أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - برناديت ضو - “يا عمال العالم اتحدوا” هل ذلك ما يزال صحيحاً الآن؟














المزيد.....

“يا عمال العالم اتحدوا” هل ذلك ما يزال صحيحاً الآن؟


برناديت ضو

الحوار المتمدن-العدد: 2064 - 2007 / 10 / 10 - 11:16
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


بدأت بالعمل منذ تخرّجي من الجامعة، وكنت دائماً أشعر أن هناك ظلماً ما في هذا العمل، إذ كنت أصرف راتبي قبل أن أقبضه. رغم أن عملي، في معظمه، كان لحساب جمعيات أهلية ومنظمات غير حكومية، يفترض أنها تدافع عن حقوق الإنسان وتناضل ضد الظلم...

رغم ذلك كان وضع العاملين لدى هذه الجمعيات لا يختلف كثيراً عن وضع أولئك العاملين في الشركات الخاصة والقطاع العام وعن ما يجمع بينهم، من استغلال يتعلق بساعات العمل الطويلة، الرواتب المنخفضة والتي لا تكفي للعيش الكريم، ساعات العمل الإضافية من دون مقابل، العطل الرسمية وخاصة السنوية منها المتراكمة سنة بعد أخرى، غياب ضمانات صحية حقيقية. وإذا تم تسجيل العامل في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، فلا يتم التصريح عن الراتب الحقيقي الذي يتقاضاه.

كنت دائماً أشعر بأنني لا أستطيع المطالبة بحقوقي، ويراودني شعور الخوف من خسارة عملي إذا ما طالبت بتحسين ظروفه، أو رفع راتبي. وتعمّق شعوري هذا عندما طردت من عملي مرةً في اليوم التالي لإرسالي لائحة بمطالبي إلى المحامي الذي كنت أعمل لديه.

أعمل اليوم، ومنذ أيلول الماضي، لدى منظمة غير حكومية أجنبية مع زملاء لبنانيين وأجانب. أعمل تسع ساعات في اليوم، من ضمنها ساعة الغداء حيث نجتمع ونتبادل المزاح والضحك للتخفيف من وطأة العمل وتعبه، كما نناقش ما يحصل معنا خلال النهار. ومع الوقت أصبحنا نثق ببعضنا أكثر، وأصبحت نقاشاتنا تتعمّق أكثر حول التمييز بين رواتبنا ورواتب الأجانب، الأمر نفسه في تولّي هؤلاء المناصب العليا في الجمعية، غياب أي ضمان صحي، ظروف العمل غير المناسبة، البرد وتسرب المياه في الشتاء، والحر الخانق في الصيف. وفي مقابل ذلك كله كنا نسمع يومياً بأن رواتبنا عالية، وأنه سيتم تخفيضها إذا ما صُرِّح عنا لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ومصلحة ضريبة الدخل.

هذا دفعنا إلى الاجتماع لمناقشة الموضوع ورفعه إلى المدير ضمن اجتماع عام للموظفين، هو الأول من نوعه في المؤسسة. وكانت مطالبنا واضحة، أهمها: عدم المساس برواتبنا، ومعاملتنا بشكل متساوٍ مع "الأجانب". لكن الأسوأ وقع، فرفضت الإدارة أن تسمع كلمة "تمييز"، واعتبرت ذلك تعدٍّ عليها. والأنكى من ذلك، أصرّت على تخفيض مدخولنا بنسبة 7%.

خرجنا غير راضين من الاجتماع وأكملنا النقاش بيننا على الغداء، فتدخل المدير بشكل عنيف ضدّي واتهمني بتحريض الموظفين على موضوع غير حقيقي، وبإفشاء أسرار الجمعية، كوني في الإدارة ويمكنني الاطلاع على الملفات. لكنه ووجه بالتضامن، الموجود بيننا، والكل اعترض على ما فعله. وتابع محاولته في اليوم التالي لفضّ وحدتنا. فاستدعانا، الواحد تلو الآخر، إلى مكتبه. وهنا استمر موقف الموظفين المتضامن، حتى ألزم في النهاية على اتخاذ تدابير مثل رفع رواتبنا بشكل يلطّف انخفاضه بسبب الرسوم، وتسجيلنا في شركة للضمان الصحي، كما منحنا إمكانية التطور والتدرّب داخل المؤسسة.

بعد ذلك الاجتماع أكّد الجميع أنه لولا حصول هذه المواجهة، ولولا تضامننا مع بعضنا، لما توصلنا إلى هذا التحسين، ولو البسيط. ولكنه يدل على أكثر من ذلك، فهو يؤشر على خوف الإدارة من تجمعنا في مواجهة أي إجراء سلبي بحقنا. كما أن كلُّ منا شعر بالقوة من خلال هذا التضامن.

إن تضامن خمسة موظفين أجبر الإدارة على المساومة، فماذا لو تضامن جميع عمال العالم؟




#برناديت_ضو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الفلسطينيين هي حقوقنا جميعاً


المزيد.....




- مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا ...
- تعرف على موعد صرف رواتب الموظفين شهر ديسمبر 2024 العراق
- تغطية إعلامية: اليوم الأول من النسخة الأولى لأيام السينما ال ...
- النقابة الحرة للفوسفاط: الامتداد الأصيل للحركة النقابية والع ...
- مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا ...
- وزارة المالية بالجزائر توضح حقيقة زيادة 15% على رواتب المتقا ...
- اصابة مدير مستشفى كمال عدوان وعدد من العاملين بقصف مسيّرات ا ...
- مراسلنا: إصابة مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية وعدد من ...
- السلطة الشعبوية تعلن الحرب على العمال وحقوقهم النقابية
- سياسات التقشف تشعل غضب العاملين في القطاع الصحي بالأرجنتين


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - برناديت ضو - “يا عمال العالم اتحدوا” هل ذلك ما يزال صحيحاً الآن؟