عبد العالي الحراك
الحوار المتمدن-العدد: 2064 - 2007 / 10 / 10 - 08:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم تظهر بعد في العراق الشخصية القيادية الوطنية الكارزماتية , التي تستقطب حولها الشعب , وتمده باسباب الوعي الوطني . بل ظهرت على السطح بعد السقوط , قيادات دينية طائفية وقيادات اثنية وقومية وعشائرية قفزت الى السياسة في غفلة من امر السياسيين الوطنيين . أي ان الشعب عاد الى الخلف كثيرا وتشظى الى اصغر حلقاته الاجتماعية . رغم ان المرحلة الحالية تعتبر مرحلة تحرر وطني لأن البلاد محتلة واعظم من هذا ان الغيت الدولة. واصبح توحيد القوى جميعها ضرورة قائمة من اجل التحرر الوطني وتحقيق الاستقلال والسيادة الوطنية التي لم ينتبه اليها أي من القادة السياسيين. وهي من مهام وواجبات القائد السياسي الوطني الكارزماتي. لم تظهر القيادة الوطنية الحقيقية بسبب وجود الامريكان وتسهيلهم امر الوصول الى السلطة لقيادات الاسلام السياس ؟ ام ان وجودهم يجب ان يساعد على ظهور تلك القيادة الوطنية الشعبية لتقاومهم وتحرر البلاد من احتلالهم المقيت؟ . أي من القادة الحاليين يمكنه ان يكون قائدا كاريزماتيا لو انه اتصف بصفات المواطن المخلص للعراق اولا وانتفض على نفسه ومبادئه القبلية و القومية والدينية المذهبية . فكان يمكن للرئيس جلال الطالباني ان يكون قائدا وطنيا للعراق يسخر كرديته لعراقيته , دون ان يتنازل عن حقوق قوميته الكردية ويؤجج الروح الوطنية العامة لدى جميع العراقيين . فلحبوه جميعا ولأنتعش الشعب بعربه واكراده وجميع قومياته الاخرى , ولأجل مطاليبه القومية الى وقت الاستقلال والصفاء الوطني , ولكنه ومع الاسف الشديد رغم تعقله ورزانته , ظل هادئا باردا لم يحرك ساكنا ولم يطالب الامريكان بضرورة القيام بواجباتهم الا مستحيا وخجولا , ويريد ان يستأذن رئيس الوزراء السابق الجعفري في امر من الامور الرسمية حسب الصلاحيات , وراح يطالب بتوسيع هذه الصلاحيات. بينما صلاحيته الكبيرة لا تحتاج الى استئذان او قانون برلمان بل هي صلاحية القائد السياسي الوطني الذي عليه تقع مسؤؤلية بناء الدولة من خلال توحيد الشعب وبث الروح الوطنية التوحيدية لا الروح الطائفية والقومية . انا لا اقول عنه انه طائفي او قومي عنصري , ولكنه لم يعط للوطنية العامة بما يتناسب وحجمه الوطني وحنكته السياسية. وايضا البرزاني فاتته فرصة سياسية كبيرة فهو سياسي مقبول وكان بأمكانه ان يخلق مصالحة وطنية شاملة وليس فقط على المستوى الكردي , وهو في ذلك لا يجب ان يستأذن الطائفيون فيها بل من واجباته الانسانية والوطنية ان ينقذ بلدا وشعبا بكامله , وهو يعرف جيدا كيف ان الشعب العراقي عموما يحب الاكراد ويقدر عاليا عائلة البارازاني وكيف استقبل والده في جنوب العراق عندما عاد من الاتحاد السوفيتي , ايام حكم الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم .. لقد خذل البرزاني الشعب العراقي ولم يعطه شيئا من جهده الذي انحصر في سبيل الاكراد فقط وهذا ضيق افق في السياسة وعدم تجاوز للحدود القومية في وقت يفترض ان تخلص الشعب من الروح القومية الشوفينية العربية وحاجتنا الى قائد كارزماتي وطني يجمعنا جميعا حتى ينهض فينا الحب الحقيقي لبعضنا البعض ونعوض عن تلك العهود عهود القهر والظلم والاستبداد . فلا عربي كان مرتاحا كما لاكردي ولا تركماني ايضا .. مع الاسف الشديد ضغطوا احجامهم السياسية وقلصوا قدراتهم وغطوا ابصارهم بنظارات رمادية وتركوا الشعب العراقي لوحده .. انا لا اعتب ولا اطلب من قادة الاسلام السياسي شيئا فقد اعمتهم الطائفية عن رؤية انفسهم ورؤية حتى ابناء طوائفهم المقربين اليهم وفي احزابهم , فهؤلاء السجناء السياسيين وعوائل الشهداء يأنون ويبكون من شدة وطئة الماضي وثقل الحاضرعليهم ... لقد انشغلوا بالسلطة واغراآتها... اتحدوا وتحالفوا طائفيا وتنافسوا في داخل الطائفة الواحدة على المناصب والكراسي.. فأثار بعضهم النعرات الطائفية بوعيه وبغير وعيه وهدد الاخر بحرب اهلية تحرق الاخضر واليابس وافقدوا الشعب فرصة التحابب والتأخي.. فهل ممكن ان يكون الجعفري قائدا وطنيا كارزماتيا وقد ملئه الغرور الشخصي دون اساس ودون مبرر وانشغل بأمور لا يعرف الشعب ماهي وهو الذي قال عبر اجهزة الاعلام ( ليس لدي وقت اضيعه كي التقي برئيس الجمهورية لحل المشاكل الموجودة بيننا) هل يتصور عاقل بان رئيس وزراء العراق وفي هذا الظرف الصعب ليس لديه الوقت الكافي ليلتقي برئس جمهوريته وهو حليفه وشريكه السياسي؟؟ في وقت يجب ان يتواجدا في غرفة عمليات واحدة او حتى في مكتب واحد .. انه قمة غرور الجهلاء, وداء عظمة فارغة ليس مثله داء . فكيف اطلب او ارجو من شخص هكذا ان يقود العراق الى بر الامان؟ وفعلا فقد وضعوا الشعب والبلاد في فوهة مدفع .. وكان الشعب يأمل خيرا بالمالكي بسبب شدة الاحباط من الجعفري الذي اخر تشكيل حكومة جديدة اكثر من الفترة التي حكم فيها العراق بالغرور والعنجهية وقد فاق صدام بمشيتهه التبحترية وهو سليل الامام علي كما يدعي الذي اهلكوا الشعب بالحديث عن تواضعه وبساطته وخبز الشعير طعامه .. ولكن المالكي ظل مقيد بحزبه وثقافته الطائفية ولو اقل هونا من عقلية الجعفري , ولكن الاثنين في الهوى سوى . لا ابدا والف لا ان يكون في يوم من الايام زعيما وطنيا ذلك الدليمي عدنان الذي تفوح رائحته طائفية مقيتة ,على بعد كيلومترات وتعبر تقاسيم وجهه وتعرجات جبهته واحمرار عينيه وحركات اطرافه الباركنسونية عن حقد وكره لغيره ايا كان خارج طائفته.. فاي نوعية سياسية جعلت منه ان يقترب من السياسة , لولا الطائفة والطائفية.. تراه غير مرتاح حتى عندما يتفق اعضاء البرلمان على امر بسيط ويصوت بالموافقة معهم .. لا لا يا عراق لا يا عراقيين ليست هكذا السياسة وليس هكذا يتحرر العراق .. اما طارق الهاشمي فهو يحمل افكار حركة سياسية مذهبية خالصة لن يقدر مهما سعى ان يكون بمستوى القائد الوطني بل اشك بقدرته على الانسجام داخل حزبه, فهو وكما يبدو عسكري التربية , ديني مذهبي الثقافة , استبدادي التطلع.. كان بأمكان الدكتور اياد علاوي ان يفلح بشخصية قيادية وطنية لو ان ثقافته العامة والسياسية قد اتسعت ولو ان ارتباطه بامريكا قد زال او خف بناءا على المواقف الوطنية الواجب اتخاذها خاصة في الظروف الصعبة حيث كان بأمكانه ان يعتمد على الشعب وليس على امريكا. فأخطاء سياسية كبيرة قد اقترف , افقدته فرصة الشعبية وفرصة انجاح تحالف وطني ديمقراطي مع مخلصين اخرين وهم كثر لو تآلفوا وتحالفوا. الساحة فارغة الآن من القائد الوطني او القيادة الوطنية الشعبية المقبولة, بل انها ساحة ممتلئة بما يقزز الانوف... الا بمعجزة او اعجوبة , وهذا عصر ليس فيه معجزات ان يثور واحد من هؤلاء على نفسه ومبدئه وعشيرته وطائفته ويصبح وطنيا كنزه الشعب وليس الطائفة. هذا تمني وليس في السياسة عاطفة او تمني.. الاقرب الى العقل والتطبيق ان يثورالشعب ويخرج من بينه قائد .
#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟