خدر خلات بحزاني
الحوار المتمدن-العدد: 2060 - 2007 / 10 / 6 - 09:40
المحور:
حقوق الانسان
خدر خلات بحزاني
في موروثنا الشعبي، فإن الغيوم التي تلبّد السماء في نهاية شهر أيلول ومطلع تشرين الأول من كل عام، يُطلق عليها تسمية (غيوم الكسالى)، والكسالى المقصودين هنا، هنّ النسوة اللواتي لم ينتهين من واجباتهن التي تتلخص بالانتهاء من إعداد (المؤونة) المنزلية السنوية، كالبرغل والجريش والحبية.. وغير ذلك.. حيث إن غيوم الكسالى تمثل إنذاراً بقرب حصول تغييرات مناخية، وان ما تبقى من الوقت ومن شمس الخريف قد لا تكفي لانجاز تلك الواجبات في حالة التمتع بالكسل والخمول.. وبالتالي ستعاني تلك الأسرة من مشاكل خلال موسم الأمطار والثلوج القادم بثقة قل نظيرها..
وغيوم الكسالى لهذا العام تمرّ بسماء المنطقة الخضراء في بغداد، وتنذرهم بالشتاء الآتي بثلوجه وزمهريره، وببراميل النفط الخاوية في منازل العوائل العراقية المغلوبين على أمرهم، ولعل بغيوم الكسالى أن تقول لسادة المنطقة الخضراء: إننا لم نعد نريد أن يصلنا النفط أو غاز الطبخ من خلال شبكة أنابيب، بل نريد أن يصلنا (كم لتر) من النفط الأبيض من خلال (الدنبر) الذي يسحبه حماراً كان نحيفاً قبل بضعة أعوام والآن أصابه شيء من السمنة من قلة العمل..!
وغيوم الكسالى تصرخ في المنطقة الخضراء بالوجوه المنتفخة الأوداج ـ لا اعرف ما هي الأوداج ـ وتؤكد لهم إن (غرفة المؤونة) في منازل العراقيين شبه خاوية من المواد الغذائية بعد تعذّر وصول (حصة تموينية واحدة بالكامل) طوال الأشهر الستة الماضية، وإننا لم نعد نحلم لا باللحوم البيضاء أو الحمراء ولا بالبقوليات والجوز واللوز، بل إننا ننتظر شاكرين وصاغرين قانعين بتلك الكيلوغرامات البائسة من الرز والطحين والدهن والسكر والشاي، مقابل ملايين البراميل من النفط الخام التي تستخرجونها من باطن أرضنا في الشهر الواحد..!!
غيوم الكسالى تنذر الحكومة الكسولة في المنطقة الخضراء، وتعيد لذاكرتهم بأن الثورة الفرنسية العظيمة انطلقت شرارتها من البطون الجائعة والأكواخ الخاوية، وإن الجوع كافر، والبرد أيضاً كافر..
غيوم الكسالى تولي أدبارها عن المنطقة الخضراء وتقول في نفسها: ما أكثر الكسالى في هذه البنايات الجميلة..؟!
#خدر_خلات_بحزاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟