أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شمال علي - كلمات الى جلال الطالباني حول ما يجري في سجون أمن (آسايش) السليمانية














المزيد.....


كلمات الى جلال الطالباني حول ما يجري في سجون أمن (آسايش) السليمانية


شمال علي

الحوار المتمدن-العدد: 634 - 2003 / 10 / 27 - 03:18
المحور: حقوق الانسان
    



مساء يوم الخامس من اوكتوبر تم اعتقالي من قبل عناصر الآسايش في الساحة الرئيسية في مركز مدينة السليمانية، اعتقلت بتهمة الاصرارعلى كشف الملفات السرية لبعض جواسيس البعث (اللذين تم الحصول على ملفاتهم) ضمن قيادة كلا الحزبين الحاكمين في كردستان، الاتحاد الوطني و الديمقراطي الكردستاني. اعتقلت لأني كنت واقفاً بجانب رفاقي في الحزب الشيوعي العمالي العراقي، اللذين كانوا منهمكين في جمع التواقيع على بتيشن(عريضة) تدين اخفاء تلك الملفات من قبل الاحزاب الحاكمة  و تطالب بكشف تلك الملفات. اعتقلت لأني طالبت بحقي و حق جماهير كردستان بمعرفة حقيقة تلك العناصر التي ما برحت تمارس ادوارها القيادية داخل كلا الحزبين.
كنت اتمنى ان يرافقني كل المتبجحين و المصفقين لديمقراطية الاتحاد الوطني في رحلتي داخل اقبية (آسايش) سليمانية، فالسويعات القليلة التي قضيتها هناك كانت اكثر من كافية لتخرس كل الالسنة المتغنية بأحترام الاتحاد الوطني لحقوق الانسان، فما شاهدته من نماذج لأخلاقيات مسلحي الاتحاد و معاملتهم للسجناء من الاهانات و اللغة التي تنعدم فيها اي اثر لأحترام كل ما هو انساني ، حتى اساليب الضرب و التعذيب المستخدمة بكل تلقائية ودون ادنى وازع كانت كفيلة بجعل كل المدافعين عن "الحرية الموجودة في كردستان" يحمرون خجلاً.
فالضرب المبرح حتى يتعب رجل الآسايش، التهديدات المتكررة بالقتل و التقطيع ارباً و الاهانات و الشتائم الفظيعة في بذائتها لا تصدم أي منتسب في جهاز الآسايش بما فيه مديره العام (دانا أحمد مجيد)، الذي ينافس السوقيين في بذائته وقذارة لسانه و لا يتورع عن توجيه اقذع الشتائم الى السجناء. ولكن يبقى كل ذلك و بالقياس الى ما يجري في الآسايش بصورة رسمية و مقبولة من قبل الجميع من ضمنهم الامين العام للأتحاد الوطني جلال الطالباني، ظواهر عرضية و غير ذات اهمية. فما يعانيه السجناء المخضرمون خلف اسوار دائرة الآسايش في السليمانية تشكل دلائل دامغة على بعد الاتحاد الوطني الكردستاني و ممارساته عن كل القيم و المعايير الانسانية.
تحتوي كل زنزانة من زنزانات الآسايش على اكثر من سبعين سجيناً استكمل التحقيقات بحق معظمهم، يقبعون هناك و لمدد طويلة دون سبب معلن، تمنع عنهم المواجهات الاعتيادية مع ذويهم و كل اتصال بالخارج. تحدثت مع مجموعة منهم اكدوا جميعهم بأنهم مسجونون لما يزيد عن ستة اشهر دون مسائلة او تحقيق، كان هناك سجين محكوم بستة اشهر اكمل شهره الثامن عشر في السجن. في الفترة القصيرة التي بقيت فيها داخل الزنزانة و "اتيحت" لي فرصة الحديث مع السجناء و الاستماع الى قصصهم تأكد لدي بأن ما يقارب 70% من السجناء هم من المعتقلين السياسيين، قسم منهم لم يتجرؤا حتى على الحديث معي بسبب التهديدات، و طلب الجريئون منهم أن أعلم الناس بمعاناتهم. قلت لهم و ماذا عن ناشطي حقوق الانسان و هيئات المراقبة التي تزوركم بين الحين و الآخر وفق ما يدعيه جلال الطالباني؟ ، اجابوا بعد أنتهاء قهقهاتهم المريرة و المليئة بالسخرية:  و من منا يجروء على اعلام ممثلي (حقوق الانسان) بما يجري؟، يكفي أن يعلموا السجانين بأسمائنا و المسائل التي نشكو منها حتى يتم نقلنا الى الــ"بالاس"، و تبين لي بعد ذلك إن "البالاس" هو اسم "الدلع" للمحاجر و الزنزانات الانفرادية، بأمكان السجناء زيارة البالاس لمختلف الاسباب. فتوافر السجان على قلم من أي نوع كان، و اكتشاف أي جريدة أو كتاب ما عدا جريدة(... سليمانية) و هي جريدة ما يسمى بالمجلس البلدي، الاجتماعات"المشبوهة" داخل السجن، التكلم اكثر ما يسمح به السجانون، و الخ.... من أي شيء لا يعجب السجانين كفيلة بنقل المسجون الى الغرف الانفرادية حيث يتوفر الضرب و التعذيب دون أدنى شك. قال لي احدهم لا نستطيع أن نقوم بأي شيء برغبتنا ما عدا الذهاب الى المرافق الصحية التي تنفتح بابها مباشرة على القاعة. الغذاء المقدم الى السجناء حتى و أن تشابهت اسماء مفرداتها مع قائمة الغذاء المزعومة من قبل ادارة السجن فهي في اغلب الاحوال غير صالحة أو حتى متعفنة.

فيا سيد طالباني:
هل احتاج لتذكيركم بأن احدى المباديء الاساسية لحقوق الانسان هي احترام حقوق السجناء و ضمان حصول السجين على محامي يدافع عنه و ضمان محاكمة عادلة له؟ هل تحتاج للتذكير بأن ابقاء أي شخص اكثر من اربعة وعشرون ساعة في السجن دون توجيه تهمة صريحة ضده ممنوعة في ظل أي قانون و دولة تتدعي احترام حقوق الانسان؟ الا يكفي مئات السجناء القابعون دون تحقيق و محاكمة في سجون اسايش السليمانية لتكذيب كل الادعاءات الفارغة للأتحاد الوطني بـ(الحرية الغير مقيدة) و ديمقراطية الاتحاد؟ الا تضحك في داخلك على غباء إن لم يكن وقاحة من يكيلون المديح الى تجربتكم في كردستان و يتمنون للعراق ما يجري الآن في كردستان.
فأنتم لا تملكون في يديكم سوى ادارة مدينة وبعض الاقضية و النواحي و هذه هي حال ديمقراطيتكم، لو جاء في حسن طالعكم و بدأ اسمكم بحرف الالف وكنتم قد انهيتم مدة رئاستكم لمجلس الحكم، هل كنتم ستعممون ذاك النموذج على كل العراق؟ هل تتصورون بأن الناس كانت ستمايز بين ممارساتكم و الممارسات البعثية القديمة؟ من الواضح بأنكم تتباهون كثيراً بتجربتكم على زملائكم في مجلس الحكم فليعلم الجميع ما الذي يجري في الواقع في امارتكم و ماذا ستكون ردود افعالكم حول تلك الحقائق.

 

 



#شمال_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تركيا: اعتقال مطلوب دولي بشبهة الانتماء إلى -داعش-
- تحت ضغط أميركي.. سحب -تقرير المجاعة- بشأن غزة
- -سوريا الجديدة-.. كيف توازن بين ضبط الأمن ومخاوف الأقليات؟
- إنفوغرافيك.. اللاجئون السوريون يعودون إلى وطنهم
- ارتفاع وفيات المهاجرين لإسبانيا عبر الأطلسي في 2024
- مصدر أمني: ضبط أجهزة تجسس بين خيام النازحين في غزة
- شاهد.. لماذا يعرقل نتنياهو صفقة تبادل الأسرى مع حماس؟
- من يكون محمّد كنجو الحسن مسؤول عمليات الإعدام في سجن صيدنايا ...
- المرصد: إيقاف المسؤول عن عمليات الإعدام في سجن صيدنايا السور ...
- واشنطن: سعي هونغ كونغ لاعتقال معارضين يهدد السيادة الأميركية ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شمال علي - كلمات الى جلال الطالباني حول ما يجري في سجون أمن (آسايش) السليمانية