حاجي سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 2063 - 2007 / 10 / 9 - 12:06
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
نظرا لاهتمامنا وحرصنا الشديد على قضية شعبنا الكوردي في سورية و ادراكا منا ان التحولات
السياسية والاحداث المتسارعة التي يتعرض لها الشرق الاوسط عامة ووطننا سوريا خاصة وما تحمله هذه التحولات والاحداث من استحقاقات كثيرة لقوى المعارضة في الخارج كان لابد من مناقشتها وتشخيصها ووضعها في سياقاتها الموضوعية لهذا حملنا نحن شباب اكراد مستقلين - بعضا من الهموم والقضايا الوطنية الى المؤتمر الثاني لجبهة الخلاص الوطني الذي انعقد في برلين ما بين 16-17من شهر ايلول 2007م
على امل ان نضع هذه القضايا ,والمسائل,والمشاكل على طاولة البحث والنقاش , والتصدي لها بروح المسؤولية الوطنية وهي :
1- العمل من اجل الوصول الى أتفاق بين الفرقاء المشاركين في المؤتمر على - برنامج سياسي يحمل تطلعات وفق القوى الفاعلة على ارض الواقع في داخل الوطن بحيث يكون هذا البرنامج معبرا, ومجسدا للتنوع القومي والطائفي في سورية
2 - صياغة دستور جديد لسورية المستقبل وفق المعايير الدولية وحقوق الانسان على اساس ومبادئ الديمقراطية بحيث يضمن للجميع حقوقهم ومطاليبهم
3- الاتفاق على اسلوب التغيير وفق مصلحة الشعب السوري , مع مراعاة الخصوصية الكوردية في مناطقهم .
4 - الاستفادة من الظروف الدولية والقوىالخارجية الرافضة لسياسة النظام السوري الاستبدادي الفاسد لإيجاد البديل الديمقراطي المناسب .
5- العمل من أجل تثبيت مفهوم " المواطنة " ليكون الوطن الحاضن الاساسي لجميع مكونات الشعب السوري وعل كافة الصعد .
6- الإعتراف الصريح والواضح بأن الجمهورية السورية تتكون من قوميتين اساسيتين وهما العربية , والكوردية واقليات قومية أخرى , وللشعب الكوردي الحق الكامل في ممارسة حقوقه السياسية , والاجتماعية , والثقافية ضمن الإطر الديمقراطية ووحدة البلاد .
ولكننا نحن المجموعة الكوردية تفاجئنا اثناء مجريات المؤتمرلناحيتين :
الاولى -الاسقاط المتعمد للقضية الكوردية , من التقرير السياسي للجبهة
حيث خلت التقرير السياسي للجبهة من كلمة الكورد وقضيتهم العادلة بشكل متعمد وكأن ليس هناك في سورية شعب بهذا الاسم شركاء في الوطن والمصير مع الشعب العربي والذي كان من الواجب اعطاء هذه القضية حقها الطبيعي كونها المكون والشريك الاساسي الثاني للوطن السوري ونرى بانه من غير المعقول نسيان هذه القضية دون غيرها مما شككنا في الامر؟؟ وكذلك كلمة السيد عبدالحليم خدام خلت من موضوع القضية الكوردية والذي كان من المفروض ان يتطرق إليها كونها من اعقد القضايا في سورية لأن طرح اي برنامج للحل دونها سيكون ناقصا وغير موفقا بكل المقاييس بل سيزيد من دوامة التعقيد في الوطن ؟؟ واكتملت المصيبة في خطاب السيد علي صدر الدين البيانوني الداعي الى تـأجيل البت في الاجندات الخاصة, لما لها من تأثيرات جانبية قد تضر بعملية تطوير الجبهة فهذه النقاط الثلاثة زادنا ريبا في مصداقية المؤتمرين في اتباعهم لاسس الديمقراطية والاعتراف بالاخر
وحتى اثناء النقاشات لم يفسح المجال الكافي لمن كان يريد أن يدلي برأيه , اووجهة نظره بخصوص القضية الكوردية
فكانت الاراء تأتي مبتسرة , ضعيفة غير معبرة , وبدت وكأن المسألة قد حسمت مسبقا ومن خلف الكواليس , ولاداعي لاي نقاش داخل المؤتمر , وكما لوحظ حتى تلك النقاشات القصيرة التي حدثت لم تأخذ بمحمل الجد من قبل إدارة المؤتمر, مادفع بنا الى رفع صوتنا مطالبة إدارة المؤتمر بذكر القضية الكوردية واعطائها بما تستحق من الحقوق المشروعة وضرورة تثبيتها ,والوقوف عليها كبند ريئسي من بنود المؤتمر, الأمر الذي ادى الى توتير الاجواء واحتقانها من قبل اغلبية مندوبي المؤتمر وكاد الامر بان تصبح كلمة الكرد شبه ممنوعة في المؤتمرلولا تضامن بعض الاصوات المتعاطفة مع قضيتنا العادلة الى جانبنا في قاعة المؤتمر
,نعم كانت الاجواء مشحونة ومتوترة حيث كانت الانياب مكشرة وجاهزة للهجوم على كل من يطرح موضوع القضية الكوردية في المؤتمر وكأن هؤلاء قادمين الى المؤتمر فقط لمنع اجراء اي نقاش حول هذه القضية كاشفين عن حقدهم الدفين متأسفين ضمنا على ما حقق في العراق من الفيدرالية وما اكتسبه الشعب الكوردي من مكتسبات ؟؟
وأيماننا المطلق بعدالة قضيتنا وارتباطها الوثيق باي تغير قد تحصل في المنطقة وبفهمنا العميق لقراءة اوضاع المنطقة كان لا بد من توضيح هذه القضية والتي لايمكن تجاوزها باي شكل من الاشكال من قبل المؤتمرين في ورقة مستقلة منفصلة بخصوص الحقوق القومية المشروعة لشعبنا الكوردي , و أقرار ذلك في الدستور السوري المقبل ضمن وحدة البلاد
لثانية: ـ التركيزالواضح من قبل معظم أطراف الجبهة بأن التغيير يجب أن يكون وطنيآ داخليآ غير مرهون بتدخل خارجي . . مع العلم أننا ندرك ونعلم أن التغييرات التي حصلت على أكثر من صعيد في منطقة الشرق الأوسط منذ القرن الماضي وحتى يوم الناس هذا كانت تتم بالتنسيق والدعم والتعاون مع أطراف خارجية في السر والعلن ، وأما أن نأتي اليوم في ظل العلانية ، والشفافية لنضلل شعبنا السوري البائس والمغيب عن ساحة الفعل لعقود عديدة على طريقة تسلطية مغايرة مما تتطلبه اسس الشفافية والانفتاح فهو ضحك على اللحى ، وهروب من الوقائع والمستجدات المحيطة ، وبالتالي فإن الحقائق لن تلبث أن تظهر ، والماء سيكذب الغطاس حتمآ
ولهذا كان من الضرورة بمكان توجيه الدعوة إلى جميع الدول والقوى الرافضة للنظام القمعي في سورية والمؤسسات والمنظمات الديمقراطية والمهتمة بحقوق الإنسان في العالم بالوقوف إلى جانب الشعب السوري ومساندته ليتمكن من تغيير النظام الإستبدادي الفاسد في سوريا ، والإتيان بالبديل الوطني الديمقراطي . لأن الشعب السوري بوضعه الراهن لن يستطيع مهما أوتي من قوة ، وعزم ، وشكيمة مواجهة نظام دموي غارق حتى شحمة أذنيه في غابة من الأسلحة الفتاكة الموجهة أصلآ إلى الداخل ، مالم يكن هناك تأييد ودعم ومساندة على كافة الصعد لتحقيق هذا الهدف النبيل .
وقد أختتم المؤتمر من دون اشباع ما كنا نحمله من افكار واقتراحات، وإن أعطوا مجالآ ففي جو مشحون بالتوت والعداء ، وقد شعر كل واحد من المجموعة الكوردية أنه لاتزال ـ ورغم كل شيء ـ ثمة أساليب تسلطية تدور في العلن والخفاء لبث الإرهاب الفكري ، والإسكات القسري . ومازاد الطين بلة مساهمة السيد صلاح بدرالدين بسكوته المريب حول ما جرى من المناقشات الحادة بهذا الخصوص ، وعلى حسب المثل القائل -السكوت علامة الرضى -وصمته اعطى دفعا لهؤلاء...... ؟؟ وكما كان لاقتراحات السيد هيبت محمود التأثير الاقسى علينا واستقبل من قبل المؤتمرين بتصفيق حار حينما اقترح على المؤتمرين موقفه بعدم طرح الموضوع الكوردي تحت عنوان القضية الكوردية وانما طرحه باسم المسالة الكوردية وكذلك الحقوق المفقودة بدلا من الحقوق القومية للشعب الكوردي وايضا موقفه التملقي حينما كنا ندافع عن قضيتنا ضد النزعات العنصرية في المؤتمرحيث كان النقاش في اشده فرأيناه استأذن من رئاسة المؤتمركي يدلي بموقفه فعلى الفور توقعنا بانه سيميل الى جانبنا في النقاش ولكن للاسف الشديد ؟؟ كان موقفه على الضد من ما توقعناه حيث قال ( انني أتأسف على الشباب الكورد والعرب على نقاشهم بهذا الاسلوب ) علما اننا المجموعة الكوردية كنا في موقع الدفاع عن قضيتنا من النعرات العنصرية والبعض من المؤتمرين كانوا في موقع الهجوم علينا ,وهذا ما اصعف موقفنا في المؤتمر
لهذا نعلنها على الملأ بأن العقلية العروبوية الإلغائية ، والإسلاموية السياسية لاتزال تعشش في أعماق الكثير من المعارضين السوريين . . تلك العقلية التي لاتستطيع ، ولن تستطيع أن تقبل بالآخر مهما كان هذا الآخر محقآ ومصيبآ وهذا الرأي غير معمم على جميع المؤتمرين .
لهذا لابد من القول : إن الحركة الكردية في سوريا ، والتي نجدها دومآ الحاضنة والأساس ، مدعوة اليوم إلى تجاوز خلافاتها التي لايعتد بها،وتضييق مساحات وعدد تنظيماتها لتكون صوتآ واحدآ ، ويدآ واحدة بهدف تثبيت أجندتها بجدارة بين المعارضة الوطنية والديمقراطية في الداخل رغم كل أصوات الحقد والنشاز من جهة ، واستقطاب كل السواقي الأخرى في الخارج لتكون قوة لها وسندآ .
.. لذا تتطلب من قوى المعارضة بمجملها في الخارج والداخل خطابا سياسيا واضحا و صريحا بشأن هذه النقاط التي ذكرناها, و أي عملية تقصير او الاستخفاف بهذه القضية العادلة وعدم اعطائها بما تستحق لا يمكن ألا أن تكون قصيرة المدى , وخيمة النتائج , عديمة الجدوى ,
ونؤكد للجميع بانه لابديل للحوار مهما طال الزمن ومهما اشتدت وتيرة العنصرية والشوفينية فالحوار ثم الحوار , وبالحوار يتحقق السلام والامن والاستقراروسيحصل الجميع على مطاليبهم وفق الاسس والمبادئ الديمقراطية حسب الواقع وما فيه شاءت العقول المريضة ام ابت
حاجي سليمان
حسين قاسم
عبدالرحمن ابراهيم ابو جاندا
#حاجي_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟