عبدالاله سطي
الحوار المتمدن-العدد: 2058 - 2007 / 10 / 4 - 01:04
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
احتراما للمنهجية الديمقراطية عين الملك محمد السادس عباس الفاسي كوزيرا أول بعد أن استطاع حزبه بقدرة قادر أن يحصد أكبر المقاعد البرلمانية، في انتخابات لم يكلف عناء نفسه الذهاب لصناديق الاقتراع سوى 37 في المائة من الناخبين. ربما تكون عقوبة الناخبين الذين لم يذهبوا للتصويت هي تعيين عباس الفاسي الذي سبق أن كبد أكثر من 30 ألف مواطن الكثير من الحسرة والألم الذي وصل ببعضهم للإقدام على الانتحار وإن كانت المسؤولية آنذاك هي مسؤولية جماعية تتحملها حكومة التناوب بجل مكوناتها. لكن السؤال الذي يبقى عالقا هنا ما هو الجديد الذي بيد عباس الفاسي أن يأتيه ولم تأتيه الأوئل؟ ما هو البرنامج الذي سيطبقه عباس الفاسي؟ هل برنامجه الاستقلالي المحسوب على المحافظين؟ أم برامج الأحزاب التي ستشارك معه في الحكومة والتي إذا أدمجناها ببعضها البعض سوف تعطينا وصفة وخليطا قد تعجز كبريات الطبخات في العالم على تقديمه. لكن كل زرع عندو كيالو وزرعنا في الحكومة الجديدة كيالوها خبيرون في لغة التوفيق والتلفيق مطبقين شعار لا فرق بين يساري ولا يميني ولا وسطي إلا بالانبطاح والتزلف وكسب رضا المخزن. ولا يبقى أمام هذا المشهد المؤسف عليه سوى انتظار ما ستؤول إليه هذه المسرحية، وكما هو متداول عند المغاربة لا توصي يتيم على بكا، فالمواطن المغربي واعي كل الوعي بما يجري ويدور في خبايا الأمور، وهذا ما جعله انتقاما أن لا يذهب لصناديق الاقتراع، فاللعبة محسوم فيها سلف، فلا يميني ولا يساري ولا شمالي ولا جنوبي كلهم بكل ألوانهم المزركشة لا يأتونك ببصلة. فقط لأن ريش الطير لا يطير، وكيف له أن يطير والروح التي تحركه وتمنحه القوة على الطيران إما أخذها البري تعالى و إما مغما عليها ولا حول ولا قوة لها، وربما الوصف الأخير هو الذي يليق بحكومتنا الموقرة التي لا تملك من سلطة الحكومة إلا الإسم ونيف. فالدستور المغربي لا يترك لها من سلطة التنفيذ وتخطيط البرامج إلا الفتات والنزر القليلن وشكون يقولها للسي عباس اللي غير بالهداوة كلا الحلاوة، ومزال حتى ماسخن بلاصتو و أعلن أن برنامجه الحكومي سوف يتطابق مع التوصيات الملكية حرفيا، هذا ما يدل على أن هؤلاء أصحاب الدكاكين السياسية لا يطمحون سوى للحقائب والنفوذ السياسي، أما أنت أيها المواطن فخليفتك على بو دومة. وهم حقيقة معذورين فأحسن الله بهم هذا هو حال البلية، البلية السياسية التي تغشي الأبصار خصوصا لما تلوح حقيبة وزارية في الأفق فتجد جميع المبليين يرددون كلام تلك أغنية أحد شباب الراي " ولا يلاه إلا الله... وبها بلاوني وياه". والله لكم من مضحكات في بلاد المغرب لكنه ضحك كالبكاء، وكما أسلفنا فالمغاربة يقولون لك دائما لا توصي يتيم على بكا.
#عبدالاله_سطي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟