أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - صالح اهضير - اللغة الدخيلة وإشكالية التواصل














المزيد.....

اللغة الدخيلة وإشكالية التواصل


صالح اهضير

الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 09:42
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


لا يخفى على لبيب أن اللغة أداة تواصل واتصال، وبها يستطيع الإنسان أن يعبرعن مختلف أفكاره وحاجياته وشؤونه الحياتية في تعامله مع الآخرين.
ونحن هنا بالطبع لا نعني تلك اللغة المرموزة .. بل حتى لغة الإشارات، وإنما نعني اللغة المكتوبة بالدرجة الأولى ثم المنطوقة في الدرجة التي تليها.
لكن اللغة قد تصبح هي ذاتها عائقا للتواصل وأمرا يستعصي على الفهم والإفهام إذا ما استحالت إلى فضلة أو حشو- على حد تعبير النحاة- بحيث تصبح دخيلة على اللغة الأم فلا يتم التمييز في ذلك بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون.
إنك لتتصفح اليوم في مغربنا الحديث جل الوثائق الإدارية وغيرها مما تتعامل به الشركات والمؤسسات العمومية وشبه العمومية والأبناك والمصارف ..إلخ والموجهة للموطن يوميا أو كل شهر، فتجدها وثائق محررة باللغة الفرنسية ..
ما عليك للوقوف على صحة ما أوضحناه إلا أن تقرأ متأملا فاتورات الكهرباء والماء والهاتف والضريبة وشبكة الانترنت وكذا العقود ومراسلات الأبناك وغير هذه النماذج من الوثائق كثير..إنك حتما ستجدها مكتوبة بلغة " موليير" الذي لم يسبق له هو ذاته أن كتب بلغة غير لغته أوتكلم بلسان غير لسان بني جلدته.
إذا ما تسنى لك مثلا أن تتطلع على فاتورة الماء ، فإنك ستجد في تفاصيلها الداخلية معلومات خاصة بالاستهلاك محررة من اليسار إلى اليمين باستثناء ترجمة محتشمة لبعض رؤوس الأقلام إلى العربية. وفي نهاية هذه الوثيقة ذاتها يمكن أن تقرأ بالفرنسية هذا التحذير" في حالة عدم أدائكم لواجب الاستهلاك، فإنكم ستتحملون تبعات حجز عدادكم بتاريخ..... "
وقد لا يعير المستهلك أهمية لذلك أو قد لا ينتبه لهذه الملاحظة أو قد لا يفهم المعنى المقصود حتى وإن كان على شبه دراية بالخطاب المفرنس.
وفي أحايين أخرى ، حينما ترغمه ظروفه إلى أن يلجا للاشتراك أو الانخراط في شركة من الشركات أومصلحة من المصالح ، فإنه يضطر إلى التوقيع على عقد من عقودها تحت بنود أو مضامين لا يفهمها ولا يدري ماهيتها أو قد تستعصي على الشرح ، بل إن معظم هذه البنود تكون لصالح صاحب العقد . ولا نزال نرى في وقتنا الراهن عقودا ذات أهمية قصوى كالعقود التجارية والعقود المتعلقة بالعقار توثق باللغة الفرانكفونية . صحيح أن الممضي يتحمل مسؤولية ما يمضي عليه ، غير أنه يصبح من غير المقبول أن نحيل المواطن على وسيط للترجمة في بلد يتبجح بأن له دستورا من أسمى القوانين ينص في سطوره الأولى على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد..مع ما يمكن ملاحظته في هذا الباب من إجحاف في حق اللغة الأمازيغية التي تتحدث بها معظم الساكنة في ربوع الوطن...
أما عن اللغة المنطوقة فحدث ولا حرج؛ ففي بعض برامج التلفزة المغربية بالعربية وثائقية كانت أو إخبارية، لا بد أن تثير انتباهك شخصيات مغربية مرموقة ، في مقابلات أو لقاءات صحفية ، تجيب في اطمئنان وهدوء عن الأسئلة العربية بردود فرنسية، وقد يقع بعضهم في حيص بيص ليجيب بهذه وتلك في آن واحد.
إني لا اقصد في حديثي هذا إلى النيل من شـأن هذه اللغة الدخيلة أو الدعوة إلى الحط من مكانتها أو نبذها ، فتعلم اللغات مسألة مستحبة بل هي من الضرورات القصوى . والرسول الكريم نفسه يقول " من تعلم لغة قوم أمن شرهم". ونحن لن نأمن شرور قوم فقط وإنما سنحيط علما بما لديهم من خيرات ونطلع على الظاهر والخفي من شؤونهم ومختلف أحوالهم.



#صالح_اهضير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تستحيل الحكمة إلى شعار للتمويه!!
- عنزة السيد -سوغان- وعنزة معالي الوزير!!
- حضارة المسدس لا تزال قائمة
- عندما يتحول الغناء العربي إلى ظاهرة استعراضية
- الوصاياالشيطانية
- !!!صلعة مولانا الإمبراطور
- الاغنية العاطفية وخرافة القرن ....


المزيد.....




- بعد اجتماع البنك المركزي بتثبيت سعر الفائدة .. سعر الدولار ا ...
- بسعر المصنعية .. سعر الذهب اليوم بتاريخ 22 من نوفمبر 2024 “ت ...
- سؤال يؤرق واشنطن.. صنع في المكسيك أم الصين؟
- -كورونا وميسي-.. ليفاندوفسكي حرم من الكرة الذهبية في مناسبتي ...
- السعودية: إنتاج المملكة من المياه يعادل إنتاج العالم من البت ...
- وول ستريت جورنال: قوة الدولار تزيد الضغوط على الصين واقتصادا ...
- -خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس ...
- أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
- أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
- قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - صالح اهضير - اللغة الدخيلة وإشكالية التواصل