عبد العالي الحراك
الحوار المتمدن-العدد: 2061 - 2007 / 10 / 7 - 10:05
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
بدأت عنواني بعبارة ( أمكانية النضال) ثم حذفت كلمة النضال واستبدلتها بكلمة العمل , وهي كلمة عمومية , وما زلنا في مجال العام والعموم , فقد تغيض البعض كلمة النضال , او توحي له بيسار من نوع اخر , ولكن الحوار يحتاج الى تسامح مع النفس اولا وتنازل عن بعض المفردات وان كانت صحيحة. اعزائي يساري العراق , فلنعمل اولا ولنتفق على العمل خطوة ثم خطوة.. سقط النظام السابق , وازيحت الدكتاتورية والقمع و وهذه العبارة سهلة ولكنها ليست مفتوحة ومطلقة بل يأتي بعدها قول ولكن وهذه الكن مهمة ويجب التوقف عندها..عند خط الشروع لم يوافق اليسار العراقي على قيام امريكا بأسقاط النظام عسكريا ويتمنى لو اسقط (بقدرة قادر) لانه وغيره أي اليسارغيرقادرين على اسقاط ذلك النظام , ولنقل قبل بالسقوط . وهنا يبدأ الانشقاق والافتراق لأن بعض اليسارتناسى من هو المسقط وماذا ينوي وماذا يخطط ويريد؟؟ متمنيا ان يتمكن عمل شيء نحو الديمقراطية . وهل هو وغيره قادرين على انتزاع الديمقراطية من انياب امريكا والطائفية السياسية والعنصرية القومية ؟ والآخر قال لا انها امريكا وهذا احتلال ويجب مقاومته.. اذن اليسار العراقي امام مفترق طرق . اما السير في طريق امكانية العمل من اجل الديمقراطية وفيه صعوبات بالغة ستزداد صعوبة يوما بعد يوم وسلكه فريق من اليسار. بينما سلك الفريق الاخر بعد الانشقاق طريق مقاومة الاحتلال عسكريا.. أي من الفريقيين ممكن ان يحقق نجاحات نظرية وفق اختيارهو وعليه التثبت اليومي من خطواته والمراجعة المستمرة ومكاشفة اتباعه وعموم الشعب بما حقق وما اخفق . وهنا اضع الأثنين في الميزان ولست بموضع الحكم والمحاسبة حيث لست بهذا المستوى لأني ما زلت اعتقد بان انقاذ العراق سيكون على يد يسار العراق عندما يراجع نفسه ويتحد ويتآلف . فلنأخذ الطرف الاول الذي اختارالعمل السياسي الديمقراطي ونتابع خطواته وتبريراته واعتقد بأن اختياره هذا هو اختيار تجريبي متصل بالنزعة الاصلاحية الديمقراطية في نهجه السياسي العام اذ لا يعرف حجمه الجماهيري الحالي ولا افق التحالفات السياسية الوطنية الممكنة ولا خطط امريكا ونواياها وحجم النجاحات والاخفاقات التي ستحققها بأتجاه تحقيق الديمقراطية فعلا او التي ستمنى بها نتيجة جهلها بالواقع العراقي وانعدام الخبرة والدراية لدى قيادتها العسكرية والمدنية على ارض العراق بالاضافة الى ضيق افق المتعاونين معها من الساسة العراقيين الذين عاشوا خارج العراق فترة طويلة وليس لهم قاعدة جماهيرية او امتداد جماهيري في العراق , بل اعتمدوا على قوة الاحتلال العسكرية. فكان هذا اليسار يخطو الخطوة البطيئة المحفوفة بالاخطار والاخطاء. والخطأ الاول والخطر الكبيرهو قبوله بالسياسة الطائفية التي انتهجها الحاكم المدني بريمر في تشكيله لمجلس الحكم المؤقت واقصد بقبوله هو البقاء في مجلس الحكم ورئاسته له للفترة المحددة كبقية رؤؤساء الكتل السياسية الطائفية الاخرى التي كانت تحسب حساباتها وتعد نفسها لأسثمارالوقت في صالحها ونهجها الطائفي والعنصري الآخذ بالاستقرار والنمو.. لا اقول بأن هذ الطرف من اليسار قد حقق صعودا عند مشاركته بمجلس الحكم وانما وضع الخطوة الاولى في سلم النزول . وما قبوله بفكرة اجراء الانتخابات المستعجلة والغير مهيء لها لا تنظيميا ولا جماهيريا و في اجواء طائفية وعنصرية محمومة و قاهرة الا الخطوة الكبيرة نحو الفشل وهذا ما اكدته نتائج الانتخابات المخزية والتي سبقها بتحالف مشكوك فيه ضمن القائمة العراقية وبدور باهت فيها يجر علاوي من جهة وغازي الياور من جهة اخرى وقائد يسارنا في العملية يجامل هذا ويغازل ذاك.. ايضا سلك ذات الدور وذات الاخطاء في عملية اعداد الدستوروالسيطرة المطلقة التي فرضتها قوى الطائفية والعنصرية على مواده التي حاولت مضايقة مفاهيم العدالة والديمقراطية والحريات العامة بمفاهيم مزدوجة للدين والمذهب وتقسيم البلاد على اسس طائفية وعنصرية من خلال ادخالها مفهوم الفيدرالية الحديث بشكل مشوه ومشكوك فيه وفي نوايا المصفقين له ولاحظنا في الاخير تنازل الداعين اليه من الوطنيين والديمقراطيين المخلصين عندما شعروا واكتشفوا خطورة التوجه الطائفي والعنصري لأصحاب الفيدرالية .. ثم هامشية ممثلي اليسار في الحكومات المتعاقبة بحيث لن يشكلوا أي رقم في التأثير الايجابي على عمل الحكومة من حيث انعدام الخدمات وفقدان الامن وانتشار الفساد والسماح لدول الجوار بالتدخل السافر بشؤؤن العراق بل قتل العراقيين من بعض هذه الدول . خلاصة القول ان اليسار في العملية السياسية الاصلاحية الديمقراطية التي كان ينتظرها لم يعبر عن يسار حقيقي نعرفه ويعرفه الشعب وينتظر منه المزيد من العمل. اما الطرف الآخر من اليسار العراقي الذي اختار طريق مقاومة الاحتلال عسكريا فهو يساريبدو انه ضعيف لم يستطع الاتصال بالشعب واقناعه بتوجهه وتنظيمه ولم يطرح برنامجه السياسي والعسكري واختلط فعله مع فعل الارهاب بل ان تحالفه مع تيارات مختلفة غالبيتها ذات توجهات دينية طائفية وبعثية سابقة لم تعلن منهجها الجديد ولا برنامجها بل تمجد بالنظام السابق وتدعو للعوده اليه وهو ايضا أي اليسار هامشي في وجوده الحالي ونشاطه العبثي فلا تحالفاته الوطنية تحالفات موفقة ولا علاقاته بدول الجوارعلاقات بريئة اما الواقع الدولي فهو بعيد عن القضية العراقية لا مع هذا الطرف ولا مع ذاك. ما المطلوب الآن؟؟ هلو يلوم كل طرف الطرف الآخر ويخونه والناس من الطرفين وعموم الشعب تموت ؟ المطلوب المراجعة والمراجعة والمكاشفة والنقد الذاتي الشجاع والخروج من العملية السياسية لهذا الطرف والخروج من المقاومة العسكرية العبثية بالنسبة للطرف الاخر والاعتذار سوية امام الشعب وسلوك طريق جديد هو طريق الشعب فيه تأني ونقاش وحوار والنتباه الى ما يطالب به الشارع العراقي موحدين اقوياء تبدأون مقاومة تنظيمية توعوية ديمقراطية للناس وترفعون شعارات حقيقية قابلة للتطبيق ضد الطائفية اولا وتنتزعون الناس من السير في العدم خلف مقتدى الصدر وغيره وضد الاحتلال ثانيا وتفضحون خططه ونواياه وانه لا يساعد الوطنيين الديمقراطيين كما انه لا يحمي الشعب بل يقصفه ومقاومة عسكرية ايضا عندما ينضج الظرف وتصفو مكونات المقاومة من الارهابيين والعبثيين الاسلاميين لانهما سبب دمار الشعب. 6-10-2007
#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟