جايكوفسكي وبحيرة البجع , سمفونية وباليه لا يمكن فصلهما عن بعض... فحين تسمع السمفونية تتراقص أمامك ممشوقات الجيد , وحين تشاهد البالية لا تدرك أيهما المنساب إلى تلافيف ما في باطن مشاعرك و أحاسيسك أهو ما تشاهده أو ما تسمعه أم كلاهما معا , تعيش الأمل والحب والتفاؤل لتنقلب بين لحظة و أخرى إلى قلق وخوف تنقلك بين انسياب مياه الينبوع أملا للحياة للزهور والطيور للإنسان ولكل مخلوقات الله على أرضه , وبين الرعد والرياح العاتية والبركان والزلزال و الحقد والغيرة و الأنانية للموت والخراب والسواد... تعيش مع هذا الإبداع الإنساني الكبير (بحيرة البجع) لتكون ودون وعي منك جزءاً من صراع الخير والشر... ترحل فيها بين حلاوة الحياة وربيعها والقها وبين زؤام الموت وجدب صحراءه وما تفرزه من قاحل العقول و جلمود الفكر... هذه هي الآن سمفونية حبيبنا العراق فهو يعيش عطاء الينبوع ... ينبوع جلجامش , رمزاً للحياة والعطاء فقد كتب عليه القدر منذ فجر الحياة وثم فجر الإنسانية أن يعيش العطاء ... فكم اكرم بني الأرض حضارة ومدنية وخيرا ...منه وفيه رسمت الإنسانية أول حروف كتابتها... ومنه وفيه ظهر أبو الأنبياء وجال هنا وهناك في أصقاع الأرض ناشرا بركات الخالق محبة وخلقا وعدلا...والى جانب ذلك يعيش حبيبنا العراق تحت حمم تقذفها ما أفرزه التصحر فكرا مجلمدا قاحلا جافا ليس فيه غير الموت والموت وحده... هذه السمفونية لابد وان تأتي نهايتها انتصارا للخير أهل الخير وصانعي الخير... غدا لا تلامس شمسه غير جباه و قامات من أحبوه فأعطوه علما وبناء وعمارا ...