عبد الرزاق السويراوي
الحوار المتمدن-العدد: 2061 - 2007 / 10 / 7 - 12:45
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
جريدة المدى من صحف العراق القلائل التي عُرفتْ بموضوعيتها وبخطّها الإعلامي الحر الذي لا يميل لأيّ طرف عراقي مهما كان معتقده الفكري أو السياسي بقدر ما تتبنى كل ما من شأنه أنْ يسهم في إشاعة الفكر المنفتح القائم على إحترام الآخر وهكذا هو دأبها الذي إتّصفتْ به , أمّا مؤسسة المدى ككل , فإذا لم يكن لديها أي نشاط سوى ما ترفد به الثقافة العراقية بالمزيد من روافد الفكر المعرفي والأدبي والثقافي بشكل عام من خلال تواصلها بإصدار كتابها فهذا بحد ذاته إنجاز عجزت عنه المؤسسات الحكومية الرسمية وهو يكفي لأن يمنح مؤسسة المدى مكانها اللائق في عالم الإعلام الحديث . أكثر من ذلك فأنّ ما تكفلتْ به مؤسسة المدى بقيامها صرف الرواتب والمكافئات المالية لشريحة واسعة من فنانين وأدباء وشعراء عراقيين هم بأمس الحاجة الى تقديم العون المادي لهم نظرا للظروف المعيشية القاهرة التي تعصف بأكثرهم , هذا في وقت عجزت عنه الجهات الرسمية رغم ما تحت أيديها من إمكانات مادية هائلة . ولكن لا يسعنا هنا إلاّ أنْ نقول عن عملية المداهمة التي إستهدفت مؤسسة المدى من قبل الأميركان بأنّ هذا العمل هو جزء يسير من الديمقراطية التي وعدنا بها بوش وجماعته من المحافظين الجدد ومن المؤكد أننا بإنتظار المزيد من هذه التصرفات الحضارية تجاه المؤسسات الإعلامية الحرة ولكني أتسائل هنا
, أقول لو كان مثل هذا الإجراء قامت به جهة حكومية لأيّ دولة من دول العالم الفقيرة أفلا تصفه الإدارة الإميركية بأنه إجراء مخالف لإبسط قواعد الديمقراطية وأنه مظهر غير حضاري والى آخر النعوت .
#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟