أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر عبد زيد - نقد النقد ام نقد تهافتي؟














المزيد.....

نقد النقد ام نقد تهافتي؟


عامر عبد زيد

الحوار المتمدن-العدد: 2063 - 2007 / 10 / 9 - 11:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك ،أن العنوان يمثل عتبة ، ممكن أن يقودنا ، إلى فحوى النص ،هكذا جاءت محاضرة الناقد "باقر جاسم محمد" في اتحاد أدباء بابل "نقد النقد" يوم الخميس المصادف 18 / 8 / 2007وقد قدم لها الدكتور محمد أبو خضير دراميا عبر إعطائه تصورا لما سوف تشكله هذه المحاضرة من اثر في الحراك الثقافي على مستوى ذهنية الحوار الفكري ؛ ألا أن المحاضرة كانت قد عكست ردودا لدى جمهور المتلقين غير جيدة ، نظرا لطول المحاضرة وإيغالها في التنظير، ثم تحولها إلى نقد تهافتي يركز على الأخطاء اللغوية والإملائية وعلامات الترقيم بلغة لا تخلو من الفوقية مما قتل إمكانية الحوار والتثاقف الذي انعكس(انثقافا) بفعل انقطاع قنوات التواصل وارتباكها مما جعل رسالة المحاضرة مشوشة وتتمركز حول الذات التي تضخمت إلى حد عزا المحاضر في معرض رده على اتهامنا إياه بالنقد ألتهافتي إلى تهافت الموضوع المنقود وهذه علامة أخرى على تمركز الناقد حول ذاته .

أن الحديث عن نقد النقد، هو لاشك محاولة مهمة ،لأنه بالتالي سوف يتجاوز النص "النقد" المقروء بشكل يعكس سعة نقد النقد وقدرته، مما يعني علو مقامه ،وتجاوزه المنقود ،على مستوى المنهج والرؤية.

هذا ما نعرفه من مقومات النقد ، وكما يصفه "حسين خمري" في تحديده العلاقة بين النص والنقد ؛ فالنقد عملية أدبية لغوية ونشاط فكري وأنساني يقوم به الناقد قصد تجلية معنى من المعاني أو تقويم اعوجاج أو إشارة إلى مواطن الجمال .

نحن هنا إزاء ثلاثة مستويات : الأول الناجح أن يحدث خلخلة في تراتبية النصوص الأدبية والإشكال الثقافية المكرسة ويعيد تركيب سلم القيم الأدبية.

أما وظيفة النقد الأساسية فهي بحث تجليات هذه التحولات ورصد وظائفها ، فالملاحظ أن الناقد عبد علي حسن في مقالته المنشورة في جريدة طريق الشعب(على وفق ما أشار إليها الناقد باقر جاسم محمد )لم يجد في النص المنقود (الإبداعي) هذا الأمر ، أي التحولات المنشودة ، وعلى المتلقي أن يعود للمقال من اجل الإفاضة.

أما نقد النقد لباقر جاسم محمد كان يفترض به أن يمارس علوا منهجيا وبراعة وسعة رؤية مما يجعله يمسك بإخفاقات الناقد في تأسيس نص معرفي حول النص الإبداعي وهذا يتطلب أدراك العناصر المشتركة داخل النص ومن ثم جمع هذه الوحدات ودراستها .

أن ملاحظة الفعالية النقدية ومقاربتها النص وصولا إلى قصورها المعرفي على صعيد المنهج واللغة التي هي أداة التواصل والرؤية وإحداثها تفهم مستجدات النص وإضافاته؛لان نجاح عملية القراءة تمثل مشاركة القارئ والمؤلف في صيرورة الإنتاج، هذا إذا ما أدركنا أن عملية الإنتاج عملية حضارية وهادفة ، ألا أنها تأخذ وقتا لكي تتبلور وتأتي ثمارها.

لاشك أنها عملية حوارية يتشكل منها الكائن أكثر حضورا بقدر ما يتنازل بشكل أفضل عن مكانه للآخرين وهذا ما يتحقق عندما يتوارى المؤلف عبر نصه الذي يخضع للقراءة النقدية لكي تعيد أنتاج المعنى.

ينطوي فعل القراءة على تأويل للمقروء يجعله ذا معنى بالنسبة لمحيطه الفكري والاجتماعي والسياسي وأيضا بالنسبة لنا نحن - القارئين - فمن جهة تحرص هذه القراءة على جعل المقروء معاصرا لنفسه من جهة على صعيد الإشكالية والمحتوى المعرفي والمضمون الإيديولوجي ومن هنا معناه يتشكل بالنسبة لمحيطه الخاص، ومن جهة أخرى تحاول هذه القراءة أن تجعل المقروء معاصرا بالنسبة لنا نحن بإضفاء صفة الفهم والمعقولية على النص المقروء.

وبعد هذا هل قدم الناقد فعلا في هذا النص "نقد النقد " وهل كان موضوعيا في تعامله مع النص المنقود ؟

هذا إذا ما علمنا أن القراءة لها بعد ذاتي كما يرى"بارت" النقد يتوسط بين العلم والقراءة الذاتية فالنقد يحتل مكانة وسيطة بين علم الأدب والقراءة ،وهو يعطي لغة للكلمة التي يقرأها ،... ومن ناحية ثانية أن الناقد لم يتناول النص بوصفه موضوعا مستقلا للدراسة .

ألا أن " نقد النقد" كان بمثابة رد على نقد نص إبداعي شعري (للشاعر) باقر جاسم محمد وفي هذا الرد يحاول أن يكشف الهفوات والأخطاء .

أذا هو نقد يأخذ بعدا عاطفيا رغم تصريحه بانه لا يحاول تغليب الجانب الذاتي على الجانب الموضوعي ألا أن الواقع جاء بشكل مغاير يعبر عن الذاتية،التي تمظهرت في الأتي:

أن الناقد كان في معرض رده على نقد وجه إلى نصه الشعري ، رغم إعلانه انه يحاول أن يكون موضوعيا ، ألا انه كان جزءا من العملية ، مما أسقطه في الذاتية بوصفه جزا من فعالية اختلافية مما جعله يضفي على الخصم ألفاظا مثل "كليل النظر ، زعم .........."

انه تهاوى من المقدمة النظرية التي أراد أن يتخذ منها تاطيرا فكريا تعبر عن مكانته اكثر من كونها أطارا ابيستمواوجيا؛ وهذا ماأحدث تحولا من التنظير إلى انتقادات تقوم على ملاحظات لغوية وأسلوبية وإملائية وأدوات الترقيم .

هذا الشكل من النقد جعلنا نتصور انه سوف يحدث تحولا منهجيا ويمسك موقفا جماليا وبالتالي يحدث تحولا على صعيد المعالجة أو على صعيد المفهوم مما يقوم على خلق فضاء مفهومي قادر على تشكيل وإنتاج نص يتصف بالأصالة التي وجدناها في الكثير من إعماله سواء نقد أو ترجمة ،غير أن هذا التحول لم يحدث أصلا ، وبدل هذا حاول الناقد باقر جاسم محمد بكل جهده، وقد ظهر على محياه الإعياء والشد أن يثبت تهافت النقد الذي وجهه الناقد عبد على حسن إلى نصه الإبداعي ، ألا انه لم ينتج "نقد النقد " بل كان نقده" نقد تهافتي"في الاساس





#عامر_عبد_زيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلاق الطاعة في ظل مهيمنة الدولة
- المخيال السياسي في الآداب السلطانية
- الموت في الفكر المصري القديم
- قراءة في رسالة شفرة دافنش
- حوار مع ثلاثة فنانين
- الموت غدا رائجا
- الوجودية في الفكر الفلسفي المعاصر
- النص الرشدي في القراءة الفلسفية العربية المعاصرة
- القراءة الابستمولوجيه لتراث ابن رشدعند محمد عابد الجابري
- المثقف بين خانقي التخوين والتهميش
- ظاهرة القراءه ورهانا الوعي
- الفرد وروح التعايش والأمل
- الكتاب وقيم القراءة
- :الديمقراطية والإطار ألمفهومي
- في أنماط الاتصال بين الإسلام والغرب المسيحي
- الشعور العربية بين نفوذ الاخر واستبداد الذات
- أسلمة الخطاب عند محمد باقر الصدر
- إشكالية النفس والمعرفة في الفكر اليوناني
- جماليات المكان
- محور في الحداثة والمشروع النهضوي


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر عبد زيد - نقد النقد ام نقد تهافتي؟