يضيع الحلم ...في ظل غياب فلسفة تربوية اسرية تستطيع ان تخلق انسانا يحب الحياة والناس اينما كانوا على وجه الارض....
يضيع الحلم...وسط الغرف المغلقة لمدرسة يدخلها الطفل منفتح العقل, متحفز للانطلاق نحو عالم الشمس , فاذا بعقله تضمحل خلاياه , واذا بانطلاقته تتعثر مجرد ان يثقل التفكير البريء بأحمال الحشو والتلقين والتكرار , وتخلو ساعات الصباح من اناشيد الفرحة ليعود الطفل الى بيته مهموما , وعاجزا عن التفكير الايجابي.
يضيع الحلم....حين يتحول الابيض الى اسود والاسود الى ابيض , والصغير الى كبير والكبير الى صغير , والجاهل الى عالم والعالم الى جاهل , في عالم لا يحكمه منطق العقل والمعرفة , ولا منطق الانظمة والقوانين , ليصبح الواقع حربا ينطبق عليها قول قيس ابن ساعده , بليغ العرب وحكيمها الذي قال :
( اذا رايت حربا جبانها يجرؤ وشجاعها يجبن وخسيسها يتحكم بكريمها ففر الى رابية وترقب الاحداث تجد ان في الامر خيانة ).
وفي لحظات الترقب الى عودة الحلم كي يعاود توثبه , تسود الظلمة وتزيد الغمة , وتعمى البصائر , وتفتقد الرؤية, ويعود الانسان الى الوراء حتى يعود اليه حلمه الضائع او يتمكن من صنع حلم جديد على انقاض حلمه الذي انقرض.
ولكن السؤال الملح بالضغط كي تنفجر الاجوبة هنا او هناك هو :
من هو المسؤول عن ضياع الحلم في واقعنا العربي.....انا....ام انت....ام هو....؟؟؟
وهل بالامكان استعادة الحلم الضائع ؟ ام انه قد اغتيل بسكين الغفلة....او الغفوة..؟؟
او انه قد حكم عليه بالاعدام في ساحة مظلمة برصاصة الخرافة والتخلف...؟؟؟؟؟
قتلة الاحلام : مجرمون وعلى التاريخ ان يحاكمهم كمجرمي حرب , وسفاكي خيال , ومصاصي ابداع , وجزاري حضارة.............. .