أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - اقتسموا العراق ويتباكون على وحدته ...














المزيد.....

اقتسموا العراق ويتباكون على وحدته ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2060 - 2007 / 10 / 6 - 09:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بائـس ذلك الـوطـن الكبيـر الممتـد اوراماً وقيحـاً مـن الخواء الـى الخـواء ...صفيقـة تلك النظـم فيـه ’ والتـي تاكـل شعوبها وتجتر دمائهـا ... عهـر معتـق تلك الأيديولوجيات المذهبية والحزبيـة والفئويـة والتكتليـة ’ بشعاراتهـا واعلامهـا وخطابهـا وانشائهـا ودسائسهـا .
هـذا العـراق الذي كان طـاهـراً بتاريخـه وحضارتـه وعراقـة اهلـه ’ جعلوه ملتقـى شهـوات الأطمـاع والفتـن .
استنفـرت فضلات التاريـخ المرميـة خارج مسيرتـه الأنسانيـة ’ منافقون ودجالون تحت الطلب محليـاً وعروبيـاً واقليميـاً ’ كمـن يسيـر خلف جنازة ضحيتـه ’ لأن مجلس الشيوخ الأمريكـي صوت بأغلبيتـه ( وهذا مدان كونـه فقط ليس مـن شأنهـم ) لتقسيم العـراق المجـزاء اصلاً الى ثلاثـة كانتونات ( فـدراليـات ) كحـل للمأزق الذي تجاوزت كارثتـه الخطوط الحمـراء للحـرب الأهلية والتـي هـي فـي الأساس صناعـة محليـة وعروبيـة واقليميـة .
مشروع مجلس الشيوخ الأمريكـي اكثـر رحمـة مـن حالـة التقسيم المحليـة القائمـة ’ حيث تـم رسـم حـدود الجغرافيات الطائفية والمذهبية والعرقية بالدم العراقي وملايين الشهداء والأرامل والأيتام والمهجرين والمهاجريـن.
لقـد تـم تقسيـم العـراق ومحاصصتـه طائفيـاً ومذهبيـاً وعرقيـاً الـى مـدن ’ والمدن الى مناطق ومحال وشوارع ’ فأ بن البصـرة يذبـح ويحرق ويسلـخ اذا ما دخـل خطـاء الـى امارة الرمادي وابن الرمادي لا يحلم ان يدخل الى البصرة ’ وابن تكريت يصبـح مفقوداً اذا ما دخـل الناصريـة والعكس ’ وابناء العمارة يصبحـون جثث مجهولـة الهويـة اذا ما مـروا بمحاذات الفلوجـة ’ ونهـر دجلـة اصبـح جـدار عازل بين الرصافـة والكرخ ’ ومناطق النفوذ المحرمـة على الآخـر لم تقتصـر على الطوائف والمذاهب المختلفـة ’ بـل اصبـح لأحزاب وجيوش ومليشيات وفرق المـوت للطائفـة الواحـدة والمذهب الواحـد مناطق نفوذهـا تتصارع وتتقاتـل وتتقاسم الثروات والمؤسسات ... ان حالـة التقسيم قائمـة فعـلاً واكثـر كارثيـة وبشاعـة مـن مجـرد مشروع امريكـي غيـر ملزم ...
هـل بالأمكان ان مجلسـي الرئاســة والوزراء ومجلس النواب والمجالس الأمنيـة وغير الأمنيـة ’ وهـي مجالس منقسمـة على ذاتهـا مـن حيث النوايـا والخلفيات والأهـداف والممارسـة ان تمتلك حـق ومشروعيـة الدفاع عـن وحــدة العـراق ... ؟ .. وهـل هناك مـن يصدق ان الأستنفار العروبـي الأسلامـي هـو حقـاً مـن اجـل وحـدة العراق وسلامة شعبه ’ فـي الوقت الذي لازال الدم العـراقي يقطر مـن نصال خناجرهـم وسيوفهم العروبية ..؟
سقط التاريـخ وانحطت القيـم داخـل مجلس النواب العراقي عبـر اجماعهـم المنافـق بعـد ان جعلـوا مـن المشروع الأمريكـي غيـر الملزم منشفـة يمسحـون بهـا عـن وجوههـم المدانـة بقـع دم اشلاء العراق المقسـم داخـل مجلسهـم جغرافيـة وثروات وبشـر واسلاب فئـويـة وشخصيـة ’ اجماع يشبـه العـورة عبـروا فيـه عـن حقيقـة خلفياتهـم الخجولـة ذريعـة تنكـروا فيهـا عـن خداع والتواء ادعاءاتهـم ونفاق قناعاتهـم حـول المستقبـل الديموقراطي التعددي الفدرالـي للعـراق الجديد ’ وكشفوا عـن رسوخ تراكمات التراث البعثـي الشوفينـي الطائفـي في ذواتهـم لقـد كشرالبعث عـن انيابـه فـي مجلس النواب ’ وخاصـة بوجـه الأكراد وسحقوا جروحـاً يرغب الشعبين العربي والكردي ومكونات العراق الآخـرى ان يمزقـوا صفحات ازمنتهـا الرديئـة ليفتحـوا صفحات جديدة مـن التاسمح والأخوة والثقـة ورغبـة البنـاء المشترك .
انهـم لا يرغبون بتفسير مشروع مجلس الشيوخ الأمريكي ضمـن سياقـه ’ بـل تعمـدوا تفسيره خطـاء بغيـة الهجوم الشرس على ارادة العراقيين ورغبتهـم فـي مستقبل عراقهـم ديموقراطي تعددي فدرالـي مـوحـد ’ ومـع الأسف تشم روائح الأفكار والنوايا والممارسات البعثيـة الشوفينـة العنصريـة والسلفيـة والتكفيريـة علـى اشكالهـا تنبعث مـن التصريحات المرتجلـة والمغرضـة احياناً لبعـض القـوى والأطراف مـن داخـل العمليـة السياسيـة ’ والغريب فـي الأمـر ان البعض مـن المثقفيـن قـد استنشقوا تلك الروائـح واعادوهـا زفيـراً مقـززاً ’ بينمـا كان المفروض ان يكون دورهـم التصدي لتلك الخزعبلات القذرة .
انـا شخصيـاً ادين القرار اذا كانت اهدافـه تكريس الواقـع الراهـن للعـراق المقـسم اصلاً ’ وكذلك لكونـه يحمـل رائحـة التدخل في الشأن العراقـي ’ لكنـي فـي ذات الوقت ابسـق بوجـه كـل الذيـن تعاملوا مـع الوطـن وكأنـــه ككعكــة بلا اهـل ’ كـل سحـب سكيـن اطمـاعــه ومارس قطـع حصتـه مستعجلاً بلا رحمـة او تأنيب ضميـر ’ وابسـق ايضـاً بـوجـه كـل الذيـن اشتركـوا بقتـل العـراق ثـم تباكـوا تماسيحـاً خلـف جنازتـه ’ سفلـة وعاقيـن ودخـلاء اولائك الذين سفكـوا دم العراقيين وتحاصصـوا وطنهـم وهـربوا ثرواتهـم وحوسموا ما تبقـى مـن ارزاقهـم’ منحطين ودجالين و سماسرة مبتذلين اولائك الذين لا يـوقض ضمائرهـم او يصفـع وجدانهـم بؤس ومآساة الأيتام والأرامـل وملايين المهجرين والمهاجرين .
لقـد بلغ شـر الأمـور ما يضحك بدموع من دم ’ ان تلتقـي اصوات جاراتنـا لتصديـر الأرهاب والموت والدمار اليومـي مـن غـرب وشـرق وجنوب وشمال العراق مـع اصوات دلاليهـم ووكلائهـم لأدانـة المشروع غيـر الملزم ’ وهـم يمارسون على ارضـه بشاعـة ذبحـه ومحاصصتـه اشلاء كمحتلين بمجمـوعهـم .
هـل صحيـح اصبـحت ( دار السيـد مامـونــة ) ... ؟
لا اعتقـد ذلك ’ وامنيتـي قبـل يأخـذ اللـه امانتـه ان ارى تلك القذارات تحت مجهـر وعـي الملايين مـن بنات وابنـاء شعبنـا وارادتهـم وحسابهـا الذي سيكون عسيراً ( ماذا فعلتـم ... ومـن ايـن لكـم كـل هـذا ايهتـا الزنابيــر الساقطــة ... ؟ )
05 / 10 / 2007



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوهابية : مشروع ابادة جماعية ...
- يا هلي ...
- الأستقلالية : موس في بلعوم المستقلين ...
- تكنوقراط خراب البصرة ....
- مغتصبة ....
- كانت يوماً معارضة ... ؟
- راح بوش ... وجانه بوش ...
- ايها القائد شكراً ..
- عنواني الجنوب ...
- هل من نهاية لمظلومية الجنوب ... ؟
- الكورد : واقع ومستقبل ...
- الحوسمة الأنفجارية ...
- من قتل الأزيديين... ؟
- غريب بروحي ... موش انه ...
- ثقافة الغدر ...
- ايجوز هذا ... ؟
- بين مطرقة الأسلامي وسندان العلماني ... ؟
- بدعة الكبار والصغار في الثقافة العراقية
- يا حزن موت شتهيتك
- المثقف وانتفاضة المهجر


المزيد.....




- أشرف عبدالباقي وابنته زينة من العرض الخاص لفيلمها -مين يصدق- ...
- لبنان.. ما هو القرار 1701 ودوره بوقف إطلاق النار بين الجيش ا ...
- ملابسات انتحار أسطول والملجأ الأخير إلى أكبر قاعدة بحرية عرب ...
- شي: سنواصل العمل مع المجتمع الدولي لوقف القتال في غزة
- لبنان.. بدء إزالة آثار القصف الإسرائيلي وعودة الأهالي إلى أم ...
- السعودية تحذر مواطنيها من -أمطار وسيول- وتدعو للبقاء في -أما ...
- الحكومة الألمانية توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بـ131 مليو ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. مقتدى الصدر يصدر 4 أوامر لـ-سراي ...
- ماسك يعلق على طلب بايدن تخصيص أموال إضافية لكييف
- لافروف: التصعيد المستمر في الشرق الأوسط ناجم عن نهج إسرائيل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - اقتسموا العراق ويتباكون على وحدته ...