|
مفهوم ( الأُمَي والأميون ) في القرآن الكريم...
أنيس محمد صالح
الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 09:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إن المهمة في توصيل الرسول محمد ( صلوات الله عليه ) رسالة الله جل جلاله التوحيدية السماوية، هي مهمة ليست هينة (كما يستهين بها البعض) فهي رسالة سماوية أساسها يقوم على الأسباب والعلم والحُجة مع علماء آخرين سبقوه برسالات توحيدية سماوية قبل نزول القرآن الكريم بقرون عديدة ( كالتوراة والزبور والإنجيل)، وهو يجادلهم الحُجة بالحُجة.. وبالأسباب العلمية والتي تدحض إفتراءات وأباطيل ممن قاوموا وأنكروا وكفروا بالرسالة المنزلة إليه من ربه (القرآن الكريم), بحيث يستحيل أن يحدث كل ذلك وهو جاهل للقراءة والكتابة... ويكون لنا قدوة وأسوة حسنة!!! وما لم يكن خير قومه علما ولغة وبلاغة وخلقا وصدقا وأمانة.. ولما وثق به كثيرٌ من الناس ومن أصحابه وصدقوه وجاهدوا في الله حق جهاده ولنصرة دينه... بحيث لا يمكن إغفال ان رسالة الإسلام التي اُنزلت على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) قد جاءت كآخر الرسالات التوحيدية السماوية!!! وقد سبقتها رسالات توحيدية سماوية (كالتوراة والإنجيل والزبور) ولهم علماؤهم (من الأحبار والقسيسين والرُهبان – علماء اليهود والنصارى) ليحاججوا بها، ومنهم من يؤمن بالغيب ورسالة الله التوحيدية السماوية (الراسخون بالعلم)، ومنهم من ينكر ويكفر ويكذب... كحال الرسالات السماوية القائمة على الإيمان والغيب!!! وواضح تماما بأن سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) قد أصطدم كثيرا بالمبطلين والمرتابين والذين كفروا من زُعماء وسادة وكُفار قُريش برسالة الله جل جلاله إليه، حينما جاء القرآن الكريم ليأمرهم لتوحيد وعبادة الله والإستعانة والتوكل على الله جل جلاله, وليتركوا عبادة الأصنام ولتقربهم إلى الله زُلفا !!! ولم يكن الله ليصطفيه على العالمين برسالة سماوية بهذه العلوم العظيمة الإعجازية وعلوم البلاغة... ما تؤكد عدم قدرة البشر ولو أجتمعوا ليأتوا بسورة من مثله، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا... ويكون سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) أسوة وعبرة حسنة لنا... وتظهر المعجزه والتمَيز في كونه الرسول النبي الوحيد بين جميع الرُسُل والأنبياء الذي اُرسل اُميا (اُمميا) لجميع الأمم من الجن والإنس.. واُرسل كافة للناس رحمة وبشيرا ونذيرا... (وهذه معجزة الله إليه). لقوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ {107} قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ {108} الأنبياء (والعالمين .. هم جميع الأمم من الجن والإنس في السماوات والأرض) كما جاء في الآية أعلاه (107). ولا تقوم الأمم من الشعوب والمجتمعات ولا ترقى ولا تتحضر ولا تنمو إلا بالعلم (بالقلم) وبالقراءة والكتابة، وهو المقياس لحضارة المجتمعات والشعوب، وبالضرورة فرسولنا ونبينا هو اُسوة وقدوة حسنة لنا بعلمه. فهل يُعقل هذا الإدعاء الباطل بأن الرسول والنبي المبعوث لكل الأمم ورحمة للعالمين وبشيرا ونذيرا، لا يفقه القراءة والكتابة؟؟؟ وقد علم الله جل جلاله بالقلم... علم الإنسان ما لم يعلم؟؟؟ والسؤال هنا هل يكون للامم قدوة وأسوة حسنة؟؟؟ رسول جاهل !!! كما يدعي المبطلون الجاهلون؟؟ بأن نكون جهلة لا نفقه القراءة والكتابة؟؟؟ والاُمم لا تقوم إلا بالعلم (بالقلم)؟؟؟ وهذا ما غلب (للأسف الشديد) على اُمة سيدنا محمد من أُمة الأعراب والمسلمين اليوم... (نتيجة للتفسيرات الخاطئة وتحريف الكلم عن مواضعه) والتي لا تخدم إلا الحكام أو الملوك والسلاطين والأمراء والمشايخ المعنيين بتجهيل وتضليل الشعوب... وجعلهم يعيشون في حالة تخلُف وغيبوبة وليعبثوا بهم كما يشاؤون!!! وكما هو حالنا اليوم ؟؟ ولم يقتصر الأمر على ذلك.. كون كل الأمم المحيطة بجزيرة العرب أعتمدوا فى معتقداتهم.. على أُصول الفقه الإسلامي من اللغة العربية (وهي لغة القرآن الكريم) أعتمدوا على المفسرين والفقهاء المجتهدين العرب.. والذين تقع عليهم مسؤولية نشر وترجمة وتفسير القرآن الكريم بأمانة وصدق... ودونما مغالاة أو تحريف للكلم عن مواضعه... أو تزوير للحقائق إرضاءا للملك غير الشرعي الطاغية!!! أو أي نوع من أنواع التشدد أو التعسير والتنفير أو التكفير أو الإقصاء!!! لأن ديننا الحنيف قائم أساسا على الرحمة وعلى التبشير والتيسير والوسطية والأسباب والحقائق التي يجب أن يستوعبها الناس على إختلاف ألسنتهم وألوانهم وثقافاتهم... وان الأمم والشعوب لا يمكن أن تنهض أو تتطوَر إلا بالقلم وبالعلم والتعليم والثقافة والإطلاع، وكل ذلك لا يتم إلا بالقراءة والكتابة والإطلاع في شتى مناحي الحياة وفي علوم الله جل جلاله في السماوات والأرض وفي خلق الإنسان. وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً {114} طه لقد وجدت من خلال أصل كل التشريعات العلمية والفقهية والأحكام والأصول (القرآن الكريم) العديد من التصنيفات المبينة بوضوح لمعنى ومفهوم كلمة (اُميون) والأصل فيها من (الاُمة .. الميم فيها مدغمة من اُممة)، وبحكم ان رسولنا ونبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) اُرسل رحمة للعالمين ولكل الاُمم (أممي)، فقد تصنفت شرائح المجتمعات والشعوب من خلال القرآن الكريم إلى أُمم أهل الكتاب من اُمم اليهود والنصارى وأمم الأعراب ومن حولهم... بالإضافة إلى أمم الجن... والأميون الآخرون في الأرض ممن لم تنزل عليهم رسالة سماوية... وكلف الله جل جلاله رسولنا ونبينا الأممي محمد (صلى الله عليه وسلم) لتكون رسالته هي رحمة لكل الأمم... دونما إستثناء (وهذه هي معجزته) وهي مصدقة لرسالات سماوية (التوراة والإنجيل)، ورسالته كاملة شاملة لهم كتصديق، ولباقي الأمم في الأرض والتي لم تنزل لهم رسالات توحيدية سماوية. لقوله تعالى: فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ {20} آل عمران
أما باقى شعوب الأمم في الأرض (العالم) والتي لم تصلها الرسالات السماوية, ولم يصلهم رسل أو أنبياء، فهم قد عُرفوا بالأميين... وجاء ربط كلمة الأميين بالجهل نتيجة جهل هؤلاء الأميين (من الأمم) بالرسالات السماوية من الله جل جلاله والتي لم تصلهم من خلال رسل أو أنبياء، ولهذا جاء التبليغ الإسلامي إلى هؤلاء الذين جهلوا برسالة الإسلام والتوحيد لله جل جلاله حينما كانوا حينها يعبدون ملوكهم والأصنام والأوثان... والذين لا يعلمون الكتاب (كتب الله جل جلاله التوحيدية السماوية) إلا أماني وانهم إلا يظنون!!! أما ما يخص الرسول والنبى الأمي (الأممي) فهو ليس من الجاهلين (بالرسالات التوحيدية السماوية) في شيء، لأنه رسول نبي جاء برسالة سماوية توحيدية رحمة وبشيرا ونذيرا لكل الأمم من الجن والإنس... فكيف جعلناه أُميا جاهلا؟؟؟ وهو جاء رسولا معلما؟؟؟ وهو الرسول وهو النبي الذي أوصانا بطلب العلم والمعارف في شتى المجالات والعلوم.. إمتثالا لإوامر ربه الأعلى.. وكان هو لنا اُسوةٌ وقدوةٌ حسنة!!! لقوله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ {9} الزمر لقد وصف الله جل جلاله الرُسُل والأنبياء في كتابه العزيز بأولي العلم وأولي العزم... ويشهد الله بذلك... فكيف نحن جهلناهم بجهلنا؟؟؟ وأشد كُفرنا ونفاقنا؟؟؟ لقوله تعالى: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُوْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {18} آل عمران أنظروا إلى صورة بلاغية أخرى توضح لنا معنى كلمة (أُمي)... قوله تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {158} الأعراف والآية هنا واضحة تماما من خلال أمر الله جل جلاله الى رسوله.. بأن ينادي في الناس بأنه رسول الله اليهم جميعا ... أي أنه بُعث رسولا للناس (للأمم من الإنس) جميعا دونما إستثناء... بما فيهم أمم اليهود والنصارى ... وكل من في الأرض جميعا.. هم من أُمة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، ليبلغ رسالة ربه الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو (رسالة الإسلام والتوحيد لله) والذي يحيي ويميت... ويدعونا الله في محكم آياته الى الإيمان بالله ورسوله النبي الذي اُرسل للناس جميعا (الأُممي). وقوله تعالى: الذين يتبعون الرسول النبى الاُمى الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه وأتبعوا النور الذى اُنزل معه أولئك هم المفلحون {157} الأعراف وأنظروا للوضوح في بداية الآية.. الذين يتبعون من أمم (اليهود والنصارى) الرسول (للأمة) – النبي (للأمة) – الأمي (للأمة)، وهي ثلاث صور بلاغية لمفهوم أنه اُرسل نبيا للأُمم ( رحمة للعالمين وبشيرا ونذيرا )... وهنا تأتى المعجزة
لقد وجدت من خلال القرآن الكريم ومعاجم اللغة ما يؤكد بأن كلمة (أمي) هى مشتقة من كلمة (اُمة) وهي تعني (اُممي بلغة اليوم – الميم فيها مدغمة) ... وليس كما عُلمنا في أديان المذاهب السُنية والشيعية جهلا وبلادة وتسفيها بأن رسول الرحمة البشير النذير للأمم ( الأُمَي ) تعني إنه كان جاهلا للقراءة والكتابة !!! مفهوم ( الأُمَي والأميون ) في القرآن الكريم
إن المهمة في توصيل الرسول محمد ( صلوات الله عليه ) رسالة الله جل جلاله التوحيدية السماوية، هي مهمة ليست هينة (كما يستهين بها البعض) فهي رسالة سماوية أساسها يقوم على الأسباب والعلم والحُجة مع علماء آخرين سبقوه برسالات توحيدية سماوية قبل نزول القرآن الكريم بقرون عديدة ( كالتوراة والزبور والإنجيل)، وهو يجادلهم الحُجة بالحُجة.. وبالأسباب العلمية والتي تدحض إفتراءات وأباطيل ممن قاوموا وأنكروا وكفروا بالرسالة المنزلة إليه من ربه (القرآن الكريم), بحيث يستحيل أن يحدث كل ذلك وهو جاهل للقراءة والكتابة... ويكون لنا قدوة وأسوة حسنة!!! وما لم يكن خير قومه علما ولغة وبلاغة وخلقا وصدقا وأمانة.. ولما وثق به كثيرٌ من الناس ومن أصحابه وصدقوه وجاهدوا في الله حق جهاده ولنصرة دينه... بحيث لا يمكن إغفال ان رسالة الإسلام التي اُنزلت على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) قد جاءت كآخر الرسالات التوحيدية السماوية!!! وقد سبقتها رسالات توحيدية سماوية (كالتوراة والإنجيل والزبور) ولهم علماؤهم (من الأحبار والقسيسين والرُهبان – علماء اليهود والنصارى) ليحاججوا بها، ومنهم من يؤمن بالغيب ورسالة الله التوحيدية السماوية (الراسخون بالعلم)، ومنهم من ينكر ويكفر ويكذب... كحال الرسالات السماوية القائمة على الإيمان والغيب!!!
وواضح تماما بأن سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) قد أصطدم كثيرا بالمبطلين والمرتابين والذين كفروا من زُعماء وسادة وكُفار قُريش برسالة الله جل جلاله إليه، حينما جاء القرآن الكريم ليأمرهم لتوحيد وعبادة الله والإستعانة والتوكل على الله جل جلاله, وليتركوا عبادة الأصنام ولتقربهم إلى الله زُلفا !!! ولم يكن الله ليصطفيه على العالمين برسالة سماوية بهذه العلوم العظيمة الإعجازية وعلوم البلاغة... ما تؤكد عدم قدرة البشر ولو أجتمعوا ليأتوا بسورة من مثله، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا... ويكون سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) أسوة وعبرة حسنة لنا... وتظهر المعجزه والتمَيز في كونه الرسول النبي الوحيد بين جميع الرُسُل والأنبياء الذي اُرسل اُميا (اُمميا) لجميع الأمم من الجن والإنس.. واُرسل كافة للناس رحمة وبشيرا ونذيرا... (وهذه معجزة الله إليه). لقوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ {107} قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ {108} الأنبياء (والعالمين .. هم جميع الأمم من الجن والإنس في السماوات والأرض) كما جاء في الآية أعلاه (107). ولا تقوم الأمم من الشعوب والمجتمعات ولا ترقى ولا تتحضر ولا تنمو إلا بالعلم (بالقلم) وبالقراءة والكتابة، وهو المقياس لحضارة المجتمعات والشعوب، وبالضرورة فرسولنا ونبينا هو اُسوة وقدوة حسنة لنا بعلمه. فهل يُعقل هذا الإدعاء الباطل بأن الرسول والنبي المبعوث لكل الأمم ورحمة للعالمين وبشيرا ونذيرا، لا يفقه القراءة والكتابة؟؟؟ وقد علم الله جل جلاله بالقلم... علم الإنسان ما لم يعلم؟؟؟ والسؤال هنا هل يكون للامم قدوة وأسوة حسنة؟؟؟ رسول جاهل !!! كما يدعي المبطلون الجاهلون؟؟ بأن نكون جهلة لا نفقه القراءة والكتابة؟؟؟ والاُمم لا تقوم إلا بالعلم (بالقلم)؟؟؟ وهذا ما غلب (للأسف الشديد) على اُمة سيدنا محمد من أُمة الأعراب والمسلمين اليوم... (نتيجة للتفسيرات الخاطئة وتحريف الكلم عن مواضعه) والتي لا تخدم إلا الحكام أو الملوك والسلاطين والأمراء والمشايخ المعنيين بتجهيل وتضليل الشعوب... وجعلهم يعيشون في حالة تخلُف وغيبوبة وليعبثوا بهم كما يشاؤون!!! وكما هو حالنا اليوم ؟؟ ولم يقتصر الأمر على ذلك.. كون كل الأمم المحيطة بجزيرة العرب أعتمدوا فى معتقداتهم.. على أُصول الفقه الإسلامي من اللغة العربية (وهي لغة القرآن الكريم) أعتمدوا على المفسرين والفقهاء المجتهدين العرب.. والذين تقع عليهم مسؤولية نشر وترجمة وتفسير القرآن الكريم بأمانة وصدق... ودونما مغالاة أو تحريف للكلم عن مواضعه... أو تزوير للحقائق إرضاءا للملك غير الشرعي الطاغية!!! أو أي نوع من أنواع التشدد أو التعسير والتنفير أو التكفير أو الإقصاء!!! لأن ديننا الحنيف قائم أساسا على الرحمة وعلى التبشير والتيسير والوسطية والأسباب والحقائق التي يجب أن يستوعبها الناس على إختلاف ألسنتهم وألوانهم وثقافاتهم... وان الأمم والشعوب لا يمكن أن تنهض أو تتطوَر إلا بالقلم وبالعلم والتعليم والثقافة والإطلاع، وكل ذلك لا يتم إلا بالقراءة والكتابة والإطلاع في شتى مناحي الحياة وفي علوم الله جل جلاله في السماوات والأرض وفي خلق الإنسان. وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً {114} طه لقد وجدت من خلال أصل كل التشريعات العلمية والفقهية والأحكام والأصول (القرآن الكريم) العديد من التصنيفات المبينة بوضوح لمعنى ومفهوم كلمة (اُميون) والأصل فيها من (الاُمة .. الميم فيها مدغمة من اُممة)، وبحكم ان رسولنا ونبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) اُرسل رحمة للعالمين ولكل الاُمم (أممي)، فقد تصنفت شرائح المجتمعات والشعوب من خلال القرآن الكريم إلى أُمم أهل الكتاب من اُمم اليهود والنصارى وأمم الأعراب ومن حولهم... بالإضافة إلى أمم الجن... والأميون الآخرون في الأرض ممن لم تنزل عليهم رسالة سماوية... وكلف الله جل جلاله رسولنا ونبينا الأممي محمد (صلى الله عليه وسلم) لتكون رسالته هي رحمة لكل الأمم... دونما إستثناء (وهذه هي معجزته) وهي مصدقة لرسالات سماوية (التوراة والإنجيل)، ورسالته كاملة شاملة لهم كتصديق، ولباقي الأمم في الأرض والتي لم تنزل لهم رسالات توحيدية سماوية. لقوله تعالى: فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ {20} آل عمران
أما باقى شعوب الأمم في الأرض (العالم) والتي لم تصلها الرسالات السماوية, ولم يصلهم رسل أو أنبياء، فهم قد عُرفوا بالأميين... وجاء ربط كلمة الأميين بالجهل نتيجة جهل هؤلاء الأميين (من الأمم) بالرسالات السماوية من الله جل جلاله والتي لم تصلهم من خلال رسل أو أنبياء، ولهذا جاء التبليغ الإسلامي إلى هؤلاء الذين جهلوا برسالة الإسلام والتوحيد لله جل جلاله حينما كانوا حينها يعبدون ملوكهم والأصنام والأوثان... والذين لا يعلمون الكتاب (كتب الله جل جلاله التوحيدية السماوية) إلا أماني وانهم إلا يظنون!!! أما ما يخص الرسول والنبى الأمي (الأممي) فهو ليس من الجاهلين (بالرسالات التوحيدية السماوية) في شيء، لأنه رسول نبي جاء برسالة سماوية توحيدية رحمة وبشيرا ونذيرا لكل الأمم من الجن والإنس... فكيف جعلناه أُميا جاهلا؟؟؟ وهو جاء رسولا معلما؟؟؟ وهو الرسول وهو النبي الذي أوصانا بطلب العلم والمعارف في شتى المجالات والعلوم.. إمتثالا لإوامر ربه الأعلى.. وكان هو لنا اُسوةٌ وقدوةٌ حسنة!!! لقوله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ {9} الزمر لقد وصف الله جل جلاله الرُسُل والأنبياء في كتابه العزيز بأولي العلم وأولي العزم... ويشهد الله بذلك... فكيف نحن جهلناهم بجهلنا؟؟؟ وأشد كُفرنا ونفاقنا؟؟؟ لقوله تعالى: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُوْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {18} آل عمران أنظروا إلى صورة بلاغية أخرى توضح لنا معنى كلمة (أُمي)... قوله تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {158} الأعراف والآية هنا واضحة تماما من خلال أمر الله جل جلاله الى رسوله.. بأن ينادي في الناس بأنه رسول الله اليهم جميعا ... أي أنه بُعث رسولا للناس (للأمم من الإنس) جميعا دونما إستثناء... بما فيهم أمم اليهود والنصارى ... وكل من في الأرض جميعا.. هم من أُمة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، ليبلغ رسالة ربه الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو (رسالة الإسلام والتوحيد لله) والذي يحيي ويميت... ويدعونا الله في محكم آياته الى الإيمان بالله ورسوله النبي الذي اُرسل للناس جميعا (الأُممي). وقوله تعالى: الذين يتبعون الرسول النبى الاُمى الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه وأتبعوا النور الذى اُنزل معه أولئك هم المفلحون {157} الأعراف وأنظروا للوضوح في بداية الآية.. الذين يتبعون من أمم (اليهود والنصارى) الرسول (للأمة) – النبي (للأمة) – الأمي (للأمة)، وهي ثلاث صور بلاغية لمفهوم أنه اُرسل نبيا للأُمم ( رحمة للعالمين وبشيرا ونذيرا )... وهنا تأتى المعجزة
لقد وجدت من خلال القرآن الكريم ومعاجم اللغة ما يؤكد بأن كلمة (أمي) هى مشتقة من كلمة (اُمة) وهي تعني (اُممي بلغة اليوم – الميم فيها مدغمة) ... وليس كما عُلمنا في أديان المذاهب السُنية والشيعية جهلا وبلادة وتسفيها بأن رسول الرحمة البشير النذير للأمم ( الأُمَي ) تعني إنه كان جاهلا للقراءة والكتابة !!!
#أنيس_محمد_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البُخاري ومسلم والكافي ... أعتى أعداء الله في الأرض...
-
المغضوب عليهم والضالين ... ليسوا اليهود والنصارى كما عُلمنا
...
-
11/9/2001 صناعة أمريكية موسادية ... بأدوات وعمالات عربية آل
...
-
التعظيم للرُسل والأنبياء
-
كتاب مفتوح إلى الأخ / علي عبدالله صالح ... رئيس الجمهورية ال
...
-
مفهوم الدَين في القرآن الكريم ... ومحمد حجازي لم يرتد عن دين
...
-
كتاب مفتوح إلى الأخ / علي عبدالله صالح ... رئيس الجمهورية ال
...
-
كتاب مفتوح إلى الأخ / علي عبدالله صالح ... رئيس الجمهورية ال
...
-
كتاب مفتوح إلى الأخ / علي عبدالله صالح ... رئيس الجمهورية ال
...
-
صاحب الجلالة الملك / السلطان المُعظَم !!! صاحب السمو الأمير
...
-
الحرَم المكي الشريف والحرم القدسي الشريف
-
أليس أنظمة الممالك والسلاطين والأمراء والمشايخ هم من يحضرون
...
-
حوار الأديان والحضارات أم حوار بين العلم الحضاري والجهل المت
...
-
وأنفصلت مساجد العبادة بين أصحاب الجماعات والأحزاب والمذاهب و
...
-
مسلموا المذاهب السُنية والشيعية ... باطلين وغير شرعيين !!!
-
الإسلام لوجه الله وإرتباطه بواقع الأُسر الحاكمة والإسلام الس
...
-
العراق مصيره معروف سلفا
-
علماء المسلمين هُم !!! أم مشرعوا ومنافقوا الأُسر الحاكمة الب
...
-
آل سعود ... قتلوا الزعيمين الشهيدين الراحلين جمال عبد الناصر
...
-
كُتُب تفسير القرآن ... أكل منها الزمن وشرب !!!
المزيد.....
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|