نشأت المصري
الحوار المتمدن-العدد: 2061 - 2007 / 10 / 7 - 12:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كلما قرأت هذه الآية في سفر الرؤيا الإصحاح الثالث الذي كتبه يوحنا الرسول,ونصها كما يلي:
(اكتب الى ملاك الكنيسة التي في ساردس هذا يقوله الذي له سبعة ارواح الله و السبعة الكواكب انا عارف اعمالك ان لك اسما انك حي و انت ميت
2 كن ساهرا و شدد ما بقي الذي هو عتيد ان يموت لاني لم اجد اعمالك كاملة امام الله
3 فاذكر كيف اخذت و سمعت و احفظ و تب فاني ان لم تسهر اقدم عليك كلص و لا تعلم اية ساعة اقدم عليك
4 عندك اسماء قليلة في ساردس لم ينجسوا ثيابهم فسيمشون معي في ثياب بيض لانهم مستحقون
5 من يغلب فذلك سيلبس ثيابا بيضا و لن امحو اسمه من سفر الحياة و ساعترف باسمه امام ابي و امام ملائكته
6 من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس
أشعر بالرعب , وأشعر أيضا بثقل المسئولية الموكلة علىّ في هذه الحياة حتى لو كانت هذه المسئولية متدانية بالنسبة لمسئوليات الأشخاص القيادية .
وكلما قرأت هذا أجد نفسي كشجرة التين التي ذهب إليها رب المجد يسوع يطلب ثمرا فلم يجد ثمر فكان نصيبها الجفاف إلى أبد الآبدين ( فنظر شجرة تين على الطريق و جاء اليها فلم يجد فيها شيئا الا ورقا فقط فقال لها لا يكن منك ثمر بعد الى الابد فيبست التينة في الحال (مت 21 : 19)
في الحقيقة هذا الجزء من سفر الرؤيا كتب من أجل إحدى الكنائس السبع التي في آسيا وقد وجه الرائي هذا الكلام لأسقف هذه الكنيسة ( ملاك الكنيسة ,, بمعنى آخر حارس الكنيسة ), حتى يخرج من سلبيات حياته والأمانة المؤتمن عليها ليحيا حياة الثمر الحقيقي حتى يخرج اسمه ثانية من بين الأموات .
ولكن هل أصبح الإنجيل كتاب عقيم يوصي بعض الأشخاص دون الآخرين ؟؟ طبعا حاشا أن يكون هكذا!! لهذا فإن هذه الآية تخص كل واحدٍ كلٍ في موقعه , وكلٍ على حسب المسئولية الملقاة على عاتقه , فمسئولية رجال الدين تتركز على إعداد الشعب للحياة الأبدية , والعمل كل العمل والسهر الدائم من أجل المحافظة على القطيع والمحافظة على كل فرد لألا يسقط في غواية إبليس , كما أن مسئولياته توفير جو روحي لهذا الهدف والعمل على إزالة المعوقات الاجتماعية , والمشاكل المجتمعية التي تعوق هذا الهدف.
لهذا فإن الحساب سيكون بقدر العمل وسيختبر عمل كل واحد كما بنار فإذا كان العمل على أساس قوي كالمعادن النفيسة فيجازى خير عن عمله وإذا كان عملة كالقش والسفير فلا يصمد عمله أمام امتحان النار فيظهر خزي العمل حتى ولو كان له مظهر الحياة.
لك اسم أنك حي!!! صفه الحياة هنا صفة مظهرية لها شكل وبريق دون الجوهر فلهذا يكمل الرائي قوله ويقول: ولكنك ميت .
أشخاص كثيرين تنطبق عليهم هذه الآية أعمالهم لها بريق العمل ولكن دون ثمر يذكر!! فتجد جميع القيادات المدنية تبحث على الشهرة في أعمالها ولكن دون مساس لجوهر العمل الخدمي الموكل عليه , فهم يبحثون على الأعمال التي لها بريق .
وإن كانت أعمالهم متدنية ليس لها أدنى فائدة يبحثون على إعلاميين لا يقلوا عنهم تدني فيغلفون هذه العمال بغلاف الفضيلة والبريق.
قيادات تبدأ من رئيس الدولة , ورئيس الوزراء والوزراء والمحافظين و,,,و,,,و,,,الخ
مسميات ومناصب لها بريق وسلطة وسطوة ,,,وحصانه ,,, مناصب ترعب كل فرد في الشعب الكل يسعى جاهدا لنوال رضاهم .
ولكننا لو تأملنا قليلاً باحثين عن ثمار أعمالهم الموكلة لهم تجدنا أمام شيء واحد تدور حوله كل أعمالهم وهو
المواطن !!!!
هذا المواطن الذي أعطى هؤلاء توكيلا عاما عن حياته وحياة أسرته هذا التوكيل وقع عليه وهو أمام صناديق الاقتراع ليعطي صوته لهذا دون ذاك طالبا منهم الآتي:
ـ أمنه وآمان أسرته .
ففي مصر المحروسة تجدنا أمام فقدان الأمن والأمان , نخاف السلطة ونخاف المتطرفين , نخاف عندما نتكلم ونخاف الصمت , نخاف أن نسرق ونهاب اللصوص,نخاف أن نشتكي في أقسام الشرطة ونخاف ضياع حقوقنا, نخاف غدا وبعد غد,, نخاف على أبنائنا بل نخاف على بناتنا,, لقد سقط الأمن في توفير جو آمن للمواطنين فلهذا لهم شكل الأحياء ولكنهم أموات.
ـ حقوقه التي أوضحتها منظمات حقوق الإنسان.
لقد وقعت مصر على المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ,, عمل له شكل الحياة وله بريق أوراق شجرة التين , ولكن الحقيقة غير هذا فتجد في مصر لا يوجد حرية عبادة وإن وجدت فهي لأصحاب الأغلبية المسلمة فقط ,, ولا يوجد حرية صحافة ,, ولا حرية نشر ,, فتجد الكل يعمل من أجل القلة المسيطرة والتي لها نفوذ لهذا فإن جميع أمال هؤلاء لها شكل الحياة ولكنها أعمال ميتة.
وهناك أيضا انتهاك لحقوق الإنسان المصري , فهو محكوم بالحديد والنار ولا يوجد في حياته ديموقراطية حقيقية ,, لأن الديموقراطية المصرية لها أيضا بريق الحياة ولكنها ميتة.
ـ رفاهيته بحيث أن دخله يكفيه لحياة كريمة.
فتجد مصر تبحث عن حل لمشكلة محدودي الدخل طيلة نصف قرن سابق من الزمان أو أكثر وإلى الآن لم تجد حلا لها,, ولن تجد!!! فتجدهم يجنون ثمار السياحة ودخلها والتي تتغنى به الإنجازات الحكومية ,, ودخل البترول وقناة السويس وغيرها !!! وغيرها من الإنجازات الحكومية ,, والخصخصة وما عادت به بالنفع على المواطنين والمجتمع ,, أشكال وأشباه لها شكل الحياة ولكنها ميتة لأن المواطن المصري وببساطة شديدة من سيء إلى أسوأ ,, يتمتع بالفقر المضني, والجهل والمرض للسواد الأعظم من الشعب المصري, وارتفاع الأسعار مشكلة تشغل بال الحكومة فلا تجد لها حل لدي المحتكرين وأصحاب رؤوس الأموال , وكبار المستوردين والمصدرين ,, وأصحاب السيادة ممثلي الوزارات والسلطة , لتجد الحل وكل الحلول في الدعم وكيفية تجاهله أو كيفيه وصوله للمستحقين!!! وكأن الدعم هو المعضلة التي سوف تسدد العجز في الموازنة العامة,,مع العلم أن كافة المستثمرين في مصر يبحثون عن أفضل الطرق للتهرب الضريبي وشراء ذمة القائمين على التنفيذ.
فتجد الدولة تعمل مجاهدة لبناء المشرعات وبناء الطرق والمدن الترفيهية ,, وأبنائها يتضورون جوعا من بطش المحتكرين للأسعار, ماذا يفعل الشعب المسكين والذي اختفت منه الطبقة المتوسطة ليصبح قلة رأسمالية تتحكم في السوق وتتحكم في الحكومة ذاتها وتستكثر الدعم على فقراء مصر وهم لا يمثلوا أكثر من 10% من الشعب , الباقي الذي يمثل محدودي الدخل الفقراء .
تكلفة بناء مدينة ترفيهية ,,أو قرية ترفيهية يساوي حل لمشكلة الدعم ومحدودي الدخل .
وببساطة شديدة جميع الأسعار في مصر تضاعف لأكثر من مئة ضعف من أول الثورة حتى الآن ,, أما الأجور فلا يحدث لها أدنى تغيير إلا في حدود بسيطة ,,فكما أنه هناك زيادة للسعر السلعي فبالتبعية لا بد أن يكون هناك زيادة في سعر أجر العامل المصري,,, أو أنه بناء على تسعير أجر العامل ,,فلابد أن يحدث تسعير للسلع ,,ليحدث ثبات للأسعار,, ولكني في هذا الشأن أتكلم كفرد من أفراد الشعب لأني غير مختص في علوم الاقتصاد.
ـ التأمين الصحي.
في جميع دول العالم المتقدم تجد أن التأمين الصحي قد غطى جميع المواطنين وليس كماً بل كيفاً فتجد ان التأمين الصحي أصبح ضرورة عصرية , فتجده في كل دول العالم عمل له ثمر يعود بالنفع على كافة المواطنين ,, أما مصرنا المحروسة فتجد التأمين الصحي حبر على ورق له اسم أنه حي ولكنه ميت ,, استقطاعات مالية تحصل من المواطنين دون فائدة تذكر وأن كان هناك فائدة لبعض المستغلين للتأمين الصحي , أو أن هناك فائدة محدودة للمحتاجين إلى مصاريف علاج على مدى طويل, ولكن في الحقيقة أن المستغني عن حياته يشخّص مرضه في التأمين الصحي ليكتب له الممارس علاجا يمكن ان يودي بحياته ,لأن في التأمين الصحي يكون التشخيص بالحكاوي وليس بالكشف والتحليل والأشعات ,, كما أن أماكن التأمين الصحي لا تتناسب مع الأعداد الوافدة عليها يوميا ,, فلهذا فهي لها صفة الحياة ولكنها ميتة.
ـ التعليم.
جميع وزراء التربية والتعليم لم تجد حلا للتسرب من التعليم ,, ولم تجد أيضا حلا للدروس الخصوصية , هل هذا راجع لعدم كفاءتهم أو راجع لموالاتهم للمدرسين دون باقي الشعب ,, مع العلم أن هناك حل يمكن أن يسهم في هذه المشكلة :
أن يكون هناك قانون بإرغام المدرس الراغب في إعطاء دروس خصوصية بأن يحصل على ترخيص لممارسة مهنته خارج المدرسة ,, ويوضع شروط لهذا الترخيص:ـ
1- أن يكون على درجة علمية تؤهله للحصول على الترخيص بحيث لا تقل عن درجة الماجستير ,,,أو أن يكون له مدة خدمة كمدرس في وزارة التربية والتعليم لا تقل عن خمسة عشر سنة .
2-أن يستقيل من العمل بوزارة التعليم ويحرم من راتبه الشهري أو يأخذ أجازة بدون مرتب لممارسة مهنة مدرس خاص.
3-أن يكون له سجل تجاري وبطاقة ضريبية.
4-أن يكون له مكان يأخذ عليه الترخيص يتناسب مع كرامة العملية التعليمية
5-مع وضع تسعيرة للدروس الخصوصية حتى لا تكون عبء على دخل الأسرة.
هذا طبعا مجرد اقتراح ,,لأني لست وزيرا للتعليم.
كما أنه هناك مشكلة عدد المدارس الذي لا يتناسب مع عدد التلاميذ
أخيرا لابد أن يحاسب كل مسئول نفسه ماذا قدمت للمجتمع والشعب من خلال موقعي ,, لأن العائد على المجتمع والشعب هو الثمر الحقيقي,,لألا تكون حيا ولكنك ميت.
نشأت المصري
#نشأت_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟