|
جذور طيبة .. وثمار مرَة - 3 إلى المؤرَخ المناضل عبدالله حنَا
جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 2058 - 2007 / 10 / 4 - 12:19
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
جذورطيبة .. وثمار مرّة – 3 الى المؤرخ المناضل عبدالله حنا لئلا تضيع الحقيقة في نشأة الحزب الشيوعي في سوريا ولبنان إلى رفيق النضال والدراسة الثانوية الأخ عبدالله حنا قبل كل شيْ أنا سعيد أن أراك بصحة جيدة ونشاط ملحوظ وهمة عالية لكتابة الحقيقة المطموسة في تاريخنا المعاصر الذي اعتاد مؤرخوه كتابة تاريخ الطبقات الحاكمة أمتداداً لسلوك المؤرخين والإخباريين القدامى الذين كتبوا في أغلب الأحيان مايرغب أصحاب القصور ودهاقنة الإستبداد ووعّاظه أن يكتبوا .. وكنت المؤرخ الماركسي المبدئي رغم ملاحظاتنا على بعض المواضيع والهنّات التي لابد منها خصوصاً في مواضيع مضى عليها عقود طويلة دون وثائق خطية إلا ماندر , وتعرضت كثيراً لتشويه عبادة الفرد والشخصنة التي سادت مرحلة الهيمنة البكداشية التحريفية التي جبّت ما قبلها بخسة وغدر كما فعل التابو الديني تماماً ....ونحن لانتجنى على القيادة الفردية والتحريفية للسيد بكداش التي باعت نضال الشيوعيين السوريين واللبنانيين في بازار الديكتاتورية الأسدية الفاشية والعميلة , إنما نبغي وضع النقاط على الحروف في هذه المسيرة الطويلة المريرة بمقدار ماتوفر لدينا من معارف وحقائق صادقة دفاعاً عن المبادئ التي كرسنا حياتنا كلها لأجل عزتها وانتصارها , ودفاعاً عن ضحايا البكداشية وأسيادها المحرفين وغيرهم ,, عندما كان مقياس الوطنية والشيوعية الولاء والتبجيل للقائد الفرد ولكل ما يصدره بابا الكرملين دون حق في النقاش أو الحوار سواء كان خطأً أو صواباً .
عزيزي عبدالله : أشكرك على مقالاتك التي نشرتها على هذا المنبر ( الحوار المتمدن ) خلال شهر اَذار المنصرم تحت هذه العناوين : - من رواد الحركة الشيوعية في سورية – المرا حل الأولى لظهور الحزب الشيوعي السوري -- فوزي الزعيم الدمشقي رمز البطولة والتفاني – وناصر حدّة مؤسس الحزب الشيوعي السوري -- كما أشكرك على إعطاء الرواد الأوائل حقهم ولو كان منقوصاً خصوصاً بالنسبة للمؤسس الأول إبن الطبقة العاملة اللبنانية البطل فؤاد الشمالي الضحية الأولى لديكتاتورية بكداش ومثله بطل التأسيس القلموني العنيد والصادق ناصر حدّة ... وثق ياعزيزي عبدالله أنه لوقدّر للسيد بكداش وأمثاله من المحرفين استلام السلطة في سورية لفتك بمن يخالفه الرأي والسلوك البورجوازي والتبعية العمياء من أبناء. شعبنا وفي مقدمتهم أحرار الحزب وروّاده ومناضليه الذين يرفضون إلغاء عقولهم كما يمارس أي ديكتاتور طاغية في التاريخ وكما فعل مع مؤسسي الحزب وروّاده في سورية ولبنان .....ولو أطلقت عليه مع الأسف الألقاب الوطنية وأبرزها :
لقب ( الشاب الألمعي والوطني المثقف والخطيب المفوّه العائد من الدراسة من موسكو عام 1937 ). وأعتذر لتأخر تسجيل ملا حظاتي وإضافاتي لمقالاتك القيّمة حتى الاّن اَملاً أن يتسع صدرك لها لترى الأجوبة على التساؤلات التي طرحتها .. وأبرزها : ( ماجاء في مقالك – المراحل الأولى لظهور الحزب الشيوعي السوري : ( كان ناصر حدة حتى عام 1936 يشغل المركز القيادي الأول في الحزب الشيوعي وفوزي الزعيم كان مسؤول منظمة الحزب في دمشق , ويبدو واضحاً للمتتبع للأمور أن خالد بكداش تعرف على الحزب الشيوعي عن طريق ناصر حدة وهذا ما أشارت إليه شهادات الشيوعيين القدامى .. ومنها شهادة مدرس الأدب العربي إسكندر نعمة... في إلقائها الضوء على إهداء ناصر حدّة لخالد بكداش ( البيان الشيوعي ) المكتوب بالفرنسية وقيام بكداش بهذا العمل ( الريادي ) في ترجمة هذا البيسان ونشره باللغة العربيةعام 1933 ) بعد هذا تتساءل ياعزيزي قائلاً ( ولكن لانعلم مع الأسف سبب تجاهل خالد بكداش لدور ناصر حدّة فيما كتب عن ماضي الحزب .؟؟؟؟..) ولم تتساءل كيف اغتصب بكداش قيادة الحزب في سوريا ولبنان بعد عودته من موسكو عام 1937 وماهومصير المؤسسين رفاق ناصر حدّة في سورية ولماذا ترك ناصر الحزب وكذلك فوزي الزعيم ورفاقهم من العمال والفلاحين الفقراء البناة الأوائل للحزب ليحل مكانهم أبناء الطبقة البورجوازية وحملة الشهادات حتى لم يبق عامل واحد أوفلاح فقير واحد في هذه القيادة بعد تصفية قيادة ناصر وفوزي وخريستو قسّيس عامل الميكانيك الذي كان أول من استقبل المناضل البطل فؤاد الشمالي في دمشق بعد طرده من مصر عام 1924 وتأسيسه الحزب الشيوعي اللبناني مع رفيقه يوسف يزبك ...و.خريستو قسيس هذا المناضل المطموس في كل الكتابات التاريخية القاصرة وهو رفيق فوزي الزعيم وناصر حدة , كان منزله في ساحة القصور بدمشق - لايبعد عن منزلكم أكثر من مئتي متر .. انتخب رئيساً لنقابة عمال الميكانيك بدمشق وقد تشرفت بمعرفته وكان من أطيب الأصدقاء وأشرف الناس توفي فقيراً لايملك منزلاً سقط في الشارع وبقي على الرصيف حياً أكثر من ساعة لم يجد من يسعفه ... كان تاريخاً لكل ماجرى دون تجن أو افتراء على بكداش وصحبه أبناء العائلات البورجوازية والإقطاعية الذين اغتصبوا الحزب من طبقته ومن روّاده الأوائل واقتلعوه من جذوره الطيبة الشعبية الطبقية ليعطي الكثير من الثمار المرّة التي تحولت في العقود الأخيرة إلى ضفادع تنق في المستنقع الأسدي العفن مع الأسف ؟؟؟ وبعد كل هذا تساءلت ياعزيزي عبدالله على رفض بكداش إجراء مقابلة تاريخية معك في شيخوخته . وأنت المؤرخ الصادق..؟؟؟؟ , بينما التقى مع صحفيين أجانب .. لايعرفون شيئاً عن سوريا ولبنان وأعطاهم المعلومات المزيفة التي يريدها هو بإشراف اّل البيت طبعاً الذين سيطروا عليه في أواخر حياته ..؟؟
وذكرت في مقالك ( من روّاد الحركة الشيوعية في سورية ) حول مؤسس الحزب الشيوعي اللبناني فؤاد الشمالي وفي الحقيقة هو مؤسس الحزب في سوريا أيضاً بمساعدة الرائد الأول – ناصر حدة ورفاقه – في سورية .. ونقلت لنا الإشادة بنضاله كما نقلت افتراء أرتين مادويان بوق السيد بكداش الظالم له بالتعاون مع الأمن الفرنسي دون أن تجزم في هذا الإفتراء والتشويه الذي اعتمده بكداش وجماعته طيلة تاريخه لتصفية منافسيه وخصومه وذهب ضحيته اَلاف المناضلين من خيرة كوادر الحزب والأمثلة لاتحصى وهذا مقطع مما جاء في مقالك سأضع ملاحظاتي عليه : ( ولد فؤاد الشمالي في قرية سهيلة في كسروان عام 1894 فقيراً معدماً وتوفي عام 1939 فقيراً معدماً هاجر إلى مصر ونفي منها عام 1924 بسبب نشاطه الشيوعي بعد عودته إلى لبنان أسس نقابة عمال التبغ في بكفيا . .. أسس الحزب الشيوعي اللبناني مع يوسف ابراهيم يزبك في 24 ت1 1924 – ألف عام 1928 كتاب ( نقابات العمال في لبنان ) نفي إلى القدموس وإرواد بسبب نشاطه – دون توضيح النشاط – ضد الإستعمار الفرنسي – اختير - انتخب – أميناً عاماً للحزب الشيوعي اللبناني عام 1928 .. أبدى نشاطاً مذهلاً في عمله واتصف –باليسارية العمالية – وبقي أميناً عاماً حتى عام 1933 حين أزيح من منصبه .... ثم أبعد من الحزب كلياً بتهمة علاقته بالأمن . بعض مجايليه كيوسف خطار الحلو يرون أن تهمة علاقة الشمالي بالأمن باطلة .. في حين ما كتبه أرتين مادويان يلقي ظلالاً من الشك المقترن باليقين بعلاقة الشمالي بالأمن وتسليمه الرفاق الذين يعملون معه ..... والخبر اليقين في الوصول إلى أرشيف الأمن وهذا متعذرعلينا ..... ونحن نرى أن الشمالي عاش في حياته السياسية المأساة بأجلى معانيها ... وكتب بعد طرده من الحزب كتابه ( الإشتراكية ) عام 1936 ... أليست حياة الشمالي سواء صحّت التهمة أم كانت مجرد ظنون هي المأساة بعينها ؟؟؟ واستمرت بعد موته بإلصاق التهمة به وهو الذي أفنى حياته في الكتابة عن العمال والدفاع عنهم بالوسائل المتاحة له - في ذلك الزمن . انتهى ) - لايا أخي عبدالله الصيف والشتاء على سطح واحد في هذه القضية الهامة مرفوض ومستحيل : أن تمتدح نضال الرجل وتضحياته ثم تقول : إن ماكتبه مادويان يلقي ظلالاً من الشك المقترن باليقين بعلاقة الشمالي بالأمن ؟؟؟...فهذا تثبيت لافتراء مدرسة السيد بكداش بواسطة بوقها المعروف السيد أرتين ... الذي كان يقول علناً في اجتماعات كوادر الحزب في الستينات : أي رفيق يشتم وينتقد الله مسموح له أما الذي ينتقد أو يهاجم الرفيق خالد ( بدنا نفعل كذا. بأمه ) إسأل الكثيرين الأحياء الذين سمعوا هذه الكلمات البذيئة منه.يوم طالب المناضلون الشرفاء عام 1957 عقد مؤتمر للحزب وكشف جميع الإنتهاكات والإستبداد واللصوصية وعبادة الفرد في بنائه . فهل يمكن أن يكون هذا الببغاء مصدر اليقين لتشويه سمعة الشمالي البطل ..؟؟؟ تغطية للحقد الأسود والغدر التي تعرض لها هذا الرائد ورفاقه العمال المؤسسين بعد اغتصاب بكداش لقيادة الحزب طيلة حياته , وتوريثها لزوجته تيمناً بسيده حافظ الأسد ...
لكل ماتقدم أجدني مضطراً لنشر ما في جعبتي وذاكرتي من حقائق حول نشأة الحزب في سوريا ولبنان سواء مماقرأته أوسمعته من رفيق ناصر وفؤاد الشمالي المناضل و خريستو قسيس , ومن ناصر حدة نفسه الذي التقيت به مرة واحدة يتيمة في قاعة المحامين بدمشق عرفني عليه الزميل ناظم قدور قبل أن يستوزر وتقع القطيعة بيننا ...؟
سأسجل أولاً ما يجب قوله من حقائق مطموسة حول حياة الرائد الأول فؤاد الشمالي , ثم سأجيب على سؤالك لماذا تجاهل بكداش ذكر مؤسس الحزب في سورية ناصر حدة في حلقة قادمة من الرجوع إلى مؤلف - تاريخ الحركة الإشتراكية المصرية – للدكتور رفعت السعيد . والكتاب ليس بحوزتي الاَن مع الأسف تجد الدور البارز الذي لعبه العامل اللبناني فؤاد الشمالي في نضال عمال الإسكندرية ودمنهور والقاهرة مع القائد النقابي فرح أنطون وبنائهم الحزب الشيوعي المصري برئاسة حسني عرابي وقيادتهم للإضرابا ت العمالية المطلبية والسياسية التي انطلقت شرارتها من عمال مرفأ الإسكندرية وعمال النسيج في كفر الدوّار.... ثم شملت البلاد كلها ضد الإحتلال البريطاني ونظام الإقطاع والرأسمال والقصر ...وبعدها اعتقلت حكومة سعد زغلول القادة النقابيين وعلى رأسهم فرح انطون الذي أودع السجن دون محاكمة وأضرب عن الطعام أربعين يوماً حتى استشهاده وفؤاد الشمالي الذي اعتقل وهجّر على ظهر إحدى السفن إلى بيروت ,
ليتابع نضاله بتأسيس النقابات والحزب الشيوعى اللبناني تحت إسم ( حزب الشعب ) بمساعدة صديقة يوسف ابراهيم يزبك وأفراد من نادي – السبارتاكوس الأرمني , كما ورد سابقاً .. وفي الأول من أيار 1924 قاد هذا الحزب الصغير تظاهرة واحتفالات رفعت الأعلام الحمراء في شوارع بيروت احتفالاً بعيد العمال العالمي .لأول مرة في تاريخ الوطن العربي ..
في هذه الفترة أي مع بداية عام 1925 بدأ فؤاد يزور دمشق ليبشر بالمبادئ الإشتراكية , وهنا ما سمعته شخصياً من الرائد المناضل خريستو قسيس رفيق فوزي الزعيم وناصر حدّة وكيف تعرف عليه .. كان يومها يعمل قي أحد محلات تصليح السيارات وكانت يومها على ضفة بردى مكان سينما دمشق ووزارة الإعلام وحول مديرية التربية وتكية السلطان سليم التي أضحت فيما بعد متحفاّ حربياً ... جاء فؤاد من بيروت ليبشّر العمال السوريين بالإشتراكية تعّرف عليه خريستو واستضافه مرتاحاً للمبادئ التي يسمعها لأول مرة في حياته وتكررت زياراته له وأعطاه كراريس اشتراكية بالعربية والفرنسية ليوزعها على من يثق بهم .. وفي حزيران 1925 اشتعلت الثورة السورية في جبل العرب وا لغوطة لتمتد إلى سائر المناطق .. فجأة جاء فؤاد ملهوفاً وحذراً لزيارة خريستو في مهمة خطيرة طالباً منه المغادرة إلى مكان أمين ...ذهبا إلى أحد بساتين جوبر حيث تقطن إحدى قريباته وهناك سأله عن الطريقة السليمة للإتصال بأحد زعماء الثورة لإيصال برقية القيادة السوفياتية بتأييد الثورة واستعدادها لدعمها بالسلاح والمال . .
اقترح خريستو عليه زيارة فارس الخوري من أقطاب الكتلة الوطنية في حي باب توما .. لكن فؤاد أراد إيصالها لأحد الثوار مباشرة , تعهد خريستو الإتصال بأحد أصدقائه من عائلة أبوعسلي من حي باب مصلّى في الميدان حي محمد الأشمر - الذي كان يعجّ بنشاط الثوّار وبعد يومين أو ثلاثة تم إيصال البرقية إلى الشيخ الأشمر ليوصلها إلى قائد الثورة . وقفل فؤاد عائداً إلى بيروت لكن قصر مدة الثورة وعدم وجود القيادة المنظمة اَنذاك حال دون الجواب عليها كما أعتقد ...
وفي لبنان نظم فؤاد مع رفاقه العمال الذين لم يتجاوز عددهم أصابع اليد بعد عملية نسف سكة حديد رياق دمشق التي كانت تنقل الجنود والعتاد للجيش الفرنسي في سورية دعماً للثورة السورية بالإشتراك مع مجموعة من فلاّحي البقاع وهذا ما سجّله فؤاد في كتابه الصغير الذي قرأته بدمشق بعنوان ( تاريخ الحركة الشيوعية في البلاد السورية ) وبعدها مباشرة اعتقله الأمن الفرنسي بعد وشاية من أحد إقطاعيي الهرمل وسجنه في جزيرة إرواد مدة ثلاث سنوات كما جاء في الكتاب أو الكرّاس المذكور الذي أعطاني إياه المرحوم خريستو قسيس. وأذكر أنه كتب في نهايته بأنه سيشرح في الجزء الثاني خلافه مع بكداش الذي اغتصب قيادة الحزب .. وذكرت في مقال سابق بأنني اعتقد بأن الجزء الثاني لم يصدر أو أن أتباع بكداش عثروا عليه مخطوطاً بعد وفاته وأتلفوه ..لأن كثير من الأصدقاء المهتمين بالتاريخ الثوري في سورية ولبنان وفلسطين حاولوا إيجاده دون جدوى ....
خرج هذا المناضل البطل من سجن إرواد عام 1938 مصاباً بالسل وهذا كله لم يكتب عنه شيئاً يا للعار ؟؟. كما لم يكتب أحد عن عذابات زوجته أثناء اعتقاله وعذاباته هو بعد تنكر معظمهم له وابتعاد الذين ربّاهم عنه نزولاً بل رعباً وخوفاً من الهيمنة البكداشية الفاشية التي عمّرت سبعة عقود كانت زوجة فؤاد لاتملك ثمن قماط لطفلتها وأجرة القابلة , أثناء ولادتها لولا إنقاذ يوسف يزبك لها ولطفلتها من الموت جوعاً أثناء وجوده في السجن , وهذا ماكتبه يوسف ابراهيم يزبك رفيق نضاله منذ الخطوة الأولى ... فلماذا يغفل كل هذا الفداء وكل هذه التضحيات في تاريخ فؤاد البطل لماذا كل هذا الإجحاف واللاأخلاق في كتابة تاريخ هذا البطل ويصبح عميلاً للأمن ولو قدّر للسيد بكداش إلصاق الإتهامات السافلة بناصر حدة وفوزي الزعيم وخريستو قسيس وأحمد برقوق ومحمد الملا وغيرهم من مناضلي الطبقة العاملة السورية روّاد الحزب وفرسانه الأوائل , لما توقف عن ذلك , لكنه كان يعلم بأنهم أقوياء العزوة والشكيمة لذلك اكتفى بعزلهم نهائياً أي عملياً الحكم عليهم بالإعدام كما فعل بالمئات من مناضلي الحزب في سورية ولبنان الذين لاتتسع مئات الصفحات لماَثرهم النضالية في الحزب والحركة الوطنية .... , في حين تصنع كل هذه الهالة والتقديس وحرق البخور حول خالد بكداش الذي جعل الحزب تابعاً للكتلة الوطنية الإقطاعية مذ عام 1936 ووقوفه بجانبها في تأييد معاهدة 1936 الإستعمارية التي حاولت حكومة – ليون بلوم – الصهيوني الإشتراكي الفرنسية فرضها على سوريا .. وأرسل يومها الجاسوس رفيق رضا ( عضو اللجنة المركزية ) الذي سلّم الحزب إلى مخابرات المجرم السرّاج عام 1959 - اَنذاك إلى باريس لدعم الوفد الرسمي السوري الذي كان يضم جميل مردم وهاشم الأتاسي وفارس الخوري في توقيع المعاهدة التي تكرس بقاء الإنتداب الفرنسي و التي رفضها شعبنا ودفنتها التظاهرات الوطنية قبل أن يجفّ حبرها ....
وفي نفس العام تقّدم بكداش برسالة إلى زعيم الكتلة الوطنية السيد عفيف الصلح جاء فيها : تأييد مطلق لمعاهدة 1936 ولحكومة ليون بلوم الإستعمارية التي كانت تسمي نفسها ( حكومة الجبهة الشعبية الفرنسية ) مع مطالبتها بتنظيف جهاز الإدارة الفرنسية في سورية من الموظفين الفاشست .. واستبدالهم بعناصر مخلصة للعهد الجديد تتعامل بنزاهة مع حكومة الكتلة الوطنية . ووقف دعايات الفاشست الألمان والطليان التي تطغى على بلادنا بطريق بعض الصحف والباعة وبحماية الموظفين الفاشست الفرنسيين أنفسهم ... ثم طلب بكداش -- قائد العمال والفلاحين الألمعي حسب تعبيركم ؟ - طلب إنضمام حزبه إلى حزب الكتلة الوطنية ممثلة الإقطاع السوري .... لكن عفيف الصلح والكتلة لم ترد على رسالة بكداش المخزية هذه التي أطالبك بنشرها وكشفها يا أخي عبدالله خصوصاً بعد هذا السقوط المريع في مستنقع المافيا الأسدية وبيع كل نضال الشيوعيين وتضحياتهم وراء قيادة ملغومة – خطين تحت ملغومة وبورجوازية وضيعة حسب تعبير المناضل الماركسي الأردني فؤاد النمري - ... وهل نستغرب بعد رسالة بكداش الألمعي إلى السيد عفيف الصلح زعيم الكتلة الوطنية وإلى الإدارة الإستعمارية الفرنسية عام 1936 التي لم تورد فيها كلمة واحدة ضد الإستعمار الفرنسي وجرائمه في سورية , ولاكلمة واحدة عن مطالب شعبنا في الإستقلال الوطني و جلاء اَخر جندي إستعماري من أرضنا .... في نفس الوقت الذي كانت فيه شعوب المستعمرات الفرنسية وغير الفرنسية , وفي طليعتها الأحزاب الشيوعية , تمتشق السلاح قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها ضد المستعمرين لتحرير بلدانهم .. من الجزائر والمغرب إلى فييتنام وجنوب شرق اَسيا ...... هل نستغرب من السيد الألمعي أن يبيع الحزب كله لحافظ الأسد ويرفض الأسد إدخاله في حزب البعث لأن بقاءه في الخارج في جبهة شهود الزور أربح وأجدى لخدمة نظام القمع والإرهاب واللصوصية .... أليست هذه الحقيقة .. ليثبت حافظ الأسد للعالم أن نظامه ديمقراطي وتعددي يضم جبهة تضم عشرة أحزاب .. بينها حزبان شيوعيان ماشاء الله ..!؟ يرفدهما كل التحريفيين والمرتزقة في لبنان والعراق والأردن والمنطقة كلها قبل وبعد سقوط الإتحاد السوفياتي ...وكانت ومازالت تنشر الصحف البكداشية منذ نضال الشعب – السرية حتى اليوم -- إجتمعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري لتثمين خطاب الرفيق القائد الأسد .. دون خجل – إذا لم تستح فاصنع ماشئت –
بعد هذا نكون قد قدمنا للقارئ الكريم صورة موجزة عن تاريخ الحركة الثورية الماركسية الأولى التي أسسها وبناها لبنة لبنة عمال مناضلون أبطال تثقفوا من النضال الوطني والطبقي ومن المطبوعات النادرة , أو من البيانات التي كانوا يطبعونها على حجر الجلاتين بخط يدهم ويوزعونها على ورشات العمال في دمشق وبيروت وحمص وحلب وغيرها هذه هي الجذور الطيبة التي تاّمر البورجوازيون ( المثقفون الثقاة ) لاقتلاعها وإخفاء الجريمة .... لتوضع مكانها هياكل مزيفة تحمل ثماراً بلاستيكية عفنة ..... – يتبع لاهاي -- 3 / 10
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دور ماوتسيتونغ في تطوير الماركسية اللينينية - الفصل الثالث -
...
-
القمع الأسدي يحوَل الأنترنيت إلى - مصيدة - للشباب السوري .
-
الإنقلاب على المبادئ الدستورية بذرائع إستبدادية واهية في لبن
...
-
إغتيال الحبيبة صيدنايا عبر اغتيال الوطن ..؟
-
دور ماو تسي تونغ في تطوير الماركسية اللينينية - الإقتصاد الس
...
-
جذور طيبة .. وثمار مرَة - 2
-
جذور طاهرة طيبة .. وثمار مرَة في تموز واّب ؟؟-1
-
دور ماوتسيتونغ في تطوير الماركسية اللينينية - الفصل الثالث -
...
-
بين معركتين إنتخابيتين في سورية عام 1957 وفي لبنان الاّن ..؟
-
حوار مع الصديق الدكتور برهان غليون - 2
-
حوار مع الصديق الدكتور برهان غليون ..؟
-
دور أفكار ماوتسيتونغ في تطوير الماركسية اللينينية - الفصل ال
...
-
مماليك دمشق والإمارات الإسلامية
-
دور ماو تسيتونغ في تطوير الماركسية اللينينية - الفصل الثالث
...
-
خيانة حزيران 1967 التي أسموها نكسة ...؟؟
-
المحكمة الدولية والتباكي على لبنان ..!!؟؟
-
بيعة الطاغية شعراً ..؟
-
تنفيذ الفصل الأول من الإتفاق الإسرائيلي - الأسدي في لبنان ..
...
-
دور أفكار ماو تسيتونغ في تطوير الماركسية اللينينية - الفصل ا
...
-
الإستفتاء على الأشلاء
المزيد.....
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|