عمر أبو رصاع
الحوار المتمدن-العدد: 2064 - 2007 / 10 / 10 - 07:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
آخر ما كان يخطر في بالي هو ما حدث لصديقي هذا ، الحقيقة بين الضحك و البكاء مساحة مشتركة ربما هي التعبير الأدق عن الانفعال الذي اصابني .
المهم يا سادة يا كرام أن صديق لي لا يصوم رمضان كما يصومه أغلب الناس في بلادنا لكن ليست هذه قضيتنا ، قضيتنا أن الشرطة ألقت القبض عليه متلبساً و بالمجرم المشهود و هو يدخن سيجارته في سيارته ماراً في أحد الشوارع!
اتصل صديقي بي مرعوباً و عندما قال مستنجداً : إلحقني الشرطة تحتجزني إلى ما بعد العيد لأنهم امسكوا بي مفطراً.
انفجرت ضاحكاً و بكل امانة للوهلة الأولى ظننتها نكتة ، إلا ان صاحبنا لم يكن يقول إلا الحق! فالتعليمات المشددة من وزارة الداخلية الامساك بأي مفطر في رمضان و ايداعه في السجن إلى ما بعد العيد حيث يتم فرض الصيام عليه بالقوة !!!
طبعاً حتى هذه اللحظة انا لا افهم ما هذا بالضبط ؟ و بأي حق و وفقاً لأي قانون ؟!
الدستور يكفل للجميع الحرية و صحيح ان الأغلبية صائمة إلا ان هذا لا يعني الاعتداء على حق الأقلية غير الصائمة و منعها من ممارسة حريتها ، اما ان يفرض الصيام كمظهر عام بالقوة فهذا امر على حد ثقافتي المسكينة الفقيرة و المتواضعة جداً في زمن الاكتشافات القرآنية الخطيرة و العلم الذي لا يكيل بالباذنجان على رأي عادل امام فأمر حتى يختلف مع حرية العقيدة التي قررها الدستور ايضاً و بعض المتدينين كذلك يقولون ان الدين يعزز حرية العقيدة كما يفهمون الدين ، اما التبرير المر الآخر فهو احترام حقوق الصائمين ، و الحقيقة هو عذر اقبح من ذنب فما افهمه انا من احترام حق انسان في ان يمارس عبادته هو ان لا تتعرض له فيها و تمنعه منها فهل منع من يفطر الصائم من ممارسة حريته في العبادة؟! ام ان العكس هنا هو الصحيح اي الاكثرية الصائمة تفرض بالقوة الصيام كمظهر عام على الاقلية المفطرة و بالتالي تصادر حقها و تعتدي على حريتها؟
ايه يا حرية!
#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟