أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد علي محيي الدين - أقتحام مؤسسة المدى...عنوان لحرية الصحافة














المزيد.....

أقتحام مؤسسة المدى...عنوان لحرية الصحافة


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2060 - 2007 / 10 / 6 - 09:59
المحور: الصحافة والاعلام
    


في سابقة خطيرة أقدمت قوة من الجيش العراقي بأوامر من جهات عليا في صباح يوم الثلاثاء على أقتحام مبنى تابع لجريدة (المدى) في بغداد،وصادر أفراد القوة كتبا ووثائق وكراريس قديمة من المبنى،بعد أن سمح لهم حمايته بالدخول على أثر تهديد باقتحامه بالقوة والاستيلاء عليه، وليست هذه المرة الأولى التي تجري فيها مثل هذه المداهمات،فقد أقدمت قوات أمريكية – عراقية مشتركة قبل أسبوع على أجراء تفتيش في بنايات مؤسسة المدى للأعلام والثقافة والفنون في العاصمة بغداد وتصوير جوانب من دوائر الجريدة وممتلكاتها،وأخذ نماذج من كراريس قديمة كانت محفوظة في أحدى بناياتها.
وهذه التصرفات الخطيرة إزاء مؤسسة معروفة لها مكانتها في عالم النشر والأعلام ،ولها شهرتها بين المؤسسات الثقافية الوطنية في المصداقية والأمانة والنزاهة والجرأة في الطرح واتخاذ المواقف يعطي أشارة خطيرة عن التردي الذي وصلت إليه الأمور في مجال الحريات الصحفية،وحرية الرأي ،ويعطي انطباعا سيئا عن التوجهات المستقبلية الخطيرة لجهات لا تؤمن بالحرية والديمقراطية،فهذه المؤسسة العريقة ذات الحضور الفاعل في المشهد الثقافي العراقي،لم تكن في يوم من الأيام أداة للتطبيل والتزمير لهذه الجهة أو تلك،أو منبر للفكر الإرهابي ودعاواه للقتل،بل كانت من المؤسسات الوطنية التي أعطت صورة صادقة لما يجب أن يكون عليه الأعلام الملتزم في معالجة الأحداث،وكشف الحقائق،وكان لها دورها الثقافي والإنساني المتميز الذي تفتقر إليه المؤسسات الرسمية لما تمثله من انحياز وبيروقراطية عقيمة،فقد دأبت هذه المؤسسة على طباعة الكتب الثقافية والأدبية والفكرية ذات النهج التقدمي الواضح،وتوزيعها مجانا على القراء لإشاعة الثقافة الوطنية،وأقامت الأسابيع الثقافية التي تضم نخبة المفكرين وأعمدة الثقافة والأعلام في العراق،وساهمت في دعم وإعانة المثقفين بمختلف توجهاتهم الفكرية،وتخصيص رواتب شهرية لهم في سابقة غير مألوفة في العراق،واستفاد من هذا المشروع الإنساني مئات الأدباء والشعراء والكتاب والفنانين والصحفيين،في الوقت الذي تناست مؤسسات الدولة الثقافية الرسمية هؤلاء وتعاملت معهم بالإهمال والتهميش،وأقدمت على تقريب وإفادة البعض ممن لا يشكلون شيئا في الساحة الثقافية،وأهملت رادة الثقافة وأساتذة الجيل.
ويبدوا أن الدور الطليعي الذي تقوم به هذه المؤسسة لا يخدم توجهات بعض الأطراف التي تحاول القضاء على الومضات الحية للثقافة العراقية،وتسعى لسيادة الجهل والتخلف في الأوساط الشعبية،وتحجيم دور المثقفين في بناء المجتمع،فكان لها أن اندفعت باتجاه خطير لمحاربة هذا التوجه النبيل،والوقوف بوجه الساعين للبناء الثقافي على أسس وطنية بعيدة عن الدعاوى البغيضة السائدة هذه الأيام.
أن المتابع لخطوات المدى على مختلف الصعد،وفي جميع المجالات ،يلمس الجهد الرائع الذي تضطلع به هذه المؤسسة العريقة،في البناء الوطني لأسس ثقافية جديدة ذات مضامين حرة تستند لأخر التطورات الحديثة في الثقافة العالمية،وترسي دعائم متينة لدور المؤسسات الثقافية والإعلامية الحرة في تعاملها مع المتغيرات الجديدة،لإنشاء أرضية صلبة للبناء الثقافي الأصيل،بعيدا عن هيمنة الدولة وثقافتها الاستبدادية التي تحاول تسخير الإعلام والثقافة لما يخدم توجهاتها السياسية،ونزعتها في الهيمنة والتحكم بالآخرين،لما لها من التأثير الفعال في توجهات الرأي العام،وتطلعاته في مناحي الحياة.
أن أحرار العالم ومثقفيه مدعوون للوقوف بحزم إزاء هذه الظواهر المدانة،والتوجهات الخطيرة التي تنتهجها الدولة العراقية في التضييق على الحريات ومصادرة الرأي،وتهميش المثقفين،ومحاربة الفكر التقدمي الساعي لبناء الإنسان العراقي بما يخدم التوجهات الوطنية،والقيام بحملة عالمية لإيقاف التجاوزات والانتهاكات المتكررة بحق الإعلاميين والصحفيين ورجال الكلمة المقاتلة الباحثين وراء الحقيقة مهما كانت المصاعب والتضحيات.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة الثقافة أم وزارة اللصوص
- الأسماء الوهمية
- تزوير الوثائق والمستسكات
- ذوات ألأربع
- حقوق ضحايا الأرهاب
- شيوعي في زمن العولمة
- ماذا يجري في وزارة التجارة
- ((الفيدرالية وإمكانيات تطبيقها في العراق)
- التخطيط الفني والتخطيط الاقتصادي
- ما ذا يحدث داخل القائمة العراقية
- لغة البطون ولغة العيون
- دولة العراق الأسلامية..هل هي أسلامية
- الزمان والمكان في روايات غائب طعمة فرمان
- سياحة عدنان الظاهر في عالم المتنبي
- ومظات من تاريخ الحزب في الفرات الأوسط
- مقاهي الشيوعيين في القاسم
- أجتثاث الطائفية ،الطريق لبناء العراق الجديد
- الحقوق المنسية لضحايا 8 شباط الأسود
- هروب السجناء
- ذوله وين...وأحبه وين


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد علي محيي الدين - أقتحام مؤسسة المدى...عنوان لحرية الصحافة