظرية المؤامرة والتخوين تعتبر شماعة سهله جداً لاى مثقف متعصب قومياً ليصف فيها الكوارث التي حلت بالعالم العربي ، ولكن في نفس الوقت إذا كان بعض المثقفين العرب قد تعودوا على وصف الهزائم العربية بمواصفات خاصة ووضع المبررات الواهية وغض الطرف عن الأسباب الحقيقية لهذه الكوارث والتي هي بالتأكيد لن تخرج عن ممارسات قمعية ووحشية ارتكبتها بعض الأنظمة العربية بحق الشعوب ومن ضمنهم الأقليات ، ثم لنصل إلى هذه الحقبة السوداء من تاريخ الأمة والتي يسيطر عليها فكراً تكفيرياً وقتل للأبرياء ، وكل ذلك باسم الإسلام وبالتأكيد فان دعاة الفكر التكفيري عندما يسيطرون على الحكم أو يبادرون إلى غزواتهم المجنونة فان الأقليات كانت وسوف تكون في مقدمة الضحايا وفق فكراً عقائدي منحرف يطالبهم في أفضل الأحوال بدفع الجزية في أوطانهم متناسياً مفهوم المواطنة الحديثة ، وإلا استباحوا كل شيء عندهم كما حدث في بعض الأقطار فهل هذه مؤامرة أيضا !! .
إن الآراء المتطرفة لا تعالج المسائل بمنطق صحيح ، لذلك فان علينا الاعتراف بان الأقليات القومية من الأكراد والامازيغ والتركمان والأقليات الدينية من الأقباط وغيرهم من المسيحيين والوثنين وغيرهم لا يتمتعون بحقوقهم كاملة في عدد كبير من الأقطار العربية ، فمازالت الهوية الثقافية لهم لا تحترم وهناك رفض رسمي في بعض الأقطار حتى لتدريس أبناءهم بلغاتهم القومية ، والمسيحيون بشكل عام لا يسمح لهم بحرية الدعوة إلى دينهم وهناك تمييز ضدهم في بعض الدوائر الرسمية في بعض الأقطار العربية ، هذا يحدث في هذه الفترة التي يسود فيها العالم دعوات متزايدة لاحترام حقوق الإنسان ومن ضمنها حقوق الأقليات .
لذلك فالأنظمة العربية هي مسئولة بشكل مباشر عن معاناة الأقليات نظراً لحالة الاضطهاد السابقة التي تعرضوا لها طيلة فترات الحكم الدكتاتوري في عدد من الأقطار العربية ، وان لا حل لازمة الأقليات إلا بالاعتراف بحقوقهم ووضع التشريعات التي تشكل حماية لهم ، فهذا يعنى إن يسود المجتمع العربي ثقافة التعددية السياسية والإيمان بالتنوع الثقافي والديني ، وان تكون المواطنة هي المعيار في الحصول على المناصب القيادية في الدولة ، فمن الذي أوصل السودانيين في الجنوب إلى هذه الحالة من الرغبة في الانفصال ، فلو كان هناك تعقل من القادة السودانيون الذين حكموا السودان بانقلاباتهم العسكرية ، وأعطيا الجنوبيون حقهم في ممارسة طقوسهم الدينية ، لما فكر الجنوبيون في الانفصال فكيف تصفق بعض الأحزاب العربية لأنظمة عسكرية تحاول جبراً وبالقوة فرض الشريعة الإسلامية على اهالى الجنوب الذي يشكل فيه المسلمون نسبة لا تتجاوز 19% وهناك 81% من المسيحيون والوثنيون ، إلا يعتبر ذلك من الأسباب الحقيقية لهذا الانفصال بين شمال وجنوب السودان ؟ .
لماذا نحن لا نسمع عن مشكلة أقليات في الغرب ؟ لان باختصار يوجد هناك احترام لهذه الأقليات ومن ضمنها الأقليات العربية ، فهناك الأقليات لها خصوصياتها الثقافية والسياسية وهناك تجتمع الأقليات في مؤسسات غير حكومية لتمارس طقوسها بكامل الحرية وبدون خوف ، بينما نحن هناك أقطار عربية مازالت تفرض الحجاب بالقوة على غير المسلمات وبعد ذلك نتحدث عن أسباب طلب الأقليات الانفصال عن الوطن العربي !! ، إن مطالبة الأقليات بحقوقهم يجب إن لا يبعث عند بعض المثقفين على انه رغبة في زعزعة الاستقرار ، هذا إذا كان هناك استقرار في الأصل حيث أن تكميم الأفواه على يد البوليس السياسي أو الجماعات الإسلامية المتطرفة لا يعتبر استقرار ، بل هو حالة احتقان لا يمكن نزعها إلا عن طريق نشر التعددية السياسية والثقافية والفكرية ، فالديمقراطية ووقف الإرهاب الذي يمارسه التكفيريون ضد الآخرين ومنهم الأقليات هو كفيل بخلق الاستقرار .
إن وقف الهيمنة الطائفية ضد المذاهب الأخرى التي تشكل أقلية ، يعتبر من ركائز المجتمع المستقر بينما الذي يحدث حالياً في الوطن العربي إن هناك مذاهب معينة تحكم والأخرى عليها إثبات الولاء والتبعية ، وكل هذا يبعث على عدم الاستقرار ولذلك فان وحدة الأوطان لا يمكن فرضها بالقوة وبمنطق الحزب القائد والمذهب القائد أو الطائفة التي تقود أو الفكر القائد أو الزعيم القائد ، بل علينا إن نستوعب الدرس من المهاجرين العرب من العلماء إلى أوروبا والذين يعملون في مواقع حساسة جداً دفاعية وفضائية وغيرها ، فهؤلاء لم يجدوا نفسهم في هذا الوطن العربي الكبير وبين المسلمين ولكن وجدوا أنفسهم هناك عند المسيحيين بسبب هذا النمط من القائد الذي سيطر على حياتنا ولو كان بيدهم لانفصلوا وشكلوا دولهم الديمقراطية وهم مسلمون ، فهل هجرة هذه العقول المسلمة هي أيضا مؤامرة أمريكية صهيونية ؟ ، لذلك نقول اتقوا الله في حق الأقليات وكفاية ما أصابهم من مجازر على يد الانقلابين العرب والجماعات التكفيرية وارجعوا لهم حقوقهم .



#فاضل_عباس (هاشتاغ)       Fadhel_Abbas_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن جزر النزاهة
- أولها إرهاب وآخرها فتنة
- ثقافة الحوار هى الحل
- نجح الغرب وفشل العرب 000 لماذا ؟ وكيف ؟
- ثقافة الاعتدال
- حماس 000 بين الفتوة والدولة
- قوائم الممنوعات فى المساجد
- المقابر الجماعية لتنظيم القاعدة
- البرلمان فى البحرين .... أين الحل ؟
- فى تجربة موريتانيا والسودان
- كفاية يا نواب الحكومة
- نصرالله يحترم إسرائيل
- إرهابيون لا دعاة
- سرى جداً
- العلمانية هى الحل
- الدولة المدنية وليست الفاطمية
- محاكمة الثقافة
- حركة كفاية البحرينية
- الصحوة العمالية
- هل يستيقظ المؤتمر الدستورى فى البحرين ؟


المزيد.....




- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - فاضل عباس - الاقليات ... من الاضطهاد الى التخوين !!1