لقد جلب "الفقيد" جورج غالاوي العار على الديموقراطية في اوروبا، حيث وبعد طول تسكّع على أبواب أنظمة الإرهاب وتنظيماته ودوره المتميّز في الإخطبوط أو الشبكة المُناهضة للحرب على الإرهاب في العالم، أصبح لِزاماً على حزب العمّال البريطاني وانتصاراً للديموقراطية أن يستأصلَ من جسمهِ هذا النتوء الخبيث المُسمّى "جورج غالاوي".
من خلال صداقاته الحميمة مع صدام حسين وبقية رموز الإرهاب والجريمة السياسية في العالم أساء "غالاوي" لكل القضايا العادلة للشعوب التي كان يدّعي، زوراً ونفاقاً، "مُناصرتها". فهل لأحد أن يتصوّر أنّ "غالاوي" قد قدّم للشعب العراقي خيراً بزياراته الودّية لصدام حسين وتنظيمه الإحتجاجات والتظاهرات "المليونية" إنقاذاً لأعفن رأس حاكم؟ وهل يعقل أحد أنّ "غالاوي" قد قدّم للشعب الفلسطيني في حقه في تقرير مصيره أكثر ممّا قدّمه ولم يزل يًقدّمه العالم ومنظمة اُمَمِه المتحدة ومجلس الأمن الدولي؟ لم يكن "غالاوي" ليبرز ويسطع نجمه لولا التهليل والتبريك من أولئك البائسين أنصار "حزب بعث الجريمة" ودُعاة الإرهاب، أولئك الذين صوّروا لأنفسهم وللعالم بأنّ " مسبة اليهود وأميركا، والرأسمالية عدوة الشعوب" تيكِت للوطنية والإنسانية والعدالة وحتى في الإخلاص لله!
إنّهم وبعد أن "انكشف عنهم الحجاب" يتسارعون تباعاً نحو مصيرهم المحتوم، الإرهابي الجاهل والإرهابي "المتحضّر" الإرهابيون بكل الأسماءِ والجُبَب يُساطون الآن في ظلِّ صراخِ وعويلِ أُدباءِهم وكُتابِهم وقنواتهم الفضائيةِ والأرضية.
صدام حسين الذي حوّل "قرارات الحصار" من عقوبة ضدّ دولةٍ ارتكبت جريمة احتلال دولة جارة الى عقوبة ضدّ الشعب العراقي، ورغم أنّ قرارات الحصار سمحت ببيع كميّات من النفط مُقابل غذاء ودواء للشعب إلاّ أنّ صدام امتنع عن ذلك لمدة أربع سنوات ونصف.. فعلى الذين يُذكّروننا بأن جورج غالاوي كان "صديقاً" للشعب العراقي مثلما كان صديقاً لهم أن يُخبروننا، بحكم صداقتهم مع غالاوي وصدام، بالذي كان يدور بين الرجلين في لقاءاتهم وخلواتهم أثناء تلك الأربع سنوات ونصف التي أنهك فيها صدام الشعبَ العراقي وحوّله الى شعبٍ جائع يجد ملاذه الآمن والوحيد في اللجوء الى أميركا وبقية دول "الرأسمالية عدوّة الشعوب"! أخبرونا يا أصدقاء غالاوي الأوفياء بنشاطات غالاوي وشبكته "المناهضة للحرب على الإرهاب" بخصوص حلبجة والأهوار والنخيل والمقابر الجماعية و "تنظيف السجون" وملايين المشرّدين!.. والآن تحاول "شبكة غالاوي" بمُظاهرات ألفية بعدما كانت مليونية إفهام الآخرين بأنّ مشكلة العالم الآن ليست في الإرهاب وأنّما بالسياسة الأميركية (!).
أنصار فلول صدام من إرهابيين إسلاميين وعروبيين أقسموا الأيمان المُغلّضة على ان صديقهم جورج غالاوي لم يتسلّم رشاوى من صدام، بنفس الوقت الذي أقسموا فيه على أنّ العراقيين الذين عملوا على إسقاط "نصيرهم وتاج عروبتهم" صدام، عملاء ومُرتشون..
عدنان فارس