الضاري يخلع قناعه الأخير

طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 2063 - 2007 / 10 / 9 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

دعونا نلقي نظرة على هذا التصريح : " القاعدة ستبقى هي منا ونحن منها " ... هذا التصريح ليس لأسامة بن لادن ، وليس لأيمن الظواهري ، بل أنه لحارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين الذي قاله في مقابلة بثتها مؤخرا قناة الجزيرة القطرية وطالب فيه العراقيين الكف عن قتال تنظيم القاعدة .
نحن ، هنا لا نريد أن نحدد الجهة التي يقف بها الضاري ، إذ أن الرجل أعلن موقفه الصريح والواضح مرات عدة ، موقفه الاجرامي اتجاه الشعب العراقي ، لاسيما موقفه من تنظيم القاعدة ، لكننا هنا نريد أن نوضح صورة أخرى تتعلق بنتائج الموقف الجديد الذي اتخذه أبناء العشائر في مدن غرب العراق التي كانت الملاذ الآمن والحاضن لهذا التنظيم .
في بداية تأسيس مجلس صحوة عشائر الأنبار حاول حارث الضاري تشويه سمعة هذا المجلس حينما اتهم أعضاء المجلس بأنهم " قطاع طرق ولصوص " ، لكن محاولته هذه باءت بالفشل ، لاسيما بعد التفاف عشائر الأنبار حول الشهيد الشيخ عبد الستار أبو ريشة والشيخ حميد الهايس ليقاتلوا تنظيم القاعدة جنبا الى جنب مع القوات الحكومية .
لم يقتصر الأمر على عشائر الأنبار فقد شكلت عشائر محافظة صلاح الدين مجلس انقاذ ومثلها فعلت عشائر محافظتي نينوى وديالى ليصل الأمر الى أهالي مناطق بغداد الساخنة التي كانت القاعدة تسيطر عليها .
يبدو أن هذه المجالس اكتشفت حقيقة المؤامرة التي يتبناها حارث الضاري الذي كان قد حرم على أبنائهم التطوع في صفوف الجيش والشرطة بحجة عدم التعامل مع المحتل الأجنبي ، إذ أنه كان يريد لتنظيم القاعدة مواصلة السيطرة على مدن هذه المحافظات والانطلاق منها لتنفيذ مخططاتها الاجرامية ضد أبناء العراق .
ويبدو أيضا أن الضربات التي وجهها أبناء العشائر لعصابات تنظيم القاعدة خلال المدة الماضية كانت موجعة جدا ، ليس لتنظيم القاعدة حسب ، بل لمصالح الضاري نفسه مما أوصله الى حال يرثى له فقد فيه التركيز على تصريحاته ، بل فقد السيطرة للمحافظة على الأقنعة المزيفة التي تغطي وجهه ليعلن تحريم مقاتلة هذا التنظيم الاجرامي .
تصريح الضاري الأخير أفقده آخر أوراقه بالعراق ، إذ طالبت جبهة التوافق ، في تصريح صحافي نشر على موقعها ، طالبت حارث الضاري اعادة النظر في موقفه المتذبذب من تنظيم القاعدة محملة هذا الموقف مسؤولية دفع تنظيم القاعدة الى ارتكاب المزيد من الجرائم .

* مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا

#طارق_الحارس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات