أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يحيى الشيخ زامل - مجهولي الهوية














المزيد.....

مجهولي الهوية


يحيى الشيخ زامل

الحوار المتمدن-العدد: 2062 - 2007 / 10 / 8 - 07:22
المحور: حقوق الانسان
    


لا أدري ما الذي يعتريني حين أرى أحد المغدورين من الذين تغتالهم العصابات المأجورة في الشوارع أو محمولين في سيارات الشرطة أو الإسعاف ....... أتصور نفسي معهم و تلك الرصاصات التي مزقت أجسادهم واستقرت في مكان ما ، لتحيل أجسادهم الطرية والمتحركة إلى أجساد ميتة جامدة لا حراك فيها ، أنها نفسها تخترق جسدي وتحيلني أنا الأخر إلى كومة من لحم مرمياً على قارعة الطريق تلوث الدماء جسدي وملابسي ليقولوا عنه في أخر المطاف ...... مجهول الهوية ........ثم يأخذني الاستغراق أكثر فأرى من بعيد وأتصور أهلي كيف سيستقبلون الخبر، وإلى أين يمضون حين لا أعود في المساء ، كما يعود كل الناس إلى بيوتهم ، حيث يستقبلهم أطفالهم وكلمتهم المعهودة بلسانهم البريء ( أشجايبنه بابا )....... أستغرق أكثر حين أسمع صراخ أهلي وأصدقائي وجيراني وبكائهم على إنسان لن يروه أبدا ، إنساناً أصبح من الماضي أحالته قطعة صغيرة من رصاص إلى كومة من لحم نائماً في مقابر نصف جماعية علنية وغير سرية في جانب الطريق .
في العراق هناك نوعان من المقابر ، مقابر جماعية سرية كان بطلها النظام السابق ، لأنهم ضد الحزب والثورة والقائد ، ومقابر نصف جماعية علنية ، لأنهم خونة وعملاء ساهموا بإسقاط الحزب والثورة والقائد .
لا يصدق أحد أن ما أكتشف لحد الآن قارب الأربعمائة مقبرة جماعية تضم من الرجال والنساء والأطفال أعداداً متقاربة ، بل أن هناك أسراً بكاملها ذهبت ضحية لهذه المكرمة بيد أبناء الحزب والثورة والقائد .
أنا متأكد أن ما يذهب كل يوم من الضحايا في النظام السابق يفوق كل الحسابات وكل الإحصاءات لأنها ببساطة سرية ولم يعلم بها أحد إلا حين غادرنا ذلك النظام إلى غير رجعة .
أما هذه الأيام وحين نسمع تلك الإحصاءات من الضحايا المغدورين من مجهولي الهوية ، والتي لا تكون إلا العشر من تلك التي في النظام السابق ، فأنها تحدث هزة وضجة في الضمير العراقي والسبب لأنها علنية وأمام أنضار الناس ، ولا تحتاج إلى رتوش ولا تزويق ولا ماكياج ، لقطات أكثر من واقعية تدفعنا إلى الوراء لنقول ....... (رحم الله الحزب والثورة والقائد ) .
هذا ما يريدوه .......هذا ما يردوننا أن نقوله .....هذا ما خططوا له منذ عشرات السنين حين صنعوا المعارضة الوهمية ، وسافر البعض منهم باعتبارهم منشقين وهاربين من بطش النظام ، ومن هناك كانت التقارير لا تتوقف عن العراقيين الشرفاء من الذين رفضوا كل المقابر سواء كانت علنية أو سرية .
ولذلك لا تستغرب حين تجد البعض من الذين كانوا معارضة في الأمس من يضع يده في يد الإرهابيين في السر ، و يلعنهم في العلن ، ولا تستغرب حين تسمع أن أحدهم هرب بأموال الدولة إلى خارج البلاد ، ولا تستغرب حين تسمع من يضع أموال العباد في جيبه لكونها ( مجهولة مالك ) ، و لا تستغرب حين لا تعرف قائد المعارضة اليوم حين تشاهده في أحدى الفضائيات .... وتقول ( مجهول الهوية ) ،
فطوابير مجهولي الهويات لا تنفذ في بلادنا ......حتى يرث الله الأرض ومن عليها ........



#يحيى_الشيخ_زامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتاب الذي أسعد إبليس !!
- مقابر نصف جماعية
- كنا
- خسارات
- بيت الطين بين المسرح والتلفزيون
- أبله
- الإرهاب ..... والهجرة العكسية
- أسطورة شهر تموز وقمع الشعب العراقي
- ستة أصابع
- جدلية العلاقة بين الحكومة والمواطن
- التجربة الصينية والتجربة العراقية
- تمرد
- ماذا نعني بالمثقف ......ومنهم المثقفون ؟
- سيف أسلامي بيد فارس بريطاني
- وجوه
- أوضح من عين الشمس
- جلدي القديم
- أخر بقاياك
- جيفارا
- تداعيات في ربية


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يحيى الشيخ زامل - مجهولي الهوية