أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - مكب النفايات














المزيد.....

مكب النفايات


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 633 - 2003 / 10 / 26 - 05:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

        من بين أهم أسس العقوبات التي يعتمدها الأسلام مبدأ عادل وصارم يقضي أن العين بالعين والسن بالسن ، وأن القصاص تربية وتعليم للغير وأداة للردع وتذكير الغير بفداحة العقوبة التي تنتج عن الفعل المخالف للطبيعة الأنسانية في الحياة وأحترام حقوقه وكرامته وبدنه .
ومن بين أهم الأسس التي تعتمدها السياسة والعمل السياسي هو مبدأ المعاملة ،  والتعامل وفق نظرة مبدأية وأساسية في النظرة للأنسان .
ومن بين أهم الأسس التي تتعامل بها السلطات الرسمية مبدأ احترام بقية الشعوب من خلال أحترامها لشعبها ومواطنيها ، فمن يستهين بشعوب غيره لايتوانى عن الأستهانة والأستخفاف بشعبه .
وحين كان الطاغية يستخف بالحكام العرب ويستهين بشعوبهم ، ويسخر في مجالسه الخاصه والعامة من أسماء لم تزل تتبوء كرسي السلطة ودفة الحكم في بلدانها ، وكان الطاغية يفضح أقواله هذه ضمن المؤتمرات واللقاءات التي كان مهووساً بها لأغراض أشباع النزوة الحيوانية التي تأكل روحه .
وكان الطاغية أيضاً يستهين بشعوب هذه الدول التي خدرها حكامها فباتت مهزوزة وهشة على حد زعمه وأقواله .
وكان الطاغية لايتوانى عن القضاء بأي شكل من الأشكال سواء بالسم أو القتل أو الأغتيال للمعارض العراقي دون أستثناء ، ويستمر في الأنتقام خلافاً للمبدأ الشرعي القائل ( بأن لاتزر وازرة وزر أخرى ) بأن تنسحب العقوبة الى أهل وأخوة المعارض مهما كانت درجة معارضته .
ويتمكن عدد غير قليل من أهالي المعارضين العراقيين الهروب خارج العراق طلباً للحماية واللجوء حيث تكون محطتها الأولى دول الجوار ، وأغلب هذه الدول من الدول العربية المسلمة ، وهذه العوائل من النساء والأطفال والشيوخ تكون بحاجة ماسة للحماية من ملاحقات النظام ، وبحاجة أكيدة للرعاية الأخوية ، وعلى العطف والمساعدة التي لم تلقاها من نظام أو سلطة عربية واحدة ، ولربما يجد أحد الجواب في عدم تدخل هذه الدول بالشأن العراقي الداخلي ، وحتى لاتخسر موقف الحكومة الرسمي في قضية لاناقة لها فيها ولاجمل .
لم تجد هذه النسوة من نساء العراق الشريفات والأصيلات رعاية من حاكم عربي مسلم ، وبذلك فقدن النخوة الاسلامية والشهامة العربية في التعامل ، وبقيت هذه العوائل تحت رحمة المهربين والمحتالين ودول اللجوء الأوربي ، ولهذا راحت اعداد غير قليلة ضحايا للكوارث الطبيعية أو الحيوانات المتوحشة في مجاهل الغابات والموت أنجماداً في مجاهل القطب أو في أجواف البحار والمحيطات .
وموقف الحكام العرب قد يجد له تبريراً في عدم حماية هذا العدد غير الطبيعي من العوائل بالرغم مماتتمتع به هذه العوائل من قيم وكرامة وموقف وطني وأنساني عراقي ودولي معروف ، وبالرغم من عدم أرتكابها أي فعل مخالف لأي نص دستوري أو قانوني ، لكن أولادها كانت تعارض نظام الطاغية  صدام حسين .
وأذا كانت هذه السلطات قد وجدت التبرير والجواب في هذا ، فأين تجد التبرير في أيواء المشتركات في الجرائم العراقية من بنات وزوجات الطاغية .
هذه الأشكال المسخ والبشعة التي لم تستطع كل أشكال التجميل والممكياج أن تجعل شكلها مقبولاً حين تظهر على شاشات التلفزيون مثل أية غانية رخيصة أشتركن أشتراكاً فعلياً أو بالواسطة في قتل العراقيين والعراقيات وسرقن أموال العراق ونشرن الفساد والفضائح والتصرفات الوضيعة التي تقع تحت طائلة القانون .
وليس من المنطق أن تلقى هذه النماذج البذيئة الرعاية والحماية ويتهدم دار والدة البطل سلمان شريف دفار الذي خطط لاغتيال المقبور عدي ويتم توقيفها وأعدام سيعة من أولادها وزوجها ، وليس من المعقول أن لايتم قبول لجوء عائلة عراقية واحدة من بين مئات الالاف من العوائل التي هربت الى دول الجوار المسلمة العربية .
فعلى أي شريعة تتعامل هذه السلطات العربية التي تضفي الحماية والرعاية لعائلة الطاغية واللواتي لم تزل دماء العراقيين ملطخة بأياديهن ، ولم يزل مال العراق الحرام في جيوبها وخزائنها ، فهل يقضي المنطق أن يتم الكيل بمكيالين في العمل السياسي مع شعب العراق ؟ وهل يوجب أن يتم تجاهل أرادة العراقيين وعدم أحترام رغبتهم في محاسبة هذه النماذج وفق القانون ؟ وهل تقضي الشريعة أن لاتتم محاسبة هذه النسوة عن جرائمهن بعد أرتكابهن الجرائم البشعة بالأشتراك مع الدكتاتور والمقبورين من المجرمين قصي وعدي أولاد الطاغية والمقبورين سيء الذكر كل من حسين وصدام ولدي المقبور كامل المجيد ؟
ولماذا تقبل هذه السلطات أن تكون مكباً للنفايات العراقية ؟
ولماذا تقبل هذه السلطات أن تستهين بشعب العراق وتجازف بالأساءة له أعتقاداً منها أنها تسجل موقف أنساني من باب العطف على النساء ، في حين غاب عنها هذا الموقف مع كل نساء العراق ؟ وهل هو موقف تسجله هذه السلطات وحكامها بالتضامن مع الطاغية البائد ضد شعب العراق ؟
يقيناً أن شعب العراق سوف لن ينسى هذه المواقف ، وسوف يعيد حساباته مع حكام هذه الدول على أساسها مع أن شعوبهم ستحاسبهم عليها ، والتاريخ العربي  سيسجل صفحة من صفحات حماية المجرمين من قبل هذه السلطات ، والتاريخ العربي سيسجل صفحة شائنة ومهينة وقفها بعض الحكام ضد كل الشعوب وحقوق الأنسان في مناصرة الطغاة وحماية المجرمين من القتلة والسراق  من عائلته .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار الوطني المطلوب مسؤولية جماعية
- العراقي حين يصلي فوق تراب العراق
- نداء لتكريم الأبطال والشهداء الذين نفذوا عملية أغتيال أبن ال ...
- عودة الكفاءات العراقية
- جلد الذات أم صحوة الضمير ؟
- الصبغ الذي انكشف
- هل تستفيد الأدارة المدنية في العراق من تجربة الستة أشهر الأخ ...
- حتى لاتستغل المرونة الدستورية
- الرجل الحامل
- التمثال
- بصمات جرائم القاعدة في العراق
- مكان أسمه - نقرة السلمان
- عصابات مافيا جديدة في العراق
- نظرية الخوف والتخويف في العراق
- المؤتمر الوطني للقوى والأحزاب الوطنية
- الشهيد القاضي محمد رئيس أول جمهورية لكردستان
- قوات البيش مركة
- كفاح وحقوق الأكراد
- القاضي مدحت المحمود أسم جدير بمهمة كبيرة
- متى نبدأ ببناء العراق ؟


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - مكب النفايات