أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - غزة وموضة المفخخات














المزيد.....

غزة وموضة المفخخات


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 2059 - 2007 / 10 / 5 - 11:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


الأحداث المتلاحقة التي تشهدها غزة منذ الإطاحة بمؤسسات السلطة الوطنية,والتقاسم الجغرافي والسياسي الذي افرزه قانون الحسم العسكري الذي اقتحم قاموسنا الفلسطيني,لم يترك لنا متنفساً للتفكير بهدوء,او الإستقرار النفسي,واعادة التوازن للقضية الوطنية,حيث اصبحنا غير قادرين على استيعاب مايحدث او إيجاد تفسيرات منطقية لجملة الأحداث اليومية التي تدور احداثها بين الفينة والأخرى في قطاع غزة والذي فيما يبدو يتجه لتبني النموذج العراقي وفق سياسة الخطوة-خطوة,حيث بدأ بعمليات الخطف والتعذيب,والأغتيال وكتطور طبيعي للبدايات اتجه صوب تجريف وحرق المنازل,وممارسة اشكال اقل ماتوصف بإنها حرب تطهير ولكنها ليس بالصبغة العرقية او الطائفية,بل اصطبغت بصبغة سياسية وحزبية,معركة شرسة تدور في الخفاء والعلن,تتوازى بطرفيها السياسي والعسكري,ولايدخر اي جهد لإعادة التوازن للساحة الفلسطينية من منطلقات وطنية صادقة..
وأخطر ماتناقلته الأنباء ليلة أمس هو حادث تفجير سيارة مفخخة بالقرب من ميناء غزة,أثناء مرور احدى دوريات القوة التنفيذية التابعة للحكومة المقالة,واعقبها بيان من مجموعة الشهيد ابو غريب بتبنى العملية,حيث تناول البيان التحذير,والتهديد والوعيد,ويحمل صيغة جديدة في الساحة الفلسطينية تضاف الى جملة ماشهدته ساحتنا من صياغات وثقافات لم نعهدها من قبل..
إن تأكد الخبر,والحدث فإنه مؤشر ومنحى خطر يقودنا الى الهاوية,ويضع مصير شعبنا تحت رحى تصفية الحسابات وعمليات التفجير والثأر,الذي سيجني عشرات الأرواح البريئه بلا ذنب كما إنه سيقودنا الى النموذج العراقي,وستتحول شوارع غزة لمذابح,ولا استبعد جمع عشرات الجثث من شوارعها على غرار بغداد..
لايمكن بأي حال من الأحوال استيعاب مثل هذه الاحداث التي تنذر بالكثير الكثير من المخاطر على مصيرنا الوطني,الذي بات في مهب رياح الضياع,في ظل حالة الإنقسام والتشرذم التي نعيشها منذ الرابع عشر من حزيران 2007م,والتي تدفع عجلة الإنهيار حتى بلغت ذروتها ووصلت لقمة الإنهيار الشامل وطنياً واخلاقياً.
انتقدنا حركة حماس خلال المرحلة السابقة والحالية,وانتقدنا ممارساتها الميدانية بكل قسوة كونها خرجت عن المفاهيم الوطنية والانسانية في العديد من التصرفات والممارسات التي تقوم بها القوة التنفيذية والقسام ضد أبناء شعبنا,وضد أبناء حركة فتح في غزة,كما انتقدنا الممارسات التي تمارسها أجهزة السلطة في الضفة الغربية من إعتقالات لأبناء حماس وهذا من حرصنا على ضرورة الإحتكام للعقل وتغليب المصالح الوطنية على المصالح الحزبية,وضرورة قيام الطرفان بخطوات وطنية لإعادة اللحمة للوطن,وإعادة الإعتبار للقضية الوطنية,بما إنها المصير المشترك لجميع الأخوة والفرقاء,وأن علاقتنا تحتكم لمبدأ الوطن فوق الجميع.
أما ماحدث ليلة أمس فهو يخرج عن نطاق الانتقاد والكلمة لما يشكل شعلة اللهب التي ستحرق وتدمر كل شئ وستدفع بإتجاه إنتهاء القضية الوطنية نهائياً,وبذلك لابد من التصدي لمثل هذا الحدث قبل ان يتحول الى ظاهرة ومنهج,لا بل التصدي له بقوة وبحزم ومن جميع الأطراف الوطنية وكذلك من جماهير شعبنا.
والوقوف بحزم امام كل من يحاول إغراق غزة ببحر من الدماء,والحكم بالإعدام على كل ماهو فلسطيني .فإن كانت شهوة الثأر والإنتقام هي الدافع لمن نفذوا مثل هذا العمل,عليهم أن يدركوا ان هذه الشهوة ستحرقهم قبل ان تحرق الآخرين,والإنتقام سيؤدي الى الإنتقام,والثأر يولد الثأر وندخل في داشرة مغلقة لن نستطيع الخروج منها ابداً.
غزة ...تحتضر..
هي غزة التي كانت تبتسم أزقتها وهي تحتضن مناضليها ومقاتليها وثوارها,وهذه هي غزة التي رنمت اهزوجة النصر والوحدة,ورقصت وبحرها على انغام الإنسحاب الصهيوني مهزوماً ذليلاً,هي غزة التي اصبحت اليوم سجن مميت,مصيره مجهول,شوارعها حزينة,منازلها تبكي,تصرخ,غزة المحاصرة براً وبحراً,تحلق بسمائها غربان الإحتلال يومياً تقتل وتغتال,غزة التي تحولت لبحيرة موت من الفقر,والجوع,وغلاء الأسعار,غزة التي فارقتها البسمة والسعادة..
فالمشهد مأساوي ومظلم وصورته قاتمة,ولم يعد قادراً على تحمل أكثر من هذه المآسي,فماذا ستفعل بنا المفخخات لو غزت غزة؟؟
وللتأريخ,والحقيقة نسجل أن مايحدث هو وصمة عار على جبين هؤلاء القادة المتربعين على عروشهم,غير مبالين بشعب يحتضر,يقتل,يموت,يعذب أبنائه,يضطهد رجاله,تهان نسائه,تهدد كرامته,وتهتك اعراضه..
وكلماتي لكل اولئك الذين تبنوا الموت نهجاً,والتحريض لغة,الى أين ذاهبون؟!
فإحذر شعبنا من المؤامرة التي تحاك ضد مصيرك,وقضيتك,إنها مؤامرة تعدت كل الخطوط الحمراء,وأصبحت معالمها واضحة وجليه,لاتحتاج الى فك طلاسمها,مؤامرة تستهدف قضيتنا عامة,ومصير شعبنا,ولم تعد تقتصر على تجاذبات فصائلية وحزبية,بل مؤامرة بكل ما تحملة الكلمة من معانٍ..
فعلينا جميعاً ان نتوازن لكي نعيد البوصله لمسارها الصحيح,ونلفظ دعاة الفتنة والقتل والموت من بين ظهرانينا,ونقول لهم كفى,والف كفى..
كفى تلاعباً بدمائنا ومصيرنا,كفى حقد ضد هذا الوطن,وضد هذا الشعب..
وتبقى الكلمات هي سلاحنا في مواجهة عصر المفخخات,ويبقى الوطن ينتظر..
سامي الأخرس
3-10-07م



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتفاق في الأفق.. فتحاوي ، حمساوي
- وعانق الفارس عروسه فلسطين -حيدر عبد الشافي في ذمة الله-
- فصائل المقاومة الفلسطينية تتبني المصطلحات الأمريكية
- صورة حقيقية من غزة
- التسول في غزة مهنة أم حاجة؟!
- حماس وفتح وأخطاء السلطة
- فقراء الجبهه الشعبية وطاحونة الفساد
- ماذا لو اعتقلت وأنا مع زوجتي وابني
- قمة طهران وتوقيت تعليق عضوية الجبهة الشعبية في هيئة منظمة ال ...
- هل تغرق سفينة حماس ببحر غزة؟
- ضرائب الضفة للرواتب والخدمات وضرائب غزة للسلاح والأعراس الجم ...
- إن كان التطرف دينكم فالتسامح عقيدتنا
- أين أبي
- عقول ساسة العراق وأقدام اللاعبين
- رساله إلي الرفيق عبد الرحيم ملوح
- مشاهد إعلامية حذاء هنية قضية وطنية
- السلطة التشريعية الفلسطينية بغيبوبة قاتله
- عبدالباري عطوان أدعوك للاستماع لقصيدة أريد أبي
- من الشرعي ومن اللاشرعي
- استبشروا خيراً الوطن بخير


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - غزة وموضة المفخخات