أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيلفان سايدو - ظلال.. ضعف النظام السوري..














المزيد.....

ظلال.. ضعف النظام السوري..


سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)


الحوار المتمدن-العدد: 2064 - 2007 / 10 / 10 - 07:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية لا مندوحة من الإقرار أن الانتهاك الجوي للأجواء السورية من قبل المقاتلات الاسرائيلية وإحداثها عدة انفجارات فوق صوتية صاخبة وخارقة لحاجز الصوت فوق قصر الرئاسة في اللاذقية، ووصولها إلى أبعد نقطة عمق داخل الأراضي السورية، وقيامها بعملية انزال جوي؛ حدث هام سيلقي بظلاله الكثيفة على مسار التغيرات السياسية و"الجيو- سياسية" المقبلة عليها المنطقة تباعاً. والحدث استثنائي بمقياسين: أولهما توقيت الغارة ومكانها، وثانيهما طبيعة الظروف الداخلية والإقليمية التي حولت النظام السوري إلى صدارة الاهتمامات الدولية الراهنة. أو بالأحرى الأمريكية.. التي هي ليست بحاجة، الأن على الأقل، لمزيد من الاخفاقات في سياستها الخارجية في الشرق الاوسط.
هذا الحدث لا يمكن بأي حال من الأحوال التقليل من شأنه، كما فعلتها القيادة السورية لا برد فعلها فحسب، لا بل حتى بأقوالها أيضاً، عبر بيان الناطق بلسان الجيش السوري الذي غلب عليه الخطاب الاستسلامي الهزيل، حيث تلاشى فيه ولأول مرة استخدام اللغة الحماسية ومصطلحاتها التهديدية التي تعودنا عليها على امتداد عقود خلت.
ويبدو من هذا المشهد السريالي لسياسة النظام السوري، لافتقارها لسياسة المصالحة والمصارحة مع الداخل وكذلك مع الجوار، أن لدى سلاح الجو الاسرائيلي القدرة على الوصول دون عناء إلى أي نقطة استراتيجية على امتداد سوريا والعودة منها، ليس ببعيد. قياسا لفارق الجاهزية الميدانية والتقنية بين الجيشين السوري والاسرائيلي، المزود من أخمص قدمه حتى رأسه بمختلف الأجهزة والتقنيات بالرادارات والاقمار الصناعية في مواجهة جيش مزود بأسلحة وعقلية بدائيتين.. وقيادة جيش تنخرها الفساد والخوف والهلع..
كانت الدولة العبرية فما مضى قبيل الغارة المثيرة للجدل على بناية مهجورة (على حد قول الرئيس بشار الأسد) تحرص وبشدة على طمأنة سورية على أنها لا تريد الحرب معها، مكتفية بما هي عليها المنطقة من الأوضاع والتصدع –وإن كانتا في حالة الحرب من الناحية العملية- . بيد أن عقب تلك الغارة الجوية الاخيرة جل المؤشرات تشير وتدلل كل الدلائل على أن اسرائيل قد غيرت من موقفها واستراتيجيتها تجاه النظام الحاكم في دمشق، لأن الأمر بالنسبة لإسرائيل بات "معادلة حرب" يمكن النصر فيها.. سيما بعد أن ظهرت قدرات الجيش السوري في رده أثناء تلك الغارة.. أو بعدها..
فالجيش السوري لم يعد له مبرر الوجود (اللهم إلا لاستحقاقات الداخلية التي يجيدها على نحو بالغ) نظرا لانعدام أهداف واضحة عليه تحقيقها بشكل واضح وصريح.. ولا حتى هناك استراتيجية لقياداتها في الوقت الذي تعمل فيه جاهدين لانتشال أنفسهم من المأزق الذي بات تحاصرهم من كل حدب وصوب اقليميا ودوليا، وحتى إن خلقت من جراءها ورطة أكبر لحليفها الإيرانيين. وذلك عبر إشارات متواصلة منها من هنا وهناك للدولة العبرية بفتح باب التفاوض وبأي ثمن، مقابل عدم زعزعة نظامها، أو زحزحتها عن الحكم فحسب..
ونتساءل هنا هل ستبقى القيادة السورية في ظل عزلتها الداخلية والخارجية تنتظر حتى تصل إلى نقطة لا يسبب تراجعها عندها تعقيدا أو تقويضا للمساعي الدولية بالانفتاح على الداخل والخارج، للبحث متأخرا عن مخرج كما فعلت شقيقته في بغداد قبل سنوات؟ أم أنها سوف تخرج من قوقعتها بمجرد أن تقرر المجتمع الدولي أن هذه الحكومة لم تعد تحقق أهدافا مفيدة سواء فيما يتعلق بمصالح الشعب السوري أو بمصالح شعوب المنطقة؟ وهي المرحلة التي يعتقد كثيرون أن الاوضاع وصلت إليها أو كادت.
وتنضم لهذا التساؤل طبيعة لهجة ونبرة خطاب لقاءه مع (BBC.world) حيث نثر في خطابه أقوالاً لم تفتقر بطابعها العقلاني والاخلاقي، تاركاً هذه المرة لهجته التهديدية والحماسية المعتادة، وهذا ما جعل الناس من مناصريه فاغري الأفواه ..! ويمكننا أن نتلمس من ذلك أيضاً، أن الرئيس بشار الأسد بد يفكر جدياً هذه المرة في تغيير حقول الرعي فيها، وإن كانت لشد ألداءه، بدلاً من حقول حلفائه.. وحتى إذا كان في العملية نصيب – قليل- من ابتلاع نوع من المهانة.




#سيلفان_سايدو (هاشتاغ)       Silvan_Saydo#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا سارعت أمريكا إلى تسليح دول المنطقة ؟
- نتائج الانتخابات التركية.. صفعة مدوية لديمقراطيتها العسكرية. ...
- حرب.. للفوضى الخلاقة..
- وجها كردستان العراق.. الازدهار والفساد
- الحركات الفلسطينية.. بين أجندات متباينة لدول اقليمية وغربية
- محكمة ستقشع.. الغموض المتكاثف
- الانتخابات الجزائرية.. عودة مجددة إلى مشهد أكثر تأزماً
- من التحدث عن ايران وسوريا.. إلى التحدث معهما..
- الساسة الكرد.. وفن دفن الرؤوس..
- القيادة الكردية.. ساهمت في دفن المؤنفلين..
- قضايا الفساد.. أرّقت القيادة الكردية عن مسار عملها..لذا فاتت ...
- كركوك، الماضي والحاضر
- تآكل المعارضة السورية.. وتحولها إلى الممارضة السورية..
- بعد تلك المحاكمة.. أصبح الأمر خياراً بين الصعوبة والكارثة..
- حقيقة مرة في العراق.. لاتروق لأحد الاعتراف بها...
- القيادة الكردية... خذلت شعبها..
- الحماس والغرب...يعبثان بحياة الفلسطينيين
- الانتقائية المحضة... عند المسلمين
- صور.. لمدى الشرخ الحاصل بين الغرب والشرق..
- تمهيدات… لتبرئة صدام..


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيلفان سايدو - ظلال.. ضعف النظام السوري..