أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - ابراهيم البهرزي - نحن الصف الاول احسن الصفوف..














المزيد.....

نحن الصف الاول احسن الصفوف..


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2059 - 2007 / 10 / 5 - 11:33
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


ينتظر الاطفال هذه الايام على احر من الجمر اقتران فرحتين معا في زمن السخام العراقي غير عابئين على الاطلاق بحيرة الكبار .ينتظرون العيد الذي ان ظل منه شيئا فهو ملكهم لوحدهم ,وينتظرون اليوم الاول في المدرسة ..
اعتقد ان مصدر الفرح في كلا هذين اليومين هما شيئان لاغير :الملابس الجديدة والحشود الصاخبة !
فرح الطفل بهذين الشيئين صادق جدا ,بل وقح في صدقه,يقوله وينفعل به حتى وان قلبت الدنيا على من يعيشها ,والصدق هو ماء الطفولة وسرها الجميل الذي يتوارى شيئا فشيئا كلما امتد العمر ,ففي الصف الاول حين يتضايق الطغل يرفع يده بانكسار ويقول للمعلم صراحة :استاذ اريد ان اتغوط!
اما في الصف الثاني فيقول للمعلم :استاذ اريد ان اذهب للمرافق .
وفي الصف الثالث يقول للمعلم :اريد ان اذهب للمغاسل .
واخير صار في ايامنا هذه حين يصل للصف السادس وهو في طريق وداعه للطفولة صار يقول للمعلم بصوته الاجش :من رخصتك خالي ...زي الناس!
وقد امضى صديقي المعلم المتقاعد فؤاد جليل 37عامامن عمره لا يدرس الا الصف الاول الابتدائي وحين نلومه على اختياره لهذه الصحبة المتعبة كان يردد :ما كنت لاحتفظ بحيويتي طوال هذه السنين المرة لولا عشرتي لهؤلاء الملائكة ,وكان يستخدم لافهامهم كل وسائل الايضاح التي حبتها له الطبيعة فكان يمثل لهم بادائه الفكه ويغني لهم بصوته الدافيء وكان يعتبر الدوام مع هؤلاء الاطفال فرصة لغسل سموم الحياة السياسية كما يسميها .
وكما يتنظر الاطفال حصان الفرح الجميل فان حربا تدور في قلوب الامهات ,كيف سيرضى الطفل باسمال ابيه وهي تقصقص وتدرز وتخاط لتلائم جسده النحيل ؟
نعم لم يعد لنسبة كبيرة من العوائل قدرة على توفير الثياب الجديدة للعيد المدرسي الاول او لعيد الناس اجمعين فلا تملك الا اعادة انتاج الاسمال الابوية ومخادعة الصغار الذين لايخدعون بالثياب التي لا تخفي الذل الذي يرتسم في عيونهم رغم براءة الطفولة .
الملايين من الاطفال الذين سيتوجهون للمدرسة او للعيد هذا العام سوف لن يجدوا ثيابا جديدة تفرحهم ,وهذا يعني ان ليس هنالك العيد الذي يوعدون !
عدا عن قيام الامم المتحدة بتقديم بعض الحقائب الموحدة الكابية التي لاتثير الفرح بقدر ما تثير الملل فان لا حكومة تعرف كيف يستقبل ملايين الاباء والامهات ايام العام الدراسي الجديد الاولى بالمزيد من الكمد والحسرة وهم يرون فلذات اكبادهم يتضورون حسرة على الملابس المزركشة الانيقة التي لا يرونها الا عبر شاشات التلفزيون ,ناهيك عن صعوبة توفير المستلزمات الدراسية الاخرى بسبب ارتفاع اثمانها وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين الامر الذي يدفع الكثير من الاسر الى حرمان اطفالهم من فرصة التعليم وزجهم في الاعمال الشاقة المبكرة لاجل عون الاباء في كدحهم المرير .
ان هذه الايام ,ايام بدء العام الدراسي التي تاتي متوافقة مع ايام عيد الفطر لهي اشد الايام حزنا وثقلا على الاباء والامهات ,فعزيز ويعز كثيرا على اب او ام يرى طفله وهو يحرم من اول الافراح وربما اخرها في سني حياة الاطفال العراقيين الذين لا تتجاوز فترة (اصابتهم )بالفرح عاما او عامين لاغير من اعوام الطفولة ثم يكتسبوا بعدها درجة (الشفاء التام )من الطفولة في عراق الغر المكتهلين .
ان حزنا كبيرا يضرب روح الطفل حين ينظر عبر التلفزيون لاطفال الدنيا الاخرى الملونين كالفراشات زخرفا ولا يرى حاله الا كابيا مسربلا باسمال والديه.
وحيث ان لا حكومة تضع في برنامجها خطة لاسعاد الاطفال من اموال نفوط اجدادهم ,يكون لزاما على المجتمع الدولي ومن باب الرحمة المفقودة في عراق الكبار الحمقى ,ان يتم استقطاع نسبة من اموال النفط العراقي المصدر لصندوق يخصص لاسعاد الطفولة المكتئبة في العراق ,فليس الشعب الكويتي (مع تمنياتنا له بالسعادة الدائمة )اكثر حاجة للمال النفطي العراقي من اطفال العراق ,ورغم ذلك فان الامم المتحدة نادرة جدا في استيفاء حقوق التعويضات له ,ومتماهلة جدا في تدبير شان الاطفال العراقيين الذين لا صوت لهم يصل اسماع الحكومات الجاحدة .
يتجه الان ملايين الاطفال العراقيين صوب المدرسة والعيد بمسيرة جنائزية من الاحلام الموؤدة والفرح المقموع امام انظار حكومة ربما ما عرف احد من اركانها لوعة الطفولة المحرومة .
يجلس صديقي المعلم المتقاعد قرب سياج المدرسة مصغيا لذلك النشيد القديم المكسور :
احنه صف الاول (احزن)الصفوف
والميصدك بينه خل ييجي ويشوف ..
ولكن من ياتي ومن يشوف يا اطفال بلاد الذهب الاسود المجلل بالسواد؟
من؟



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اكون باعتقادكم ايها الطائفيون؟
- لن تكون الطفولة بانتظارك دائما ايها الغريب
- نكته يا محسنين .....نكته لخاطر العراق الحزين!
- قرار التقسيم الغير ملزم ..متى يغدو ملزما؟
- اعاقون نحن ...ام ان لنا وطناعديم الشفقة؟
- باتجاه مؤسسة الحوار المتمدن....اراء وملاحظات
- كبير البلدة...درس فطري في الكاريزما الشعبية
- الكوليرا في زمن الحب ....الكوليرا في زمن الكراهية
- العقائديون والغرام....وهكذا كما ترين يا حبيبتي, كل تراكم كمي ...
- ماركس لا يلعب النرد....الطبقة العاملة العراقية راس الرمح لمو ...
- قصائد
- ابشري يا بلاد الفرنجة ..لقد ارسلنا لك فاتحين لا مهاجرين
- العراقيون والرحيل المبكر....حكاية غرام
- اسمك الفرد...لا قبله ولا بعده
- عن الكتابة ايضا ...مشاعية الكتابة غاية الحضارة والتمدن
- القراء الاصحاء هم عماد الثقافة ..لا المرضى من كتبتها
- يوم القارعة....امريكا ماذا فعلت بنفسك؟
- دعوة لتجمع وطني عراقي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين ومقاومة الت ...
- دموعها في خريف النظر
- الاحتماء بالجنون....المجنون السياسي محكوما-3


المزيد.....




- صدمة النازحين اللبنانيين لدى عودتهم إلى قراهم المدمرة بمحافظ ...
- رئيس البرلمان العربي يتلقى رسالة من البرلمان الأوروبي بشأن د ...
- RT ترصد عودة النازحين من سوريا
- المفوضية الأوروبية: دول الاتحاد ملزمة بتنفيذ أوامر اعتقال نت ...
- بوريل يوجه نداء لجميع أعضاء المجتمع الدولي لاحترام قرارات ال ...
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المربعات السكنية ومرا ...
- الأونروا.. ظروف البقاء على قيد الحياة تتضاءل في غزة
- خبير أممي يحذر من استغلال المهاجرين المؤقتين في أستراليا
- اعتقال ومحاكمة.. هل ضاقت دائرة الحريات على الكتاب بالجزائر؟ ...
- بوريل: ما يجري في قطاع غزة انتهاك صارخ لحقوق الإنسان


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - ابراهيم البهرزي - نحن الصف الاول احسن الصفوف..