|
الثقافة الدستورية
ابراهيم شلال
الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 11:16
المحور:
المجتمع المدني
الثقافة الدستورية ... ضرورة قبل تصويت مجلس النواب على قرار التقسيم السيء ، في البداية أقترح للأخوة في مجلس النواب ، أن يصوتوا على تشكيل مجلس (للأرشاد والنصيحة ) من خارج أعضاء المجلس ،لأعطاء المشورة والنصح ، والتعريف بالدستور العراقي الدائم ، وفتح دورات خاصة لثقافة دستورية ، لبعض أعضاء المجلس ،لان المتابع السياسي والثقافي لتصريحات البعض في البرلمان والكيانات السياسية . يبدو لي لم يطلعوا على مواد الدستور وخصوصا المادة رقم (ا) التي تنص ( جمهورية العراق ،دولة اتحادية واحدة مستقلة ، ذات سيادة كاملة ، نظام الحكم فيها جمهوري نيابي برلماني ديمقراطي ، وهذا الدستور ضمان لوحدة العراق ) ، الى نهاية المادة (121) المتعلقة بالأقاليم ،وامتثل البرلمان للمدة المحددة في الدستور ، وشرع قانون (الاجراءات التنفيذية الخاصة بتكوين الأقاليم) . والغريب ان تصريحات بعض النواب لاتنسجم مع اطروحات زعمائهم ،وتتقاطع مع الدستور والعملية السياسية وهو جزء منها ،ضمن العراق الجديد . وهناك يبدو غموض واضح في فهم بعض المصطلحات السياسية (الفيدرالية والامركزية .... ) ،وهذا حصل من خلال لقاء مع أحد أعضاء البرلمان من عمان ! وهو يدعي رجل قانون وكان يصر على انه الفيدرالية هي تقسيم بكل انواعها وأخذ يزداد اصرارا امام المشاهدين وضيوف الحلقة على مايقول ( والعراق حقيقة مقسم الى ثمانية عشر محافظة !كيف يتم تقسيم المقسم ، والاقليم يتكون من محافظة او اكثر ) . أتسأل ماذا يريد هذا النائب ، ان يبعث برسالة للرأي العام أوللشارع العراقي ؟ هل يريد أن يقول ان الشعب العراقي لا يقرأ أو لا يشاهد هذه البرامج أو يدعو الى تسطيحه وتجهيله والشعب (مفتش باللبن ) او يقصد تضليل الناس بهذه الطريقة المستفزة ، لكن المردود السلبي ليس فقط على هذا العضو ، وأنما أعطى صورة عن مجلس النواب الحالي كأنهم وصلوا بالحظ يانصيب ،وهذا ( لايليق بتاريخ وثقافة وحضارة هذا البلد ولا بمجلس النواب لأنه هناك شخصيات مرموقة ولها تاريخ نضالي وسياسي )، هذا اللقاء واحد من عشرات اللقاءات ... وهؤلاء افضل من اللذين لاصوت ولا صورة لهم في المجلس (كالحاضر الغائب .....فقط في التصويت ...) ومن خلال هذا الحضور على الشاشة الغير موفق ، صار معلوم لدى الرأي العام أن التخبط السياسي للبعض والتناحر وسفك الدماء وأزمة الثقة ، وعدم قيام الحكومة والبرلمان في الواجب بالمستوى المطلوب . ليس السبب في المحاصصة البغيضة فقط ، بل في القوائم المغلقة التي جاءت بالبلاء على العراق وكرست الأستبداد السياسي وتهميش الجميع وخصوصا المحافظات الجنوبية ، بل لم تمارس الديمقراطية في الأحزاب التي هي راعية للعملية السياسية . والمشكل الآخر التحالفات بين الأحزاب والتيارات التي انظمت في قائمة واحدة ،كان اصطفاف طائفي غير مدروس ، ويبدو ليس هناك برامج انتخابية متفق عليها ، أو مشروع وطني واضح للجميع ، (أو المعنى في قلب الشاعر ! ) بالله عليكم ، أين الشعارات التي طرحت في الشارع العراقي من ازدهار واعمار وخدمات والقضاء على البطالة والضمان الأجتماعي وغيرها من الأحلام الوردية . وكانت النتيجة غير مقنعه لحد الآن ، باستثناء إقليم كردستان (بحكم التجربة للسنوات الماضية دعموا الحكومة الاتحادية والبرلمان بشخصيات جيدة صاحبة خبرة ) واستثمروا وجودهم في المكان لخدمة الإقليم . ما يثلج القلب ،صار اجماع في الشارع العراقي أن الاصطفاف الطائفي لايخدم العراق ولايخدم الناخبين ، وكشفت كثير من الحقائق على الارض للجمهور بسبب التلاعب في بعض المصطلحات لدغدغة المشاعر منها: (المرجعية وحب علي (ع ) وحب عمر (رض ) ودخول الجنة والنار .... ) استخدمت هذة العبارات على المنابر في المساجد والحسينيات ، بدون أي نظرة مستقبلية للعملية السياسية ولمستقبل نفس الجهات ، صحيح في نفس الوقت مربحة لكن على مرور الوقت لاتخدم الجميع . والمؤلم لنا جميعا الفجوة التي حصلت بين الناخبين والكيانات من جهة، وأزمة الثقة ،بل اخذ يؤثر على الحالة الاسلامية في البلد وعزوف الشباب عن المساجد والحسينيات والتوجه الى أساليب اللهو ... ومن المؤسف حتى رجل الدين لم يسلم بجلده من الشارع ( لاناقة له ولا جمل ) ، نأمل من الأحزاب والكيانات الأسلامية ان تتذكر الحديث الشريف ( الصدق منجاة من النار) . الفرد العراقي ليس سهلا حسب الطلب ، مثلما يتصور البعض الى هذه اللحظة من خلال التصريحات أو الأملاءات بالوجوب, ( موقف الشعب واضح من خلال رفضه لمشروع التقسيم الطائفي لثلاث اقاليم ) . نتمنى من الجميع أن يتعظ من هذه التجربة ، ان المادة الأساسية في العملية السياسية للوصول الى البرلمان والحكومة هو (المواطن ) فهو العنصر الثابت في العملية السياسيه,.والسياسي متغير ، هذه المعادلة يجب أن تقرأ بشكل صحيح ، لكي نحسن الأداء بأفضل صورة للمواطن ،ونتجنب المبالغة والكذب والضحك على الذقون (حبل الكذب قصير ) . صحيح ان الوضع معقد وزاده تعقيدا بعض الساسة ، لكن وعي الشعب بما يخطط له كبير وواضح برفضه قرار التقسيم ومطالبته واصراره على تطبيق النظام الفيدرالي ، من هنا يأتي دور البرلمان العراقي في التسريع لحث الخطى نحو اشاعة وعي و ثقافة جديده حول مفهوم الفيدرالية والتجارب الناجحه في دول العالم ,كذلك على الاعلام العراقي اخذ دوره الطبيعي في تقديم حوارات متعدده ليطلع الشعب العراقي على التجارب الاخرى. الحكومة العراقية المنتخبة ، تبتعد يوم بعد الأخر عن مفردات النظام الديمقراطي التعددي الذي يعتمد على المجتمع المدني وهو ( مجتمع غير قبلي وغير رسمي ) الذي يمارس فيه الحكم على اساس أغلبية سياسية حزبية ، وتحترم فيه حقوق المواطن السياسية والاجتماعية والأقتصادية والثقافية في حدها الأدنى على الأقل . وتعتبر مؤسسات المجتمع المدني شرطا اساسيا لتشكيل المجتمع المدني ، لكن أغلب المؤسسات مسيسة لجهات في الحكومة وهذا يؤثر على بنية المجتمع المدني ( كلما تدخلت الحكومة أو الأحزاب الداخلة معها في مؤسسات المجتمع المدني ضعف المجتمع المدني والعكس صحيح ) . الرجوع هذه الايام الى اعادة النظام القبلي ،سواء في الملف الامني أو غيره ،والحكومة تغض البصر ، هذا يعيدنا الى الوراء كثيراً وله عواقب وخيمة قادمة تؤثر على العملية السياسية وعلى إدارة الحكومة لبعض الملفات . المعركة اليوم بين الشعب والحكومة ضد الأرهاب المتمثل بالقاعدة والتكفيريين وأزلام النظام السابق( المجرمين ) والطائفيين الذين تدعمهم دول الجوار هي (حرب معلومات ) قبل كل شيء ، ليس تسليح العشائر من قبل المحتل او الحكومة . المحاصصة الحالية لا تقف عند هذا الحد ، بل ستطالب مجالس الصحوة ومجالس العشائر للأنقاذ والفرسان وغيرها بمواقع في السلطة الحالية ،وفي حال عدم حصولهم على شيء سوف يستخدمون القوة والتمويل الرسمي المدخر! ، من جديد ضد العملية السياسية في البلد لا سامح الله . قال تعالى (إن الإنسان ليطغى إن رآه استغنى ) .
#ابراهيم_شلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشعب حي... وهو الحكم
المزيد.....
-
بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه..رئيس الوزراء المجري أوربان يبعث
...
-
مفوضة حقوق الطفل الروسية تعلن إعادة مجموعة أخرى من الأطفال
...
-
هل تواجه إسرائيل عزلة دولية بعد أمر اعتقال نتنياهو وغالانت؟
...
-
دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت
...
-
قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
-
مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط
-
كيف -أفلت- الأسد من المحكمة الجنائية الدولية؟
-
حماس تدعو للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لجلب نتنياهو و
...
-
وزير الدفاع الإسرائيلي يوقف الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن
...
-
133 عقوبة إعدام في شهر.. تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في إيرا
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|